حديث مع الذات: من أب لإبنه

حديث مع الذات: من أب لإبنه

انتظرت أن ألمح ظلك ونسيت أنني في عتمة الليل. شوقي إليك شدني وأضاع مني الزمن. أسير حاملاً جسدي المتعب وقلبي ينبض حباً بالحياة من أجلك , وحلماً باللقاء . لم أكن قبل أن تدخل حياتي أفكر بضرورة البقاء في هذه الدنيا لأطول فترة ممكنة وأتمتم داعياً ومصلياً أن يبقيني الله حياً حتى أراك وأشبع حدقةعيني منك , ولن أشبع . أصبحت أعذر من يتمسك بالحياة ولو بضعف شديد ويكاد يحزن للرحيل إلى الجهة الثانية , حيث لا لقاء ولا تلامس ولا رائحة من تحب. فقط , وربما ترى بروحك دون أن يشاركك في شيء. ما أصعب الرحيل عمن تحب لا سيما وأن هذا الرحيل طويل والله وحده يعلم مدته. الرحيل في الدنيا لمسافات بعيدة يأكل العمر فكيف بالرحيل الطويل الأبدي.

لا أحد يعرف كيف ولا متى ولا أين.فقط يأتيك من يقول لك أنت الآن عاجز عن أي حركة , عن أي كلمة , توقف كل شيء لديك وستذهب معي في رحلة لن يعرف أحد عنها أي شيء فقط أنت , وأنت فقط.وفي أقل من لمح البرق يسكن الجسد وتنطلق الروح دون أن تصدق ما حدث لهذه الطاقة التي إرتبطت بالجسد ولم تغادره قبلاً فجأة تجد نفسها طليقة حتى لتأبى الرجوع لو خيرت . الغريب في الأمر أنه وخلال هذه البرهة الزمنية الأسرع في لحظات العمر يدور شريط حياتك كله مستعرضاً تفاصيله .

نعرف الكثير عنها معروفة نسمعها ونرويها ولكن تبقى المعاناة أصعب من التحدث عنها دون شك أو على الأقل لم يخبرنا من عاشها فالموت أخر تجربة في الحياة .

بني : عملت كل ما في وسعي لأريك شخصيتي بشكل حسن لأني أعرف أنك تحبني وتتعلم مني وهذا جعلني أحسن من سلوكي فأن أكون والد يعني قدوة ، وتلك مسئولية أكبر من أي مسئولية في الحياة . ليس لي فضل عليك أبداً فقد جعلتني أبحث عن كل المزايا التي تجعلني أفضل ، شكراً بني علمتني أن أتعلم من أجلك . لا تنسى ذكري وتواصل معي بالرحمة والدعاء بالمغفرة ، وأكثر منهم ليكثر لك أولادك الدعاء.

من طرف ود الثلاثاء مارس 24, 2009 9:46 pm

يعطـــــــــــــــــــــــــــيك العافيــــــــــــــــــــــــــة

من طرف **المتمردة** الأربعاء مارس 25, 2009 12:51 am

مواضيعك اخ محمد فعلا رائعة
وكمان ردودك مميزة
يطول بعمرك
ومن كتاباتك نستفيد دايما

شكراً على الإطراء وأتمنى أن استحقه
حفظ الله عروة الأخوة بين كل الأسرة في هذا المنتدى

من طرف **شام** الأربعاء مارس 25, 2009 1:35 am

ما هذا يا دكتور كلمات رائعة لا أعرف ماذا أرد عليها من

جمالها و روعتها الفياضة .

أنت دائماً لا تكتب لنا إلا الرائع و الجميل .

شكرا لك لأنك تعتبرنا كأننا اولادك تكتب لنا مكنونات قلبك

كي تعلمنا من خلالها كيف نتعامل مع دنيانا الكبيرة

جزاك الله عنا كل الخير يا سيدي .