حديث مع الذات :الحياة ،الألم والموت

حديث مع الذات :الحياة ،الألم والموت

لا يدري ويشعر بالألم إلا من يصاب به ، والألم درجات ومتنوع ومن هنا فلكل تجربته الخاصة والخاصة جداً والتي تعنيه هو تحديداً وليس أحد آخر . حدثني عن ألمك وسأحدثك عن ألمي وسترى أن ما لديك يشبه ما لدي ولكن مقدار وشدة الوجع مختلفين والأخاديد التي حفرها في كل منا مختلفة حسب إحساسنا بالألم وتجاوبنا معه وحسب أدواته الجارحة . لكل درجة وعتبة إحساس ولكل ألم تأثيراته الخاصة .

فترات العمر تلعب دوراً في العوامل الخاصة التي سبق ذكرها . ومن قال أن الألم لا يدمن عليه المرء ، نعم يعتاده ويحس بفراغ كبير حين يتعب الألم ويرخي قبضته ليرتاح فيحس من يعانيه بنقص ما ، مثل حب الضحية للجلاد . وهذا ينتج عن طول المعاناة وملازمة الألم لفترة طويلة .

لماذا حين تكثر علينا الهموم نحس ببرودة ردة الفعل لدينا ونكاد نقول أجل إنه يوم أخر وسوف يكون من المعتاد عليه الإستمرار هكذا ، إنها طبيعة الحياة وهكذا البشر .

ألا نساهم بذلك بالترحيب المستمر بهذا الكائن الغريب الذي نسميه الألم وهو أكثر فتكاً من أي وضع أخر .

ربما كان ذلك مفيداً لنا لتجنب شدة الألم وهول المفاجأة ، وهذا عنصر إيجابي في قائمة السلبيات .

وهل لأحد تغيير مجرى حياته نحو الأفضل أو الأسوأ بكل بساطة وبتفكير جيد وفي لحظة سانحة للتنفيذ . الذي لا يعاني حالياً أو معاناته أخف بكثير من الغير سيقول نعم يمكنه ذلك فالمرء يختار قدره ويختار ما يناسبه ولا يجب أن يستسلم إلى أخر ما هنالك من عبارات تضفي القوة اللحظية على الفعل الذي قدر للمرء إتخاذه . وبعد أن يحدث عكس ما كان مخطط له أو تقل نسبة تحقيق إيجابياته النظرية ، يأتي المتفاءل وبكل بساطة ليقول لقد فعلت ما أقدر عليه . أليس في ذلك الرد حماقة وتحدي لما نتحدث عنه من قوة وقدرات وتحقيق الذات وسعة الأفق والقدرة العقلية الخارقة التي لا مثيل لها ...........................................

إن كنا عقلاء ونتعلم ونكتسب الخبرات ولا نقع مرة تلو الأخرى بنفس الحفر فلماذا نعاود الإستمرار بحياتنا في نفس المنطقة التي دمرها الإعصار ألف مرة قبل اليوم وسيعاود تدميرها لملايين المرات مرات أخرى ونبقى نحن ومن سيأتي مقيمين فيها!.أليس في ذلك ما يؤيد عدم قدرتنا على تغيير ما هو مقدر؟.

يمضي اليوم ، نكسب يوماً آخر من الحياة وبنفس القدر والوقت نقترب من النهاية هي هكذا مبنية على هذا الأساس ولها الإستمرارية . أيها الكائن المتواجد الآن حياً كنت أم ميتاً فلغة التواصل هي التي تحدد أين أنت في العالم المنظور أم نحتاج إلى عبور بوابة الموت لندرك العالمين . ذلك يعني أن الأموات يعرفون أكثر فلقد كانوا في الحياة المنظورة والتي لا نعرف نحن الأحياء حتى الآن غيرها ، بينما هم كانوا معنا ثم انتقلوا إلى العالم الأخر عبر بوابة الموت .

الموتى يعرفون أكثر ولكننا مجتمع الأحياء ليس لنا قدرة التواصل معهم رغم كل ما يحاولون به أن يتواصلوا معنا ......

الأموات أكثر معرفة وخبرة وذكاءً . ايها الحي !!!! انت في الحياة معذب بهذا القدر البسيط من الذكاء فكيف ستكون هناك وقد إزددت معرفة وبالتالي ذكاءً وواجهت الأبدية حيث لا تستطيع أن تغير من ماضيك شيئاً تضيف له رصيداً تحس الآن بقيمته وتتمناه ...........

تذكر هذا ولا تنسى ذكر الله وترجيه بعمل صالح قد يلطف قدرك ويمحنك العفو من عنده فهو الغفار الرحيم.

من طرف **شام** الجمعة مارس 20, 2009 12:50 am

تذكر هذا ولا تنسى ذكر الله وترجيه بعمل صالح قد يلطف قدرك ويمحنك العفو من عنده فهو الغفار الرحيم.

شكرا لك سيدي على التذكرة

إن الله الغفار الرحيم

من طرف ود الجمعة مارس 20, 2009 12:53 am

يعطيـــــــــــــــــــــــــــــك العـــــــــــــــــــــــــــــــافية

من طرف **الاستشاري** السبت مارس 21, 2009 1:12 am

الأموات أكثر معرفة وخبرة وذكاءً . ايها الحي !!!! انت في الحياة معذب بهذا القدر البسيط من الذكاء فكيف ستكون هناك وقد إزددت معرفة وبالتالي ذكاءً وواجهت الأبدية حيث لا تستطيع أن تغير من ماضيك شيئاً تضيف له رصيداً تحس الآن بقيمته وتتمناه ...........
تذكر هذا ولا تنسى ذكر الله وترجيه بعمل صالح قد يلطف قدرك ويمحنك العفو من عنده فهو الغفار الرحيم.
نعم يا سيدي صدقت بما خطت أناملك من خواطر ... بورك قلمك مستشارنا
وشكرا لتذكيرنا فلا عودة للماضي هناك
هناك حساب
هناك ثواب
وعقاب
اللهم أجرنا

من طرف **حور** السبت فبراير 06, 2010 12:36 pm

جزاك الله خيرا على هذا الطرح الرائع

حديث مع الذات :الحياة ،الألم والموت

حديث مع الذات :الحياة ،الألم والموت

رد: حديث مع الذات :الحياة ،الألم والموت

رد: حديث مع الذات :الحياة ،الألم والموت

رد: حديث مع الذات :الحياة ،الألم والموت

رد: حديث مع الذات :الحياة ،الألم والموت