صفحتي ( غريب الامارات )

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

خرج أهل الحي جميعا إلى الشوارع يبحثون عن ولدين من اهل الحي خرجا منذ ساعات واختفت آثارهم، من قبل العصر تحديدا، الجميع ما بين مهرول وراجل ومنتعل وحافي ينادون... يا نبيل يا نشأت... أصوات صغار وكبار رجال ونساء،لم يدعوا سكة ولا زقاق حتى حُفَر المجاري نزلوا فيها وقد كانت جديدة لم تجرِ فيها النجاسة بعد.
في هذا الوقت كان الولدان يمشيان بهدوء مستمتعين بالشجر والبقر على جانب الطريق لمسافة تزيد على الكيلومترين بقليل، وهذه مسافة طويلة إذا علمنا أنّ أعمارَهما لم تتجاوز الخمس سنين، المهم أنهوا مشوارهم ذهابا وإيابا دون التفكير بما أحدثوه من قلق وهرج ومرج جراء اختفائهم، بل ولم يكتروا بأصوات تنبيهات سيارات الشرطة المشتركة في عملية البحث، وأخيرا عادوا، وكان استقبالا حافلا:-
نزل نشأت هاربا إلى السيل الذي يشق المنطقة بمائه ، ولحقه أبوه(الأخرس) حتى أمسكه وأجلسه وسقاه ماءً وهدأ من روعه.
أما السيد نبيل المحترم فجرى مسرعا نحو أبيه ليريه قرشا أعطاه إياه أحد المارة وبكل براءة دون النظر الى ما حوله ، فما كان من أبيه الا أنْ صفعه قبل أنْ يمسك به الناس ثم مشى به إلى البيت الذي كانت تقف على بابه أمُّه ببكائها المرير، ثم كان مصيره جثة مربوطة على سريره الصغير إلى أن فكت قيده إحدى بنات الحي التي كانت معجبة بشعره الذهبي
أيها الأحباب أتعجبون مما سمعتم؟!
والله الذي برأ النسمة وفلق الحبةَ إنهُ لحَقٌّ ما أسطره لكم
نبيل ونشأت لم يكونا من أبناء الثراء والجاه، فلا الوالد من أعيان المنطقة ولا من أصحاب التجارات ولا من الملاك لرؤوس الأموال،
ببساطة تدعوكم للدهشة، والد نبيل كان يعمل صباغا ، وبلهجة أهل الحي (طرِّيش)
ووالد نشأت يعمل حلاقا غير أنه لا يتقن عمل الختان كما هو عمل الحلاقين في ذلك الزمان.
إذن ما الذي حرك كل هذه الجموع للبحث عن الولدين الضائعين؟؟؟
إنه المحبة الخالصة، والمودة الصافية، والجيرة الحقة، إنها القلوبً الخالية من الحسد والحقد والغل، يا الله أرجعني إلى ذلك الزمان فالشوق نار كاوية.

في زمن البركات والخيرات، كانت الولادة، يوم كان الناس يتعاملون مع بعضهم بحقيقة الحب،وحقيقة الود،يوم كانت القلوب بيضاء نقية كالثلج، كانت الولادة.
في منطقة ضاربة في القدم، تغفو على سفح جبل أشم، يتعب أهل الحي بشموخه ويرهقهم صعودا،،،
ويجاوره على الجانب الآخر محطة الخط الحديدي الحجازي للقطار، وقد سميت المنطقة تبعا لذلك ب(المحطة) ، وهي تتبع العاصمة العريقة فيلادلفيا أو ربة عمون أو عمّان وتبعد عنها مسافة ميلين تقريبا.
أحبابي الكرام
أحاول أن لا أذكر في سطوري إلا أحداثا ومعلومات تفيد في تحديد معالم شخصيتي وما كان لها تأثيرا في مسار حياتي.
كان يسكن المحطة خليط من المسلمين والنصارى على حد سواء، يعيشون بهدوء وسكينة ويعرفون حقوق الجوار كلاهما، وفي فلب المنطق يقوم المسجد والكنيسة!!!

أرجو المعذرة لأني مضطر للتوقف لاستقبال أختي وعيالها

من طرف **ام المجد** السبت ديسمبر 25, 2010 8:48 pm

ان قصة حياتك الرائعة باحداثها المؤثرة واسلوب سردها الشيق تحاكي احداثا كثيرة لدي ولدى الكثير من الناس لذلك فاني على يقين انها ستكون محط اعجاب واهتمام الكثير يا شيخنا الفاضل وسيكون فيها العبرة والفائدة الكبيرة باذن الله تعالى

ليس رائع بل ان وجد وصف اروع من الرائع نفسه فهذا ما اقصده

الاسلوب الشيق .. والاحداث الغنية .. اذن وجد لدينا شيخا من تاريخ الاقصى الاصيل

يحكي لي والدي ان جدي رحمة الله عليه قبل سنوات طوال ذهب الى فلسطين زيارة وصلى بالمسجد الاقصى >> استغربت وقتها
من الغريب اننا نستغرب ان هناك قوم كانوا يمشون على عتبات الاقصى ويصلون فيه !!
سبحان الله

سيدي الكريم ابا عمر واصل ..
فقداستمتعت كثيرا بقرأتي لتلك الرواية
التي تحمل بين طياتها الحزن والفرح >> نعم لابد هناك فرح ولو بصيص منه
اما بشأن مقطع الحرب وصورتها التي وصفتها لنا
فبالنسبة لي لم ارتعب مما ذكرت لانك تصف احداثا مررنا بها نحن ايضا
بل هي جزء من لحظات ابشع وامر عاشها ابناء بلدي
اذن نحن نتشابه بما حل بنا وبكم
حمدا لله على كل حال
....

- مش عارف يمه(وأنا أمسك دموعي بأهدابي)

عبارة تستحق التوقف .. استعارة رائعة اعجبتني حقا
شكرا استاذنا لانك شاركتنا بتفاصيل من حياتك

استمر ...

أخواتي الفاضلات أم المجد والمن والسلوى
أحبابي الكرام جميعا
كلما فترتْ همّتي وبدأ يجفُّ قلمي وتتعبُ ذاكرتي، إذا بكمْ تشعلونَ وتوقدونَ وتبعثونَ كلَّ ما فترَ وجَفَّ وتعبَ
شكرا لكم
ولأجلكمْ سأضعُ مشاعري وأحاسيسي وأسرارَ روحي على طبقِ الأخوة السامية، لكمْ أنتمْ ، وحقوقُ الطبعِ لكمْ أنتمْ أيها الطيبون
يتبع >>>>>>

الله يقويك ويطول بعمرك
ويكتبلنا انا واياك واعضاء المنتدى نصلي بالاقصى

هناك أمور قد نعتقد أنها لنا ولكن في الحقيقة , ليس هناك من أمر خاص , فلا بد أن لنا شريك في كل ما نفعل في هذه الحياة , وحتى لو فردياً فلا بد أن له إنعكاس على آخر. فحقيقة الحياة أنه ليس من شيء لن يعرفه أحد . بقي أن ندرك , أن من يمنحنا الطيب من روحه , إنما هو ذلك الشخص الذي عاش حياته في شفافية , وكانت جدران بيته ترحاب وحب للجميع , والأهم أن سقفه رَحمة الله , وتراه دائماً تلك المخلوقات التي تحلق ومن يحلق يسمو . أما أنت سيدي فتؤكد عراقة البيت الذي نحيا به , وجذور الأجداد المشرفة .
قولوا للياسمين أن يستمر بالإزهار

ودخلنا الصيدلية وأمي بيني وبين أخي الأصغر متثاقلين الخطى، وبدأ صاحب والدي الكلام:-
- يا أختي الموت حق علينا جميعا وإنا لله وإنا إليه راجعون، واللي خلّف ما مات، والبركة بالأولاد وإن شاء الله فيهم الخير والعوض....
وتكلم بكلام كثير هو والصيدلي مما يقال في مثل هذا الموقف، ثم رجعنا إلى كوخنا، أجل ، كوخنا المليء بالمحبة والطيب، رجعنا بأنفس منكسرة، وما أن جلسنا حتى بادرت أمي قائلا:-
- يا أمي أبوي ارتاح من همّ الدنيا ونكدها وراح إلى الرحمن الرحيم وما عند الله خير له مما عندنا ولولا ألم الفراق لفرحت له....نسأل الله الصبر الجميل....
طبعا ليس بيدي أن أوقف سيل الدمع المنهمر على خدود الغالية والتي أصبحت للمرة الثانية أرملة(وهذه قصة أخرى)، وغافلتً أمي وخرجتً إلى أفضل صديقاتها من الجيران الطيبين واستدعيتهم لمواساة أمي ريثما أقوم بعمل ترتيبات الجنازة والدفن من خلال اتصالاتي مع أقربِ المقربين من والدي، ولم أنمْ طيلة الليل باكيا في زاويةٍ من البيت وبالتحديد تحت شجرتي الليمون اللتين كان والدي يخصّهما برعايته، وكنتُ حريصا على إخفاء عبراتي أمام الحنونة المسكينة حتى لا تنهار هي وأخواتي اللواتي صرن أيتاما في ليلة وضحاها وعلي أن ألبسَ بردة والدي وأبسطَ لهن جناح الأبوة الوارف، وهذا ما كان.
كانت جنازة مشهودة، حضرتُ غسل والدي وتكفينه في البيت وفي غرفة نومهِ تحديدا، ولمّا انتهى التجهيز دعوتً أمي لتودعه وعندها خاطبتْهُ بجملة في موقفٍ حفِرَ في ذاكرتي كالنقش في الحجر:-
-- لمين تركتنا يا حنون
-- راحَ المرزوق وبقي الرازق يا أختي (بادرها بالجواب الحاج عزمي)
كان جوابه صارخا في كياني وكيان أمي وصداه يتردد إلى هذه اللحظة التي أكتب فيها، وكم كان لها أثرا بالغا في طمأنينة أمي وباقي أخواتي.
في اليوم الثاني للدفن ذهبتُ للمدرسة فأرجعني المدير للبيت بعد مواساتي وطلب مني لزوم البيت لاستقبال المعزين. وانقضتْ أيام العزاء واجتمعت العائلةُ الكريمة- أقصد قبيلتي- لبحث موضوع عائلتي الصغيرة واستقروا على خروجي من المدرسة لأجد عملا آخر يمكنني من القيام بمصاريف البيت، ورجعت بهذا القرار إلى أمي التي علاها الغضب وقالت بالحرف الواحد:-
-- يا بني ، هل كان أبوك يعمل قبل وفاته؟!!
-- لا يا أمي ( فهو مريض بالقلب)
-- طيب من وين كنا نصرف وناكل ونشرب ونلبس؟
-- من الله الرزاق
-- إذن الرزاق حي لا يموت ولا تنسَ يا بني كلمة الحج عزمي
- صحيح يا يمه لكن بدي آخذ بالأسباب
- اسمع يا نبيل لو تركت المدرسة لا تدخل هالبيت...انتهى
رحم الله أمي وغفر لها وجزاها عني خير ما يجزى والدة عن ولدها
يتبع>>>>>>

كانت عائلتي مكونة من ست أخوات وولدين، قبلي بنتان وبعدي أربعة، أخي كان يصغرني بأربع سنوات، وأختي الصغرى تصغرني بتسع سنوات، وبدأ مشوار الأبوة على درب حياتي يفرض نفسه على حركاتي وتصرفاتي.
أخي سبق وأن ترك المدرسة من الصف السادس الإبتدائي وعمل في النجارة، وكان هذا قبل وفاة والدي بسنين، وهو إلى هذه اللحظة يشعر بالندم والحسرة على تركه المدرسة- إي والله- رغم أنه يحمل خبرات في مجال عمله يستطيع أن يكسب الذهب الخالص لكن... دائما تقف امامه عقبة ترك المدرسة حاجزا متعبا لأعصابه في كثير من المواقف وتحول دون تقدمه أو ارتفاعه في ميادين العمل ( وهذا للعبرة ).
أما أنا فصرت أعمل بمهنة والدي بجاني الصيدلية والمدرسة، وكان أصحاب والدي يأتون لي بالعمل مثل صبغ البيوت والمحلات والمدارس مستعينا ببعض أصحابي، والأمور تسير على خير ما يرام، والحياة بدأت تضحك لنا من جديد، ولا أذكر أني أنا وأخواتي كنا نشعر بألم اليتم أو مرارة الفقر ولله الحمد والمنة، رغم بيتنا القديم، وآهٍ على بيتنا الجميل.
كان بيتنا من بقايا حي الضباط الإنجليز، بل حينا يسمى بحي الضباط، كان مبنيا من الطين والتبن، وسقفه من التنك(الزينكو) مما يجعل المطر يعزف على أوتاره أعذب الألحان
وكان هذا الكوخ موئلا للجيران شتاءً طلبا للدفء حول موقد الحطب...
يتبع<<<<<

من طرف **ام المجد** الأحد ديسمبر 26, 2010 3:42 am

مواقف مشرفة لافراد اسرة طيبة ورائعة
رحم الله والديك واسكنهما فسيح جناته
وفعلا من خلف ما مات
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اذا مات ابن ادم انقطع عمله الا من ثلاث ...)
ومنها ولد صالح يدعو له
فهنيئا لوالديك بك يا شيخنا الفاضل
تابع من فضلك

لا ادري لماذا تدمع العين ونحن نقرأ مذكرات اخونا ابوعمر؟ هل لصدق الحديث وبراعة التصوير ام لشدة معاناة صبي صغير ؟ام لحزن صاحبه عندما يحكيها وهو كبير ولعله ايضا علي القدس السليبه
ياسيدي هون عليك فانت لم تكن صبياصغيرا بل كنت وما زلت رجلا كبيرا وقدوه لشبابنا فابتسم واكمل جزاك الله خيرارجلا كبيرا

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم،بسم الله الرحمن الرحيم
(ألمْ يَجِدْكَ يَتيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأغْنَى )
كلما تلوت هذه الآيات البينات شعرت بأنها تخاطبني، فأقول نعم يا ربي حقا وصدقا،كنت يتيما فآويتني، وكنت ضالا فهديتني، وكنتُ عائلا فأغنيتني، فلك الحمدُ والمنة والفضل.
وأحيانا يمرُّ شريط الذكرى أمامي وأنا أتأهبُ لخطبةِ الجمعةِ فأبدأها بقولي
( اللهم لك الحمد ، كنت يتيما فآويتني، وكنت ضالا فهديتني، وكنت عائلا فأغنيتني، فلك الحمد).
أعودُ إلى بيتنا العتيق أو القديم لئلا يشتبهُ الاسمُ مع (البيت العتيق)،كان بيتا عربيا كسائر بيوتِ بلادِ الشام،محاطٌ بالأشجارِ منْ كل ناحية،كان يحتوي على ليمونتين ورمانتين وعنبتين وياسمينة، أما الياسمينة فلها ذكرَى جميلةٌ جدا، فلقدْ زارني صديقٌ لي وفيّ واسمُهُ مشتقٌ من الوَفا لأنه(وفا) وكانَ برفقِتِهِ أختُهُ الطيبة.... وقامَ أخواتي بإكرامِ هذهِ الأخت من خلال عملِ طوقِ من الياسمين وألبَسوها إياه،ولا زالتْ تذكرُ لهمْ هذا الإكرام إلى هذه اللحظة، وكيفَ لا تذكرُ ذلك وهي الآن ((( أمُّ عمر )))!!!! وما بين ذاك اليوم ويوم زواجي بها سبع سنوات عجاف تحتوي على قصةِ حبٍّ مليئةٍ بالأحداثِ العجيبةِ منْ أقدارِ المولى عزَّ وجلَّ، سوف يأتي ذكرُها في حينها إنْ كانَ في العمر بقية.
يتبع>>>>>

من طرف **شام** الأحد ديسمبر 26, 2010 3:17 pm

كم هي ممتعة
بما فيها من الحزن والالم والاصرار على الوصول
تلك رحلتك سيدي ابو عمر

زادك الله نورا وايمانا وسعادة

الأحداث القادمة التي أحب التركيز عليها ألخصها بهذا الموجز
** صراعي ما بين الصيدلي النصراني التبشيري وما بين المسجد.
** أعمالي التي لجأت اليها لتأمين مصاريف بيتنا بجانب عمل أخي الحبيب بالنجارة.
** فصلي من المدرسة في سنة التوجيهي الأخيرة بسبب مشكلة ما.
** رحلاتي إلى دمشق بالقطار.
** فترة الجامعة
** عملي بالزراعة عامل في مزرعة يديرها شقيقي من أمي لأجل بناء جسر بينه وبين أمي.
** دخولي الجيش وفيه عدة أحداث يجدر ذكرها.
** عملي في الصحافة وإلقاء الأشعار في النوادي.
** سفري إلى الأمارات بعد إذن والدتي وذلك لأجمع مهر أم عمر.
** بداية حياتي في الغربة وما فيها من أحداث أليمة مثل نومي ليلةً على الرصيف!!!
** سأمرُّ من خلال الأحداثِ على ذكرِ إخوتي من أمي والذين تركتْهُم مع عمتّهِم في رامَ الله بعد وفاةِ زوجها الأول ثم الزواج بوالدي والانتقال إلى القدس ثم عمان، مرورا برحلة البحث عن هؤلاء الإخوة وكيفية التعرف عليهم.
** أخيرا حياتي الزوجية
كان هذا موجز الأنباء وإليكم التفاصيل يقرأها عليكم غريب الإمارات من إذاعة الاستشارات

من طرف **شام** الأحد ديسمبر 26, 2010 3:35 pm

كان هذا موجز الأنباء وإليكم التفاصيل يقرأها عليكم غريب الإمارات من إذاعة الاستشارات
زدنا من تجاربك كي نتعلم الحكمة
بارك الله بك

أشكر لك تواصلك الطيب وتفاعلك الودود
وأسأل الله تعالى أن يجعلني عند حسن ظنكم

من طرف **ام المجد** الأحد ديسمبر 26, 2010 7:27 pm

(ألمْ يَجِدْكَ يَتيماً فَآوَى، وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى، وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأغْنَى )
ما اروع هذه الاية وما اجمل الاعتراف بفضل الله عز وجل ونعمته علينا
اكمل يا سيدي الفاضل كلنا اذان صاغية

سورة والضحى , من السور العزيزة علي , وكما إختصرت حياة والدي ووالدتي بفقدان الأم والأب فوالدتي لم تعرف أمها , ووالدي لم يعرف أباه وكلاهما عاني الأمرين والأكثر من الحنظل رغم أنهما أبناء خالة لنفس الجد والجدة هكذا الحياة (رحم الله كل الأهل أحياءً , أمواتاً) لذلك رأيت طفولتك المبكرة بالرجولة من خلالها , سوف أنتظر البقية .
كان من المفروض أن يبدأ مشوار الدخول لبيت الأسرة بهذه الصفحة , ولكن ليس هناك إلا الخير مع النوايا الطيبة .
رحلتك يا سيدي في هذه الحياة طيبة لما فيها من محطات كثيرة ومتنوعة ومختلفة ما بين نقاط فيها بعد كبير . والجميل في الأمر يا نبيل أنك تعاملت معها بنبل وأخلاق وحكمة , وهذا من فضل الله عز وجل وبفضل المحيط من بعد فضله تعالى .
لدي الكثير من الوقفات , ففيها خليط من العطور أعرفها فلقد كانت تفوح من حروفك , وإن كان لون البتلات الأبيض هو الظاهر فثمة لون مشرب بالأحمر , يشبه لون الياسمين عندما يقبل الشمس وبجانبه وردية جورية , ما أحلى أن يعرف المرء كيف يقول عن الأحزان وبقناعة ذكريات لحزن سعيد . أنتظر وموجة الراديو لمحطة إستشارات مولفة دائماً , ليس من محطة أخرى فالوقت لا يسمح , ومن كان في بيته بئر صاف وخير بالماء العذب , لن يبحث عن مكان آخر ولن يعاني لحفر بئر آخر .
الحمد لله

أنعشني يا سيدي بروائح أزهارك كي أستمر
وزودني بوقودك كي أكمل المشوار
شكرا لك
شكرا لكم

كان يتمتع بأخلاقٍ عالية، وربما بحكم عمله بالصيدلة والدواء، وعلاقتي به لم تكن علاقة رب العمل بصبي يعمل عنده ثم صار غلاما ثم غدا شابا، بل كان يعتبرني ابنا أو أخا أصغر مما جعله يراقب تصرفاتي يوميا ويسألني عن أصحابي بل ويشمني ليطمئن على موضوع التدخين، ويكلمُني عن دينه وعن عقيدته الباطلة، ودائما كانت مداخلُهُ لي من بوابة الأخلاق والمعاملة الحسنة ، وأشهد أنه كان ذو خلق رفيع، وقد كانت كل جهوده معي تبوء بالفشل كلما سمعتُ المؤذن يناديني أنا المسلم،فأستأذن لصلاة الجماعة في المسجد المجاور للصيدلية.
كنت حريصا على الوقوف خلف الإمام، وذات مرة طلب مني الإمام الرجوع للصف الثاني لأفسح المجال لأحد الشياب ليقف مكاني،فما كان من صاحب والدي إلا أن أمسك بي وأصرَّ على وقوفي في مكاني ثم تبع ذلك هرجٌ ومرجٌ وجدالٌ بين الرجل والمصلين والإمام(وهذا موقف محفور في ذاكرتي) كان له أثرٌ طيب بتمسكي بصلاة الجماعة، خصوصا مع طيب علاقتي بكبار السن من أهل الحيّ والذين كانوا يعاملونني أطيبَ معاملة قبل وفاة والدي وبعدها.
وذات مرةٍ دعاني هذا الصيدلي لحضور احتفالٍ في الكنيسة يوم الأحد وهو يوم عطلة الصيدلية،مع أني لا وقتَ عندي أضيعهُ في هذا الأمر لكن وافقت تحت شدة إصراره وخجلا منه ، وفعلا ذهبتُ إلى وسطِ عمّان وأنا أعرف الكنيسة كما أعرف بيتي لكثرة ما أمرّ من ذلك الشارع وخاصة أن مبناها قديم وكبير كالقلعة، وسبحان الله العظيم، أمضيتُ قرابة الساعة وأنا أدور في المنطقة وأطوف لعلني أجد باب الكنيسة الكبير جدا،، ولكن كأن البناء والباب اختفى من الوجود، وفي اليوم التالي أخبرتُه بالأمر ولكن لم يصدقني رغم أنه ما عهدَ علي كذبا من قبل، ولكنْ للهِ الأمرُ منْ قبلُ ومنْ بعد.
*************
من المحطات التي لها مساحة واسعة في دفاتر مذكراتي، وفي أشعاري،ومشاعري وأحاسيسي،،، سلوى
هي امرأة نصرانية أيضا، أحب أن أتحدث عنها بإسهاب، وغير هياب من أم عمر، نعم ولا تعجبوا
يتبع>>>>>

أخبروا الياسمين أن يستمر بنثر عطره , وإن كان الجو بارداً بعثت له روحي لتغطي كل جذوره وأغصانه وأوراقه ليبقى دافئاً ومزهراً .

من طرف **ام المجد** الإثنين ديسمبر 27, 2010 12:23 am

اخبرنا ولا تتاخرعلينا لقد شوقتنا يا شيخنا واديبنا الكبير

( ما دامَ الإنسانُ يسمو بروحِهِ عن هذا العالمِ الماديّ فهو يحب، فالمحبةُ نورٌ قدسيٌّ يشعّ منْ نورِ الله، ومنْ يريدُ أنْ يصلَ إليها عليهِ أنْ يشربَ من كأسِها الذي هو صعبُ المنال ، بالنسبةِ لإنسانِ هذا العصر )
هذه الكلمات كتبتْها سلوى أو ماما سلوى كما تحب هي أن أناديها، خطتها في مفكرتي بيدها في سنة 1979 وحفظتُها عنها ، وأنا الآن أكتبُها لكم من ذاكرتي حرفاً حرفا وكأنها حُفِرتْ على صفحةِ قلبي، أكتبُها لكم ودمعي يملأ عينيّ أسفا على هذه الطيبة لأنها لم تدخل جنة الإسلام بعد، ولأن الشوق ثار من مكمنِهِ إلى تلك الأيام النورانية والليالي الشاعرية الرقيقة بصحبتها، لم تكن مجرد جارةٍ لي ، تعيشُ وحيدة ليس لها قريب ولا أنيس ، إلى هذه اللحظة لا زالت تعيش وحيدة.
كانت معلمة لمادة اللغة العربية، ومربية فاضلة بكل ما تعني الكلمة وما تحوي من الفضائل،
عرفتُ على يديها جمالَ لغتي وعذوبتَها، عرفتُ الشعرَ وأوزانَه بيديها وبطريقةٍ عجيبة، كانت إذا أرادتْ تصويب بيتٍ شعري لي تطرقُ على الطاولة بحسبِ وزنِ البيتِ والتفعيلة ، وما أنْ ننتهي من وزن القصيدةِ حتى تصبح لحنا نغنيهِ سويا بصوتها الفيروزيّ وصوتي النيروزي(لا أدري معنى هذه الكلمة)فقط كتبتها من أجل المداعبة.
موقف آخر لا أنساه، وذلك أنْ حصلتْ مشكلةٌ بيننا وبين أحدِ أبناء عمومتي وكان رجلا في الثلاثين من عمرهِ وأنا يومها في الثانوية العامة، وهذا الرجل كان سببا في إصابة والدي بالجلطة التي أودتْ بحياته، المهم تعاركت ُمعه وأخرجتُهُ من بيتي دون أنْ آخذَ بحقي منه بلْ وبثأر والدي، والسببُ انشغالي بالدفاع عن أخواتي ومعالجة أمي التي وقعتْ أرضا من الزعل الشديد، وحصلتْ أمورٌ فيها من الظلم والقهر ما جعلني في المساء أبكي أمامها، وإذا بها تفاجئني بطرقةٍ على رأسي بردتْ كبدي قائلة:-
- يا بني أنسيت قول الرسول صلى الله عليه وسلم:-
( ليسَ الشديدُ بالصُرَعة وإنما الشديدُ من يملكُ نفسَه عند الغضب )
واللهِ لم تنتهِ من الحديث إلا وقد ذهبتْ عني مشاعرُ القهر والظلم، وقلت لها:-
- يا خسارة، خسارة أن لا تكوني مسلمة، فلم يبق على إسلامك إلا أن تغتسلي وتنطقي بالشهادتين.
- أدعُ لي يا بني ( قالتها وألقت علي نظرة عطف فيها بريق الأمل)
يتبع >>>>>

من طرف **ام المجد** الإثنين ديسمبر 27, 2010 3:20 am

اسال الله لها الهداية .... ولخلقه اجمعين
والله اني لاحزن اشد الحزن على هؤلاء المساكين من غير المسلمين وخاصة ذوي الاخلاق العالية والقلوب الطيبة الذين يقضون اعمارهم في اعمال الخير وقد ينفقون امالهم في كل اوجة البر والاحسان لكن للاسف ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين )
اللهم لك الحمد على نعمة الاسلام
اللهم يا مقلب القلوب والابصار ثبت قلبي على دينك

هذا الجزء من قصتك يا شيخنا الفاضل اشعرني بنعمة الله علي بهذا الدين العظيم
جزاك الله خيرا واثابك الجنة
كلامك لا يمل
اكمل بارك الله فيك

( يكون الإنسان سعيدا بقدر ما يزرع السعادة في نفوس الآخرين فهنا سر السعادة )
( كنوز العالم كلها لا تساوي لحظة فرح تنطلق من نفس طفل نكون نحن أسباب ذلك الفرح )
( لا تتألم إذا رأيت من عملت معه خيرا ومعروفا قد رمى بصنيعك عرض الحائط وأدار ظهره، فالعالم لا يخلو من هؤلاء، بل كن زيادا في فعل الخير فهنا منطلق الفرح )
هذه الدرر واللآليء مما خطته يدها في مفكرتي وقد نقلتها إليكم لعل فيها نفعاً.
وجاء يوم رحيلنا عن السلوى، وكيف يعيش الشاعر بلا سلوى؟!
انتقلنا إلى بيت آخر في نفس الحي، وكان هذا الحدث شديدا عليها،،،،
-- أنا الآن عرفت معنى اليتم (قالتها وهي تدافع عبراتها في أول زيارة لنا)
نعم صدقت فهي كانت تنادي علينا من سريرها فأسمعها وأنا على سريري من ليل أو نهار
كنا جميعا أنا وأمي وأخواتي لها أهلا وعزوة أنفاسنا متشابكة، وأحاديثنا كذلك، وحتى روائح طعامنا كانت تفضحنا وتخبرها عنا وتخبرنا عنها، فكيف لا تصبح يتيمة برحيلنا؟!!!!

لي معك وقفة طويلة جداً , روحانية جداً
فأنت لديك جناحان طرت وحلقت بهما كثيراً , وجسدك هذا ما هو إلا كثافة الأثير كي تخفي تحت ملابسه جناحاك , روح هائمة في ملكوت الله ....تعرف حقيقة حياة حبيب الله , ولك قلب رقيق لو تركته لكان روحاً في روح , ولكن الأرض تابى إلا أن تسمع النبض .
أكمل أنت خارج زمن البرد والحر ...أيها الرائع ......دفء القلب يكفيك !!

والله يا أحبابي كلما تذكرت لعبي في زقاق القدس، وعلى بلاط منطقة الأقصى ولعبي في مكان الوضوء ، تغلبني الدمعات ويثور الشوق الكامن كأنه نار تكوي كبدي،أسأل الله أن يعيدنا إليه فاتحين...

اللهم آمين وهذه الخاطرة شعرت عندما قرأتها بضرورة نقلها هنا وإهداءها الى شيخنا الفاضل أدامه الله

عُلمت هواكِ منذ نعومة أظفاري..
وقرأتك دمعاً في كتبي
وأنا ما دون العشر سنين
ويجئ العام وراء العام ويكبر حبك في صدري
ويطل بريقك من عينى فتأتينى
أسراب حمامات المحراب لتبنى العش علي كتفي
وتشير إليّ بأدمعها : أنت ابن الأرض
فلا تنسى أنك عربي
فقطعت العهد علي نفسي
ونقشت علي صفحة خدى
القدس أحب الأرض إليّ
***
القدس إذا ما قلت القدس
فأي كلام سيعبر عن لؤلؤة
في صدر الدين
وبأي لغات سأفسر ملحمة الحب
لكل شهيد مات علي أرض فلسطين
يا أول حب علمنى فلسفة العشق
وعلمنى ان أكتب شعراً بالبارود وبالسكين
والله هواها يملؤنى حباً وأنين
استشعر عطر أناملها يتحسس قلبي
بين الحين وبين الحين
فيا قبساً من نور الله ويا عبقاً
من ذكرى معراج محمد وجنود الفتح
ومن حملوا رايات العزة في حطين
فتأمل كيف يسبح حب الرمل
وكيف ينور حمأ الطين
أو بعد القدس يقال كلام
أترى ستجوب خواطرنا طير الالهام
ونكتب ان الارض بها حوراء
وان القدس اذا ما فتحت عينيها
تنفرج الشمس وتزهر أشجار الزيتون
ويبسم فوق الأرض ضياء
وكيف سنثبت بعد القدس بأن الكون
به استثنــــــــــــــــاء !!
القدس لها قلب وعيون
القدس لها وجه وشفاه
و القدس تحدث من عشقته بإذن الله
القدس تَسْلم ان سلمت وتنطق بلسان عربي
القدس مثقفة جدا في هذا العصر الأمي
القدس نبي
فبعهد الله أحبوها وأحبوها
إن هوت القدس فما معنى الشرف العربي
***
يا ناقة صالح يا بلداً ما علم إلا معنى الحب
يا يوسف يبكى محزوناً في جوف الجب
أنا حين أراك بقلب أليم أكاد أجن
وأصرخ في ألفي مليون من يرمى لك طوق نجاه
القدس تمد ذراعيها أو ما من أحد للقدس تمد ذراعاه
ألفا مليون منحسرون ومختصرون إلي أفواه
وكلاب الصيد تحاصرها وتمزق ثوب عروبتها
وتبول علي كتب التاريخ .. فمن للقدس
ليمنع عنها ما تلقاه وما تأباه
ألفا مليون عند العد .. وعند الرد
فما من أحد إلا الله
من يكفل عينىّ مولاتى
من يفتح أبواب المسجد ويضئ قناديل المحراب
ومن لبلالٍ حين يؤذن
وبلال يرقبه الموت علي الأعتاب
من يوقف زحف لصوص الأرض عن الأبواب
من يمسح دمع مآذنها كي تشعر أن لها أحباب
فأبو لهب يقتحم المسجد حين يشاء
ويمطر وجه الكل سباب
وأبو لهب يضرب بالسيف كلام الله
ويصرخ في وجه التاريخ بأن القدس بلا أنساب
وان صكوك البيع لديه .. فمن سيرد عليه خطاب؟
يا أهل القدس وأهل البيت
القدس معذبة تبكى خلف الأسوار
فمن سيدق عليها الباب؟
***
ما أقبح وجه المتكئين علي آلام مدينتنا
من باعوا السيف وقتلوا الخيل وعشقوا الرقص
علي طاولة رعاة الموت .. لتكتب للقدس هوية
من يصفع وجه المنحرفين حماة العرش لتحيا للقدس قضية
فالقدس أنا .. و القدس إذا فتشت بداخل قلبك أنت
هى "عُمر" حين تولاها .. و"صلاح" حين تجلاها
هي "هند" حين نسميها بأعز امرأة قرشية
وتزور البيت مقبلة كل الأركان
شكراً لغلام قدسي عريان الصدر يعلمنا معنى الإيمان
شكراً للموت تخطانا لنذوق الموت بلا شرف
من أجل رغيف أو درهم يسقط من كيس السلطان
شكراً للقدس وطفل القدس وشيخ القدس
وكل شهيد علمنا معنى الإنسان.

أختنا الفاضلة شيماء الشام
هذه القصيدة الرائعة التي تنم عن ذوق رفيع , وفكر صاف , دلتني على روح أبا عمر بكل وضوح كما عرفناها .لك إحترامي وتقديري
ها هو بكل بساطة نبيل ,
الذي هو الآن شيخنا الذي نحترمه , وهاهو محمد , الذي سأله أين تبحر لنصطاد معاً ,محمد يرى نبيل منذ أن فرد اشرعته , وأبحرا بإتجاه الريح
لقد عرفناك , تحت ضوء الشمس وتحت ضوء القمر .
سيدي كنت أحترمك وأحبك , ولكنني اليوم لا أزال أحبك وأحترمك .

من طرف **الاستشاري** الإثنين ديسمبر 27, 2010 5:23 am

لو عرفت ابتسامته شخصيا
لقلت بدلا ...من:
سيدي كنت أحترمك وأحبك , ولكنني اليوم لا أزال أحبك وأحترمك .

سيدي أحترمك وأحبك و اليوم .. أحبك وأحترمك أكثر .

فأنت لديك جناحان طرت وحلقت بهما كثيراً , وجسدك هذا ما هو إلا كثافة الأثير كي تخفي تحت ملابسه جناحاك , روح هائمة في ملكوت الله ....تعرف حقيقة حياة حبيب الله , ولك قلب رقيق لو تركته لكان روحاً في روح , ولكن الأرض تابى إلا أن تسمع النبض .
أكمل أنت خارج زمن البرد والحر ...أيها الرائع ......دفء القلب يكفيك !!
أيها الغالي ، كأني بك تتحدث من منصةٍ داخل قلبي ، وكأننا روح سكنت جسدين، بل لقد رأيتك الليلة الفائتة في المنام وتعارفنا لحظة التقاء عيوننا، وكان لقاء صحوت منه منشرح الصدر، فأسأل الله تعالى أن يجمعنا على طاعته وفي الجنة على بساط كرامته .

سيدي الاستشاري وأخي الغالي
غمرتني بحسن ظنك، وبالغت كثيرا بوصفك، ولا أملك إلا أن أردد أمامك وأمام جميع أحبابي:-
اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
ولا تؤاخذني بما يقولون
واغفر لي ما لا يعلمون

شكرا للمرأة في أرضي
في أرض القدس لها عنوان
شكرا يا شيماء الشام
نام الجندي على كتفي وغفا السلطان
وأنا أنتظرعلى جمري أمرَ الحكام

شكراً لغلام قدسي عريان الصدر يعلمنا معنى الإيمان
شكراً للموت تخطانا لنذوق الموت بلا شرف
من أجل رغيف أو درهم يسقط من كيس السلطان
شكراً للقدس وطفل القدس وشيخ القدس
وكل شهيد علمنا معنى الإنسان.

لا أتقن إلا عشق الأرواح , والأرواح لا يمكن أن يمسها اي من الشوائب , أحب أن أبدأ وأبحث عن اللون المنسجم مع لوني لأبدأ المشوار حيث أجد أن باقي الألوان متناسقة ومنطبقة , الأرواح مصدرها واحد . ولا أعلم عنها إلا أنها نقية . باقي الأمور ليس لي فيها فعندما أعب من النبع , وأحافظ عليه فلا شك أن باقي المجرى نقي , الروح , الروح هي العنوان الذي يجب أن نقصده حين السفر عبر بعضنا البعض .
أتمنى أن نلتقي يوماً في اي من مراحل الحياة هنا أو هناك , ويكون لنا محبة في الله لا تنتهي .
شكراً لك ننتظر الروح فيك لتحدثنا .
الأسرة الأهل هم الأهم في الحياة ويا لروعة ورقة أسرتنا .

طويل هو الطريق بيني وبين مدرستي الثانوية، فبيتي في الوادي والمدرسة في أعلى الجبل، كان يرهقني صعودا ويتعبني نزول أيضا، كنت أصل المدرسة حاملا حقيبتي الثقيلة حتى إذا وصلت فصلي جلست عند أول مقعد يقابلني وقد أخذ مني الجهد كل مأخذ، وكلما زارني طيف الملل والكسل عن الدراسة ، أرى طيف أمي أمام ناظري يستحث الخطى للقمة ، وللفرح القادم فهي لم تفرح منذ سنوات.
وذات مرة، سألنا معلم اللغة الإنجليزية عن الكتاب ولم يكن معي يومها، فوبخني بشدة، فرددت عليه بأدب متعللا بأني الأول على زملائي في هذه المادة، المهم كلمة مني وأخرى منه،طلب مني الخروج من الفصل بوصفي لا أرغب بالدراسة وأنني مهمل وغير ذلك مما أخرجني عن أدبي ووعيي وألقيت على سمعه كلمة لا زلت نادما عليها بقية عمري، والنتيجة، صفعة شديدة استقبلها وجهي أدت إلى خروجي من الفصل.
جلست بجانب سور المدرسة والدمع يملأ عينيّ وأنا أفكر في أمر واحد لا غير، ماذا أقول لأمي التي تنتظر تخرجي بفارغ الصبر، وما هي إلا دقائق حتى قرعَ الجرس ووجدت زملائي يحيطون بي مواسين ومتوعدين الأستاذ، فهدأت من روعهم وبينتُ لهم بأني نادم على ما بدر مني وليس في قلبي على الأستاذ إلا الخير.
نزلت إلى المحطة واتجهت فورا إلى دكان صاحب والدي الوفي الحاج عزمي، وأخبرته الخبر، فبادر إلى صديق إخر أخرجه من دكانه وذهبنا سويا للمدرسة، ودخلنا على المدير وقد كان في غضب علي فقد زار الفصل وعلم بالحدث، والنتيجة فصلي ثلاثة أيام منها الجمعة ويومي هذا والسبت. أما السبت فلم أضيعه، فقد ذهبتُ الى المدرسة كأن شيئا لم يكن، ودخلت الفصل في الطابق الثاني، وكان له شرفة بجانب النافذة، وبالتالي حضرت جميع المحاضرات في الشرفة دون علم المدرسين وبمساعدة زملائي الأوفياء.
في نهاية امتحانات الفصل الثاني للدراسة عملت في جريدة الأخبار الأردنية مساعدا في تحرير صفحة القراء، وبعد منتصف الليل وحتى الفجر عاملا في المطبعة.
وحان موعد نتائج الثانوية، وأنا في المطبعة، والأبواب مغلقة بإحكام لكثرة الجموع أمام مبنى الجريدة وأمام المطبعة على وجه الخصوص، وفرحت بالنتيجة قبل الطباعة ولم يكن عندي وسيلة للتعجيل بها إلى أمي التي علمت فيما بعد أن القلق قد أخذ منها كل ماخذ بسبب نسخة من جريدة أخرى لا تحمل مدرستي. ولم تطل حيرتي حتى سمعت صوت اخي يصرخ من خلف شباك المطبعة المكسور فرميت له نسخة ليعجل بها إلى الغالية، ثم لحقت به قبيل الفجر ، ولله الحمد والمنة.
يتبع >>>>>>

صفحتي ( غريب الامارات )

صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )

رد: صفحتي ( غريب الامارات )