علاقة الرجل بالمرأة

تتراكم المواقف , الجمل
التي تتوارد على رأس الصغار من الأهل الذين خزنوا تجاربهم من خلال التعرف على تجارب
الأباء , الذين تعملوا من الجدود ...................

نفس المواضيع , لنفس
الإنطباعات , لنفس التجربة . ويكمن الإختلاف في الشكل والتشكيل , ولكن الجوهر واحد
. النشأة , وشدة ردة الفعل , والوجع واحد والعلاج نفسه , صبر جميل وبالله المستعان
, أو ضيق أفق من طرف , أو طرفين , تكسير أو تحطيم , ما بين أيديهم . الموضوع يتعلق
كله بعلاقة الرجل بالمرأة , هذه العلاقة التي هي إستمرار الجنس البشري , بكل علاته
وجماليته وروعة إنتاجه من شعر وفن وصغار وتعاقب الليل والنهار وكيف ينبغي أن تكون
الحياة , وكيف نغيرها وفقاً لتغير أفعالنا من إستقبال وإرسال للتصرفات . بالحب ,
والصبر والتضحية أو بالأنانية والغرور وحب الذات .

أريد أن أتأكد تماماً
من فكرة تطبيق النافع للفرد بما لا يضر الغير , وكيف تتحقق وكيف لا تكون نتيجتها
مكسوة بالألم والندم .

تدور الأحاديث , وتختلف
الأراء حول المواصفات وفي النهاية يتزوج الإنسان من آخر , غالباً ما يكون بعيداً
نسبياً عما كان يحلم به ويصر على تواجد المواصفات فيه . هذا ما يحدث , فقد تكون
المواصفات أكثر وأفضل من الأحلام المسبقة , وقد تكون أسوأ مما كان ظاهراً , وتبرز
على السطح أمور لم تكن ظاهرة قط , ولكنها ونتيجة التعامل اليومي والمباشر طفت ,
وطغت على المواصفات التي تم على اساسها القبول .

مثل هذه الأمور التي
تظهر تكون موجودة اصلاً ولكنها بحاجة لحافز يظهرها , لمواقف أو موقف يذكر الفرد
بما كان في تاريخ حياته , مثل تسلط المرأة على زوجها , أو ضرب الرجل لزوجته , يوم
كان الصغار صغاراً ثم لم يعد لهذه التصرفات من وضوح لدى الأطفال الذين كبروا
وبالتالي كبر الوالدان أيضاً وباتت هذه التصرفات تحتاج إلى جهد عضلي وفكري لم يعد
متوفراً لديهما بسبب التقدم بالسن , لا أكثر ولا اقل , ولكن عقل الصغار الباطن
محتفظ بها , فهذه الصور لا تمسح من ذاكرة من كان طفلاً يوماً ما . فتظهر عندما
يتزوج , ويتصادف حدوث خلاف يشبه ما كان يحدث بين الوالدين , ويعجز عن التصرف حياله
, نتيجة عناد وغباء من الطرفين وعدم قبول أحدهما السكوت ريثما يتيح فرصة للآخر ,
للهدوء والتفكير الذي بالتأكيد سيحل الأمر إن لم يكن سلمياً تماماً فبأقل خسائر لا
تذكر أمام إستمرار العناد الغبي في المواقف . فتتمزق الأواصر , وتهترىء الروابط ,
وتزداد هشاشة , فتبلى من تلقاء نفسها , فتتقطع دون الحاجة حتى إلى نفخة من نسمة
خجلة في صيف لاهب .

فكرت كيف يمكن أن يتجنب
المرء كل هذه الأمور التي تقود إلى إعتقاد ترسخ عندي أن تحطيم الأسرة وفي الدرجة
الأولى , وبكل صدق , يقع عاتقه على المرأة . الرجل في معظم الحالات , واقولها بكل
صوت عالي , وأتمنى أن أسمع ما يناقض هذا الإعتقاد , يفتري على المرأة في بعض
التصرفات , مثل الضرب , الكلام القبيح , والسيء , قلة الأدب , البخل , عدم الإحترام
, تلبية رغباته أولاً وقبل اي شيء , قبول عصبيته , عدم الرد في وجهه ....., يبيح
لنفسه أن ينظر بشهوانية للنساء , وقد يخوض تجارب جنسية مع غير زوجته , وقد يكون له
نزعات فيها غرابة وتشكل عبء نفسي ثقيل على الزوجة .

إلى هنا والرجل عليه كل
هذا العبء من الأخطاء , ولا تزال المسئولية في تمزيق الأسرة تقع على المرأة .
مقابل كل هذه السلبيات , الرجل يهدأ بعد فورته وثورته اسرع من المرأة , لا يحقد
ولا يحمل في نفسه ضغينة لفترة طويلة قد تصل إلى مدى الحياة , كما المرأة , التي
تنكر أي خصلة حسنة موجودة لدى الرجل عند أبسط خطأ منه .

خيانته غير المبررة على
الإطلاق , يمكن تناسيها إن لم تكرر , لأنه لا يحمل الخطيئة معه إلى الفراش ولا تولد
خطيئته بعد تسعة أشهر , ولكنه يحملها إلى يوم الدين , حيث الحساب . الرجل كفيل
بأهل بيته شاء أم أبى , وعليه التصرف حيال مستلزمات الحياة . فلا يحق له تعب أو
ملل أو أي من هذه الحجج التي تبيح له التوقف عن هذه الوظيفة الحيوية .

من حيث موضوع الجنس
فالعبء الأكبر والجهد الأكبر يقع على عاتقه , فعليه المبادرة , وعليه التمهيد . ثم
عليه تبعية هذا العمل وهو إستقبال مواليد تسعد الحياة بشكل أو بآخر .

طبعاً المرأة عليها عبء
الحمل والولادة والتربية والرضاعة , وكل هذا مسئولية كبيرة , وكبيرة جداً , جداً
جداً ولكن حصاد الحياة لها أكثر بكثير مما له , قبل أن يعترض ذكر أو أنثى على هذه
الأمور التي أذكرها وبكثير من الخجل , ولكني لم أجد بداً من التحدث بها أكملوا .

بالمقابل نرى أن كبرياء
الرجل سهل الجرح , وثمة وسائل كثيرة بيد المرأة لجعله يائساً ابسطها التصرف بفظاظة
في الفراش , وقتل تلك الأحاسيس التي تعني له الكثير , وتعرفها المرأة حق المعرفة ,
وكم من بيوت عامرة أصبحت خربة جراء تصرفات كهذه . الرجل لا يذكر علاقته بزوجته ,
أمام المجتمع , أو على الاقل لا يذكر تفاصيل دقيقة عن هذه الناحية , وحين يشتكي قد
يلجأ إلى القول بأنها لا تهتم به , فهي لا تطبخ له ما يحبه .لا يتحدث صراحة كما
المرأة التي يفترض أن الحياء من خصالها !!!!

بينما المرأة تتسلى مع
جاراتها , وتسمع صوت الضحكات من بعيد لكثرة ما يروين من اشياء فائقة الخصوصية عن
علاقتهم بأزواجهن , وبأدق , أدق التفاصيل حتى لكأن الرجل حين يمر أمام نساء الحي
يكاد يشعر بأنه عار من الملابس , ويفعلن ذلك دون خجل .

بالتأكيد ليست جميع
النساء هكذا , وليس جميع الرجال من هذا النوع .

ألم نصل إلى جوهر
المشكلة , أعتقد وصلنا , نعم , فهناك سبعون ألف نصيحة لزواج ناجح , ومائة ألف سر
لمعاملة الزوجة , وكثير من الأمور التي تحدثنا عنها , والتي هي بكل بساطة . هات ما
عندك وخذ مما لدي , بادلني قليل من الإحترام , لأعطيك ما يليق بك كشريك لي , إن لم
يكن من أجلك فمن أجلي ذاتي ومن أجل عائلتي .

ألم تقولي أنك تحبين
أولادك ؟

ألم تقل أنك حريص على
أن يعيشوا حياة كريمة , لتفرح وتفتخر بهم ؟

كيف تسمحين لنفسك بأن
تتنكري للأمومة التي في داخلك ؟

كيف رضيت بأن تسيء
لبيتك بهذا الشكل الذي فاق قدرات شريكتك ؟

أين هو هذا المبدأ
والشرع الذي تقولون أنكم تنتمون إليه , وتقدسونه وتحترمونه , وكنتم أنتم أنفسكم
نتاج هذا الشرع (الذي تنتهكونه في كل منحى) وتصرون أن تجذبوه ظنا منكم أنكم تغطون
أنفسكم بغطائه الذي غطى الكون ولكنكم عاجزون عن تغطية جزء واحد من حياتكم , والعيب
فيكم , فيكم , فيكم .

الجنس والحاجة له أمر
مفروغ منه , ولا يمكن نكرانه , أو تجاهله , وله أقنيته التي ينبغي أن يسير من
خلالها , وما اشبه الجنس والحاجة الماسة إليه بنهر عظيم قوي متدفق , ضمن مجراه لا
يقف شيء في وجهه , فإن وضعنا عائقاً أمامه , فاض على جانبيه , وغمر الأرض الخصبة
على طرفيه , مما يقتل كل خير نابت , ريثما يزيل العائق أمام التدفق القوي ليعود
إلى مجراه الطبيعي مرة أخرى , ولكن من سيعيد حراثة الأرض وزراعتها مرة أخرى ,
ويطعم الأفواه التي كانت تنتظر سنابل القمح , لتنمو .

الفرق بين النهر
والإنسان , فقط بأن الأول لا عقل له , والثاني بعقله الكبير الواعي , يدمر نفسه
بنفسه , النهر محدود الحواف والحيز , ولكن الإنسان واسع الأفق , ولديه الكثير من
الطرق والوسائل كي لا يفيض ويغرق , ما سيندم عليه عاجلاً أم آجلاً .

المطلوب من الرجل كثير
ويقدر عليه وقد أعطاه الله القدرة على ذلك , والمطلوب من المرأة الكثير والكثير
وقد أعطاها الله كل المقدرة على القيام بمهامها , ولكن تخلي الرجل عن قدراته لا
يعطي المرأة حقها في إهمال مهامها التي صممت لها بالقياس الدقيق , وأيضاً لا يبيح
للرجل أن يطغى على أنوثتها . وهل سمع أحد ما عن زهرة نبتت بغير جذور تمتص منها
الغذاء والماء .

بقي أن نعرف أن الرجل
هو الجذور والمرأة هي الزهرة , وقد تستغربون أو لن تصدقوا أن الأطفال هم الغذاء
والماء الذي يجعل الزهور تنموا , حتى قبل أن يولدوا ومن لم يصدق , فليمسك بالنور
أو بالظلام , أو الألم أو الفرح رغم وجودهم فإن أحداً لم يمسك بهم يوماً ولا نعرف
واحداً منهم إلا بغياب قرينه .

أليس من الضروري أن
نراعي حقوق بعضنا , أو بعضاً من تلك الحقوق , ونكمل الباقي بواقع الصبر الجميل .
نراعي حقوق الله في أنفسنا , لنرى الخير , فنحن أهل الخير ونستحق أن نحيا بآمان
ضمن أسرنا , لنحمي صغارنا , من أي معاناة تنبع من أنانيتنا .

فلنجعل الحب ينموا
ويكبر فينا , وليس العكس نتزوج عن حب كبير يضمحل مع الزمن كما أفهمونا بأن الحب هو
الأساس فقط .

أجل لاحياة بدون حب ,
ولكن حب ينمو ويصبح أكبر حجماً واقوى , وليس العكس .

بقي أن نعرف أن الإنسان
والنهر متشابهان , نعم فعندما يريد الله معاقبة بلد لطغيان أهله , تفور المياه
لتغرق كل ما كان بين ايديهم فيذهبون هدراً معها . ترى أيكون عقاب من أخطأ أن يفور
شريكه فيغرق كل الحياة , وتذهب السرة هدراً , لا . فقد قال سبحانه وتعالى ولا تذر
وازرة وزر أخرى . أجل صدق الله العظيم . فخطأ الشريك يقضي عليه تماماً حتى لو تمسك
وحده بقارب النجاة الوحيد وترك غيره للغرق , أتدرون من سينتشل حطامه , سينتشله
بقية الأسرة التي اصر على تركها تتحطم من خلال فقدانه عقله الذي منحه قوة جعلته
يفور .

أبداً لا يكفي أن نقول
آسف . بل يجب أن لا نكرر الخطأ , نفسه على الأقل مرتين .

ولا يكفي أبداً نسامح .
بل يجب أن نغفر وننسى بصدق ولا نعيد الموقف لمن أخطأ وغفرنا له , خاصة إن لم يقع
في نفس الخطأ .

من طرف **أنا..أنا** الأربعاء أبريل 14, 2010 3:22 am

تحطيم الأسرة وفي
الدرجة
الأولى , وبكل صدق , يقع عاتقه على المرأة . الرجل في معظم
الحالات , واقولها بكل
صوت عالي , وأتمنى أن أسمع ما يناقض هذا الإعتقاد
, يفتري على المرأة في بعض
التصرفات , مثل الضرب , الكلام القبيح ,
والسيء , قلة الأدب , البخل , عدم الإحترام
, تلبية رغباته أولاً وقبل
اي شيء , قبول عصبيته , عدم الرد في وجهه ....., يبيح
لنفسه أن ينظر
بشهوانية للنساء , وقد يخوض تجارب جنسية مع غير زوجته , وقد يكون له
نزعات
فيها غرابة وتشكل عبء نفسي ثقيل على الزوجة .

جزاك الله خيرا

علاقة الرجل بالمرأة

علاقة الرجل بالمرأة

رد: علاقة الرجل بالمرأة