صفحتي ( غريب الامارات )

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

خرج أهل الحي جميعا إلى الشوارع يبحثون عن ولدين من اهل الحي خرجا منذ ساعات واختفت آثارهم، من قبل العصر تحديدا، الجميع ما بين مهرول وراجل ومنتعل وحافي ينادون... يا نبيل يا نشأت... أصوات صغار وكبار رجال ونساء،لم يدعوا سكة ولا زقاق حتى حُفَر المجاري نزلوا فيها وقد كانت جديدة لم تجرِ فيها النجاسة بعد.
في هذا الوقت كان الولدان يمشيان بهدوء مستمتعين بالشجر والبقر على جانب الطريق لمسافة تزيد على الكيلومترين بقليل، وهذه مسافة طويلة إذا علمنا أنّ أعمارَهما لم تتجاوز الخمس سنين، المهم أنهوا مشوارهم ذهابا وإيابا دون التفكير بما أحدثوه من قلق وهرج ومرج جراء اختفائهم، بل ولم يكتروا بأصوات تنبيهات سيارات الشرطة المشتركة في عملية البحث، وأخيرا عادوا، وكان استقبالا حافلا:-
نزل نشأت هاربا إلى السيل الذي يشق المنطقة بمائه ، ولحقه أبوه(الأخرس) حتى أمسكه وأجلسه وسقاه ماءً وهدأ من روعه.
أما السيد نبيل المحترم فجرى مسرعا نحو أبيه ليريه قرشا أعطاه إياه أحد المارة وبكل براءة دون النظر الى ما حوله ، فما كان من أبيه الا أنْ صفعه قبل أنْ يمسك به الناس ثم مشى به إلى البيت الذي كانت تقف على بابه أمُّه ببكائها المرير، ثم كان مصيره جثة مربوطة على سريره الصغير إلى أن فكت قيده إحدى بنات الحي التي كانت معجبة بشعره الذهبي
أيها الأحباب أتعجبون مما سمعتم؟!
والله الذي برأ النسمة وفلق الحبةَ إنهُ لحَقٌّ ما أسطره لكم
نبيل ونشأت لم يكونا من أبناء الثراء والجاه، فلا الوالد من أعيان المنطقة ولا من أصحاب التجارات ولا من الملاك لرؤوس الأموال،
ببساطة تدعوكم للدهشة، والد نبيل كان يعمل صباغا ، وبلهجة أهل الحي (طرِّيش)
ووالد نشأت يعمل حلاقا غير أنه لا يتقن عمل الختان كما هو عمل الحلاقين في ذلك الزمان.
إذن ما الذي حرك كل هذه الجموع للبحث عن الولدين الضائعين؟؟؟
إنه المحبة الخالصة، والمودة الصافية، والجيرة الحقة، إنها القلوبً الخالية من الحسد والحقد والغل، يا الله أرجعني إلى ذلك الزمان فالشوق نار كاوية.

في زمن البركات والخيرات، كانت الولادة، يوم كان الناس يتعاملون مع بعضهم بحقيقة الحب،وحقيقة الود،يوم كانت القلوب بيضاء نقية كالثلج، كانت الولادة.
في منطقة ضاربة في القدم، تغفو على سفح جبل أشم، يتعب أهل الحي بشموخه ويرهقهم صعودا،،،
ويجاوره على الجانب الآخر محطة الخط الحديدي الحجازي للقطار، وقد سميت المنطقة تبعا لذلك ب(المحطة) ، وهي تتبع العاصمة العريقة فيلادلفيا أو ربة عمون أو عمّان وتبعد عنها مسافة ميلين تقريبا.
أحبابي الكرام
أحاول أن لا أذكر في سطوري إلا أحداثا ومعلومات تفيد في تحديد معالم شخصيتي وما كان لها تأثيرا في مسار حياتي.
كان يسكن المحطة خليط من المسلمين والنصارى على حد سواء، يعيشون بهدوء وسكينة ويعرفون حقوق الجوار كلاهما، وفي فلب المنطق يقوم المسجد والكنيسة!!!

أرجو المعذرة لأني مضطر للتوقف لاستقبال أختي وعيالها

أختنا الفاضلة شيماء الشام
هذه القصيدة الرائعة التي تنم عن ذوق رفيع , وفكر صاف , دلتني على روح أبا عمر بكل وضوح كما عرفناها .لك إحترامي وتقديري
ها هو بكل بساطة نبيل ,
الذي هو الآن شيخنا الذي نحترمه , وهاهو محمد , الذي سأله أين تبحر لنصطاد معاً ,محمد يرى نبيل منذ أن فرد اشرعته , وأبحرا بإتجاه الريح
لقد عرفناك , تحت ضوء الشمس وتحت ضوء القمر .
سيدي كنت أحترمك وأحبك , ولكنني اليوم لا أزال أحبك وأحترمك .

لو عرفت ابتسامته شخصيا
لقلت بدلا ...من:
سيدي كنت أحترمك وأحبك , ولكنني اليوم لا أزال أحبك وأحترمك .

سيدي أحترمك وأحبك و اليوم .. أحبك وأحترمك أكثر .

فأنت لديك جناحان طرت وحلقت بهما كثيراً , وجسدك هذا ما هو إلا كثافة الأثير كي تخفي تحت ملابسه جناحاك , روح هائمة في ملكوت الله ....تعرف حقيقة حياة حبيب الله , ولك قلب رقيق لو تركته لكان روحاً في روح , ولكن الأرض تابى إلا أن تسمع النبض .
أكمل أنت خارج زمن البرد والحر ...أيها الرائع ......دفء القلب يكفيك !!
أيها الغالي ، كأني بك تتحدث من منصةٍ داخل قلبي ، وكأننا روح سكنت جسدين، بل لقد رأيتك الليلة الفائتة في المنام وتعارفنا لحظة التقاء عيوننا، وكان لقاء صحوت منه منشرح الصدر، فأسأل الله تعالى أن يجمعنا على طاعته وفي الجنة على بساط كرامته .

سيدي الاستشاري وأخي الغالي
غمرتني بحسن ظنك، وبالغت كثيرا بوصفك، ولا أملك إلا أن أردد أمامك وأمام جميع أحبابي:-
اللهم اجعلني خيرا مما يظنون
ولا تؤاخذني بما يقولون
واغفر لي ما لا يعلمون

شكرا للمرأة في أرضي
في أرض القدس لها عنوان
شكرا يا شيماء الشام
نام الجندي على كتفي وغفا السلطان
وأنا أنتظرعلى جمري أمرَ الحكام

شكراً لغلام قدسي عريان الصدر يعلمنا معنى الإيمان
شكراً للموت تخطانا لنذوق الموت بلا شرف
من أجل رغيف أو درهم يسقط من كيس السلطان
شكراً للقدس وطفل القدس وشيخ القدس
وكل شهيد علمنا معنى الإنسان.

لا أتقن إلا عشق الأرواح , والأرواح لا يمكن أن يمسها اي من الشوائب , أحب أن أبدأ وأبحث عن اللون المنسجم مع لوني لأبدأ المشوار حيث أجد أن باقي الألوان متناسقة ومنطبقة , الأرواح مصدرها واحد . ولا أعلم عنها إلا أنها نقية . باقي الأمور ليس لي فيها فعندما أعب من النبع , وأحافظ عليه فلا شك أن باقي المجرى نقي , الروح , الروح هي العنوان الذي يجب أن نقصده حين السفر عبر بعضنا البعض .
أتمنى أن نلتقي يوماً في اي من مراحل الحياة هنا أو هناك , ويكون لنا محبة في الله لا تنتهي .
شكراً لك ننتظر الروح فيك لتحدثنا .
الأسرة الأهل هم الأهم في الحياة ويا لروعة ورقة أسرتنا .

طويل هو الطريق بيني وبين مدرستي الثانوية، فبيتي في الوادي والمدرسة في أعلى الجبل، كان يرهقني صعودا ويتعبني نزول أيضا، كنت أصل المدرسة حاملا حقيبتي الثقيلة حتى إذا وصلت فصلي جلست عند أول مقعد يقابلني وقد أخذ مني الجهد كل مأخذ، وكلما زارني طيف الملل والكسل عن الدراسة ، أرى طيف أمي أمام ناظري يستحث الخطى للقمة ، وللفرح القادم فهي لم تفرح منذ سنوات.
وذات مرة، سألنا معلم اللغة الإنجليزية عن الكتاب ولم يكن معي يومها، فوبخني بشدة، فرددت عليه بأدب متعللا بأني الأول على زملائي في هذه المادة، المهم كلمة مني وأخرى منه،طلب مني الخروج من الفصل بوصفي لا أرغب بالدراسة وأنني مهمل وغير ذلك مما أخرجني عن أدبي ووعيي وألقيت على سمعه كلمة لا زلت نادما عليها بقية عمري، والنتيجة، صفعة شديدة استقبلها وجهي أدت إلى خروجي من الفصل.
جلست بجانب سور المدرسة والدمع يملأ عينيّ وأنا أفكر في أمر واحد لا غير، ماذا أقول لأمي التي تنتظر تخرجي بفارغ الصبر، وما هي إلا دقائق حتى قرعَ الجرس ووجدت زملائي يحيطون بي مواسين ومتوعدين الأستاذ، فهدأت من روعهم وبينتُ لهم بأني نادم على ما بدر مني وليس في قلبي على الأستاذ إلا الخير.
نزلت إلى المحطة واتجهت فورا إلى دكان صاحب والدي الوفي الحاج عزمي، وأخبرته الخبر، فبادر إلى صديق إخر أخرجه من دكانه وذهبنا سويا للمدرسة، ودخلنا على المدير وقد كان في غضب علي فقد زار الفصل وعلم بالحدث، والنتيجة فصلي ثلاثة أيام منها الجمعة ويومي هذا والسبت. أما السبت فلم أضيعه، فقد ذهبتُ الى المدرسة كأن شيئا لم يكن، ودخلت الفصل في الطابق الثاني، وكان له شرفة بجانب النافذة، وبالتالي حضرت جميع المحاضرات في الشرفة دون علم المدرسين وبمساعدة زملائي الأوفياء.
في نهاية امتحانات الفصل الثاني للدراسة عملت في جريدة الأخبار الأردنية مساعدا في تحرير صفحة القراء، وبعد منتصف الليل وحتى الفجر عاملا في المطبعة.
وحان موعد نتائج الثانوية، وأنا في المطبعة، والأبواب مغلقة بإحكام لكثرة الجموع أمام مبنى الجريدة وأمام المطبعة على وجه الخصوص، وفرحت بالنتيجة قبل الطباعة ولم يكن عندي وسيلة للتعجيل بها إلى أمي التي علمت فيما بعد أن القلق قد أخذ منها كل ماخذ بسبب نسخة من جريدة أخرى لا تحمل مدرستي. ولم تطل حيرتي حتى سمعت صوت اخي يصرخ من خلف شباك المطبعة المكسور فرميت له نسخة ليعجل بها إلى الغالية، ثم لحقت به قبيل الفجر ، ولله الحمد والمنة.
يتبع >>>>>>

ما اجمل تلك الايام برغم صعوبتها
احساسك بالندم لتصرفك مع استاذك برغم صفعه لك يدل على النضج والوعي وحسن التربية
ذكرتني بفرحة النجاح وانتظار الاهل للخبر بفارغ الصبر فدمعت عيناي
حياتك حافلة بالاحداث والمواقف الرائعة يا شيخنا الفاضل

انها رحلة كفاح مشرف
انها >كريات مؤلمة لكنك فخور بها
أليس كذلك؟؟
شكرا لأنك اتحت الفرصة لنا لنتعرف عليك

وعلي أن ألبسَ بردة والدي وأبسطَ لهن جناح الأبوة الوارف
الله عالتشبيه الرائع بوصف استلام دور الابوة منذ الصغر

وسقفه من التنك(الزينكو) مما يجعل المطر يعزف على أوتاره أعذب الألحان
لقد سمعته بخيالي وشممت رائحته الزكية
نعم لحظات تتوق لها الروح شوقا ..لا اعلم سر ارتباط البيوت العتيقة بروائح والحان المطر !!
ربما الابنية الحديثة كانت العائق لذلك الشعور الوردي وقت حلول فصل الشتاء


وقامَ أخواتي بإكرامِ هذهِ الأخت من خلال عملِ طوقِ من الياسمين وألبَسوها إياه،ولا زالتْ تذكرُ لهمْ هذا الإكرام إلى هذه اللحظة، وكيفَ لا تذكرُ ذلك وهي الآن ((( أمُّ عمر )))

وهاهي اليوم ترتدي طوقا ياسمينا
اسأل الله ان يبارك لكما طوقكما الذي اسستموه سويا
فالزواج يسمى (بالارتباط ) ولابد رباطكما ياسمينا فواحا حتى يومكم هذا
واريجه قد نثرتموه بين ابنائكم

كان هذا موجز الأنباء وإليكم التفاصيل يقرأها عليكم غريب الإمارات من إذاعة الاستشارات

أنتظر وموجة الراديو لمحطة إستشارات مولفة دائماً

ماشاءالله لدى المنتدى اذاعه !!
ارفعوا الصوت من فضلكم كي يتسنى للجميع التمتع بالاستماع لدرركم
عرفتُ على يديها جمالَ لغتي وعذوبتَها، عرفتُ الشعرَ وأوزانَه بيديها
هكذا اذن
الماما سلوى هي من جعلت شيخنا يحاسبنا اذا ما اخطأنا بلغتنا العربية


اسال الله لها الهداية .... ولخلقه اجمعين
والله اني لاحزن اشد الحزن على هؤلاء المساكين من غير المسلمين وخاصة ذوي الاخلاق العالية والقلوب الطيبة الذين يقضون اعمارهم في اعمال الخير وقد ينفقون امالهم في كل اوجة البر والاحسان لكن للاسف ( ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين )
اللهم لك الحمد على نعمة الاسلام
سيدتي ام المجد الفاضلة
لي صديقة احبها واعزها كثيرا وهي كذلك .. احزن على حلها لانها (صابئية ) فكلما راودني حزني لانها ليست بمسلمة ..تذكرت قوله تعالى
{ إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ } المائدة

نسأل الله لهم الهداية والحمدلله خُلقنا على الاسلام وما اعظم الاسلام

تتحدث من منصةٍ داخل قلبي

{كم تعجبني تشبيهاتكم اللغوية واستعاراتكم (لن اقول مكنية او تمثيلة >>ببساطة لانني قد نسيت التفرقة بينهما )

احسنت شيخنا بالسرد الممتع احداث حركتنا معها ..وعشنا معك اللحظة
متحمسون لمعرفة ما حل بهذا الشاب بعده تخرجه والفرحة تزف لوالدته
مبارك عليك اجتيازك المرحلة الدراسية في قلب الظروف المتعبة
لكن الله كان ومازال معك
شكرا لاخذنا من وقتك الثمين

أختنا الفاضلة أم المجد
متابعتك الطيبة تسعدني
الأخ الطيب (المتألق)
الشكر موصول لك والتقدير على مشاعرك الرقيقة
الأخت والإبنة الغالية(المن والسلوى)
أني سعيد لأنني استطعت أن أكشف عن وجهك القناع، وأرى فيك ناقدة قديرة، ومحللة رائعة ، برغم سنك الصغير بالمقارنة بقلمك الكبير.
شكرا لك وأتمنى لك التقدم في دروب الإبداع

طويل طريقك
برغم الضباب

رحلة كفاح رائعة
في مدرسة الحياة

سيرة ذاتية
فيها من الألم والأمل الكثير
طويل طريقك ياصاحبي
فحلق
بنا
فوق السحاب

صفحات المنتدى
والاصدقاء والاحباب
والاعضاء
بشوق للتتمة

صفحتك ستبقى مفتوحة
لك ولاسرتك

هي ملكك وحدك
وهي رشفة حب وأمل نرشفها مع قهوة الصباح


تابع يا صديقي
فالفصول كثيرة
ولازلت في بداية الذكريات

لك وقفة احترام
امام حروفك
صدقك
مواقفك
شعرك
نضالك


تابع
جزاك الله خيرا

غريب الامارات
استمتعنا بكلماتك و>كرياتك
رغم الدمع والالم

جزاك الله خيرا

وابتدأ التفكير في همٍّ جديد، إنه الدراسة الجامعية، وهنا لا بد لي من وقفةِ إكبارٍ أمام اثنين من أقربائي، بادروني بالدعم العملي والتشجيع لدخول الجامعة، أحدهم زوج أختي الذي هو ابن خالتي، أرسلَ لي رسالةً من الكويت يدعوني فيها بأن أختار أي جامعة وهو سيتكفل بالمصاريف، ولا زلت أيها الأحباب أحتفظ بالرسالة إلى يومنا هذا اعترافا بهذا الإحسان، حتى أظهرتها له في يومٍ كان أحوج ما يكون لمساعدتي بعد أن ترك الكويت بفعل الحرب وعاد الى الاردن وساءت أحوالهم كمثل الكثير ممن عادوا، وكانت فرصتي الغالية لتسديد حساب هذا الرجل الطيب فوقفتُ بجانبه وقفةَ معترفٍ بالجميل مما دفعه للخجل مني في يومٍ ما فما كان مني إلا أن أحضرتُ الرسالةَ والتي أرسلها لي قبل ما يقارب الخمسة عشر عاما وقلت له:-
يا أخي الحبيب رسالتك هذه عندي تزنُ كلَّ ما قدمتُه لك وما سأقدمُه ما حييت.
فبكى هذا الرجل الطيب بحرقة حتى بكيت لبكائه، وقلت في نفسي
( إرحموا عزيزَ قومٍ ذلّ )
اسمحوا لي بالعودة بكم ثانية ( والتاكسي على حسابي ) لنعدْ إلى الرجل الثاني الذي أقف له احتراما إلى يومي هذا لأجلِ موقفهِ معي قبيل التحاقي بالجامعة، إنه سَمِيّيِّ أيْ منْ أحملُ اسمَه كاملا ( نبيل الشاويش ) فهوَ من أبناء عمومتي وأقرب الناس لي كما كان والده من المقربين لوالدي، هذا الرجل فريدٌ من نوعهِ في هذا الزمان منْ حيثُ حبهِ للخير وأهلهِ ، المهمّ، بادرَ إلى جمع عائلتي ، أقصد حمولتي، وعَصَرَهُمْ حتى جمَع منْهُمْ رسومَ جامعتي للسنةِ الأولى، ودخلتُ في تخصص المحاسبة بعد مشورةِ أهل الخبرة من المعارف ، ذلك أن هذا التخصص هو أسرع طريق للوصول لراتب مرضي ، ثم مشت الأمور بالبركة، من خلال عملي هنا وهناك، من البيع والشراء والصبغ وغيره .
وفي يومٍ ما من سنة 1980م، وكنتُ قد بلغتُ العشرين، سمعت عن طلب وظيفة في أحد فنادق عمان من فئة الخمسة نجوم، فتقدمتُ إليها مع العشرات من المحاسبين وكانَ هذا قبل بداية السنة الدراسية الثانية،وبعد انتهاء المقابلات تمتْ الموافقة علي لأنني أحمل (كرت غوار)يعني توصية لمن لا يعرف معنى هذا المصطلح، ثم بدأ العمل فورا عند صلاة العصر وكانت البداية بتعريفي بأسعار المشروبات الروحية!،يعني بالعربي الفصيح ( الخمور ) وهنا بدأ اختبار شديد لديني وايماني.
العمل بالنسبة لي مصدر رزق عاجل غير آجل، وراتب جيد ،لكن...، الراتب حرام، ولا بد من قرار شجاع ، وكان القرار بعد توفيق ربي عزَّ وجلّ ورضى أمي عليها رحمة الله، وبعد أن قفز إلى ذهني قوله عليه الصلاة والسلام
( ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ). صليت العصر في زاوية من الفندق، وجلستُ مع النوادل(جمع نادل وهو الجرسون) وأسمعتُهُم موعظةً قصيرة ثم لذتُ بالفرار كسارقٍ أسلمَ رجليهِ للريح وأنا أرددُ قولَ الله تعالى
( ففروا إلى الله...) وبقيتُ أجري مسافة كيلومتر حتى وقفتُ لاهثا عند بائع قد عرضَ كتبا مستعملة على الرصيف خُيّلَ إليّ أنها كتبُ بيتهِ لِما رأيتُ على بعضِها زيت وزعتر، وأرادَ المسكينُ أن يشتري طعاما لأولاده بدل أن يطعمَهُم أوراقا صفراء سوّدَها أدبٌ وعلمٌ وفلسفة لا تسمنُ ولا تغني من جوع، ولا قيمة لها في بيت جياع بائسين.
اشتريتُ منه كتابَ ( الروح ) للأديب الفيلسوف مصطفى محمود رحمه الله تعالى بما معي من النقود القليلة مما جعلني أكمل رحلةَ العودة للبيت مشيا مسافةَ خمسة عشر كيلو مترا تمكنتُ خلالها من إنهاء الكتاب .
ما أريدُ أنْ أصلَ إليه من هذه الفقرة، يعني الزبدة أو الفائدة المرجوة، هي تحقق ما في الحديث الشريف ( من ترك شيئا لله...) وفعلا عوضني الله خيرا من ذلك العمل بعد أربعة أيام أو خمسة تقريبا، حيث أتاني قريب لي للبيت وطلب مني مقابلة تاجر كبير سعودي أنشأ مكتبا لإدارة أعمالهِ في وسط عمان وكانت النتيجة أنْ سلمَني مفاتيح المكتب وعملتُ لديه بكرامتي وعزة المسلم ، استطعتُ في هذه الفترة أنْ أحفظَ الكثير من سورالقرآن الكريم إضافة إلى تحسن مستوى دراستي إضافة إلى كثرة ترددي على المكتبة العامة لقربها من مكان عملي ، قرأت فيها الآداب والفلسفات العربية واليونانية ودواوين الشعر العربي من العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث ، كل هذا وذاك من بركة العمل الجديد الذي عوضنيه ربي بدل العمل الحرام، فلله الحمد والمنة.

يا أخي الحبيب رسالتك هذه عندي تزنُ كلَّ ما قدمتُه لك وما سأقدمُه ما حييت.
فبكى هذا الرجل الطيب بحرقة حتى بكيت لبكائه، وقلت في نفسي
( إرحموا عزيزَ قومٍ ذلّ )
موقف كله شهامة ووفاء بارك الله فيك

خُيّلَ إليّ أنها كتبُ بيتهِ لِما رأيتُ على بعضِها زيت وزعتر
هههههههههههههههه

وفعلا عوضني الله خيرا من ذلك العمل بعد أربعة أيام أو خمسة تقريبا، حيث أتاني قريب لي للبيت وطلب مني مقابلة تاجر كبير سعودي أنشأ مكتبا لإدارة أعمالهِ في وسط عمان وكانت النتيجة أنْ سلمَني مفاتيح المكتب وعملتُ لديه بكرامتي وعزة المسلم ،
صدقت يا شيخنا ..
( ومن ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ).
سلمت يمينك

بارك الله فيك وأحسن إليك يا أختنا الفاضلة

وانتهت الدراسة بما تحويه من عقبات ومنغصات، وبات وشيكا التحاقي بخدمة العلم،أي التجنيد الإجباري،والمشكلة أن أخي لم تنتهِ خدمته بعد، لذا سيكون الأمر صعبا ترك البيت بلا راعٍ ولا كاسب لتأمين مصاريفه، وليس لدي سبب قانوني لتأخير التحاقي ،فقد انتهى التأجيل مع انتهاء الدراسة الجامعية.
ولم تستمر الحيرة والقلق، فقد أتى الفرج من عند الله بسببٍ لا يمكن أن يخطر على بال، فأثناء تأملي بدفتر تأجيل الخدمة اكتشفت ثغرة نتجت عن خطأ كتابيّ من الموظف الذي حرر الدفتر وهو تاريخ انتهاء التأجيل، فبدل أن يكون 31/8 صار بالخطأ 31/12 ، وكم كانت فرحتي، حيث بدأت أعمل بجد في كل اتجاه لتأمين مصاريف البيت خلال فترة تأدية الخدمة العسكرية لأن راتب العسكري كان 15دينارا فقط شهريا وهي لا تكفي بأي حال مصاريف لي. المهم، عملت في مجالات كثيرة طلبا للرزق من ضمنها عاملا في مزرعة في منطقة الأغوار وهي قريبة من القدس جدا وأيضا قريبة من البحر الميت، والسبب الرئيس لعملي هناك هو أخي الأكبر (بكر أمي من زوجها الأول) فأردت أن أقرب بين أخي وأمي من خلال عملي معه فهو كان مهندسا زراعيا يدير هذه المزرعة. وعلى أية حال لم أفلح بمهمتي معه بسبب تحامله على أمه التي تركته وباقي إخوته في فلسطين عند زواجها بأبي وانتقالها للعيش في عمان.
في نهاية شهر كانون الأول (ديسمبر) وقبل الموعد بيومين ذهبت الى مكتب التجنيد، ولم يكن الخطأ المطبعي سببا وجيها لتأخري عن الالتحاق ولولا عناية الله تعالى لتعرضت لمحاكمة عسكرية ولكن الله سلم.
وركبنا في سيارة عسكرية كبيرة تسمى ناقلة جنود إلى منطقة في جنوب الأردن باتجاه العقبة مسافة 70 كيلومتر تقريبا إلى معسكر صحراوي وسط الجبال، والريح تعوي، والزمهرير ينخر عظامي إلى أن وصلنا في ساعة متأخرة من الليل، والأحداث هنا كثيرة لكني سأتوقف عن ذكر التفاصيل منعا للحرج فالأمر متعلق بالجيش والأمور العسكرية. والجدير بالذكر هنا أنني اضطررت لتحويل خدمتي من سنتين إلى أربع لأتمكن من تحسين راتبي والقيام بأعباء البيت، وتمت فترة التدريب التي قاربت الثلاث شهور، انتقلت بعدها إلى وسط عمان في قيادة الجيش محاسبا في قسم الرواتب، وهذا من فضل ربي إذ أن الخدمة في عمان تحتاج الكثير من الجهد والواسطات، وهنا، أي في الدائرة المالية وبالتحديد في قسم الرواتب كانت بداية الوصول إلى أم عمر ، فأخوها صار زميلي في العمل الجديد.
يتبع >>>>>

أعتذر لـتأخري بالمتابعة
وسأكمل اليوم إن شاء الله تعالى

فأثناء تأملي بدفتر تأجيل الخدمة اكتشفت ثغرة نتجت عن خطأ كتابيّ من الموظف الذي حرر الدفتر وهو تاريخ انتهاء التأجيل، فبدل أن يكون 31/8 صار بالخطأ 31/12 ، وكم كانت فرحتي
( من يتق الله يجعل له مخرجا )

فأردت أن أقرب بين أخي وأمي من خلال عملي معه فهو كان مهندسا زراعيا يدير هذه المزرعة.
بارك الله فيك

ولولا عناية الله تعالى لتعرضت لمحاكمة عسكرية ولكن الله سلم
(ان رحمة الله قريب من المحسنين)

70] كيلومتر تقريبا إلى معسكر صحراوي وسط الجبال، والريح تعوي، والزمهرير ينخر عظامي
قمة المعاناة .. اسال الله ان يثيبك على صبرك

اضطررت لتحويل خدمتي من سنتين إلى أربع لأتمكن من تحسين راتبي والقيام بأعباء البيت
اكثر الله من امثالك ( ان الله لا يضيع اجر من احسن عملا )

وهنا، أي في الدائرة المالية وبالتحديد في قسم الرواتب كانت بداية الوصول إلى أم عمر ، فأخوها صار زميلي في العمل الجديد.
هذا من حسن حظ ام عمر واخيها وكل اهلها

قال لي زميلي المحاسب:- إن في الدائرة شابا يكتبُ الشعرَ مثلك فما رأيك أن أعرفك عليه؟
- حسنا هيا بنا
ورأيته وحادثتُهُ وأحببتُه من أول نظرة كما يقال، وكثرتْ جلساتنا الأدبية في مكان العمل خصوصا إذا كنا مناوبين بعد الدوام ، وكانت جلساتنا خارج الدوام أكثر، إلى أن أتى اليوم الذي دعاني فيه لزيارة بيته في مدينة السلط ، وخلال هذه الزيارة كانت المرة الأولى التي أرى فيها أمَ عمر ، وكانت نظرة منها استقرتْ في شغاف القلب، لنْ أقول سهم الحبّ بل بذرة حب ترعرعتْ في تربةِ قلبي وسقيتُها بماء الطهر والعفاف ورعيتُها ليل نهار وحفظتُها من أشواكِ شياطينِ الإنسِ والجن، حتى صارتْ وارفةَ الظلال تظلل القلبَ الذي يحملها.
كان حباً خفياً لم تفشِ سرَّه شفتاي حتى لأذنيّ، وكان من طرفٍ واحد، والطرف الآخر كان يكنّ لي الاحترام والمودة كغيره من أفراد الأسرة الكريمة بدءً من الخالة أم الوفا وانتهاء بأصغر الأبناء سوى الوالد الذي يعمل في السعودية.
سألتُ أمي يوما بعد انتهاء زيارة صديقي وأخته وخروجهم من بيتنا:-
ما رأيك يا أمي بهؤلاء الناس؟
- ما شاء الله عليهم أدب وأخلاق
- هنيئا لمن تكون من نصيبه هذه الأخت يا يمه.
- إي والله يا بني وأدعو الله أن يجعلها من نصيبك... لكن (وقلبت يديها وحركت وجهها)
- لكن إبش يمه
- هادول ناس أغنيا با بني وأنت ما عندك إشي إلا راتبك اللي بتحطو بإيدي آخر الشهر ألله يرضى عليك
- يا يمه أنا ما فكرت بالزواج أبدا وأنا شايف أحوالنا والحمد لله على كل حال، والمشوار طويل ومين يعيش!!!
وجاءني صديقي يوما بخبر زلزلَ كياني ولم يجد هذا الصديقُ تفسيرا لدي :-
- أنت مدعوّ يا نبيل على زواج أختي، خلاص لن تأتيكم بعد اليوم
- يا رجل ماذا تقول ،متى حصلت الخطبة والجاهة والموافقة ووو؟؟؟؟!!
- يا سيدي لا وقت للكلام فالتفاصيل كثيرة المهم لا تنسَ الأسبوع القادم الفرح
أي فرح هذا يا صديقي (أكلم نفسي) لو تعلم ماذا أنزلت على رأسي لرحمتَني وأشفقتَ علي، لكن لا حول ولا قوة إلا بالله.
يتبع >>>>>>

أختي أم المجد
تمت إضافتي قبل أن أقرأ ردك الغالي
وأنا الآن عاجز عن الرد على ردك ، فلا أستطيع مجاراة الرقة والطيب والشفافية لديك
ولا أملك إلا الدعاء لك يا صاحبة القلب الكبيروالمليء بحب الناس جميعا
ولا تعجبوا يا أيها الأعضاء فإني أتكلم عن علم !!!!

كونت فكرة عن الحدث , حيث تركتنا في منتصف المركز , سامحك الله
أكمل فقد إنتظرنا السعادة معك .

اخي الحبيب غريب الامارات استاد نبيل تحياتي وتقديري
اسمح لي ان اعاتبك بمحبه علي اختصارك الشديد في سرد الاحداث فسنوات كثيره تذكرها في سطور وانا اعتقد ان حياة انسان نبيل ،ملتزم ، عصامي مثلك فيها الكثيروالكثير من الدروس والمواقف ولحظات التأمل التي تثري الوجدان،،، فافض يا سيدي ولا تخشي الاطاله.. وايه رايك لو بدأت من الاول عشان الحبايب ؟؟ مع تقديري وحبي

كلنا بانتظار شيخنا وذكرياته

نحن كلنا نحب مواضيعك
وردودك واسلوبك

بارك الله فيك يا شيخنا الفاضل وهذا من طيب اصلك ونبل اخلاقك
يقولون لكل امرء من اسمه نصيب
وانت يا شيخ نبيل لك من اسمك كل النصيب
واني مستمتعة جدا بهذا السرد الرائع لقصتك
ارجوك اكمل

يا جماعة الخير
يا أهلي وحبايبي
لا أجد كلمات توفي طيبكم وسمو ردودكم صدقوني عجزت عن الرد
لكم خالص دعائي
وأما بالنسبة لوقوفي عن الكتابة فهو خارج عن سيطرتي بسبب مشاغلي ومسئوليتي عن الأولاد بجانب عملي المتعب
الله المستعان على المواصلة

ودارت الأرض بي ، وشريط الأيام والآمال عرضُه مستمر على مدار الساعة، بحيث شغلني عن نفسي وعن خشوعي في صلاتي وعن أشغالي، فاتجهتً إلى سجادة الصلاة لأعرجَ إلى السموات العلىَ بطائرة السجود ، لأقدم شكواي بين يدي مَنْ له الخلق والأمر ، في ساعة القرب المثلى ، واجتمعَ لي قربي من ربي ساجدا وقرب ربي مني لتنزلهِ إلى السماءِ الدنيا نزولا يليقُ بجلاله وعظيم سلطانه، وفرَّ الظلامُ من نور المناجاة الساطع، ودعوتُ مولاي بكلمات لمْ تخطر لي على بال وكأنها تنزلتْ على لساني تحت رهبة الموقف وشدة الفاقة وسيل الدمع الحار الذي رسم خطين أحمرين على خديّ:-
(يا رب الكون ، يا من بيده الخلق والأمر ، يا من يجير ولا يجار عليه، اللهم إنك تعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب، اللهم إنْ كان فيها خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فردها إلي صالحة مصلحة وهادية مهدية، وإن كانت شر لي في ديني ودنياي وعاقبة أمري فاصرفها عني واصرفني عنها ورضّني بقضائك).
وشاء المولى عزّ وجلّ أنْ يغيبها عن حياتي لسنوات، لأمر لا أرغبُ بذكرهِ،كنت خلال هذه السنوات أذهب أسبوعيا إلى حيث مسكنها في رحلة تأخذ مني ثلاث ساعات على الأقل أركبً لأجلها ثلاثَ مواصلات، وكلّ ذلك لأقفَ لحظات مقابل شرفةِ بيتها لعلها تظهر أو أناجي طيفها الغائب، أرجوكم لا تنعتوني بالبله والسفاهة، فهذا لم يطلْ أكثر من شهرين، حتى قررتُ أن ألتفتَ إلى أموري ومسئولياتي وأتركَ الحكيمَ العليم ليقضي لي الخير حيث كان.
طبعا أنتم تتساءلون، أين أخوها من كل هذه الأحداث وهو زميلي في الدائرة المالية، إنه أنهى خدمته العسكرية قبلي ورحل وما عدنا نلتقي إلا قليلا لبعد المسافة بين مدينته ومدينتي.
وأشغلت نفسي بأمر جديد وهو المساعدة في تحرير صفحة القراء في جريدة الدستور الأردنية، وغيرها من الصحف اليومية والأسبوعية، وأكثرت من التردد على رابطة الكتاب ورابطة المسرحيين، وكدتُ أن أدخل سلك الفن والتمثيل لولا مشيئة الله التي تأبى علي إلا طريقا واحدا يخبئه لي ربي في الغيب.
ودخلتْ سنة 1984م وفيها سافرت لحج بيت الله الحرام ضمن بعثة الحج للقوات المسلحة بعد اجتيازي المسابقة السنوية، وما أن رجعتُ حتى عرض علي أحدُ أصحاب والدي الزواجَ من ابنته رغم علمهِ بفقري وقلة حيلتي، ورددتهُ ردا حسنا وغبتُ عن وجههِ حياءً منه واحتراما لماء وجهه، جزاه الله خيرا ورحمه وغفر له.
وعرضت علي أمي الزواج من ابنةِ الجيران التي تصغرني بتسع سنين، فأكبرتُ الأمر لأنها بمثابة أختي الصغرى فهي في عمرها وتربتْ في حجر أمي وفي بيتنا بعد وفاة أمها وهي لم تبلغ الأربع سنوات، المهم، وافقت وكلمتُ والدها الأخرس وأخاها الذي رافقني في رحلة الضياع في أول المذكرات، وأصيبوا بصدمةٍ في بادىء الأمر ثم بعد أيام وافقوا، وهنا حصلت مفاجأة لم تخطر على بال، ولا في الأفلام.
يتبع<<<<<
لن أقطع هذه المرة وسأكمل علشان عيونكم
وفجأة نطقت أمي بأمر لم يخطر لي على بال
-- يمه يا نبيل أنا خايفه تكون هالبنت أختك!!
-- نعم يمه يا حبيبتي!!!
-- أيوه يمه تذكرت إني كنت كتير أروح مشاوير وأسييبك عند أمها وكانت ترضعك
-- يعني كم رضعه يمه؟؟؟!
-- كتير يمه
-- يعني خمسة واللا أكتر واللا أقل؟!!!
-- كتير يمكن عشرة أو عشرين
يا للهول، المفاجأة كانت قاسية على أبيها وأخيها أكثر مني ، لأن الزواج بالنسبة لي يومها مجرد عقد أحفظ نفسي به من الهوى والفاحشة، وقلبي ما زال مشغولا بمن قلت فيها:-
هلا حبيبي كلّ يوم زرتنا
إني إذا ما غبتَ أنسى من أنا
علّ الليالي السود قبلك ترتدي
من نور وجهك حُلّةً تهبُ السنا
وهذا مطلع أول قصيدة كتبتها لأمر عمر المنتظرة.
واشتدتْ الفتن على الشاب نبيل وتقدم للخطبة ما يقارب الست مرات وفي كل مرة تفشل الخطبة رغم رغبة أهل الفتاة بي وتقديرهم واحترامهم، ولكن في الغيب أمر لا يعلمه إلا علام الغيوب تبارك وتعالى.

وأطال الزيارة صاحبي هذه المرة في بيتي فقلت له مستغربا:-
-- يا وفا ألا ترى أنك تأخرت وأمامك درب طويل لتصل إلى بيتك ولا تفهمني غلط فإني والله مسرور بجلوسك معي،،
-- أنا لم أتأخر ثم إن دربي ليس بطويل،، (وضحك ضحكة أدهشتني)
-- ماذا تقصد بالله عليك
-- أقصد أن بيتنا على بعد كيلووات من بيتكم
ولم أدعه يكمل حتى انتفضتُ وسحبتُه خارجا وهو يضحك وطلبت منه الذهاب إلى بيته، وفعلا أدخلني البيت، وأنا أترنح بين شعورين ، الفرح الغامر والدهشة والحزن،
-- أين أهلك؟؟ ( والله ما سألت إلا عن ساكنة القلب المعذب)
-- موجودين، كلهم إلا واحدة....
وكانت هي ، فهي تعمل مدرسة وتنتظر نقلها إلى عمان
ومن لي بالصبر يا أحباب!!
صرت أذهب كل يوم لزيارته لعلني أصادف طبيبي هناك، وكان يوم الخميس مساءً
طرقت الباب و
وفتحتْ الباب هي، والله كأني أراها الآن، بدر أضاء له المكان والزمان، وغنتْ لأجله الطيور وصفقت الأغصان، أجل كنت أسمع ذلك بأذني، قولوا مهلوس، لا يهم، سمعت ورأيت وأنا ذاهل عن الدنيا أمام صرح الحب الطاهر
-- هلا نبيل
ما زلت أحتفظ بها في اذني إلى اليوم، وصداها تردد على ألسنة أهل العشق الأحياء والأموات من قيس صاحب ليلى إلى عروة صاحب عفراء إلى جميل صاحب بثينة،،
-- هلا بيكي
-- تفضل أدخل
-- ولكن وفا موجود؟ ( ووجهي زادت حمرته والارتباك علاني وبان المخفي في بريق عيوني وعلى رجفة لساني)
-- مش موجود ولكن أنت صاحب بيت والوالدة موجودة
-- لا شكرا راح آجي مرة ثانية ، سلامي للوالدة
ونزلت الدرج ورجعت لبيتي مشيا مسافة سبعة كيلوات ووالله ما رأيت في طريقي أحدا فصورتها احتلت عيوني فحجبت الرؤيا عن أي شيء.
وجلست في غرفتي الباردة، وتحاورت مع نفسي
- انتبه يا رجل، كيف ستدخل لبيت صاحبك بنية رؤية أخته؟؟؟؟ يا لها من خيانة
وقررت بعد حوار مع نفسي أن أصارح صديقي بمشاعري التي أخفيتها سنوات طوال حملت العذاب ونار الأشواق انتظارا لهذا اليوم الموعود، ولكن!!!!!
بالتقوى تنالها أيها العاشق طاهرة مطهرة
وتواعدنا أن نلتقي في مكان ما وسط عمان لنلعب دور شطرنج وأكلمه بما أريد.
يتبع إن شاء الله <<<<<<,,

كنت أحلم بأن أنام بعد طول السهر والمحاولات الفاشلة , فقرأتما كتبت , وصلت معك للنقطة التي كنت اريد إستكمالها لأعلم هل ظني صحيح أم ....
قطعتني ايها الكريم . أم أنه التشويق . ننتظر لا بأس وصباح الخير على كل الساهرين أيام مليئة بالخير لجميع أهل المنتدى
أبو عمر وأم عمر وصدى الحب في بلاد الشام , بلاد الليمون والفل والياسمين . بإسم الجميع عاماً حلواً للجميع ودوام المحبة بين كل الأهل
اللهم آمين .
إنه ليس إحتفالاً بل تذكرة ل 364 يوم قادمة لنا فيها حصة سعادة بفضل الله الغزيز القوي الرحمن الرحيم .

انتظرونا قليلا مشكورين
وأعتذر مجددا على التأخير

ما اروع ما رويت لنا ايها الاديب الكبير
ومع اني اعرفك عز المعرفة ( وهذا شرف لي يا صهري العزيز )
الا اني لم اكن اعرف شيئا من احداث هذه القصة الرائعة حيث حدثت وانا في السعودية
لقد جعلتني اعيش احداثها كانها حدثت اليوم فدمعت عيناي مرتان
الولى حزنا والثانية فرحا
رائع اسلوبك يا ابا عمر
اكمل فكلنا اذان صاغية

هذه أول قصيدة نظمتها لأم عمر:-

هَلاَّ حَبيبي ُكلَّ يَومٍ زُرْتنــَا إنيّ إذا مَا غِبْتَ أنْسـىَ مَنْ أنا
عَلَّ الترابَ المنتشَي بِكَ يَنحِنيِ وَرداً علَى وِرْدٍ فَيصبِحُ سَوسَـنا
عَلَّ اللّيالي السّود قَبْلكَ تَرتَدي مِنْ نورِ وَجْهِكَ حُلّةً تَهبُ السَّنا
قُم ْيا حَبيبي، إنّما الرّوحُ انْبِعاثٌ دائــمٌ لِلحُبِّ يُرْسِـي وُدَّنا

يا َتوأمَ الرّوحِ الذي لوْلاهُ مـا هَبَّتْ علَى قَلْبي تَرانيمُ الهَــنا
والرَّوْضُ لوْ كانَ الرّبيعُ مُسافراً لاخْضَوْضَرَتْ فيهِ الحجارَةُ حَولَنا
والطيرُ يَحْنو فَوقَ أيكِ صِغارِهِ لولا اْبْتسِامُ الثغر ِمِنْكَ لمَا حَـنَا
والأرْضُ تَرقُصُ باِلحَشائش ِصَبوةً والْمِسْكُ أمْسَى سابحاً في مائِـنا

يا توأمَ الروحِ، الْهَوَى تاهَتْ بِنا أسْرارُهُ ، والشّوقُ جَلَّىَ حُبَّـنَا
إنَّ الوجـودَ ترابَـه وَمَسيـلَهَ وأُناسَهُ وَطُيـورَهُ يَرَنو لــنا
والنّورَسُ المْحْمومُ في هذي الرّبىَ ضاقَتْ علَى رَحْب ٍبهِ آفاقُـنا
فاْرحَمْ عَسَى الغُدْرانُ تَسْكُبُ في الدُّنَى لَحْنَ الْخُلودِ فَتَسَتبيحَ دِيـارَنا

يا توأمَ الروحِ الذي غابَتْ رُؤاهُ الدهْـر َعنْ عَيْني وَيرُبي نارَنا
هَبْنا أسَأنا يا حَبيـبي مَــرّةً ما بال ُصَـدِّكَ يَسْتَذّلُ وَفاءَنا
إنَّ الحبيبَ إذا تأخَرَ صَفْحُــهُ عَـمَّ الهَجيرُ سماءَنا وَترابَــنا

هذا خِطابي سَطّرتُه ُعَواصِفـي كيْ يركَبَ الأمْواجَ في بحر ِالضَنى
حُمِّلتَ يا ملاّحُ مهجَة شاعـر ٍ ظمئَى لرشفِ الراحِ في كفِ المنى
حُمِّلْتَ يا ملاّحُ شَكوَى حاضِر ٍ لا يَهتدَي، والأمْسُ مَوْصُولُ العَنا
حُمِّلْتَ زهراً ذابلاً لا ينتشـي إلاّ بلمسةِ مَنْ لَهُ يومـاً جنـَى

أشكوُ لَهُ عنهُ، وَلا ألقىَ لشكوىَ لَوْعَتي بينَ الوَرىَ قلـبا حَـنَا
مستعمـرٌ لكنّ كُـلَّ عَـتادِهِ روحٌ بها تعلو النفُوسُ علَى الدّنى
رَباّه ُهذِي دَعْوتي لكَ فاهْدنِـي لمَ ْيبقَ لي قولٌ سِوَى .. يا ليتنا
وتَولَّ أمري كـلَّ حين ٍربـنَّا واختم ْبأسْــرارِ المحبة ِحبَـنا


أبو عمر
1985