من كتاب " كيف تغير سلوك طفلك " محمد ديماس

معامله الولد باللين و الرحمة
مراعاة طبيعة الطفل المخطئ في استعمال العقوبة
فالأولاد يتفاوتون فيما بينهم ذكاء و مرونة و استجابة . . .
قبل البدء بمناقشة الموضوع , أن الغرب يعتمد على هاتين الصفتين في تربية الصغار مع مساحة حب وحرية وإحترام للطفولة إلى أبعد حد , وقد رأيت ذلك عندهم وخاصة في السويد في رياض الأطفال كفضول مني إلى جانب العلم . بالطبع لو أن مفهومهم عن الطفولة كان إنسانياً عاماً كما يدعون لما قتلوا ويقتلوا أطفالنا وبكثرة , بينما من تنبيهات رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , أن لا يقتل طفل أو شيخ أو إمرأة في الحروب إلى جانب عدم الإساءة للبيئة وتعرفون التفاصيل , ......
من يمتلك هاتين الصفتين , يمكنه تفهم باقي المناهج التي عليه إتباعها من حيث التفاصيل دون أن يكون عارفاً بكتاب النظريات التربوية والحديثة التي يوجعون دماغنا بها وتحتاج إلى مستوى حياتي لم نصل إليه بعد من الناحية المادية أقصد دخل الأسرة , ولعل من يبحث عن الدخل لتأمين حياة فيها بعض الرفاهية الأوربية , يضيع في زحام الحياة بحيث لا يجد وقتاً لممارسة النظريات التي وضعت على اساس حد معين من الحياة .
أعود إلى البداية , من يعرف ويتصرف بناءً على صفتا اللين والرحمة و يفترض أنه يعرف أن الضرب له حدود أوصى بها النبي الذي كان يلعب الحسن والحسين ويركبان ظهره (صلى الله عليه وسلم) , متى يتم العقاب الجسدي وكيف , ولم يفعله هو نفسه , كان يضم الأولاد إلى صدره , يا الله الم نتعلم من نبي الله , الذي يتحدث العربية وسلوكه كان من وحي الله عز وجل , كيف نتعامل مع صغارنا , وتعبنا في ترجمة نظريات علماء غربيون لا ينتمون إلى مجتمعنا , لتطبيق نظرياتهم التي وضعت بناءً على أساس مقومات المجتمع الغربيوفقاً لمتطلباته وتطبيقها في المجتمع العربي الشرقي , الآن سيأتي من يقول ولكننا ننتقي منها ما يلائمنا .
الرد أن ما يلائمنا أتى عن طريق الدفع غير المباشر بإتجاه الحضارة الغربية دون أن نتغير في داخلنا لأننا عرب شرقيون , ولدينا مقومات الحضارة قبل أن يصلوا إلى حضارتهم الخاصة , ولكن التركيز على كل ما هو غربي وضع ارضية فكرية تميل لتطبيق الغرب بحجة أن المتعلمون في الغرب والحاصلون على شهاداتهم من الغرب لهم الأولوية , في كل العلوم حتى تلك الفلسفية التي تعنى بشؤون الحياة والسلوكيات , وهذا بحد ذاته خطأ كبير لإرتباط معتقداتنا بسلوكنا بشكل مباشر بينما هم المعتقدات شيء والسلوك شيء آخر وهم وقعوا في هذا الخطأ , فلا تزال المرأة التي تعبد الله وتمنح نفسها لخدمة ربها تضع الحجاب الذي يغطيها فلا يعرف لون شعرها بالطبع ليست كل النساء راهبات ولكن عندما يكن على المستوى الخلقي المطلوب في الراهبة فلا إنتقاد للحجاب .
كان من الأفضل إن كنا فعلاً لم نعرف في فترة ما , طرق التربية أو لجهلنا بتفاصيلها , لكان من الواجب البحث , في وضع العرب خلال حقبة الإسلام التي صعدت خلالها الحضارة ووصلت إلى التأكيد على ضرورة معرفة اللغة العربية لأنها لغة العلم , وعليه ما هي المبادىء التي تربى عليها هؤلاء العلماء حتى وصلوا إلى ما وصلوا إليه من تقدم فاق كل الحضارات ومهد للنهضة الحديثة (وهذا ما يقر به الغرب , وننكره نحن) مثل هذه الحضارة ولا شك لها اساليب تربية تخصها تحتاج لمن يقرأها من جديد وصياغتها بلغتها الأساسية ولكن التركيز على المفردات التي أصبحت صعبة علينا لقلة إستخدام المرادف الأصلي . هذا رأي والله أعلم .
أعطونا أرائكم بهذا الموضوع الحيوي , ولا تنسوا أنني في معظم فكري غربي الثقافة , ولكنني أتحدث من منطق المنطق والإنصاف ولست ضد أي ما يسمونه الحداثة بثوب جديد ولكن بفكر عربي اصيل يظهر المورثات التي كادت تختفي , لعدم إستخدامها فهي من حيث القوة مكتسبة , ومتطورة مع الإستعمال , وستضعف وتخف مع قلة الإستخدام ولأن لدي مورثات أظهرت عظمتها وتفوقها ولا تزال عندما تفتح لها الآفاق في الغرب أريد عودتها لنفس القوة لآورثها قوية لصغاري .
أحببت موضوع وأتمنى أن نتناقش فيه مطولاً لنصل إلى قواعد راسية وصحيحة ولا تتناقض مع أي مفهوم عن الطفولة بتجرد .