الزوجة تحب الفضفضة‏..‏ والزوج يصمت!

الزوجة تحب الفضفضة‏..‏ والزوج يصمت!‏

فسرت دراسة أمريكية حديثة ميل الزوج إلي العزلة والصمت في المنزل بأنه في هذه الحالات يشعر بنقص النجاح الذي كان يأمل في تحقيق المزيد منه
وقالت هذه الدراسة إن هذه الفكرة تستحوذ علي تفكيره وينعكس ذلك في شكل صمت وعدم مشاركة لأفراد الأسرة‏‏ وأكدت الدراسة التي أجرتها جامعة ميامي أن عندما تقع في نفس المشكلة يكون رد فعلها عكس الرجل‏,‏ فهي تحتاج إلي من يستمع إليها فقط‏,‏ فالفضفضة أهم لديها من اقتراح حلول لمشكلتها‏!.‏

هذه النتيجة تتحفظ عليها د‏.‏ مديحة الصفتي أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة لأنها ذات نظرة أحادية تفصل تماما بين الرجل و دون النظر إلي أن هناك صفات وأمورا مشتركة بينهما‏..‏ فالرجل نظرته لذاته تعكس نظرة المجتمع له ونفس الشيء بالنسبة للمرأة مما يعكس صورة نمطية جدا لكليهما‏..‏ وتوضح أن الاختلاف بين الجنسين في تقييم الذات ينعكس علي ردود أفعالهما‏,‏ لهذا تنصح الزوجة عندما تجد زوجها في مشكلة بأن تترك له مساحة للانفراد بذاته ليعيد حساباته ويكثر التفكير في المشكلة من أجل ايجاد حل لها حتي لو ظهر ذلك في شكل شرود ذهني وعدم وعي بما حوله‏,‏ كما تنصح الزوج بالاستماع لزوجته لأن أول من تبحث عنه عندما تكون في مشكلة هو من تتحدث معه عنها وقد تستغرق كثيرا من الوقت في الحديث عن مشكلتها وتكون غير منظمة في حديثها هذا فتنتقل من موضوع إلي آخر دون أي ترتيب منطقي‏..‏ لذلك يجب علي الزوج أن يتفهم أنها لا تحتاج حلا منه إنما فقط إلي الإستماع إليها بحب وتفهم‏..‏ لكن الرجل عادة ما يخطئ في مثل هذه المواقف فيبدأ في النقد وتخيل الأسباب في محاولة منه للوصول إلي حل لاعتقاده أنها تفكر بنفس طريقة تفكيره في حل المشكلات‏..‏ لذلك كثيرا ما تشعر الزوجة في مثل هذه الحالات بأن زوجها لا يهتم بمشاعرها ولا ينصت إليها وكثيرا ما ينتهي الحديث بمجرد أن يبدأ الزوج في اقتراح حلول للمشكلة‏.‏ وتغضب وتبحث عمن تستطيع بث شكواها إليه دون انتظار حل مقترح‏.‏ ف تكون أكثر كفاءة وقدرة في حل مشاكلها بعد تخطي مرحلة التحدث وبث الشكوي‏,‏ لذلك علي الرجل الانصات بحب وصبر واهتمام واستخدام كلمات الحب المطمئنة فقط‏.‏ وتختلف الدكتورة مديحة الصفتي مع نصائح هذه الدراسة‏,‏ مؤكدة أنها نصائح نظرية كانت مناسبة قبل سنوات مضت حين كان الرجل مشغولا طوال الوقت بالعمل‏,‏ بينما متفرغة للبيت ولا تعاني أي ضغوط‏,‏ وهو ما يتعارض مع طبيعة الحياة اليوم‏,‏ حيث إن النساء يلهثن طوال الوقت والحياة العملية فرضت نفسها عليهن‏,‏ والأمر نفسه بالنسبة للمرأة غير العاملة لأن إدارة البيت وتعليم وتربية الأبناء عبء كبير عليها‏,‏ فلا يمكن تهميش تصرفاتها وصفاتها وحصرها في تلك الصورة التقليدية وحصر كل الصفات العملية والتحليلية في عقل الرجل فقط‏,‏ خاصة أن العلم الحديث أثبت أن مخ الانثي لديه قدرة أكبر علي التركيز وأسرع استجابة للأحداث‏.‏
وأخيرا تؤكد الدكتورة مديحة أن الاختلافات الشخصية لم تعد تنقسم بين الرجال والنساء إنما تختلف من شخص لآخر وأن الأفكار القديمة كانت ترجع إلي اختلاف طبيعة المجتمعات التي تنشأ فيها ‏.‏