المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxالرشوة كظاهرة اجرامية ( الأسباب - طرق المكافحة )-
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الرشوة كظاهرة اجرامية ( الأسباب - طرق المكافحة )-
الرشوة كظاهرة اجرامية ( الأسباب - طرق المكافحة )- علي عبدالله حمادة (بحث قانوني)
نشرت بتاريخ: 09.10.2007
الموضوع:: قلم علي عبدالله حمادة
الرشوة
آفة مجتمعية قديمة مستجدة ، يكاد لا يخلو أي مجتمع من المجتمعات من آثارها
. لذلك فإن لدراسة جريمة الرشوة أهمية متميزة عن دراسة غيرها من الجرائم
وذلك لأن هذه الجريمة على درجة كبيرة من الخطورة ، وخطورتها تمس الفرد
والمجتمع والدولة على السواء ، والمعاناة منها تكاد تكون على كافة
المستويات الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية ، بل يتعدى أثرها إلى
المستوى السياسي أيضاً .
فهي من الجرائم الفاسدة والمفسدة ، وهي إن تمكنت من السريان والانتشار في
جسد المجتمع أفسدت ذلك الجسد حتى يغدو جماداً بلا روح ، وكلما تمكنت
واستفحلت كانت كمعاول الهدم والتخريب لا تنفك تطرق في أركان الدولة حتى
تزعزعها
مخطط البحث
المبحث الأول : أسباب انتشار الرشوة
أولاً – الأسباب السياسية
ثانياً – الأسباب الإدارية
ثالثاً – الأسباب الاقتصادية
رابعاً – الأسباب الاجتماعية
المبحث الثاني : سبل مكافحة الرشوة
أولاً – من الجانب السياسي
ثانياً – من الجانب الإداري
ثالثاً – من الجانب الاقتصادي
رابعاً – من الجانب الاجتماعي
مقدمة :
الرشوة آفة مجتمعية قديمة مستجدة ، يكاد لا يخلو أي مجتمع من المجتمعات من
آثارها . لذلك فإن لدراسة جريمة الرشوة أهمية متميزة عن دراسة غيرها من
الجرائم وذلك لأن هذه الجريمة على درجة كبيرة من الخطورة ، وخطورتها تمس
الفرد والمجتمع والدولة على السواء ، والمعاناة منها تكاد تكون على كافة
المستويات الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية ، بل يتعدى أثرها إلى
المستوى السياسي أيضاً .
فهي من الجرائم الفاسدة والمفسدة ، وهي إن تمكنت من السريان والانتشار في
جسد المجتمع أفسدت ذلك الجسد حتى يغدو جماداً بلا روح ، وكلما تمكنت
واستفحلت كانت كمعاول الهدم والتخريب لا تنفك تطرق في أركان الدولة حتى
تزعزعها .
فالرشوة كما يعرفها الفقهاء هي اتجار بالوظيفة ، تتمثل في انحراف الموظف
في أدائه لأعمال وظيفته عن الغرض المستهدف من هذا الأداء ، وهو المصلحة
العامة ، من أجل تحقيق مصلحة شخصية له ، وهي الكسب غير المشروع من الوظيفة
.
لذلك فالمشرع يحمي بتجريم الرشوة نزاهة الوظيفة العامة ويصون الأجهزة
الحكومية مما يمكن أن يلحق بها من خلل وفساد نتيجة الاتجار في أعمال
الوظيفة العامة .
حيث أن انتشار الرشوة تضعف ثقة الأفراد في السلطة العامة ونزاهتها ، كما
أن انتشارها يؤدي إلى الإخلال بالمساواة بين المواطنين وإثارة الأحقاد
والضغائن والتباغض بينهم ، ورواج الكيد والغش وكثرة السماسرة المتاجرين
بحقوق الناس ، حتى يغدو المجتمع غابة يكون البقاء فيها للقادرين على الدفع
.
ولا يقتصر أثر الرشوة على الناحيتين الاجتماعية والأخلاقية ، بل يمتد ليشمل الصعيد السياسي والاقتصادي للدولة .
المبحث الأول
أسباب انتشار الرشوة
بالنظر إلى حجم الأخطار والأضرار التي يمكن أن تحيق بالدولة والمجتمع من جراء شيوع الرشوة وانتشارها بين أفراد المجتمع .
لذلك يجب التأمل والتفكير كثيراً في طرق التخلص والنجاة من هذا الداء
الخطير ، ولوضع العلاج لا بد من التقصي عن أسباب سريان الرشوة في مجتمع ما
، وهذه الأسباب تتجلى في أسباب سياسية وإدارية واقتصادية واجتماعية نعرضها
تباعاً وفق ما يلي :
أولاً – الأسباب السياسية :
لا شك أن الرشوة هي داء منتشر في أغلب الأنظمة السياسية ، فهي لا تقتصر
على الدول النامية والمتخلفة ، بل نراها سارية في المجتمعات المتقدمة وإن
كان بنسب أقل .
فالرشوة تكون بنسبة أعلى في الأنظمة السياسية التي لا يوجد عندها مساحة
كبيرة من الديمقراطية والشفافية والمساءلة . ولا تتاح فيها حرية التعبير
والرأي والرقابة ، بحيث لا تخضع تصرفات السلطة السياسية للتنقيب والمساءلة
والنقد ، في ظل عدم وجود أجهزة إعلام حرة قادرة على كشف الحقائق وإظهار
مواطن الفساد .
كما يساعد على انتشار الرشوة ضعف السلطة القضائية بحيث تبدو فاقدة
لاستقلالها عن السلطتين التشريعية والتنفيذية ، الأمر الذي يؤدي إلى أن
القانون لايطبق على الجميع وأن هناك أشخاص فوق القانون تبعاً لمنصبهم
السياسي والإداري .
ثانياً – الأسباب الإدارية :
تلعب الإدارة دوراً كبيرا في مكافحة الرشوة ، لا بل تعد مسؤولة مسؤولية
تامة عن مكافحتها ، ولعل أهم الأسباب الإدارية التي تؤدي إلى تفشي الرشوة
، مـا يلي :
1 - تخلف الإجراءات الإدارية والروتين والبيروقراطية .
2 - غموض الأنظمة وتناقض التشريعات وكثرة التفسيرات .
3 - ضعف دور الرقابة وعدم فعاليتها وافتقارها إلى الكوادر المؤهلة والمدربة.
4 - عدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، والوصول إلى المناصب عن
طريق أساليب غير مشروعة ، فالذي يدفع الرشوة من أجل الوصول إلى موقع معين
، عندما يصل إلى هذا الموقع سوف يبدأ بالتفكير في استرجاع ما دفعه . وبعد
ذلك تدفعه متعة المال والجشع إلى طلب المزيد ، الأمر الذي يصبح جزء من
حياته في العمل والتفكير .
وهذه الفلسفة هي التي تعزز وتعشعش الرشوة وتؤدي إلى الفساد في المجتمع .
فقد أظهرت دراسة قام بها باحثون وخبراء نشرتها مؤخراً مصادر رسمية أظهرت
بأن (80%) من أسباب انتشار الرشوة هي تمتع البعض بمناصب ومراكز تجعلهم
بعيدين عن المحاسبة .
ثالثاً – الأسباب الاقتصادية :
لعل العامل الاقتصادي من أهم العوامل التي تؤدي إلى انتشار الرشوة ، وهذا الأمر يعود إلى :
1 - انخفاض مستوى المعيشة وتدني الأجور مقابل الارتفاع المستمر في الأسعار :
فالموظف الذي يرتشي يكون عادة ضحية للحاجة الماسة للنقود ، فهو مدفوع في
أغلب الأحيان إلى ارتكاب الجريمة رغبة منه في قضاء حاجته التي لا يقدر على
أدائها بسبب تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار ، نظراً لضعف القوة الشرائية
لمرتب الموظف الذي لم يعد يكفي لسد هذه الحاجات .
2 – سوء توزيع الدخل القومي :
الأمر الذي يجعل الأموال تتمركز لدى حفنة من الأشخاص، وهذا الأمر يؤدي إلى
زيادة حد الانقسام الطبقي ، حيث تصبح الطبقة الغنية أكثر غنى والطبقة
الفقيرة أكثر فقراً .
لذلك سوف يتولد لدى الموظف شعور الحقد والحسد والبغض ، ويعبر عن هذا الشعور من خلال أخذ الرشاوي من أصحاب رؤوس الأموال .
رابعاً – الأسباب الاجتماعية :
الرشوة تعتبر سلوك اجتماعي غير سوي قد يلجأ إليه الفرد أو الجماعة كوسيلة
لتحقيق غايات لا يستطيع الوصول إليها بالوسائل المشروعة أو بالطرق
التنافسية المتعارف عليها .
فمن أهم الأسباب الاجتماعية التي تؤدي إلى انتشار الرشوة : .
1 - ضعف الوعي الاجتماعي :
فكثيراً ما نجد أن الانتماءات العشائرية والقبلية والولاءات الطبقية
وعلاقات القربى والدم سبب رئيسي في هذه الانحرافات الإدارية ، بحيث يتم
تغليب المصالح الخاصة على المصلحة العامة .
2 – تدني المستوى التعليمي والثقافي للأفراد :
حيث أن شريحة كبيرة من أفراد المجتمع تفتقر إلى الثقافة العامة ، ناهيك عن
الثقافة القانونية ، فجهل المواطن بالإجراءات الإدارية ، وجهله بالقانون
يجعل منه فريسة سهلة المنال بالنسبة للموظف الذي يحاول دوماً تعقيد
الإجراءات للحصول على الرشوة .
فالمواطن البسيط يجد نفسه مضطراً لدفع الرشوة في سبيل الانتهاء من معاملته بالسرعة المطلوبة
3 – ضعف إحساس الجمهور بمدى منافاة الرشوة لنظم المجتمع :
فبعد أن كان المرتشي يعد في نظر المجتمع مرتكباً للخطيئة أصبح الأفراد
يشعرون بأن دفع مقابل لإنجاز بعض أعمالهم لا يعتبر رشوة ، بل يجتهدون
لإسباغها بنوع من المشروعية ، فالبعض يسميها إكرامية أو حلوان أو ثمن
فنجان قهوة أو أتعاب ... الخ .
4 – ضعف الوازع الديني والأخلاقي :
حيث يعتبر الوازع الديني هو الرادع الأقوى والأجدى من جميع العقوبات
الوضعية ، فهو يمثل رقابة ذاتية على سلوك الفرد ويوجهه نحو الخلق الحسن
والسلوك القويم .
المبحث الثاني
سبل مكافحة الرشوة
لا يكفي أن تحديد الداء بل لا بد من إيجاد الدواء المناسب والعلاج الشافي
، فتحديد أسباب الرشوة يدفعنا إلى البحث عن السبل الكفيلة للقضاء أو
التخفيف من هذه الظاهرة المرضية في المجتمع واستئصالها .
وباعتبار أن آثار الرشوة لا تقتصر على جانب معين من جوانب الحياة ، بل
تمتد لتشمل كافة الجوانب السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية .
لذلك يجب أن تتضافر الجهود في كافة هذه الجوانب لاستئصال الرشوة وذلك من خلال ما يلي :
أولاً – الجانب السياسي :
1 - ضرورة صدور قرار حقيقي من السلطة السياسية لمكافحة جريمة الرشوة وذلك من خلال إيجاد هيئة مستقلة لمكافحة الرشوة .
وأن يكون شاغلوا الوظائف السياسية العليا والوسطى قدوة حسنة في سلوكهم
المهني ، بحيث ينعكس هذا السلوك على شاغلي وظائف الدولة كافة وأفراد
المجتمع قاطبة .
2 - ضرورة تحقيق الديمقراطية والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين والعاملين .
3 - حرية الصحافة والتعبير والرأي وذلك لممارسة دورهم الرقابي لكشف مواطن الفساد والرشوة من خلال أجهزة إعلام حرة .
4 - ضرورة تحقيق مبدأ استقلالية القضاء والعمل على توفير البيئة المناسبة للقضاة بما يضمن استقلالهم وحيادهم .
ثانياً – الجانب الإدارية :
وتكون مكافحة الرشوة في الجانب الإداري من خلال الأمور التالية :
1 – الرقابة الفعالة على الموظفين :
وتكون الرقابة من خلال اسناد مناصب الإدارة والقيادة إلى أشخاص يتمتعون
بحس عالي من المسؤولية ، حتى يكونوا قدوة حسنة لمن هو أدنى منهم درجة ،
وأن يمارسوا دورهم الرقابي بكل أمانة ومصداقية على مرؤوسيهم .
والرقابة لا تكون فقط من المدير على موظفيه فحسب ، بل تكون أيضاً من خلال
جهاز للرقابة والتفتيش يعمل بشكل مستقل لمراقبة تصرفات الموظفين بشكل دائم
، فيبقى الموظف الذي لا يرتدع عن ارتكاب الخطيئة بوحي من ضميره، خائفاً من
هذا الجهاز الذي لا ينفك يسلط الضوء على سلوكه ، ولا شك أن خشيته من تلك
الرقابة المستمرة تمنعه من الإساءة إلى الوظيفة .
2 – وضع الرجل المناسب في المكان المناسب :
بما يكفل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة أمام جميع المواطنين .
فالاختيار والتعيين للوظيفة يجب أن يكون على أسس موضوعية وعلمية وأن تكون
على أساس الكفاءة والمقدرة ، وليس على أساس الوساطة والمحسوبية والرشاوى .
3 – تطبيق مبدأ الثواب والعقاب ، وتطبيق مبدأ من أين لك هذا :
حيث يتم محاسبة كافة المرتشين والفاسدين وصرفهم من الخدمة ، أما من تثبت كفاءته ونزاهته يتم مكافئته وترفيعه .
فإذا ما تم ترفيع الموظف المرتشي على حساب الموظف النزيه فإن هذا الموظف
سوف يعمد إلى محاربة الموظف النزيه وبالتالي تعميم ظاهرة الرشوة بين جميع
الموظفين في هذه الدائرة .
ثالثاً – الجانب الاقتصادي :
ويتم مكافحة الرشوة في المجال الاقتصادي من خلال ما يلي :
1 – تحسين الوضع الاقتصادي للموظفين :
حيث أن أهم أسباب الرشوة هي المرتبات المتدنية التي لا تتناسب مع متطلبات المعيشة وغلاء الأسعار .
لذلك لا بد من زيادة الرواتب للموظفين بشكل مستمر وتحسين مستوى المعيشة بحيث يتم توفير متطلبات عيش كريم لمنع مبررات الرشوة .
لأنه إذا أردنا لموظفينا أن تعف نفوسهم عن قبول الرشوة ، كان لزاماً على
أولي الأمر أن يدرسوا واقع القوة الشرائية لمرتبات الموظفين ، بحيث تؤمن
لأدناهم معيشة كريمة تغنيه عن الارتشاء .
فإذا ما ارتكب الموظف بعد ذلك جريمة الرشوة ، فإنه عندئذ يكون مجرماً
ومستحقاً للعقاب ، لأنه لم يرتشي لحاجة أو فقر ، إنما لدناءته وجشعه .
2 – التوزيع العادل للدخل القومي والثروات :
وذلك بما يخفف حدة التفاوت الطبقي في المجتمع ، ويكون ذلك من خلال سياسة ضريبية عادلة .
3 – تطوير الأنظمة والقوانين الاقتصادية :
وذلك بما يكفل خلق مناخ استثماري ملائم يسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني .
رابعاً – الجانب الاجتماعي :
ويتم مكافحة الرشوة في المجال الاجتماعي من خلال ما يلي :
1 – تربية أفراد المجتمع تربية أخلاقية ودينية :
لمكافحة كافة الأمراض الاجتماعية والأخلاقية ومنها الرشوة لا بد من زرع بذور الأخلاق الطيبة والمبادئ السامية في نفوس المواطنين .
ويكون ذلك من خلال دور البيت والمدرسة في توجيه الطفل إلى السلوك القويم والأخلاق الحميدة .
إضافة إلى دور التربية الدينية التي تعزز في الفرد الخلق الفاضل ، باعتبار
أن الوازع الديني أقوى من كافة العقوبات التي تقررها القوانين الوضعية ،
حيث أنه يشكل رقابة ذاتية على تصرفات وسلوك الناس ، فإذا ما انحرف الإنسان
بسلوكه ، يعود به الوازع الديني إلى جادة الصواب والطريق السليم .
2 – تحسين مستوى الوعي العام :
إن من أسباب تقليص حجم الجريمة في المجتمع هو تبصير أفراد المجتمع بماهية
الجرائم التي يعاقب عليها القانون ، والمخاطر التي تسببها تلك الجرائم على
كيان الدولة والمجتمع .
لذلك لا بد من الارتقاء بالمستوى الثقافي للمواطنين والقضاء على الجهل
والأمية ، بما يكفل تغليب المصالح العامة على المصالح الشخصية الضيقة ،
وتغذية ولاء الموظف العام للدولة وللمرفق الذي يعمل فيه وإضعاف ولائه
للعشيرة والأهل .
3 – التشديد في عقوبة الرشوة :
ويشمل التشديد العقوبة بشقيها الاجتماعي والقانوني . حيث ينبغي فضح ثقافة
الرشوة والواسطة وإلصاق لفظ العيب بهذا السلوك الشائن والنظر إلى المرتشي
نظرة تحقير واشمئزاز .
كذلك لا بد من تشديد العقوبة القانونية لجريمة الرشوة بما يتناسب مع الأثر
الذي تحدثه في مختلف جوانب المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
خاتمـة
الرشوة تعتبر ميزان حرارة المجتمع ، فإذا انتشرت الرشوة في المجتمع دليل على المرض والوهن والضعف الذي يتصف به هذا المجتمع .
فالرشوة جريمة لها مخاطرها على كافة الأصعدة الأخلاقية والاجتماعية
والاقتصادية والسياسية ، لذلك فإن الاهتمام بها لا يفترض أن يقتصر على
رجالات القانون ، بل يجب أن يتعداهم إلى رجالات السياسة والاقتصاد ،
وعلماء الدين والتربية والاجتماع .
وإذا كانت أسباب الرشوة تتمثل في الأنظمة السياسية غير الديمقراطية وضعف
الوازع الديني والأخلاقي ، وضعف مستوى الوعي العام ، إضافة إلى سوء الوضع
الاقتصادي للموظفين وضعف الرقابة .
فإنه لا بد من مكافحة هذا الداء من خلال تربية أفراد المجتمع تربية
أخلاقية ودينية وتحسين مستوى الوعي العام وتحسين الوضع الاقتصادي
للمواطنين ، إضافة إلى إيجاد الرقابة الفعالة والعقوبات الرادعة .
كما يجب أن تستنهض كل همم الصالحين والمصلحين ، وكل العلماء وأهل الحكم
للوقوف بوجه هذا الوباء بحزم ، واتخاذ كافة سبل الوقاية والعلاج حتى يشفى
المجتمع من هذا الداء الخطير ، وينعم الناس بالأمن والعدل والاستقرار .
مراجـع البحـث
1- المحامي فاضل عبد العزيز الجربا، جرائم الرشوة، مؤسسة النوري، دمشق 2007.
2- د. عبد القادر عبد الحافظ الشيخلي، أخلاقيات رجال العدالة، مجلة جامعة
نايف العربية للعلوم الأمنية ، القضاء والعدالة، الجزء الثاني الرياض
2006.
3- صلاح نجيب الدق، الرشوة أسبابها وعلاجها، مقال منشور في مجلة التوحيد، من الموقع الإلكتروني، WWW.Altawhed.com
4- د. محسن محمد العبودي، جريمة الرشوة الدولية، مقال منشور على الموقع الإلكتروني، WWW.Ahram.org.eg
5- عبد العزيز سليمان، الأسباب الحقيقة لانتشار الرشوة والفساد، مقال منشور في جريدة الوطن.
6- د. محمد حركات، الرشوة تخفض النمو، مقال منشور على الموقع الإلكتروني، WWW.Ahmaghribia.ma.
7- عبد الرحمن تيشوري، جريمة وقضية وظاهرة الرشوة- تعريف أسباب حلول- مقال منشور على الموقع الإلكتروني، WWW. rezgar.com.
8- د.أحمد رفعت خفاجي، جرائم الرشوة في التشريع المصري والقانون المقارن، ط1 ، مكتبة النهضة، المصرية، القاهرة 1957.
9- WWW.syria-news.com
نشرت بتاريخ: 09.10.2007
الموضوع:: قلم علي عبدالله حمادة
الرشوة
آفة مجتمعية قديمة مستجدة ، يكاد لا يخلو أي مجتمع من المجتمعات من آثارها
. لذلك فإن لدراسة جريمة الرشوة أهمية متميزة عن دراسة غيرها من الجرائم
وذلك لأن هذه الجريمة على درجة كبيرة من الخطورة ، وخطورتها تمس الفرد
والمجتمع والدولة على السواء ، والمعاناة منها تكاد تكون على كافة
المستويات الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية ، بل يتعدى أثرها إلى
المستوى السياسي أيضاً .
فهي من الجرائم الفاسدة والمفسدة ، وهي إن تمكنت من السريان والانتشار في
جسد المجتمع أفسدت ذلك الجسد حتى يغدو جماداً بلا روح ، وكلما تمكنت
واستفحلت كانت كمعاول الهدم والتخريب لا تنفك تطرق في أركان الدولة حتى
تزعزعها
مخطط البحث
المبحث الأول : أسباب انتشار الرشوة
أولاً – الأسباب السياسية
ثانياً – الأسباب الإدارية
ثالثاً – الأسباب الاقتصادية
رابعاً – الأسباب الاجتماعية
المبحث الثاني : سبل مكافحة الرشوة
أولاً – من الجانب السياسي
ثانياً – من الجانب الإداري
ثالثاً – من الجانب الاقتصادي
رابعاً – من الجانب الاجتماعي
مقدمة :
الرشوة آفة مجتمعية قديمة مستجدة ، يكاد لا يخلو أي مجتمع من المجتمعات من
آثارها . لذلك فإن لدراسة جريمة الرشوة أهمية متميزة عن دراسة غيرها من
الجرائم وذلك لأن هذه الجريمة على درجة كبيرة من الخطورة ، وخطورتها تمس
الفرد والمجتمع والدولة على السواء ، والمعاناة منها تكاد تكون على كافة
المستويات الاجتماعية والأخلاقية والاقتصادية ، بل يتعدى أثرها إلى
المستوى السياسي أيضاً .
فهي من الجرائم الفاسدة والمفسدة ، وهي إن تمكنت من السريان والانتشار في
جسد المجتمع أفسدت ذلك الجسد حتى يغدو جماداً بلا روح ، وكلما تمكنت
واستفحلت كانت كمعاول الهدم والتخريب لا تنفك تطرق في أركان الدولة حتى
تزعزعها .
فالرشوة كما يعرفها الفقهاء هي اتجار بالوظيفة ، تتمثل في انحراف الموظف
في أدائه لأعمال وظيفته عن الغرض المستهدف من هذا الأداء ، وهو المصلحة
العامة ، من أجل تحقيق مصلحة شخصية له ، وهي الكسب غير المشروع من الوظيفة
.
لذلك فالمشرع يحمي بتجريم الرشوة نزاهة الوظيفة العامة ويصون الأجهزة
الحكومية مما يمكن أن يلحق بها من خلل وفساد نتيجة الاتجار في أعمال
الوظيفة العامة .
حيث أن انتشار الرشوة تضعف ثقة الأفراد في السلطة العامة ونزاهتها ، كما
أن انتشارها يؤدي إلى الإخلال بالمساواة بين المواطنين وإثارة الأحقاد
والضغائن والتباغض بينهم ، ورواج الكيد والغش وكثرة السماسرة المتاجرين
بحقوق الناس ، حتى يغدو المجتمع غابة يكون البقاء فيها للقادرين على الدفع
.
ولا يقتصر أثر الرشوة على الناحيتين الاجتماعية والأخلاقية ، بل يمتد ليشمل الصعيد السياسي والاقتصادي للدولة .
المبحث الأول
أسباب انتشار الرشوة
بالنظر إلى حجم الأخطار والأضرار التي يمكن أن تحيق بالدولة والمجتمع من جراء شيوع الرشوة وانتشارها بين أفراد المجتمع .
لذلك يجب التأمل والتفكير كثيراً في طرق التخلص والنجاة من هذا الداء
الخطير ، ولوضع العلاج لا بد من التقصي عن أسباب سريان الرشوة في مجتمع ما
، وهذه الأسباب تتجلى في أسباب سياسية وإدارية واقتصادية واجتماعية نعرضها
تباعاً وفق ما يلي :
أولاً – الأسباب السياسية :
لا شك أن الرشوة هي داء منتشر في أغلب الأنظمة السياسية ، فهي لا تقتصر
على الدول النامية والمتخلفة ، بل نراها سارية في المجتمعات المتقدمة وإن
كان بنسب أقل .
فالرشوة تكون بنسبة أعلى في الأنظمة السياسية التي لا يوجد عندها مساحة
كبيرة من الديمقراطية والشفافية والمساءلة . ولا تتاح فيها حرية التعبير
والرأي والرقابة ، بحيث لا تخضع تصرفات السلطة السياسية للتنقيب والمساءلة
والنقد ، في ظل عدم وجود أجهزة إعلام حرة قادرة على كشف الحقائق وإظهار
مواطن الفساد .
كما يساعد على انتشار الرشوة ضعف السلطة القضائية بحيث تبدو فاقدة
لاستقلالها عن السلطتين التشريعية والتنفيذية ، الأمر الذي يؤدي إلى أن
القانون لايطبق على الجميع وأن هناك أشخاص فوق القانون تبعاً لمنصبهم
السياسي والإداري .
ثانياً – الأسباب الإدارية :
تلعب الإدارة دوراً كبيرا في مكافحة الرشوة ، لا بل تعد مسؤولة مسؤولية
تامة عن مكافحتها ، ولعل أهم الأسباب الإدارية التي تؤدي إلى تفشي الرشوة
، مـا يلي :
1 - تخلف الإجراءات الإدارية والروتين والبيروقراطية .
2 - غموض الأنظمة وتناقض التشريعات وكثرة التفسيرات .
3 - ضعف دور الرقابة وعدم فعاليتها وافتقارها إلى الكوادر المؤهلة والمدربة.
4 - عدم اختيار الشخص المناسب في المكان المناسب، والوصول إلى المناصب عن
طريق أساليب غير مشروعة ، فالذي يدفع الرشوة من أجل الوصول إلى موقع معين
، عندما يصل إلى هذا الموقع سوف يبدأ بالتفكير في استرجاع ما دفعه . وبعد
ذلك تدفعه متعة المال والجشع إلى طلب المزيد ، الأمر الذي يصبح جزء من
حياته في العمل والتفكير .
وهذه الفلسفة هي التي تعزز وتعشعش الرشوة وتؤدي إلى الفساد في المجتمع .
فقد أظهرت دراسة قام بها باحثون وخبراء نشرتها مؤخراً مصادر رسمية أظهرت
بأن (80%) من أسباب انتشار الرشوة هي تمتع البعض بمناصب ومراكز تجعلهم
بعيدين عن المحاسبة .
ثالثاً – الأسباب الاقتصادية :
لعل العامل الاقتصادي من أهم العوامل التي تؤدي إلى انتشار الرشوة ، وهذا الأمر يعود إلى :
1 - انخفاض مستوى المعيشة وتدني الأجور مقابل الارتفاع المستمر في الأسعار :
فالموظف الذي يرتشي يكون عادة ضحية للحاجة الماسة للنقود ، فهو مدفوع في
أغلب الأحيان إلى ارتكاب الجريمة رغبة منه في قضاء حاجته التي لا يقدر على
أدائها بسبب تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار ، نظراً لضعف القوة الشرائية
لمرتب الموظف الذي لم يعد يكفي لسد هذه الحاجات .
2 – سوء توزيع الدخل القومي :
الأمر الذي يجعل الأموال تتمركز لدى حفنة من الأشخاص، وهذا الأمر يؤدي إلى
زيادة حد الانقسام الطبقي ، حيث تصبح الطبقة الغنية أكثر غنى والطبقة
الفقيرة أكثر فقراً .
لذلك سوف يتولد لدى الموظف شعور الحقد والحسد والبغض ، ويعبر عن هذا الشعور من خلال أخذ الرشاوي من أصحاب رؤوس الأموال .
رابعاً – الأسباب الاجتماعية :
الرشوة تعتبر سلوك اجتماعي غير سوي قد يلجأ إليه الفرد أو الجماعة كوسيلة
لتحقيق غايات لا يستطيع الوصول إليها بالوسائل المشروعة أو بالطرق
التنافسية المتعارف عليها .
فمن أهم الأسباب الاجتماعية التي تؤدي إلى انتشار الرشوة : .
1 - ضعف الوعي الاجتماعي :
فكثيراً ما نجد أن الانتماءات العشائرية والقبلية والولاءات الطبقية
وعلاقات القربى والدم سبب رئيسي في هذه الانحرافات الإدارية ، بحيث يتم
تغليب المصالح الخاصة على المصلحة العامة .
2 – تدني المستوى التعليمي والثقافي للأفراد :
حيث أن شريحة كبيرة من أفراد المجتمع تفتقر إلى الثقافة العامة ، ناهيك عن
الثقافة القانونية ، فجهل المواطن بالإجراءات الإدارية ، وجهله بالقانون
يجعل منه فريسة سهلة المنال بالنسبة للموظف الذي يحاول دوماً تعقيد
الإجراءات للحصول على الرشوة .
فالمواطن البسيط يجد نفسه مضطراً لدفع الرشوة في سبيل الانتهاء من معاملته بالسرعة المطلوبة
3 – ضعف إحساس الجمهور بمدى منافاة الرشوة لنظم المجتمع :
فبعد أن كان المرتشي يعد في نظر المجتمع مرتكباً للخطيئة أصبح الأفراد
يشعرون بأن دفع مقابل لإنجاز بعض أعمالهم لا يعتبر رشوة ، بل يجتهدون
لإسباغها بنوع من المشروعية ، فالبعض يسميها إكرامية أو حلوان أو ثمن
فنجان قهوة أو أتعاب ... الخ .
4 – ضعف الوازع الديني والأخلاقي :
حيث يعتبر الوازع الديني هو الرادع الأقوى والأجدى من جميع العقوبات
الوضعية ، فهو يمثل رقابة ذاتية على سلوك الفرد ويوجهه نحو الخلق الحسن
والسلوك القويم .
المبحث الثاني
سبل مكافحة الرشوة
لا يكفي أن تحديد الداء بل لا بد من إيجاد الدواء المناسب والعلاج الشافي
، فتحديد أسباب الرشوة يدفعنا إلى البحث عن السبل الكفيلة للقضاء أو
التخفيف من هذه الظاهرة المرضية في المجتمع واستئصالها .
وباعتبار أن آثار الرشوة لا تقتصر على جانب معين من جوانب الحياة ، بل
تمتد لتشمل كافة الجوانب السياسية والإدارية والاقتصادية والاجتماعية .
لذلك يجب أن تتضافر الجهود في كافة هذه الجوانب لاستئصال الرشوة وذلك من خلال ما يلي :
أولاً – الجانب السياسي :
1 - ضرورة صدور قرار حقيقي من السلطة السياسية لمكافحة جريمة الرشوة وذلك من خلال إيجاد هيئة مستقلة لمكافحة الرشوة .
وأن يكون شاغلوا الوظائف السياسية العليا والوسطى قدوة حسنة في سلوكهم
المهني ، بحيث ينعكس هذا السلوك على شاغلي وظائف الدولة كافة وأفراد
المجتمع قاطبة .
2 - ضرورة تحقيق الديمقراطية والمساواة وتكافؤ الفرص بين المواطنين والعاملين .
3 - حرية الصحافة والتعبير والرأي وذلك لممارسة دورهم الرقابي لكشف مواطن الفساد والرشوة من خلال أجهزة إعلام حرة .
4 - ضرورة تحقيق مبدأ استقلالية القضاء والعمل على توفير البيئة المناسبة للقضاة بما يضمن استقلالهم وحيادهم .
ثانياً – الجانب الإدارية :
وتكون مكافحة الرشوة في الجانب الإداري من خلال الأمور التالية :
1 – الرقابة الفعالة على الموظفين :
وتكون الرقابة من خلال اسناد مناصب الإدارة والقيادة إلى أشخاص يتمتعون
بحس عالي من المسؤولية ، حتى يكونوا قدوة حسنة لمن هو أدنى منهم درجة ،
وأن يمارسوا دورهم الرقابي بكل أمانة ومصداقية على مرؤوسيهم .
والرقابة لا تكون فقط من المدير على موظفيه فحسب ، بل تكون أيضاً من خلال
جهاز للرقابة والتفتيش يعمل بشكل مستقل لمراقبة تصرفات الموظفين بشكل دائم
، فيبقى الموظف الذي لا يرتدع عن ارتكاب الخطيئة بوحي من ضميره، خائفاً من
هذا الجهاز الذي لا ينفك يسلط الضوء على سلوكه ، ولا شك أن خشيته من تلك
الرقابة المستمرة تمنعه من الإساءة إلى الوظيفة .
2 – وضع الرجل المناسب في المكان المناسب :
بما يكفل تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة أمام جميع المواطنين .
فالاختيار والتعيين للوظيفة يجب أن يكون على أسس موضوعية وعلمية وأن تكون
على أساس الكفاءة والمقدرة ، وليس على أساس الوساطة والمحسوبية والرشاوى .
3 – تطبيق مبدأ الثواب والعقاب ، وتطبيق مبدأ من أين لك هذا :
حيث يتم محاسبة كافة المرتشين والفاسدين وصرفهم من الخدمة ، أما من تثبت كفاءته ونزاهته يتم مكافئته وترفيعه .
فإذا ما تم ترفيع الموظف المرتشي على حساب الموظف النزيه فإن هذا الموظف
سوف يعمد إلى محاربة الموظف النزيه وبالتالي تعميم ظاهرة الرشوة بين جميع
الموظفين في هذه الدائرة .
ثالثاً – الجانب الاقتصادي :
ويتم مكافحة الرشوة في المجال الاقتصادي من خلال ما يلي :
1 – تحسين الوضع الاقتصادي للموظفين :
حيث أن أهم أسباب الرشوة هي المرتبات المتدنية التي لا تتناسب مع متطلبات المعيشة وغلاء الأسعار .
لذلك لا بد من زيادة الرواتب للموظفين بشكل مستمر وتحسين مستوى المعيشة بحيث يتم توفير متطلبات عيش كريم لمنع مبررات الرشوة .
لأنه إذا أردنا لموظفينا أن تعف نفوسهم عن قبول الرشوة ، كان لزاماً على
أولي الأمر أن يدرسوا واقع القوة الشرائية لمرتبات الموظفين ، بحيث تؤمن
لأدناهم معيشة كريمة تغنيه عن الارتشاء .
فإذا ما ارتكب الموظف بعد ذلك جريمة الرشوة ، فإنه عندئذ يكون مجرماً
ومستحقاً للعقاب ، لأنه لم يرتشي لحاجة أو فقر ، إنما لدناءته وجشعه .
2 – التوزيع العادل للدخل القومي والثروات :
وذلك بما يخفف حدة التفاوت الطبقي في المجتمع ، ويكون ذلك من خلال سياسة ضريبية عادلة .
3 – تطوير الأنظمة والقوانين الاقتصادية :
وذلك بما يكفل خلق مناخ استثماري ملائم يسهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني .
رابعاً – الجانب الاجتماعي :
ويتم مكافحة الرشوة في المجال الاجتماعي من خلال ما يلي :
1 – تربية أفراد المجتمع تربية أخلاقية ودينية :
لمكافحة كافة الأمراض الاجتماعية والأخلاقية ومنها الرشوة لا بد من زرع بذور الأخلاق الطيبة والمبادئ السامية في نفوس المواطنين .
ويكون ذلك من خلال دور البيت والمدرسة في توجيه الطفل إلى السلوك القويم والأخلاق الحميدة .
إضافة إلى دور التربية الدينية التي تعزز في الفرد الخلق الفاضل ، باعتبار
أن الوازع الديني أقوى من كافة العقوبات التي تقررها القوانين الوضعية ،
حيث أنه يشكل رقابة ذاتية على تصرفات وسلوك الناس ، فإذا ما انحرف الإنسان
بسلوكه ، يعود به الوازع الديني إلى جادة الصواب والطريق السليم .
2 – تحسين مستوى الوعي العام :
إن من أسباب تقليص حجم الجريمة في المجتمع هو تبصير أفراد المجتمع بماهية
الجرائم التي يعاقب عليها القانون ، والمخاطر التي تسببها تلك الجرائم على
كيان الدولة والمجتمع .
لذلك لا بد من الارتقاء بالمستوى الثقافي للمواطنين والقضاء على الجهل
والأمية ، بما يكفل تغليب المصالح العامة على المصالح الشخصية الضيقة ،
وتغذية ولاء الموظف العام للدولة وللمرفق الذي يعمل فيه وإضعاف ولائه
للعشيرة والأهل .
3 – التشديد في عقوبة الرشوة :
ويشمل التشديد العقوبة بشقيها الاجتماعي والقانوني . حيث ينبغي فضح ثقافة
الرشوة والواسطة وإلصاق لفظ العيب بهذا السلوك الشائن والنظر إلى المرتشي
نظرة تحقير واشمئزاز .
كذلك لا بد من تشديد العقوبة القانونية لجريمة الرشوة بما يتناسب مع الأثر
الذي تحدثه في مختلف جوانب المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
خاتمـة
الرشوة تعتبر ميزان حرارة المجتمع ، فإذا انتشرت الرشوة في المجتمع دليل على المرض والوهن والضعف الذي يتصف به هذا المجتمع .
فالرشوة جريمة لها مخاطرها على كافة الأصعدة الأخلاقية والاجتماعية
والاقتصادية والسياسية ، لذلك فإن الاهتمام بها لا يفترض أن يقتصر على
رجالات القانون ، بل يجب أن يتعداهم إلى رجالات السياسة والاقتصاد ،
وعلماء الدين والتربية والاجتماع .
وإذا كانت أسباب الرشوة تتمثل في الأنظمة السياسية غير الديمقراطية وضعف
الوازع الديني والأخلاقي ، وضعف مستوى الوعي العام ، إضافة إلى سوء الوضع
الاقتصادي للموظفين وضعف الرقابة .
فإنه لا بد من مكافحة هذا الداء من خلال تربية أفراد المجتمع تربية
أخلاقية ودينية وتحسين مستوى الوعي العام وتحسين الوضع الاقتصادي
للمواطنين ، إضافة إلى إيجاد الرقابة الفعالة والعقوبات الرادعة .
كما يجب أن تستنهض كل همم الصالحين والمصلحين ، وكل العلماء وأهل الحكم
للوقوف بوجه هذا الوباء بحزم ، واتخاذ كافة سبل الوقاية والعلاج حتى يشفى
المجتمع من هذا الداء الخطير ، وينعم الناس بالأمن والعدل والاستقرار .
مراجـع البحـث
1- المحامي فاضل عبد العزيز الجربا، جرائم الرشوة، مؤسسة النوري، دمشق 2007.
2- د. عبد القادر عبد الحافظ الشيخلي، أخلاقيات رجال العدالة، مجلة جامعة
نايف العربية للعلوم الأمنية ، القضاء والعدالة، الجزء الثاني الرياض
2006.
3- صلاح نجيب الدق، الرشوة أسبابها وعلاجها، مقال منشور في مجلة التوحيد، من الموقع الإلكتروني، WWW.Altawhed.com
4- د. محسن محمد العبودي، جريمة الرشوة الدولية، مقال منشور على الموقع الإلكتروني، WWW.Ahram.org.eg
5- عبد العزيز سليمان، الأسباب الحقيقة لانتشار الرشوة والفساد، مقال منشور في جريدة الوطن.
6- د. محمد حركات، الرشوة تخفض النمو، مقال منشور على الموقع الإلكتروني، WWW.Ahmaghribia.ma.
7- عبد الرحمن تيشوري، جريمة وقضية وظاهرة الرشوة- تعريف أسباب حلول- مقال منشور على الموقع الإلكتروني، WWW. rezgar.com.
8- د.أحمد رفعت خفاجي، جرائم الرشوة في التشريع المصري والقانون المقارن، ط1 ، مكتبة النهضة، المصرية، القاهرة 1957.
9- WWW.syria-news.com
الاستشاري- المدير العام
- عدد المساهمات : 2664
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
السٌّمعَة : 111
رد: الرشوة كظاهرة اجرامية ( الأسباب - طرق المكافحة )-
جزاك الله خيرأ .... أخي الكريم على التقديم الجميل لموضوع الرشوه كظاهرة إجراميه الاسباب ـ طرق المكافحه وأود أن أقدم نبذه عن الموضوع للفائده وأتمنى من الأعضاء والمشرفين المشاركه بكل ماهو جديد لديهم لكي تعم الفائده فالهدف هو المشاركه وتقديم المشكلات والحلول .....
الرشوة: ـ تاريخها –أسبابها –آثارها- علاجها
لا ريب أن الرشوة قديمة من قدم الإنسان , فهي موجودة مادام هناك قويوضعيف وغني وفقير وسيد وعبد ... من ذلك أصبحت واضحة عند الجميع , يعرفها المتعلموغير المتعلم والبدوي والحضري والحاكم والمحكوم ,فضلا" عن الراشي والمرتشي ,, فهيما يعطيه الشخص للحاكم أو لغيره ليحكم له أو يحمله على ما يريد أو هي ما يعطى لإبطالحق أو لإحقاق باطل . وهي ممارسة قبيحة وفعل مشين مستهجن , لان خطرها كبير علىالأفراد والمجتمعات والدول , فهي تنطوي على أخطار كبيرة تهدد كيان المجتمع , فإذاما انتشرت في مجتمع ما فإنها تقوض دعاماته وتؤذن بفساده ودمارهوانهياره.
ألقابها:: للرشوة ألقاب عديدة وأسماء متنوعة وألفاظ جميلة وعباراتجذابة مثل : هدية أو إكرامية أو مكافئة أو بدل أتعاب أو مجازاة على فعل خير ... ولكنها تبقى (( رشوة )) قبيحة من حيث مضمونها مهما تعددت أسماؤها وتلونت مظاهرها . ووردت بلفظ الهدية في قوله تعالى ( وإني مرسلةُ إليهم بهدية فناضرة بم يرجعالمرسلون . فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل انتمبهديتكم تفرحون )) .
صفات المرتشي :المرتشي شخص متلوث منافق ذليل فصفته قبل اخذالرشوة هي الغلظة والتململ من العمل وعدم الاستجابة وصفته بعد اخذ الرشوة الانبساطوالشفافية والسهولة والترحيب من ذلك فالمرتشي بائع لكرامته والضمير والوطن والشعب , ليس في قلبه ذرة من رحمة أو دين .
موقف الشريعة من الرشوة : حرمت الرسالاتالسماوية والشرائع كافة الرشوة بكل أشكالها وأنواعها ومظاهرها فقد حرمها الإسلاموعدها بعضهم من كبائر الذنوب فهي محرمة في كتاب الله وسنة رسوله ص وإجماع علماءالمسلمين لأنها أكل للمال بالباطل وشيوعها في المجتمع شيوع الفساد والظلم ففي قولهتعالى (( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا منأموال الناس بالإثم وانتم تعلمون )) أي لا تدلوا بأموالكم إلى الحكام ولا ترشوهمليقطعوا لكم حقا هو لغيركم وانتم تعلمون انه لا يحل لكم .
وقال تعالى (( يا أيهاالذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون ))
أما فيالسنة النبوية المطهرة : قال الرسول ص : لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم.
وفيرواية والرائش وهو الساعي بينهما . وقال الرسول محمد ص للتحذير من أكل المال الحرام (( ما أكل احد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده , وان نبي الله داود عليهالسلام كان يأكل من عمل يده )) وقيل استعمل الرسول ص رجلا على الصدقة فلما قدمبالأموال قال : هذا لكم وهذا اهدي لي , فقال الرسول ص فهلا جلس في بيت أبيه أو بيتأمه فينظر أيهدى له أم لا ؟ وحذر الإمام علي عليه السلام الحكام من العواقب الوخيمةالتي تسببها الرشوة بقوله (( إنما اهلك من كان قبلكم أنهم منعوا الناس الحق فاشتروه , وأخذوه بالباطل فاقتدوه )) وفي ذلك تحذير شديد من منع الناس الحق والإعراض عنه من - قبل الحكام – فان في نعه هلاك الحكام والأمم والشعوب , فحينما يحجب عن الناس حقهمفإنهم يضطرون لشرائه بالرشوة والدجل والخيانة والنفاق ... فتنقلب الدولة على أولئكالمانعين فيعم الخراب والفوضى فيهلك الجميع ويصبح الباطل – بعد أن كلفوهم بإتيانه- قدوة يتبعها الأبناء بعد الآباء.
أسبابها:للرشوة أسباب كثيرةودوافع متعددة وفي مقدمتها ضعف الوازع الديني والأخلاقي وعدم الثقة في رزق اللهتعالى وعدم التوكل عليه – جل وعلا- وانخفاض مستوى المعيشة عند بعض الناس أو الجشعوحب الثراء الفاحش السريع . ومن أسبابها ضعف السلطة السياسية وخاصة في الأنظمة التيلا تتمتع بقدر من الديمقراطية والشفافية والمسائلة ولا تسمح بحرية الرأي والتعبيروالمواجهة الصريحة بتبيان الأخطاء والتجاوزات , وعند ذلك يبرز أشخاص فوق القانون لاتطالهم يد العدالة ولا يتجرا حد على محاسبتهم . ومن أسباب الرشوة: الضعف الإداري , أي عندما يكون الشخص غير مؤهل ولا يمتلك الخبرة في الحقل الذي يعمل فيه أو الذيأصبح رئيسا له . وعندما تضعف الإدارة يسوء كل ما حولها , أي عدم اختيار الشخصالمناسب في المكان المناسب . ومنها ضعف الوعي الاجتماعي والانسياق وراء الانتماءاتالعشائرية والحزبية وعلاقات القربى , مما يتسبب عنها انحرافات إدارية داخل المؤسسةالحكومية فيغض النظر عن كثير من التجاوزات فينشط المرتشون للأسباب المذكورة آنفاً . ومن أسبابها أيضاً : حالة المخاض والصراع والتناقض التي تمر بها الدول والأمموالشعوب على إثر الانعطافات التاريخية الكبرى والتحولات السياسية والاجتماعيةوالاقتصادية – الحادة- ..... التي تترتب عليها أحداث وآثار سلبية من التدهور فيالتركيبة الاجتماعية جراء هذا الصراع عندها ينشط سوق المرتشين والمرتزقة والمنافقينفي كل مفاصل الدولة بسبب انشغالها لبسط سلطتها وتوجيه كل ثقلها نحو توطينالأمن.
آثارها :
لجريمة الرشوة آثار خطيرة ومفاسد عظيمة ونتائج مدمرة ... ومنها:-
1- انعدام المقاييس بإيكال الأمر لغير المؤهل : فقد يصل –عن طريق الرشوة – غير المؤهل وغير المستحق لإشغال بعض الوظائف والمراكز المهمة في الدولة مما يترتبعلى ذلك كثير من المفاسد اذ انه ليس مؤهل , ومن المعلوم إن وضع الإنسان المناسب فيالمكان المناسب أساس الإصلاح والاستقامة في كل عمل لأنه قادر وأمين على ما أوكلإليه بكفاءة وأمانة وصدق وإخلاص . ومصداق ذلك قوله تعالى بحق النبي يوسف ( ع ) : (( وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين أمين * قالاجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم * وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيثيشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين )) فهو مكين أي ذو مكانة رفيعةونفوذ أمر وأمين وحفيظ على خزائن الأرض وأموال الناس ومؤونتهم ... وفي العفةوالأمانة والقوة والعلم جاء قوله تعالى بحق النبي موسى عليه السلام (( يا أبتاستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )) إذ وجدت ابنتا النبي شعيب ( ع ) فيهالعفة والقوة والأمانة عندما سقى لهما , وفي ذلك قوله تعالى : (( ولما ورد ماء مدينوجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لانسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير * فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إنيلما أنزلت إلي من الخير فقير )) فالأمانة والصدق والعلم وحسن الخلق من الأسسالرصينة للقيادة ... وهي من صفات خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ص قال تعالى (( وانكلعلى خلق عظيم )) وقال تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة )) .
2- انعدام الثقة بين أفراد المجتمع : أن تفشي ظاهرة الرشوة في أي مجتمع تؤدي إلىانهيار الأخلاق وذهاب المودة والرحمة وعدم الثقة بين أفراده وتدعو إلى الحقوالبغضاء وتفكك العلاقات الإجتماعيه.
3- تضر بالخدمات الأساسية : ومن أثار الرشوةالمباشرة الإضرار بالخدمات الأساسية المقدمة لأفراد المجتمع فإذا دخلت - أي الرشوة – في استيراد الغذاء أو الدواء أو حتى مواد البناء ... فان الراشي يعمد إلى استيرادأردأ المواد بأقل ثمن لبيعها بأعلى الأسعار للمواطن المستهلك للحصول على أعلىالأرباح على حساب المواطنين. أو القيام بمشاريع لا يستفيد منها جميع أفراد الشعب .اوهي ليست من الأولويات فضلا عن رداءة العمل ورداءة المواد المستخدمة.
المعالجات:-هناك عدة معالجات للقضاء على جريمة الرشوة تنضوي تحت طريقتين:-
• الأولى :- الوقائية :- يمكن الوقاية من الرشوة ب :-
1- ترسيخ عقيدة التوحيد و الاتكالعلى الله في كسب الرزق الحلال وانه وحده جل وعلى هو الرزاق الكريم.
قال تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون)وقال تعالى (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) وقالتعالى (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها).
2- النصح و الإرشاد و التحذيرمن خطورة الرشوة ومفاسدها عن طريق الندوات و المحاضرات في كل دائرة وفي وسائلالإعلام كافة وإشاعة ثقافة النزاهة و العفة و الإخلاص في العمل وفضح ثقافة الرشوة والابتزاز .
3- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
4- التحييد :- بنقلالموظف الذي يشك فيه بأخذ الرشوة إلى دائرة أخرى أو في الدائرة نفسها في موقع يتعذرعلية اخذ الرشوة.
• الثانية :- العقوبة وهي :-
1. انتزاع المال من المرتشي معوضع عقوبة مالية مناسبة
2. الحبس مع استرجاع الأموال.
3. إنهاء خدماته إذاما تكررت منه جريمة الرشوة .
ويندرج في إطار محاربة الرشوة و التضييق علىالمرتشي:-
1. تطبيق مبدأ من أين لك هذا ؟
2. الرقابة الشديدة على المرتشيحتى يتم ضبطه متلبسا بجريمة الرشوة.
3. تقديم الذمم المالية سنويا لجميع موظفيالدولة دون استثناء .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه أجمعين ...
لا ريب أن الرشوة قديمة من قدم الإنسان , فهي موجودة مادام هناك قويوضعيف وغني وفقير وسيد وعبد ... من ذلك أصبحت واضحة عند الجميع , يعرفها المتعلموغير المتعلم والبدوي والحضري والحاكم والمحكوم ,فضلا" عن الراشي والمرتشي ,, فهيما يعطيه الشخص للحاكم أو لغيره ليحكم له أو يحمله على ما يريد أو هي ما يعطى لإبطالحق أو لإحقاق باطل . وهي ممارسة قبيحة وفعل مشين مستهجن , لان خطرها كبير علىالأفراد والمجتمعات والدول , فهي تنطوي على أخطار كبيرة تهدد كيان المجتمع , فإذاما انتشرت في مجتمع ما فإنها تقوض دعاماته وتؤذن بفساده ودمارهوانهياره.
ألقابها:: للرشوة ألقاب عديدة وأسماء متنوعة وألفاظ جميلة وعباراتجذابة مثل : هدية أو إكرامية أو مكافئة أو بدل أتعاب أو مجازاة على فعل خير ... ولكنها تبقى (( رشوة )) قبيحة من حيث مضمونها مهما تعددت أسماؤها وتلونت مظاهرها . ووردت بلفظ الهدية في قوله تعالى ( وإني مرسلةُ إليهم بهدية فناضرة بم يرجعالمرسلون . فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل انتمبهديتكم تفرحون )) .
صفات المرتشي :المرتشي شخص متلوث منافق ذليل فصفته قبل اخذالرشوة هي الغلظة والتململ من العمل وعدم الاستجابة وصفته بعد اخذ الرشوة الانبساطوالشفافية والسهولة والترحيب من ذلك فالمرتشي بائع لكرامته والضمير والوطن والشعب , ليس في قلبه ذرة من رحمة أو دين .
موقف الشريعة من الرشوة : حرمت الرسالاتالسماوية والشرائع كافة الرشوة بكل أشكالها وأنواعها ومظاهرها فقد حرمها الإسلاموعدها بعضهم من كبائر الذنوب فهي محرمة في كتاب الله وسنة رسوله ص وإجماع علماءالمسلمين لأنها أكل للمال بالباطل وشيوعها في المجتمع شيوع الفساد والظلم ففي قولهتعالى (( ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريقا منأموال الناس بالإثم وانتم تعلمون )) أي لا تدلوا بأموالكم إلى الحكام ولا ترشوهمليقطعوا لكم حقا هو لغيركم وانتم تعلمون انه لا يحل لكم .
وقال تعالى (( يا أيهاالذين امنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا الله إن كنتم إياه تعبدون ))
أما فيالسنة النبوية المطهرة : قال الرسول ص : لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم.
وفيرواية والرائش وهو الساعي بينهما . وقال الرسول محمد ص للتحذير من أكل المال الحرام (( ما أكل احد طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده , وان نبي الله داود عليهالسلام كان يأكل من عمل يده )) وقيل استعمل الرسول ص رجلا على الصدقة فلما قدمبالأموال قال : هذا لكم وهذا اهدي لي , فقال الرسول ص فهلا جلس في بيت أبيه أو بيتأمه فينظر أيهدى له أم لا ؟ وحذر الإمام علي عليه السلام الحكام من العواقب الوخيمةالتي تسببها الرشوة بقوله (( إنما اهلك من كان قبلكم أنهم منعوا الناس الحق فاشتروه , وأخذوه بالباطل فاقتدوه )) وفي ذلك تحذير شديد من منع الناس الحق والإعراض عنه من - قبل الحكام – فان في نعه هلاك الحكام والأمم والشعوب , فحينما يحجب عن الناس حقهمفإنهم يضطرون لشرائه بالرشوة والدجل والخيانة والنفاق ... فتنقلب الدولة على أولئكالمانعين فيعم الخراب والفوضى فيهلك الجميع ويصبح الباطل – بعد أن كلفوهم بإتيانه- قدوة يتبعها الأبناء بعد الآباء.
أسبابها:للرشوة أسباب كثيرةودوافع متعددة وفي مقدمتها ضعف الوازع الديني والأخلاقي وعدم الثقة في رزق اللهتعالى وعدم التوكل عليه – جل وعلا- وانخفاض مستوى المعيشة عند بعض الناس أو الجشعوحب الثراء الفاحش السريع . ومن أسبابها ضعف السلطة السياسية وخاصة في الأنظمة التيلا تتمتع بقدر من الديمقراطية والشفافية والمسائلة ولا تسمح بحرية الرأي والتعبيروالمواجهة الصريحة بتبيان الأخطاء والتجاوزات , وعند ذلك يبرز أشخاص فوق القانون لاتطالهم يد العدالة ولا يتجرا حد على محاسبتهم . ومن أسباب الرشوة: الضعف الإداري , أي عندما يكون الشخص غير مؤهل ولا يمتلك الخبرة في الحقل الذي يعمل فيه أو الذيأصبح رئيسا له . وعندما تضعف الإدارة يسوء كل ما حولها , أي عدم اختيار الشخصالمناسب في المكان المناسب . ومنها ضعف الوعي الاجتماعي والانسياق وراء الانتماءاتالعشائرية والحزبية وعلاقات القربى , مما يتسبب عنها انحرافات إدارية داخل المؤسسةالحكومية فيغض النظر عن كثير من التجاوزات فينشط المرتشون للأسباب المذكورة آنفاً . ومن أسبابها أيضاً : حالة المخاض والصراع والتناقض التي تمر بها الدول والأمموالشعوب على إثر الانعطافات التاريخية الكبرى والتحولات السياسية والاجتماعيةوالاقتصادية – الحادة- ..... التي تترتب عليها أحداث وآثار سلبية من التدهور فيالتركيبة الاجتماعية جراء هذا الصراع عندها ينشط سوق المرتشين والمرتزقة والمنافقينفي كل مفاصل الدولة بسبب انشغالها لبسط سلطتها وتوجيه كل ثقلها نحو توطينالأمن.
آثارها :
لجريمة الرشوة آثار خطيرة ومفاسد عظيمة ونتائج مدمرة ... ومنها:-
1- انعدام المقاييس بإيكال الأمر لغير المؤهل : فقد يصل –عن طريق الرشوة – غير المؤهل وغير المستحق لإشغال بعض الوظائف والمراكز المهمة في الدولة مما يترتبعلى ذلك كثير من المفاسد اذ انه ليس مؤهل , ومن المعلوم إن وضع الإنسان المناسب فيالمكان المناسب أساس الإصلاح والاستقامة في كل عمل لأنه قادر وأمين على ما أوكلإليه بكفاءة وأمانة وصدق وإخلاص . ومصداق ذلك قوله تعالى بحق النبي يوسف ( ع ) : (( وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال انك اليوم لدينا مكين أمين * قالاجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم * وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيثيشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع اجر المحسنين )) فهو مكين أي ذو مكانة رفيعةونفوذ أمر وأمين وحفيظ على خزائن الأرض وأموال الناس ومؤونتهم ... وفي العفةوالأمانة والقوة والعلم جاء قوله تعالى بحق النبي موسى عليه السلام (( يا أبتاستأجره إن خير من استأجرت القوي الأمين )) إذ وجدت ابنتا النبي شعيب ( ع ) فيهالعفة والقوة والأمانة عندما سقى لهما , وفي ذلك قوله تعالى : (( ولما ورد ماء مدينوجد عليه امة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما قالتا لانسقي حتى يصدر الرعاء وأبونا شيخ كبير * فسقى لهما ثم تولى إلى الظل فقال رب إنيلما أنزلت إلي من الخير فقير )) فالأمانة والصدق والعلم وحسن الخلق من الأسسالرصينة للقيادة ... وهي من صفات خاتم الأنبياء والمرسلين محمد ص قال تعالى (( وانكلعلى خلق عظيم )) وقال تعالى (( لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة )) .
2- انعدام الثقة بين أفراد المجتمع : أن تفشي ظاهرة الرشوة في أي مجتمع تؤدي إلىانهيار الأخلاق وذهاب المودة والرحمة وعدم الثقة بين أفراده وتدعو إلى الحقوالبغضاء وتفكك العلاقات الإجتماعيه.
3- تضر بالخدمات الأساسية : ومن أثار الرشوةالمباشرة الإضرار بالخدمات الأساسية المقدمة لأفراد المجتمع فإذا دخلت - أي الرشوة – في استيراد الغذاء أو الدواء أو حتى مواد البناء ... فان الراشي يعمد إلى استيرادأردأ المواد بأقل ثمن لبيعها بأعلى الأسعار للمواطن المستهلك للحصول على أعلىالأرباح على حساب المواطنين. أو القيام بمشاريع لا يستفيد منها جميع أفراد الشعب .اوهي ليست من الأولويات فضلا عن رداءة العمل ورداءة المواد المستخدمة.
المعالجات:-هناك عدة معالجات للقضاء على جريمة الرشوة تنضوي تحت طريقتين:-
• الأولى :- الوقائية :- يمكن الوقاية من الرشوة ب :-
1- ترسيخ عقيدة التوحيد و الاتكالعلى الله في كسب الرزق الحلال وانه وحده جل وعلى هو الرزاق الكريم.
قال تعالى (وفي السماء رزقكم وما توعدون)وقال تعالى (إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين) وقالتعالى (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها).
2- النصح و الإرشاد و التحذيرمن خطورة الرشوة ومفاسدها عن طريق الندوات و المحاضرات في كل دائرة وفي وسائلالإعلام كافة وإشاعة ثقافة النزاهة و العفة و الإخلاص في العمل وفضح ثقافة الرشوة والابتزاز .
3- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب .
4- التحييد :- بنقلالموظف الذي يشك فيه بأخذ الرشوة إلى دائرة أخرى أو في الدائرة نفسها في موقع يتعذرعلية اخذ الرشوة.
• الثانية :- العقوبة وهي :-
1. انتزاع المال من المرتشي معوضع عقوبة مالية مناسبة
2. الحبس مع استرجاع الأموال.
3. إنهاء خدماته إذاما تكررت منه جريمة الرشوة .
ويندرج في إطار محاربة الرشوة و التضييق علىالمرتشي:-
1. تطبيق مبدأ من أين لك هذا ؟
2. الرقابة الشديدة على المرتشيحتى يتم ضبطه متلبسا بجريمة الرشوة.
3. تقديم الذمم المالية سنويا لجميع موظفيالدولة دون استثناء .
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه أجمعين ...
روح رياضيه- مشرف قسم
- عدد المساهمات : 157
العمر : 40
الموقع : المملكة العربية السعودية
تاريخ التسجيل : 19/02/2010
السٌّمعَة : 15
مواضيع مماثلة
» المال وتأثيره على سلوك النساء والرجال (سيكولوجيةالمال)
» لعلي أبلغُ الأسباب ...
» العنوسة …الأسباب والحلول
» العنف ضد المرأة : دراسة في الأسباب
» مرض الخرس الزوجي الأسباب – العلاج
» لعلي أبلغُ الأسباب ...
» العنوسة …الأسباب والحلول
» العنف ضد المرأة : دراسة في الأسباب
» مرض الخرس الزوجي الأسباب – العلاج
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin