أسباب الطلاق

أسباب الطلاق


يعتبر الطلاق مشكلة اجتماعية نفسية تهدد الكثير من الأسر وللأسف فقد أصبحت هذه الظاهرة منتشرة وبشكل ملحوظ جدا في مجتمعاتنا العربية والأحسائية على وجه الخصوص.

وعند النظر إلى الإحصائيات التي تجرى لتحديد نسبة الطلاق والزواج يشيب الرأس لما نجد، فقد أكد الدليل الإحصائي لوزارة العدل السعودية أن مجموع عقود الزواج بالمملكة العربية السعودية بلغت ‏64.339‏ عقدا خلال العام الحالي، يقابلها ‏15.697‏ حالة طلاق مما يعني أن نسبة الطلاق في المملكة تبلغ ‏24%‏ ، بمعني أن كل ثلاث حالات زواج يقابلها حالة طلاق.

ان هذه النسبة ليست بالبسيطة التي يمكن ان يتجاهلها أحد ولكن يجب الوقوف على هذه المشكلة ومعرفة أسبابها وطرق حلها وبالتالي التخلص تدريجيا منها كظاهرة غير مرغوب فيها في مجتمعنا
إن البحث في أسباب الطلاق يقتضي أن نبحث في المشاكل الزوجية لأنها السبب الرئيسي في الطلاق ومن هذه المشاكل :
1. الخيانة الزوجية
ان اقامة احد الزوجين لعلاقات غير شرعية خارج اطار العلاقة الزوجية كفيل بدمار أسرة بكاملها وبناء حواجز عالية بين الزوجين في حال اكتشاف الخيانة كما تؤدي الى فقدان الثقة بين الزوجين وتوتر في العلاقات ونفور الزوجين من بعضهما البعض ومن المعروف أن أهم سبب للخيانة الزوجية هو ضعف الوازع الديني فمهما كانت الأسباب الدافعة للخيانة متوفرة لدى أحد الزوجين فهذا لا يسمح له أبدا بتعدي حدود الله وعند اكتشاف امر الخيانة الزوجية فالنتيجة الطبيعية بعد سلسلة من المشاكل والخلافات هي الطلاق .
2. الفراغ العاطفي الذي يعيشه الطرفان
للأسف نجد العديد من العلاقات الزوجية يسودها البرود العاطفي بين الزوجين خاصة في مجتمعنا الأحسائي فالعلاقات جافة جدا كما الجليد , مع ان طبيعة النفس البشرية تقتضي ان يأنس الانسان بوجود انسان غيره والاولى بذلك ان يأنس الزوج بزوجته والعكس صحيح فالزوج يحب ان يجد في زوجته الحب والحنان والاهتمام بأموره الشخصية والاستماع لمشاكله وهمومه وان يجد لديها حلولا لكل ما يريد وكذلك الزوجة تحتاج كثيرا لحنان ذلك الزوج واهتمامه بأحوالها الشخصية وان يحادثها في كل امورها ( لا ننسى هنا ان الحديث يجب ان يكون مليئا بكلمات الحب والهدوء والسكينة ) ولكن ما نراه في أغلب العلاقات الزوجية في مجتمعنا ان العلاقة بين الزوجين مقتصرة على امور الاولاد والمصاريف ووووو ناسين امورهم الخاصة والحديث فيها هذا كله يؤدي بالحياة الزوجية الى البرود والملل والنفور فلا يوجد أي حافر لاكمال هذه الحياة فهناك احتياجات لم تلبى وامور لاتناقش ( ليس عيبا ان يجلس الزوجان ويتناقشان في امورهم الخاصة والخاصة جدا وان يتكلم الزوجان عن احلامهم وطموحاتهم واحاسيسهم ) كل هذه الأمور تدفع بالعلاقة الزوجية الى النجاح .
3. قلة الوعي بماهية الزواج و المسئوليات التي تليه
الزواج مسئولية كبيرة لا يمكن ان يتحملها الا من يفهمها لكن للأسف فمعظم الأزواج هذه الأيام لا يقدرون المسئولية فمنذ بداية الخطوبة الى مراسم الزواج وما بعده نجد جل اهتمامهم مقتصر على تجهيزات ومصاريف الحفل والملابس والسكن والأثاث و قضاء شهر العسل لكن من النادر جدا ان تجد زوجين في مرحلة الخطوبة يخططان لحياتهما الزوجية .
4. قلة الوعي بكيفية تجاوز المشاكل وتخطيها
في الحياة الكثير من المشاكل وخاصة الحياة الزوجية ولكي يتجنب الانسان الآثار السلبية لأي مشكلة يجب الوقوف عندها ومواجهتها ومحاولة حلها بمعرفة أسبابها لكن للأسف ان ما يجري في معظم العلاقات الزوجية عندما يحدث خلاف ولو كان بسيطا ترتفع الأصوات ويعلو النقاش ويتحول الى جدل عقيم في امور احيانا كثيرة لا تمت الى موضوع الخلاف بصلة مما يسبب في تفاقم المشكلة الى ما لا يحمد عقباه .
5. الغيرة و الشك
ان المبالغة في الغيرة بين الطرفين وسيلة للشك الذي يعد معولا هادما للحياة الزوجية فهي تكون بلا سبب مقنع أحيانا فالزوج يغير على زوجته عندما تتكلم في الهاتف عندما تخرج عندما تزور أهلها عند تزور صديقاتها وتدريجيا تتحول هذه الغيرة الى شك قاتل وكذلك الزوجة تغير اذا راته يتكلم في الهاتف وووو وبالتالي تنشأ المشادات الكلامية التي يليها النزاع وتنتهي بالطلاق مع نسيان ان سبب الخلاف يكون أحيانا تافه جدا .

6. الحالة المادية
إن المستوى المادي الضعيف سببا لمشاكل كثيرة بين الزوجين فالكثير من الزوجات لا تراعي أحوال الزوج ولا ترحمه من الطلبات الغير ضرورية وفي حال عدم توفير تلك الطالبات تبدأ سلسلة الخلافات ( هو لا يدفع – لا يشتري – لا يعطي .....الخ ) و الملاحظ إن الخطأ الذي تقع فيه أغلب الأسر هو انه لا يوجد تخطيط مسبق لمصروفات المنزل ولا توجد موازنة مالية يسير عليها ولذلك نجد ان الراتب ينتهي من أول أسبوع في الشهر أما الأسابيع الثلاثة التالية فهي من نصيب الخلافات ومع مراعاة أيضا أن الطلبات التي لا تنتهي والتي هي أسباب الخلاف طلبات غير ضرورية ويمكن الاستغناء عنها في سبيل حياة أفضل للأسرة لكن هو سوء تدبير وتخطيط من الزوجين فيجب على الزوجة التقدير لظروف الزوج ومشاركته في التخطيط لميزانية الأسرة كذلك يجب على الزوج حسن التخطيط والتدبير بالمشاركة مع الزوجة وان لا يحمل نفسه فوق طاقته فحين تطلب الزوجة ما لا يمكن توفيره يجب ان يتناقش معها بهدوووء شديد جدا
7. عدم اقتناع أحد الطرفين بالآخر
في الفترة الأخيرة لوحظ ازدياد حالات الطلاق المبكر فلا تستمر العلاقة الزوجية سوى أشهر معدودة ومن ثم يحدث الطلاق والمسبب الرئيسي لهذا الطلاق ان كلا الطرفين غير مقتنع بالأخر وقد يكون مجبورا على الزواج منه وبالتالي فإن الحالة النفسية لهذا الطرف تكون النفور الدائم مهما كانت اخلاق وصفات الطرف الأخر عالية لكن نفسيا لا يمكن تقبل هذا الشخص كشريك حياة والعلاج الفعال لهذه المشكلة هو ترك الحرية للفتاة والرجل باختيار شريك الحياة فنحن في زمن مختلف تماما عن ايام زمان فالفتيات اليوم يتمنين ان يكون لهن شريك حياة بمواصفات معينة وهذا حق شرعي للفتاة فكما يختار الرجل من يشاء لخطبتها وكما يحدد الصفات المطلوبة لزوجته من حقها هي ايضا ان توافق او ترفض اما في حال التزويج بالإجبار فالمصير الحتمي هو الطلاق او حياة زوجية تعيسة.
8. سوء الاختيار
أعجب كثيرا من أحوال شبابنا فعندما يفكر في الزوجة يفكر فيها جميلة – طويلة – شقراء – بيضاء وووووووووو الخ لكن لم اسمع شخصا في يوم يقول اريد زوجة( مثقفة- متعلمة – تفهمني – تشاركني حياتي – تربي اولادي التربية الصحيحة – تدفعني للنجاح ... الخ ) فهو يبني شروطه على الشكل فقط ، أيضا الفتاة تريد زوجا وسيما – غنيا - .... الخ ولكنها لا تشترط أن يكون مثقفا متفهما – يشاركها حياتها الفكرية وتربية الأولاد ، ومن هنا فإن العلاقة الزوجية تبنى أساسا على المظاهر لدى الزوجين وعند اتمام الزواج والاصطدام بالواقع تبدأ الخلافات تظهر على السطح وتنتهي بالطلاق.
9. تدخل الأهل
ان تدخل الأهل في تفاصيل الحياة الزوجية وعلمهم الشامل بكل صغير وكبيرة من خلاف وغيره يجعل دائرة الخلاف الزوجي تتسع أكثر و أكثر فهنا تتعدد الآراء وهذا يقول أفعل والأخر أفعلي كذا وقولي كذا وتزيد الفجوة بين الزوجين لذلك من الأولى بالزوجين الحفاظ على سرية علاقاتهم الزوجية ومشاكلهم تكون خاصة وسرية بينهم وذلك لضمان ايجاد حلول منطقية .
10. تعدد الزوجات وعدم العدل
يلجأ الكثير من الرجال إلى الزواج الثاني وحجته في ذلك ( انه لا يرتاح مع زوجته – لا تعجبه من ناحية الشكل – يريد أن يعيش حياته فالأولى تسبب له العديد من المشاكل – يحتاج إلى واحدة تفهمه اكثر وتشعر به ..... والعديد من الحجج الواهية ) فيتزوج وتبدأ المشاكل مع الزوجتين فمن الطبيعي انه لن يوفر شرط العدل في تعدد الزوجات كذلك هو يتناسى الحالة النفسية التي ستعيشها الزوجة الأولى جراء زواجه واتهامه له بعدة اتهامات لكي يبرر زواجه الثاني فقد تكون الأولى ضحت بأشياء عديدة في سبيل اسعاده لكن النكران هو جزاءها ، ولا ننسى ان بعض الأزواج عندما يتزوج بالثانية ينسى مسئولياته تجاه الأولى وأولادها وكأنهم لا يمتون له بصلة من قريب او بعيد وفي هذا انهيار لأسرة بكاملها من اجل اشباع رغبة الزوج ؟؟ وعندها تضطر الزوجة الأولى لطلب الطلاق لانها لم تعد شيئا يذكر في حياته.
11. الاختلاف في مستوى التعليم والثقافة و السن
ان الاختلاف في المستوى الفكري والثقافي و العلمي وكذلك اختلاف السن يؤدي إلى اختلاف دائم في وجهات النظر بين الزوجين او ان ينظر احدهما الى الأخر على انه أقل منه شأنا أو أعلى شأنا وبذلك تكون هناك حساسيات شديدة في التعامل فأحدهما يشعر بأنه أقل من الآخر ويتسبب هذا الموضوع في ازدياد المسافة بين الزوجين ومن ثم الاختلاف والمشاكل وتليها الطلاق .
بناءا على ما سبق يجب علينا النظر في أسباب الطلاق و محاولة حلها لكي نقلل من حدوثه تدريجيا ، وذلك للحصول على مجتمع قريب للمثالية يتمتع بالسعادة الأسرية

جزاك الله خيرا اخي