الأسباب التي قد تؤدي إلى سيادة أجواء الضباب بين الزوجين .

من طرف **ابو شهاب** الأربعاء ديسمبر 16, 2009 5:08 am

الأسباب التي قد تؤدي إلى سيادة أجواء الضباب بين الزوجين ...

قبل كل شيء يخطئ من يظن بأن الحياة الزوجية يمكن أن تكون خالية من
المشاكل والعقبات ، فمثل هذه الحياة ربما تكون غير موجودة على الإطلاق ، إذ لا
يُعقَل أن تتطابق الأفكار بين الزوجين مهما كانا مثاليين ِ في أفكارهما ، ولا بد من
الاختلاف في بعض التفاصيل والجزئيات ، ( هذا إذا افترضنا اتفاقهما بأفكارهما العامة
الأساسية والجوهرية ) ومن هنا فإن الخلاف والاختلاف في الرأي والأفكار أمر طبيعي ،
لذلك على الزوجين دائما عدم تهويل وتكبير نقاط الاختلاف ، والبدء بتحجيمها بعقل
منفتح مادامت الخلافات ليست جوهرية .....

(
وأقصد بالخلافات الجوهرية ما كان مخالفا لمبادئ الإنسان وقيمه ، وما يخلق في حياته
شرخا مستمرا لا تستقيم حياته معه ) ولا ننسَ هنا بأن تقدير الخلافات على أنها
جوهرية أو ثانوية ( لاقيمة لها ) أمر نسبي ، فما يراه إنسان جوهريا ، يراه آخر غير
ذلك ..
لأن ما تضيفه نفس الإنسان إلى المشكلة أو الخلاف من أحاسيس ومشاعر (
كالتذمر أو الضيق أو الغضب .. ) يجعل الخلاف أو المشكلة تبدو وكأنها كبيرة الحجم
...

ولكي يواجه الإنسان مشاكله الاجتماعية الخاصة
بعقلانية وحكمة عليه أولا أن يهتم بالطرف الآخر وأن يفهم طبيعته وميوله واهتماماته
، وأن يتعامل معها باهتمام واحترام ، وأن يسعى لفهم سلوكياته وردود أفعاله وفقا
لذلك ...

وعند حدوث أي مشكلة أو خلاف بين الطرفين
فمن الأفضل عدم عرضه ( الخلاف ) على الأصحاب والرفاق ،واختيار الأصحاب الثـقات من
المخلصين وأصحاب الخبرات لهذه المهمة دون غيرهم ...
وذلك لأن وضع مشاكلنا أمام
مَن لايستحق أو مَن لا يملك الأهلية ، ربما يجرّنا إلى اتخاذ قرارات لاتنبع من
المشكلة نفسها التي نعيشها بقدر ما تأتي من خيال هذا أو تفسيره أو تركيزه على نقطة
ما يراها سببا ، وهي ليست كذلك ...

وهذا ما
لمسته في أحيان كثيرة ، فعندما تُعرَض مشكلة ما أمام بعض الناس فتجد أحدهم قد جرَّ
المشكلة إلى ما هو بعيد عنها كل البعد ، وغيره كذلك ... وهكذا حتى تغدو المشكلة
جبلا أو حفرةً عميقة مخيفة ...
لهذا علينا أن نختار كما ذكرت آنفا أصحاب الخبرات
من الثقات الذين نطمئن إليهم ونثق بهم وبأهليتهم لذلك ..

إن كثيرا من المشكلات الزوجية تنجم عن الانغلاق الفكري والنفسي
في أحيان كثيرة من أحد الطرفين أو من الطرفين معا .. حيث يعيش أو يعيشان في
أفكارهما محاصرين ِ بها ، دون محاولة للتفكير في الأبعاد الحقيقية للمشكلة أو البحث
عن الحلول لها ، إضافة إلى إلقاء المسؤولية على الآخر دون شعور بمسؤوليته الشخصية (
ذكرا كان أم أنثى ) لحماية بيته وزواجه ...
لذلك يجب على الطرفين تحديد المشكلة
بشكل جيد ، لتكون واضحة المعالم غير مختلطة بما هو خارجي عنها ، لأنه في بعض
الأحيان تظهر مشكلة ما على السطح ، فيسرع كلٌّ من الطرفين ‘ إلى أن يجمع إليها
أشياء أخرى من الماضي أو غيره .. قد لا يكون لها علاقة على الإطلاق بهذه المشكلة
ولكن المشاعر الساخطة جاءت بها لتكوِّن سيلا من الاتهامات للهجوم على الطرف الآخر
...

لذلك كله علينا أن نحلّ مشاكلنا بهدوء وتعقل
وحكمة بوضعها في حجمها الطبيعي دون تهويل ودون اتهامات مرتجلة ليست موجودة إلا في
أخيلتنا التي ولدتْ انفعالاتنا ومشاعرَنا الغاضبة أو الساخطة ... ولنا بلاعبي الكرة
مثل ٌ يقرِّبُ لنا الفكرة فاللاعب وهو يلعب في الملعب لا يرى ـ وذلك لانفعاله في
اللعب ـ ما يراه المشاهدُ الذي يرى المباراة من خارجها ، فالرؤية من الخارج ستكون
أكثر وضوحا .. وهذا ما يجب أن نضعه في أذهاننا عند حدوث المشكلة
...