الزوجة الثانية ............. لماذا؟؟؟؟

بسم الله الرحمن الرحيم

تسود في مجتمعنا بعض العادات الاجتماعية التي يظنها البعض من الدين مثل نظرة المجتمع للعدل بين الزوجات ، فلو مال الرجل بقلبه قليلاً للزوجة الثانية – وليس في أمر الانفاق وبقية الإلتزامات الزوجية – لجرموه ودعوا عليه بالويل والثبور ، ولو أنه مال للأولى وأبدى محبته لها أكثر من الثانية لما لاموه أو انتقدوه ، وكأن العدل خاص بالأولى فقط ، ذلك أن نظرة المجتمع للتعدد نظرة ساخطة ، بل إن الزوجة الثانية في نظر كثير من الناس ظالمة ومجرمة لمجرد قبولها برجل متزوج ..!؟

وكل هذا راجع لسيطرة الاعلام وغسله لأدمغة الناس بتجريم التعدد وأنه شر كله ، حتى وإن عدد بعض الرجال وزعم أنه حقه الذي شرعه الله وأحله له ، يظل شعوره بالظلم نحو الأولى كامن في وجدانه ومتحكم في تصرفاته وإن لم يصرح بذلك أو حتى لم يشعر به ..

فبعض الأزواج قد يصبر على أذى زوجته الأولى ويداريها ويتحمل غيرتها ، بينما قد يصل بالثانية للتهديد بالطلاق ولا يفوت لها زلة ، وهذا ناجم عن إحساسه بأنه ظلم الأولى لمجرد زواجه من أخرى ونسي أن هذه الثانية أنثى أيضاً ، يعتريها ما يعتري النساء من غيرة وضعف وحاجة للحب والحنان والرعاية والمداراة ..

ومن المفارقات أيضاً لتلك النظرة الاجتماعية المجحفة بحق الزوجة الثانية أنها هي نفسها قد تشعر بظلمها للأولى وأنها أخذت الرجل من زوجته وأبنائه – وهو نتيجة الثقافة الفاسدة سالفة الذكر - فتبدأ تتنازل شيئاً فشيئاً عن بعض حقوقها وواجبات زوجها عليها ، ثم يتمادى الرجل ويتفلت من المسؤولية فتنقلب الحياة جحيماً لا يطاق ..

هناك حالات كثيرة لمعددين وقفت عليها بنفسي ولتحكموا بأنفسكم ، ماهو مقياس العدل ..؟!
أحدهم تزوج شابة يافعة يكبرها بعشرين سنة ، ولكنه ماينفك يخبرها بأن الأولى تاج رأسه ولايمكنه أن يستغني عنها وبناته وأبنائه يتطاولون عليها ولايحرك ساكناً ويظل – رغم ولعه الشديد بها – يخبرها أن تتحمل وتصبر فهي دخيلة عليهم ، وتخبرني المسكينة رغم حبها له هي الأخرى بأنها تفكر كثيراً في الانفصال عنه لأنها تعبت من قلة القيمة على حد قولها ..

سبحان الله فأين حقها من العدل والاحترام ومراعاة مشاعر غيرتها كما الأولى .!؟

وأخرى لا يُصرّف أمورها سوى أهلُها ، أمَا الأولى فهي محط اهتمامه ورعايته التامة والكاملة ، فأين العدل هنا ، وهل سيلومه أحد لو أهمل الأولى واهتم بالثانية ، بالتأكيد سينقمون ويدعون عليه لأنه ظالم مجرم ..؟!

وثالثة تكيد لها الأولى أشد الكيد وتمكر بها وزوجها يعلم ذلك ولا يحرك ساكناً ، ويظل يردد هذه أمور بين النساء ولن أتدخل بينكما ..!!

مثل هذا مادام غير قادر على التحكم بمشاكل نسائه والتعامل مع غيرتهم بحزم وحكمة فلماذا يعدد ويظلم نساء المسلمين ..؟!

أليس العدل والاستقرار والأمن بين أفراد رعيته التي استرعاه الله إياها من أهم وأولى واجباته ..؟!

أي خير أو رضى يرجوه من الله ، وقد ضيع الأمانة في أقرب الناس إليه..

أعلم أن الكثيرين سيستنكرون هذا الموضوع فهو ليس الغالب على المجتمع ، ولكن واقع وملموس فالرجال المعددون على ثلاثة أصناف :

- العادل الذي يخشى الله ويتقيه في جميع نسائه وهذا قليل بل نادر ..

- الذي يميل للثانية وينسى الأولى وهذا كثير ولعله أهم أسباب نظرة المجتمع لتجريم الزوجة الثانية ..

- والصنف الأخير هو ماتحدثت عنه في موضوعي ، والذي يضيّع حق الثانية لأنه يراعي نظرة المجتمع ولا يراعي رضى الله في تعامله مع زوجاته ..

فما رأيكم ، كيف يقام العدل بين الزوجات ..؟؟!

التعدد أمر مشروع بشرط العدل لمن يستطيع عليه من الناحية المادية والرومانسية لكلتا الزوجتين أو الثلاث أو الأربع ولكن العدل يحتاج الى رجل وليس ذكر وهو الرجل ذو الشخصية القوية في وقت القوة والرومانسي في وقت الرومانسية وهو وأنا انصح ذلك الشخص الذي أسكن زوجته الثانية في بيت واحد مع الأولى ولم يستقم حالهما ان يفصل بينهما بالسكن هذه في بيت وهذه في بيت آخر حتى لاتتعرض الثانية للإهانات وهدر كرامتها مثل ماذكر في المقال وفي نفس الوقت احتراما لمشاعر الأولى أم العيال التي ترى انها مظلومة بسبب جهلها وقلة إيمانها بالله ...فلذلك أركز على النقطة الثانية بعد العدل وهي تتعلق بأخلاق الرجل الفاضلة وهي انه لا ينقل اسرار وأفعال وخدمات الزوجة الثانية للأولى ولا العكس، فاجعل بيت الزوجة الثانية وما تقدمه لك صندوقا مقفلا وكذلك الحال بالنسبة لبيت الزوجة الاولى وتاريخها وإذا واحدة سألتك ماذا تم في البيت الآخر فقل لا تسألي عن ذلك مرة واحدة فالبيوت اسرار واسألها هل تقبلين ان انقل اسرار بيتك للثانية.. أما النقطة الثالثة فهي ان تظهر الحب والرومانسية الكلامية والفعلية للأثنتين حتى تعتقد كل واحدة انها تحتل قلبك وعقلك أكثر من الأخرى
ولكم التحية والتوفيق