في بيتنا مُشكلة .. متى أضرب طفلي ومتى أكافئه ؟

من طرف **المتمردة** الأحد أكتوبر 04, 2009 11:04 am

في بيتنا مُشكلة .. متى أضرب طفلي ومتى أكافئه ؟

الأب ... ولدي يوسف عمره سنتان و7 شهور، مشكلته أنه يخاف من والدته؛ لأنها
تضربه بشدة؛ لأنه مشاكس وشقي جداً، ولكنه لا يخافني ويحبني لأنني متساهل
معه ولا أقسو عليه كما تقسو أمه عليه، وكثيرا ما نتشاجربسبب قسوتها عليه، لكن المشكلة أنه عندما أريد أن أوبخه أو احذره لعمل ما قام
به يضحك، وكلما يعلو صوتي عليه يزيد في الضحك، ولا يخاف، فأجد نفسي أقوم بضربه ضربة واحدة أو أثنين ولكن بقسوة شديدة، يبكي بشدة وبعدها يأتي يصالحني؛ لأنه يعرف أنه غلطان، اشعر بعدم الرضى وأنا أضربه،
فما هو الأسلوب الأمثل للتعامل معه؟ ومتى يستحق الضرب؟ وهل هناك عقاب آخر غير الضرب؟

نصيحتنا

جميل يا أبا يوسف أن نحب أبناءنا ونشعر بالغبطة معهم، فهم زينة الحياة الدنيا، لكن من المؤسف عندما لا نعرف
كيف نتعامل معهم بين الشدة واللين، فضلاً عن عدم الاتفاق بين الأم والأب
على التربية الواحدة، فلا تشد الأم ليرخي الأب أو العكس.

المُشكلة إن يوسف لا يزال صغيراً،
فهو بعمر سنتين و7 شهور، من هنا علينا أن نفهم القواعد الأساسية لمكافأة
ومعاقبة الأبناء، وهو ما سأحاول توضيحه لك من خلال التطبيق على حالة ابننا
الغالي يوسف، ولنجعل ذلك في الخطوات التالية:

الخطوة الأولى: ما هي أسباب هذه الروح الجامحة والسلوك التمردي العنيد عند يوسف؟

علينا أن نعيد التذكير بهذه القاعدة
الذهبية التربوية: "إن أي سلوك غير سوي عند الأطفال ما هو إلا رسالة رفض
أو تمرد ضد خلل تربوي والدي أو بيئي يواجهه"، أي إن السلوكيات غير السوية
عند الأطفال؛ ما هي إلا عبارة عن طريقة أو وسيلة دفاعية، أو سلاح هجومي ضد
تعامل الآخرين معه.

الخطوة الثانية: ما هي أخطاء الأبوين التربوية التي يعاني منها يوسف، فتنعكس بدورها على سلوكياته؟

- تبادل الأدوار.

فمن المعلوم أن الأب غالباً ما يلعب
دور القائد المهاب الجانب؛ أو السوط في العملية التربوية، وأن الأم تلعب
دور المعاون اللين الجانب؛ أو واحة الحنان في العملية التربوية.

وفي حالة يوسف؛ انقلبت الآية، وأخذت الأم دور الأب، وأخذ الأب دور الأم؛ فحدث الخلل التربوي في نفس الطفل.

عدم وجود معايير ثابتة للثواب والعقاب
في بيت يوسف، فكـــــــــــــانت قواعد الثواب والعقاب على أفعاله وأقواله
نوعاً من ردة الفعل الغاضبة أو الراضية.

عدم فهم سمات مرحلته عمره من الوالدين وعدم فهم كيفية التعامل معها

عدم فهم "القواعد الأساسية لمكافأة
ومعاقبة الأبناء، فقد يعاقب لأنه مشاكس ولكنه لا يثاب لأنه هادئ. فيحاول
لجلب انتباهكما بسلوكياتــــــــــــــــــــــه التــــــــي يعرف
انــــــــــــــــــها تغضبكما.

الخطوة الثالثة: ما هي القواعد الأساسية لمكافـــــــأة ومعاقبة الأبناء؟

- وضع معايير ثابتة للثواب العقاب.

حيث يشارك جميع أفراد الأسرة الرأي
فيها، ثم توضع على هيئة لائحة أو جدول واضح قبل أن يقوم بتطبيقه الوالدان
حتى يتقبله الأبناء دون إحساس بظلم أو تعسف، وهذا ما اقصد به الاتفاق على
التربية الواحدة من الوالدين, وهذا يشعره بالرضا والحب نحوكما ويجتهد في
الابتعاد عن السلوك السيئ الذي يغضبكما.

كذلك يجب الحرص على مكافأة السلوك
الجيد مكافأة سريعة دون تأجيل، فالطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول
يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلاً.

طبعا بعد فهم معنى المكافأة والعقوبة, فالمكافآت هي التحفيز والتشجيع وتكون نوعين:

أ- المكافأة الاجتماعية: وهذا النوع
على درجة كبيرة من الفعالية في تعزيز السلوك التكيفي المقبول والمرغوب عند
الصغار والكبار معاً، ويقصد بها المكافآت المعنوية؛ أو التحفيز أو التشجيع
الإيجابي المعنوي، وهي نوعان:

1. تحفيز إيجابي معنوي لفظي: مثل (المديح، المجاملة، الإطراء المخلص، المداعبات اللفظية).

2. تحفيز إيجابي معنوي غير لفظي: مثل
(الابتسامة، التقبيل، المعانقة، الربت، المديح، الاهتمام، إيماءات الوجه
المعبرة عن الرضا والاستحسان).

ب- المكافأة المادية:

دلت الإحصاءات على أن الإثابة
الاجتماعية تأتي في المرتبة الأولى في تعزيز السلوك المرغوب، بينما تأتي
المكافأة المادية في المرتبة الثانية، ولكن هناك أطفال يفضلون المكافأة
المادية مثل (إعطاء قطعة حلوى، شراء لعبة، إعطاء نقود، إشراك الطفل في
إعداد الحلوى مع والدتها تعبيراً عن شكرها لها، اللعب بالكرة مع الوالد،
اصطحاب الطفل في رحلة ترفيهية خاصة؛ (حديقة حيوانات، منتزهات لركوب
المراجيح .. الخ).

أما العقوبات فتنقسم إلى:

1- لفظية: مثل (اللوم، النقد، التنبية على العواقب، التوبيخ).

]. 2- حركية: مثل .. الحجز في مكان معين، الضرب في أماكن لا تضره (إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه) رواه مسلم.

وعليك أن تنتب إلى عدم مكافأة السلوك
السيئ مكافأة عارضة أو بصورة غير مباشرة كأن تحتضنه بعد أن عنفته أمه،
فهذه مكافئة من حيث لا تدري عليك في مثل هذا الموقف أن تبين له انه اخطأ
ولهذا أمه عنفته وانت زعلان عليه.

فالسلوك غير المرغوب الذي يكافأ حتى ولو بصورة عارضة، وبمحض الصدفة؛ من شأنه أن يتعزز ويتكرر مستقبلاً.

بارك الله بك على طرح المشكلة وطرح الحلول العملية لها

كموضوع هادف وهام جداً ويتعلق بالأسرة التي هي الحياة بعينها

في بيتنا مُشكلة .. متى أضرب طفلي ومتى أكافئه ؟

في بيتنا مُشكلة .. متى أضرب طفلي ومتى أكافئه ؟

رد: في بيتنا مُشكلة .. متى أضرب طفلي ومتى أكافئه ؟