زوجتي الحبيبة ... عودي إلى بيتكِ

من طرف **مضاف إليه** الجمعة مايو 29, 2009 6:53 pm

وجتي الحبيبة ... عودي إلى بيتكِ!

بعد شجار عنيف حصل بين زوجين تبادلا فيه العبارات الجارحة، خيَّم الصمت بعد أن
تلقت الزوجة صفعة على وجهها، لم تنطق على أثرها سوى كلمة واحدة ألا وهي:
طلقني. وأخذت الزوجة تلملم أغراضها من المنزل لتذهب بصحبة أولادها إلى بيت أبيها، وما كان من الزوج إلا أن أخذ ينظر إلى كف يده غير مصدق لما بدر
منه، وهو يقول: ليتني لم أفعل...ليتني لم أفعل..أعوذ بالله من الشيطان الرجيم..متهمًا الشيطان أنه السبب فيما حدث!

في اليوم التالي وَسَطَ الزوج أهل الخير لإعادة الزوجة إلى بيتها إلا أنها
أبت فزاد حزنه وهمه ولم يجد أمامه حلًا إلا أن يكتب إلى زوجته رسالة لعل
فحواها يؤثر ويثمر أكثر من وسطاء الخير وهكذا تخيلها.
زوجتي الحبيبة...لم أذق طعم النوم ليلة البارحة وأنا أفكر فيكِ وأنظر إلى
كف يدي غير مصدق أنها مزقت نسيج المحبة والمودة الذي نسجنا خيوطه معًا
وربطناه بميثاق غليظ...ولكن بعد أن أرهقني الأرق والتفكير فيك وفي أولادنا
وأنا أتحسر ندمًا وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ابليس يضع
عرشه على الماء ثم يبعث سراياه (أي جنوده من الشياطين) فأدناهم منزلة
أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول: فعلت كذا وكذا، فيقول له: ما صنعت شيئًا،
ثم يجيء أحدهم فيقول: ما تركته حتى فرقت بينه وبين امرأته، فيدنيه منه
ويقول: نعم أنت.
زوجتي الحبيبة...أرجوك ألا تكوني عونًا لابليس فهو الذي جعلك تطلبين أبغض
الحلال عند الله عز وجل، وأنا غير مصدق أن زوجتي تطلب الطلاق بهذه
السهولة!! فكيف تهون عليك العشرة الطويلة التي لم يعكر صفوها إلا لحظات
غضب امتلكت علينا شعورنا.
زوجتي الحبيبة..أرجوك تذكري الأيام الجميلة التي قضيناها معًا...فهل نسيت
اليوم الذي رزقنا الله بالطفل الأول محمد، كم كانت بهجتنا وسعادتنا؟!
وهل نسيت العهد الذي قطعناه على أنفسنا في ذلك اليوم حتى قبل مغادرتنا المستشفى؟!
زوجتي الحبيبة..وهل تهون عليك طفلتنا هناء التي تأبى الخلود إلى فراشها
قبل أن تستلقي على صدري وتغفو على دقات قلبي؟ وحنان ماذا ستقولين لها
عندما تسألك عني؟ أجل ماذا ستجيبينها وهي تقف كل يوم في باحة المنزل مع
اقتراب موعد عودتي من العمل، وتأبى السماح لي بدخول المنزل قبل أن أسلمها
ضريبة الدخول وأناولها ثمن حبة البوظة وأضع قبلة على جبينها.
زوجتي الحبيبة، أرجوك عودي إلى مملكتك لنلم شمل الأسرة، فالجماعة رحمة
والفرقة عذاب، نعم إن الطلاق أمر مشروع، ولكنه ليس الحل الوحيد، فلنعط
لأنفسنا الفرصة لإصلاح ذات البيت ونحاسب أنفسنا ونسد الأبواب أمام الشيطان
ولا ندع رياح الخلاف تعصف بكيان أسرتنا، بل هيا يا حبيبتي أن نحول هذه
الرياح إلى نسمات ناعمة تسود الأجواء الأسرية.
زوجتي الحبيبة ...أم محمد..حين رزقنا بمولودنا الأول أسميناه محمد تيمنًا
باسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على
محبتنا لرسولنا. إذن لماذا لا نقتدي به فعلًا وقولًا، وهو الذي بيّن خلال
سنته المطهرة حقوق الزوج على الزوجة وحقوق الزوجة على الزوج. كذلك لم يدل
على صغيرة ولا كبيرة في الحياة الزوجية إلا وتطرق إليها.
وأخيرًا زوجتي الحبيبة...أرجو من الله تعالى أن يشرح صدورنا ويؤلف على
الخير نفوسنا، ويرزقنا المودة والرحمة في قلوبنا، فعودي لنفتح معًا صفحة
جديدة يكون عنوانها الحياة الزوجية في ضوء الإسلام ونسطر كلماتها بمداد من
الحب والتسامح والتفاهم والحوار والبناء فهكذا نجلب لأنفسنا السعادة
الزوجية بعيدًا عن الخلافات.

من الرائع أن يوجه الزوج رسالة كهذه ، فيها من الإعتذار ما يصلح الشأن ، وأعتقد أن قلبها سيرق وكلمة ، طلقني كلمة مستهلكة تقولها المرأة عندما لا تملك وسيلة غيرها وكردة فعل فقط ( في معظم الأحيان ) . أما أن تصفعها فهذا فعل شائن يهدر كرامة الإنسان ولكن قبلة على مكان الصفع ، شريطة الصدق فيها تمسح مكان أصابعك .

على الرغم من ذلك وقد سمعتها من فم إمرأة ، قالت ليت زوجها صفعها بقوة عندما تصرفت بتصرف أدى إلى طلاقها ، وهنا أقف محتاراً أمام أمرين ، اولاً لم نعرف السبب في شجاركما أصلاً ولو أنه كما هو واضح من النوع الذي لا يخرج عن نقاش حول قضية عادية .

اقف حائراً أمام بعض النساء اللواتي لديهن الرغبة في تلقي الضرب والإهانة ، وعلى الرغم من ذلك ترى أزواجهن غاية في الذوق ورقة التعامل . فمن أين يأتي الرجل بتصرف مغاير لطبيعته في ظرف كان عليه التحي بصفة غير أصيلة فيه . فالرجل هنا ضرب زوجته ، بفعل مغاير لطبيعته ، وفي الناحية الأخرى كان عليه ضربها (كما تمنت) ولم يفعل فلم يستطع ضربها ، وكانت النتيجة الطلاق.

أتمنى في حالتنا الراهنة أن تتصافى القلوب وتعود أم محمد إلى أبو محمد .

زوجتي الحبيبة ... عودي إلى بيتكِ

زوجتي الحبيبة ... عودي إلى بيتكِ

رد: زوجتي الحبيبة ... عودي إلى بيتكِ