التباين الثقافي و التعليمي بين الزوجين

انا عمري 22 سنة و متزوجة منذ سنة ( لكن لم ندخل بعد)تزوجت بطريقة تقليدية،فرغم سني الصغير فانا ضد المصاحبة و الخطوبة و كلام اليومين دول،سنه 32 سنة و متدين ايضا و الحمد لله لكن مستواه التعليمي و حتى الثقافي اقل مني بكثير و لم اكتشف هذا الا بعد الزواج و انا الان لست معجبة بشخصيته ابدا و لا استطيع ان احبه ارجو المساعدة

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
عزيزتي من تفكر بهذه الطريقة، بالشهادات والمستوى الثقافي ليس لديها أي عذر باتهام الغير بضعف المستوى الثقافي وكأنكِ تنعتينه بالغباء والجهل
ما هي الثقافة أصلا !!
هل هي ترديد عبارات قوية ومبهمة لا يفهمها من يسمعها!
هل هي تفلسف " في الطالعة و النازلة " والتحدث بتفاصيل المواضيع بشكل ممل وتكرار النقد والانتقاد لكل الأمور !
ما هي الثقافة بالنسبة لكِ
من قال أنها مهمة أصلا
الرجل لديه حكمة إلهية عظيمة جعلها المولى في عقله بالفطرة
يضيف لها من خبرات حياته
لا يحتاج الرجل لدراسة و لا شهادة و لا تعليم
والمرأة التي لا ترى من الرجل سوى لسانه حتى يؤكد لها أنه ذكي
فهذه المرأة هي من علينا أن نتناقش في مشكلتها
عمركِ 22 سنة ، هذا ليس سنا صغيرا أبدا
لا دعي الثقافات الجديدة تؤثر عليكِ وتوهمكِ بأنكِ طفلة
وإن كنتِ حقا طفلة ، فأنت بحاجة لمن يرعاكِ ويحن عليكِ ويحتويكِ
لا من يتفلسف عليكِ بثقافته
لا أصدق ولا للحظة أن يكون رجل ال 32 سنة المتدين أقل منكِ ثقافة
آسفة
أنتِ للأسف وضعتِ صورة معينة للرجل الذكي وربطتها بالإنسان المثقف
وأنتِ لا تعلمين أن الثقافة تقتل الفكر
وغالبية المثقفين هم ببغاوات يرددون ما جاء في الكتب دون وعي ولا إدراك
ولا يعجبهم العجب ويحولون حياة من حولهم إلى مأساة
انتبهي وأدركي نعمة ربكِ بأن أعطاكِ رجلا ناضجا يقدر نفسيتكِ متى ما احتجت ذلك، يراعيك ويحتويكِ

سيدتي حور , الحكمة تقطر من كلماتك واضحة ومنعشة للفكر , ولا استطيع أن أزيد عليها , ولكني سأرددها من زوايا أخرى .
أيتها الإبنة الغالية , عمر 22 سنة ليس بالعمر الصغير للحياة الزوجية على الإطلاق , بل ربما لو كان اقل لكان أفضل , وأقول هذا للذكور وللإناث , إلا أن الحياة التي نعيشها اليوم والتي تتطلب الكثير والكثير والكثير ومن الرجل بالتحديد تجعله يصل إلى ما فوق الأربعين ليتمكن من لفظ كلمة اريد أن أتزوج بينما المرأة لا يطلب منها في الزواج اي شيء غير قبولها وإستعدادها لبدء الحياة الزوجية مع الرجل .
ما هي الثقافة وبماذا تخدم الإنسان .
اولاً : الثقافة من الأمور المعرفية المكتسبة عبر سنوات العمر وهي لمصلحة الإنسان وليس ضده , فلو أنك كنت مثقفة بشكل جيد في ما يتعلق بالحياة والحياة الزوجية لعرفتي أن ما تقولينه في هذه الناحية لا يعبر عن الثقافة بشكل عام , إن قبول الطرف الآخر , والرضا به ثقافة .
ثانياً : المحاولة في جعل الطرف الآخر يسلك (بما يرضي الله عز وجل) ويتبع وجهات النظر أو تقريب وجه نظرك مع وجهة نظره , هو الثقافة الحقيقية بعينها .
ثالثاً : التدين , نوع من الثقافة المرغوبة والضرورية وخاصة هذه الأيام , وقد تكون ثقافة تحتاج لممارسة قيمها الحقيقية , مثل أن يكون المرء مقيماً لفروض الدين ولكن لديه نقص في مفهوم العلاقات الزوجية من الحنان والتفاهم والألفة وهذه تكتسب من خلال تعامل الطرفين مع بعضهما وتليين أحد الطرف مقابل التعريف بالحب للطرف الأخر .
راعاً ثقافة المعاشرة الزوجية : هذه تأتي من خلال التفاهم المكتسب من خلاللكما وليس من التجارب التي حرمها الله قبل الزواج , وإن كان لدديك أو لديه من يقول له عن مثل هذه الأمور , فهذا خطأ لأن علاقتكما ومن خلال الحب هي التي تجعل الطرف الآخر حريص على مشاعر شريكه , بسيطة جداً تلك المعادلة , ولكن لا تتركوا للآخرين التدخل فيها وتعكير صفو حياتكما .
بقية الأمور كلها تحتاج للحب , فالحب دواء لكل العلل أما أنك تستطيعين أن تحبيه أو لا تحبينه فهذه مشكلتك وفي تفكيرك , الرجل المتدين قد لا يعرف كيف يمسك بالملعقة ويضع فيها جرعة حب ويسقيها لزوجته , وبالتالي تكون زوجته أيضاً غير متقبلة لهذه الطريقة , ولن تسطيع إبتلاع الحب بالملعقة , فهذا كله محض كلام فارغ , الحب وبالحب يمكن للمرء أن يتجاوز كل إختلاف عليك أن تشعريه بحبك , وأن تعرفي كيف يمنح حبك له , وتتقبلين موجاته على مستقبلك أنت طالما أنك تشعرين بأنه دونك ثقافة فلترفعي من ثقافته بالحب , ليعشق كل ما يدور بفلكك , إنها فرصتك لتلوينه بالوانك . ولكن بالحب وليس بإنتقاص قدره , فهذا كمن يمسك بالسكين الحادة الغليظة ليقطع كعكة طريه تحتاج إلى طرف ملقعة كي لا تتشوه جمالية الكعكة .
هيا يا إبنتي , إدخلي الحياة بحب , وبرعاية الله يكفي أنه متدين , فهو قابل لأن يكون زوجاً ممتازاً . وليتك تخبريني عن نوعية الثقافة التي تجدينها فيك أعلى من تلك التي عنده .