أسطورة الفرح

وقفت أمام المرآة ... حدقت .... أطلت النظر وإنتظرت ...
أريد لهذا الوجه أن يبتسم , لكنه بقي يحدق بي , بل يقلد تعبيري تماماً .. يا لهذا الشبه , إنه مطابق تماماً بي ..
حتى لون القميص والأزرار !!
أخبر البعض أن ثمة أشخاص يشبهونني ولكني لم أشأ التصديق .أما الآن فإنني اصدق .
إنتظرت أن يبادرني بلإبتسامة لأردها له . لكن ما من مجيب .
تركت رسمه في المرآة وخرجت .
في الشارع كان البعض يبادر بالتحية فأرد مبتسماً , وكنت أبادر بالتحية فيبتسمون لي , البعض لا يرد على الإبتسام والبعض لا يسلم . تعبت .
رجعت إلى المنزل ونظرت إلى المرآة نفس الشيء .!!!
ذهبت إلى خزانة الملابس وبدلت ملابسي لأرى كيف ستكون ردة الفعل .
كانت المفاجأة بأن الرسم في المرآة قد فعل نفس الشيء تطابق تام .!!!
خرجت مذعوراً كما من رأى شبحاً عابساً . تركت الغرفة ونمت في أخرى .
حلمت أحلاماً كثيرة معظمها غير مبهج , وكلها حول المرآة والصورة التي تقلدني في كل شيء .
بقي الحال على ما هو عليه .فرحلت عن المكان . وحين دخلت إلى الحيز الجديد ونظرت في المرآة وجدت نفس الصورة دون أي تغيير .
تذكر الأساطير اليونانية ...بالفروة الذهبية , وميدوزا , وأخيل , وبهيرا وفيزس ....
حلمت بسبارتاكوس وكيف ثار على الرومان وفعل بهم ما فعل وكيف كانت نهايته مصلوباً على قارعة الطريق . وآخر إبتسامة على شقتيه , حين مرت العربة التي تحمل إبنه الصغير نحو الحرية المطلقة ...
عندها تذكرت صغاري وإبتسمت وذهب إلى المرآة لأرى الوجه العابس كيف ستكون ردة فعله أمام غبتسامة وهل سيقلدني مرة أخرى .
لم يعد يهمني إن لم يرد على إبتسامتي و كما يرد على تجهمي .
وقفت أمام المرآة ... حدقت .... أطلت النظر والإبتسام ...........
حدثت المعجزة , لقد إبتسم , كما كنت أبتسم تماماً , وتحركت قسمات الوجه مرحباً فإذا بالتفاصيل الحلوة لهذا الوجه في المرآة تظهر لأول مرة , يشبهني تماماً .
أحسست بالسعادة , لقد تصالحت مع صورة المرآة , التي أنظر إليها منذ زمن ولم يعد يعبس بي حتى ولو عبست أنا به . وهكذا صنعت أسطورة الفرح لنفسي .
ألا تعتقدون أن الغيبة طالت على هذا البيت الذي كان دافئاً ,

اي والله
هالفيس بووك اخذنا بعيد
والبركة فيك يا دكتور