فرحة العصافير بسنابل القمح

حاولت جر الفرح إلى قلبي ليخرج بعضاً من المرح من أجل عيون الصغار الحزينة , تلك العيون التي لا يجرؤ المرء بالنظر إليها ووجهه عابساً , فليس من حق بالغ أن ينظر في عيون الصغار ولا تعلو وجهه إبتسامة صادقة , خقيقية كونه يواجه الحياة بأحلى معانيها . لذلك شممت عطر الأرض وفتحت نوافذي للعصافير ونسمات الصباح الدمشقية فدخلت أفواج من ارواح الصحابة , محمولة على العبير الياسمين وزهر الليمون . خرجت وروحي ممتلئة بحب فرح للحياة التي صارت حلم للكبار , وينتظر الصغار أن تمنح لهم من آباء رحلوا ولم يعودوا فوق الأرض , وتركوا ذكريات كما السراب , وصار على الكبار أن يمنحوا دفء قلوبهم لكل صغير لكل برعم ينتظر نقطة فرح ندي ليزهر . قابلت الصغار وضممت من قابلت إلى صدري وأحسست بدموع حارة , تركتها تغسل بلورة روحي لتغسل الحزن العالق فيها وتنير باقصى ما لديها . سطع الضؤ , وزاد لمعانه حين ضحك الصغار ولامست شفاههم النقية وجهي وهم يقولون كل عام وأنت بخير , ذبت , مثل قطرات الندى حين تنزلق على أوراق خضراء , لتروي ما في ظلها . كانت فرحتي بالصغار كبيرة كما تفرح رمال البرية بماء المطر , وهم كانوا فرحين مثل فرحة العصافير بسنابل القمح الخيرة . كل عيد والأرض بخير وكل صغير بخير والكل فرح بموسم خير سنابله تكفي كل العالم .

لن استغرب الان ان اعتمد الرد
فلا ادري أي عائق كوني يمنعني من الرد بم يجب
حتى الكلمات والحروف أعيتنا ولا تريد البوح
صمتت خواطرنا كما صمتت ألسنتنا عندما انتكست محاجرنا

أسعدني أن في البيت روحاً تعلو فوق قطرات الندى , تمسح الحزن عن زهرات كانت تبتسم للصباح الباكر , ثم صارت تنتظر الصباح الذي غاب طويلاً , وساد غياب الشمس أياماً بغيوم , غبراء , ها هي اليوم تبدأ بالإنحسار و لتتسلل أشعة الشمس إلى صحن الدار تمر كما أيدي الأمهات على جباه الصغار النائمون فيبتسموا ويصحوا على حنان رائع .
شكراً سيدتي ننتظر أن يعود الدار كما كان جميلاً يضج بالحب والحياة ...