لكي تنجح... ثق بنفسك

لكي تنجح... ثق بنفسك

لكل منا أحلام وطموحات يرغب بتحقيقها، قد نحققها جميعها أو نحقق على الأقل البعض منها في انتظار تحقيق أمور أخرى نرغب بالوصول لها ولكن كيف يمكننا أن نفعل؟؟
أولى خطوات النجاح هو أن تثق بنفسك وبقدرتك على تحقيق ذلك النجاح، فغياب الثقة هو نافذة نحو فشل ذريع...
الثقة بالنفس، لا تعني الغرور، فالثقة هي ذلك الشعور المحمود والمرغوب الذي لا يرقى إلى التعالي على الآخر وعلى ما تملكه من طاقات، الثقة هي أن تعرف حدود إمكانياتك وتطمح لتحقيق أحلامك وفقا لما تتوفر عليه من إمكانيات وتثق انه يمكنك ذلك، وقد قال في ذلك عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: "رحم الله امرأ عرف قدر نفسه"
ثقتك بنفسك هي تلك المرآة التي تعطي انطباعا عنك للآخرين، فما يرونه فيك هو ما تجعلهم أنت يرونه، فان كنت واثقا بنفسك وبما تقوله وتفعله فسيثق الآخرون بك وبأفعالك أيضا، أما إن بدوت مشوشا وغير واثق فستنقل لهم الإحساس بذلك وبالتالي لن يثقوا بك أو بسلوكياتك ولن يتوقعوا منك نجاحا، فكم من موهوب وذكي خانته ثقته بنفسه فلم يستطع أن يبلغ النجاح لأنه لم يستطع أن يفتح أبواب الامتحان أمامه، تماما كما يدخل الطالب الفصل فيكون أمام ورقة بيضاء قد تملأ بمعارف وأجوبة واثقة وقد تترك على بياضها لأنه يتردد غير واثق في إجاباته...
ليس المهم الكم الذي تحتوي عليه من معارف ولكن المهم هو كيف تثق بما تعرفه، قد تعلم الكثير ولكن لا يصلنا منه إلا القليل ولكن قد تكون معلوماتك محدودة وتستطيع بثقتك بنفسك أن تبلغنا إياها وتتعلم المزيد...
لكي تكون مبدعا عليك أن تثق بأول خطوة تقوم بها ولكي تكون واثقا عليك أن تختار جيدا ما الذي تريده فعلا، فحينما نختار الطريق الذي نشعر أننا نريده فان ثقتنا في أنفسنا تكون أكبر، وحينما تتعرف على مسلكك، فضع رجلك على أول عتبة بثقة لكي تتمكن من تجاوزها للعتبة الموالية...
ثقتك بنفسك تجعل منك محاورا لبقا، لأنك تدري انه يمكنك أن تجيب على أسئلة الآخرين أو على الأقل تفادي الإحراج معهم، ولكن للحصول على هذه النتيجة عليك أن تثق بنفسك بقدر ما تستطيع القيام به، فلا تصطنع معرفة ما ليس لك به علم ولا تجب على ما لا تدري عنه شيئا، تريث ثم اجب بثقة سواء أكنت طالبا أو أستاذا أو صحفيا أو دبلوماسيا، أو في أية مهنة تتوجب أن تقف في موقف المناقش، بل انه حتى في العلاقات الأسرية والزوجية فان الثقة في النفس تجعل الطرف الآخر يثق بك أكثر فيسهل عليكما أن تتحاورا بطريقة آمنة وبدون مشاكل...
الثقة بالنفس أيضا بوابة النجاة من الشعور بالاكتئاب الذي ينجم عن الخوف من الفشل، وحتى هذا الأخير، أي الفشل لا يجب أن يكون حجرة عثرة أمام تقدمك، قد تتراجع للخلف ولكن فقط لتحسب حساب ما هو آت، وليس للعودة لنفس المكان الذي انطلقت منه، كل منا يمكنه أن يفشل مرة وقد يتكرر الأمر إذا ما فقدنا ثقتنا بأنفسنا، لذلك إن وثقت انك قادر على تجاوز التعثر فلن تفشل مرة ثانية، فأهم خطوة نحو الثقة بالنفس هو الايجابية، انظر إلى الأمور الايجابية وضع أمامها الأمور السلبية، اشطب الثانية واترك الأولى وابدأ من هذه النقط المنيرة، فكلما شطبت أمرا سلبيا ووضعت مكانه أمرا ايجابيا، سترى أن ثقتك بنفسك ترتفع وخوفك من الفشل يتبدد...
الثقة بالنفس ليست شيئا فطريا مع الإنسان وإنما هي أمر مكتسب، نكتسبه مع الخبرة في الحياة والعمل وكأي أمر مكتسب يمكننا أن نتدرب لنزيد من قدرتنا عليه، لذلك تدرب على أن تكون وثقا بنفسك، فحينما تتحمل مسؤولية أمر ما أو تجعل ابنك يتحمل هذا الأمر، فأنت تمنحه فرصة ليتعلم كيف يثق بنفسه لأنك وثقت بقدرته على القيام بذلك الشيء، وبالتالي فالثقة بالنفس والتدريب عليها يأتيان بالأساس من التربية أيضا...
يمكنك أن تتعلم الثقة بالنفس بوضعك لأهداف معينة تدري مسبقا انه يمكنك الوصول إليها، وإن كانت لا علاقة لها بعملك أو حياتك المهنية وقد تكون مجرد أهداف رياضية مثلا، فان تقرر الركض لمسافة معينة خلال وقت محدد، قد يكون تمرينا رياضيا بسيطا ولكن حينما تنجز ذلك فانك ستعرف انه كما أنجزته يمكنك القيام بغيره ولا تنسى أن تضيف إلى قائمة نجاحاتك ابسط الانجازات، لأنه بالتأكيد ذلك يساعدك أولا على ثقتك بنفسك، وثانيا لا يتوجب علينا أن نستهين بأمر مهما قل أو صغر...
افرح لنجاحاتك واجعلها من بين التواريخ المهمة لديك لتتذكر انه يمكنك أن تقوم بنجاحات جديدة...
لا تقبع في الماضي وخاصة في فشل الماضي، فنحن لا نفشل إلا لننجح فيما بعد ولعل الفشل هو خطوة نحو النجاح كما قال الحكيم الصيني "لاو تسو" قديما: "L'échec est le fondement de la réussite"، أي أن الفشل هو أساس النجاح، فكل شخص ناجح هو شخص مر بعثرات وهفوات قبل أن يبلغ الحكمة التي تجعله ينجح، لأنه لم يفقد ثقته في نفسه بل استفاد من أخطائه ليصيرها نجاحات، فلا تلم نفسك على الفشل وإنما لم نفسك على البقاء عند نقطة الفشل...
لا يوقفك ما يظنه الآخرون بك، فانك لن تتمكن من إرضاء الكل مهما فعلت...
تقبل نفسك أولا كما أنت، اعرف حدودك، نمها ولا تتصنع شخصية غير شخصيتك ولا تقارن نفسك بآخر سبقك ولم ينجح أو آخر فعل مثلك وفشل، فما فشل فيه غيرك يمكنك أن تنجح فيه أنت...
لا تخجل من تلعثمك في الحديث أو عدم معرفة الرد على سؤال ما، فكلنا لا ندرك كل شيء ولا أحد يملك المعرفة المطلقة وإنما بمواجهة التحديات سوف تتعلم أكثر وتزداد ثقتك بنفسك أكثر...
باختصار، إن ثقتك بنفسك هي مفتاح نجاحك وهذه الثقة لن تكتسبها إلا إذا برمجت دماغك على انه يمكنك أن تكون واثقا بنفسك وسوف تكون ناجحا...
إذن الثقة بالنفس هي لعبة نفسية، تبدأ بأن تعود نفسك على أن تلعبها لترافقك دائما و تصبح حليفتك...