كم كيسا من لإسمنت نحمل على صدورِنا ؟

لكيس الإسمنت حكاية معي , تختلف بروايتها عن ما رويت , ولكنها تتفق من حيث حمل الثقل . ما أروع التفاهم والإختلاف على إثبات أن الطرف الأول يصر على أنه الأكثر إيثاراً وحباً للطرف الآخر ..........
نعم إن الحقد والغل صفة نتسم بها كبشر ولكن أن تصل إلى حد التطبيق السلوكي أو تخرج من أفواهنا , شأنها شأن الكثير من الصفات البشعة التي فينا ولكن ينبغي أن لا تخرج إلى حيز التطبيق أبداً فخروجها ينفي صفة الإنسان عنا مباشرة , ونصبح بنظر الآخرين اصحاب أنياب وأظافر , وفعلاً الحقد والغل والكره يجعلنا اسوأ من ذلك .
قصتي مع الإسمنت , فهي أن ثمة بعض أصحاب وأرباب العمل , لا يفهمون أن نوعية الإنتاج غير كميته , بمعنى آخر فقد يحتاج من يشغل منصب مدير تسويق لسلعة ما أيام ليتوصل إلى كلمات براقة تصف المنتج وتجعله مقبولاً من المستهلك , لكلمات قليلة العدد ولكنها حين توضع في المطوية الخاصة التي تعبر عنه, تكون سبباً في إثارة الرغبة عند المشتري , عندها يقول صاحب العمل (الغبي) أتسمي هذا مجهوداً تستحق عليه هذا المرتب , ويقصد بذلك مقارنة مع العامل الذي ينقل أكياس الإسمنت ويتصبب العرق منه , رغم أن العملين أخذا جهداً كبيراً أحدهما عضلي والأخر ذهني , وكل أتقن عمله , ولكن عند هذا المدير حمل الأكياس أفضل لأنه لا يفهم ولا يتقن أي من العملين .