رمي الأشياء على الآخرين/ مشكلة وحل

رمي الأشياء على الآخرين
لقد تبيّن للمعلمات أن من السهل إثارة غضب سعد ذي السنوات الأربع من العمر. فإن هو لم يحصل على ما يريده فانه يفقد أعصابه .والمعلمات قلقات لأن سعد بدأ يغضب بشكل متزايد من أشياء تافهة في الأسابيع القليلة الماضية . وعندما يغضب سعد فإنه يلتقط أقرب شيء ويرميه على الشخص الذي يستفزه . فقد رمى سعد أشياء مثل القوالب وقطع الألغاز والفرش والدمى والأطباق و الأحذية والدمى المحشية للحيوان ,بل وحتى المقاعد والكراسي. وعندما يرمي فإنه يقصد أن يصيب , وكثيرًا ما يفعل .ولحسن الحظ فإن أحدًا لم يتضرر على نحو خطير , ولكن سعد سبب عدة جراح وكدمات . وقد عبر الأطفال الآخرين في الفصل بشدة عن خوفهم من سعد وكراهيتهم له, وهو ما يغضبه . فحديثًا عندما ضرب سعد إيمان على ظهرها بقالب صاحت صديقتها سلمى " إني أكرهك يا سعد, فلقد أذيت إيمان." فالتقط سعد قالبًا آخر ورماه على سعاد في المقابل . وقد أنّبت المعلمات سعد ووبخنه وحاولن إقناعه وهددنه بحرمانه من المزايا, ولكن بدون جدوى . فسعد مازال يرمي الأشياء عندما يغضب .

حددي السلوك :
الطفل يرمي اللعب وأشياء أخرى بشكل منتظم,متعمدًا إصابة الأطفال الآخرين .

لاحظي السلوك :
يمكن أن تعطيك تمضية أيام قليلة في ملاحظة الطفل فكرة أفضل عمّا يحدث.
أ- متى يرمي الطفل الأشياء عادة؟
- في أي وقت ولا يمكن توقعه.
- خلال النشاط الحر.
- خلال النشاط المنظم .
- في الخارج.
- في الداخل.
- في أول النهار.
- في آخر النهار.
- وقت الوجبات .
ب- ماذا يحدث عادة قبيل رمي الطفل شئ ؟
- طفل آخر يغضبه.
- طفل آخر يأخذ شيء منه .
- طفل آخر لديه شيء يريده الطفل.
- الطفل يجادل آخر.
- الطفل يضرب من قبل طفل آخر.
- الطفل يقال له لا من قبل طفل آخر أو من المعلمة .
- الطفل يجيل النظر ليرى إن كانت المعلمة تراقبه .
جـ- من الضحيه؟
- عادة ما يكون نفس الطفل أو قلة من الأطفال.
- أي أحد .
- أي شخص يستفزه .
- الأطفال الجريئون .
- الأطفال الخجلون .
- الأطفال الأكبر سنًّا و حجمًا .
- الأطفال الأصغر سنًّا و حجمًا .
- الأولاد .
- البنات.
د- ما الأشياء التي ترمى عادة ؟
- أي شيء في يد الطفل .
- أي شيء في متناوله .
- الأشياء الصلبة فقط .
- الأشياء الحادة فقط .
- الأشياء اللينة فقط .
- الأشياء الصغيرة فقط .
- الأشياء الكبيرة فقط .
- شيء محدد أو نوع محدد من الأشياء .
هـ- ماذا يحدث بعد أن يكون الطفل قد رمى شيئا نحو طفل آخر؟
- يخطئ الشيء الهدف .
- يصيب الشيء الهدف .
- يغضب الطفل إذا لم يصب الشيء الهدف .
- يعترف الطفل برميه للشيء .
- ينكر الطفل ذلك.
- يسترجع الطفل الشيء .
- ينظر الطفل ليرى إن كان أحد يراقبه .
- يشعر الطفل بالأسى عندما يصاب الطفل الآخر .
- يعتذر الطفل ويحاول مواساة الضحية .
- يبتعد الطفل عن موقع الحادثة .
- يظل الطفل مكانه .
تعطي هذه الملاحظات العفوية صورة أكمل لـ متى وكيف و لماذا يرمي الطفل الأشياء , وتساعدك هذه المعلومات على إيجاد حل للمشكلة .

استكشفي النتائج :
إن الطفل الذي يرمي الأشياء على الأطفال الآخرين هو مصدر خطر في الفصل . فقد يضر طفلاً آخر بشكل خطير من الأشياء المتطايرة , خصوصًا إن كانت صلبة أو حادة . وقد تحس المعلمة بالحاجة الماسة إلى إيقاف مثل هذا السلوك المحتمل خطورته . ولهذا تعمد المعلمة إلى اللجوء إلى رد فعل سريع وانفعالي نحو الطفل الرامي بإشعاره بصرامة بخطورة وخطأ سلوكه .ب ل وقد تعمد المعلمة إلى استعمال شكل من أشكال العقارب نظرًا لخطورة المشكلة . وبأي شكل يكون رد فعل المعلمة فإن الرسالة التالية هي التي تنقل إلى الطفل : رمي الأشياء يؤدي إلى رد فعل كبير من الكبار, وفهم يهتاجون ويهتمون عندما يحذف شيء .
إن الطفل يفرج عن غضبه و إحباطه بسلوك الرمي ثم أنه يلفت الانتباه بهذا التصرف . وعندما يسدد الطفل ويرمي شيئًا نحو شخص آخر فإنه يفعل ذالك استجابة للغضب والإحباط , إلا ما ندر. إضافة إلى ذلك, فإنه في كثير من الحالات يكون هذا الطفل يعاني صعوبة في النطق أو يشكل عليه التعبير عن شعوره. وعدم قدرة الطفل على التعبير اللفظي أو تردده في استخدامه يقود إلى التعبير الجسمي عن الغضب والإحباط. وعندما تلح المعلمة في الحديث إلى الطفل بعد أن يكون قد رمى شيئًا , فإن الطفل يكون قد حصل على الاهتمام بسبب سلوكه السلبي , ولكنه لا يحصل على الاهتمام بسبب سلوكه السلبي , ولكنه لا يحصل على ما يفيد على حل المشكلة .

أدرسي البدائل:
قد تجدين من خلال الملاحظة بعض المعلومات عن السلوك قد تساعدك على إيقافه بسرعة ملائمة .

· إذا كان الطفل يرمي قطعة معدنية أزيليها من الفصل لعدة أسابيع. أبعدي مثلاً القوالب الخشبية إذا كان الطفل لا يرمي سواها . وربما تحاولين بعد أسبوع أو أسبوعين الاستعاضة بقوالب مجوفة أكبر حجمًا بحيث يصعب عليه رميها و أو بقوالب بلاستيكية خفيفة الوزن أو بقوالب كرتونية أو ورقية تصنع محليًا من علب السوائل الكرتونية. وبعد أن تمر عدة أسابيع ارجعي القوالب الخشبية . ابقها في الفصل إن كان الطفل قد تخلى عن الرغبة في قذف القوالب.

· وإذا كان طفل واحد هو الهدف دائمًا فقد يكون ذلك الطفل مثير للاعتداء. لذا افصلي إن أمكن بين الطفلين بوضعهما في مكانين مختلفين في الغرفة , ووجهيهما إلى نشاطات منفصلة وراقبي عن كثب تحركاتهما . فإبعاد الهدف قد يزيل المشكلة في حالة مثل هذه.


حددي الهدف:
الهدف هو ألا يحذف الطفل أشياء على الأطفال الآخرين وأن يتعلم الطرق المناسبة للتعبير عن الغضب والإحباط.

الإجراء:
تنطوي الاستراتيجية الرئيسة على ثلاث خطوات متزامنة :
· امنعي أكبر عدد ممكن من حوادث رمي الأشياء.
· ادرسي بانتظام البدائل المناسبة للتعامل مع الغضب والإحباط .
· استعملي العزل إذا رمى الطفل شيئا على آخر .

التعريف:
رمي الأشياء على الآخرين هو أي تصرف متعمد يحاول فيه الطفل أن يؤذي طفلاً آخر بالتهديف والرمي .

الخط القاعدي:
لكي تعرفي كم من المرات يحدث فيها السلوك , امضي ثلاثة أيام في تتبع عدد مرات رمي الأشياء. ويجب عمل هذا قبل أن تبدأي تطبيق أي تغييرات. علمي على الورقة كل مرة يرمي فيها الطفل شيئا على طفل آخر، وفي آخر كل يوم سجلي هذا العدد على رسم حفظ السجل لتثبتي الخط القاعدي الذي تقاس إزاؤه التحسينات المستقبلية .
البرنامج:
بعد أن تحصلي على معلومات الخط القاعدي ابدئي البرنامج التالي. وعلى المعلمات أن يعرفن البرنامج وأن يتعاون في تطبيقه لكي يكون فعالا .

كلما أمكن امنعي الطفل من حذف شيء نحو آخر. من المفروض, اعتمادًا على ملاحظتك العفوية ,أن يكون لديك فكوة عمّا يستفز الطفل إلى رمي الأشياء , وعن متى تتوقعين مثل هذا السلوك . ضعي تحت الملاحظة الدقيقة أي مؤشرات . فمثلاً, قد يسبق الطفل سلوك الرمي بأطباق قبضته أو بالصراخ. أو ربما يكون التحذير الوحيد هو خلاف كلامي أو غير كلامي بين الطفل وزميل له . وعلى أي حال فمهما كانت المؤشرات فإنها تتطلب اليقظة من قبل كل المعلمات لتعرّف هذه العلامات ثم منع السلوك من الحدوث . عندما تتعرفين على مؤشر اتبعي هذا الإجراء :

1. اذهبي إلى الطفل الذي يرمي الأشياء ثم ضعي نفسك أمامه . خبئي الطفل الآخر عن النظر بوضع نفسك بين الطفلين.
2. اجعلي نفسك على مستوى الطفل وضعي يدك بلطف ولكن بحزم على الجزء الأعلى من ذراعه لحد حركتهما.
3. وعندما تشعرين أن الشد قد خف من جسمه أطلقي مسكتك أو أبدليها بالضم.
4. عندئذ تكونين مستعدة للخطوة التالية

ساعدي الطفل على تعلّم بدائل مناسبة لرمي الأشياء من خلال التدريس المنظم لطرق أخرى في التعامل مع الغضب والإحباط. كما أن من المهم منع الطفل من إيذاء الآخرين فإنه من المهم كذلك مساعدة الطفل على اكتساب مهارات في استعمال بدائل مقبولة للعدوان. عندما يذهب الغضب العفوي, خصصي بضع دقائق للتحدث . استعملي في البداية الإجراء التالي:

1. اسألي " ما المشكلة ؟ " فإن كنت قد رأيت ما حدث قبل الغضب, ساعدي الطفل على التعبير عن الوضع. "إنك مغتاظ لأن لدى نورا الشاحنة التي تريدها . " وحتى عندما تنطقين بهذه الجملة ,تأكدي من أن الطفل يعبر عن هذه المشكلة بشكل ما .
2. ومتى ما تم التعبير عن المشكلة ,قولي و "إني اسأل ماذا تستطيع فعله بصددها ؟ " أعط الفرصة للطفل لكي يأتي بالاقتراح . اثني على الطفل إن كان الاقتراح مقبولاً اجتماعيًّا . فإن لم يكن الاقتراح مقبولاً قولي, "ما الذي يمكن عمله غير ذلك؟"
3. وإذا لم يكن لدى الطفل أي اقتراحات حددي طريقة للتعامل مع الوضع . فمثلاً قولي,"يمكن أن نسأل نورا إن كان بالإمكان أن تلعب معها والشاحنة. يمكنك ونورا ان تبنيان طريقا من القوالب لكي تسير الشاحنة عليه".
4. جربي طريقة لعب الأدوار " دعنا نتظاهر بأني أنا نورا وأنك تود الحصول على الشاحنة التي العب بها ." تظاهري(أيتها المعلمة)بأنك تلعبين بالشاحنة .ثم اسألي "ما الذي ستقوله لي؟" ساعدي الطفل على التعبير عن اقتراح مقبول . استجيبي وكأنك نورا . وافقي على مشاطرة اللعب بالشاحنة.
5. عندما ينتهي لعب الأدوار اثني على الطفل ثم ساعديه على أن يجد نشاطًا يشارك فيه.
6. قد يستغرق الوصول إلى هذه النقطة عدة أسابيع , ولكن تذكري انكي تعلمين الطفل استجابة جديدة لمشاعر كانت في السابق تثير العدوان .

وعندما يظهر الطفل فهمه للطرق البديلة لمعالجة الغضب والإحباط ويستجيب لعملية التمثيل بلعب الأدوار , انتقلي إلى الخطوة التالية :
1. اسألي "ما المشكلة؟" من المفروض عندما نصل إلى هذه المرحلة أن يكون لدى الطفل تجارب كافية تمكنه من إخبارك عن سبب غضبه.
2. ومتى ما حددت المشكلة ,اسألي الطفل عمّا قد يعمله حيالها . اثني عليه عندما يقدم الاقتراحات المناسبة .
3. والآن اخبري الطفل بأنك ترغبين منه أن يجرب اقتراحه بإشراك الطفل الآخر .فمثلا قولي "دعنا نذهب لإخبار نورا ذلك ."
4. اذهبي مع الطفل وشجعي حلاً وديًا للوضع . وعند الضرورة استعملي التدخل الخفي لضمان النجاح .ومن المهم أن يدرك الطفل أن البديل المقبول الذي علمته ناجح حقًّا.
5. اثني على كلا الطفلين المعنيين لتعاونهما.

وكلما أثبت الطفل كفاءة متنامية في معالجة الغضب والإحباط بطرق مقبولة ,انقصي من دورك تدريجيًا . ومن المفروض أن يكون الطفل قادرًا على تحمل مسؤوليات متزامنة حيال تصرفاته . اثني على الطفل كثيرًا ، دعي الطفل يعرف كم أنت سعيدة بسلوكه الجديد.كذلك, في أي وقت خلال عملية تعليم السلوك الجديد ,اغمري الطفل بالثناء الكثير إن هو عالج صراعًا محتملاً بطريقة مقبولة .

اذا رمى الطفل فعلا شيئًا نحو طفل آخر , استعملي العزل . إذا رمى الطفل شيئًا نحو صغير آخر, سواء أصابت الهدف أم لا , اعملي الأتي :

1. تأكدي بسرعة أن الطفل الذي استهدف بالرمي لم يصب . فإن أصيب تأكدي انه بخير . ويستحسن إن أمكن أن تهتم معلمة أخرى بالضحية .
2. بهدوء خذي الطفل الذي رمى الشيء إلى منطقة العزل . قومي بحزم ولكن بصوت خافت "إني لن اسمح لك بإيذاء الأطفال الآخرين . يجب عليك أن تجلس هنا إلى أن أأذن لك بالقيام."
3. لاحظي الوقت وابتعدي عن الطفل . لا تتحدثي مع الطفل أو تنظري إليه خلال فترة العزل.
4. إذا لم يكن قد تم عمل ذلك,التقطي الشيء الحذوف وضعيه في مكان مناسب . لا تجعلي من إتمام الطفل لتلك المهمة قضية, فطلب مثل هذا يؤدي بسهولة إلى نزاع على السلطة . لأن النقطة الأساسية التي تؤدين التأكيد عليها هي أنه من غير المقبول إيذاء أو محاولة إيذاء الآخرين , وليس وضع الأشياء في مكانها الصحيح . وبالرغم من أهمية تدريب الأطفال على هذا السلوك الأخير إلا أنه يجب عمل ذلك في وقت آخر وموضع مختلف .
5. وإن اقترب طفل آخر من منطقة العزل ابعدي هذا الطفل بهدوء. اشرحي ,"سعد يحتاج إلى أن يظل لوحده لبضع دقائق . تستطيع الحديث معه عندما يرجع إلى الفصل مرة أخرى."
6. وحالما تنتهي فترة العزل اذهبي إلى الطفل وقولي ,"مسموح لك بالنهوض الآن ."لا تؤنبي , فالطفل يعرف سبب العزل . اقترحي نشاطا قائما لتوجيه الطفل نحو سلوك مفيد.

استمري في تسجيل السلوك بيانيًا . إنه من المهم أن تتابعي رسم عدد مرات حذف الأشياء التي حدث يوميًا . لأنه باستمرار في المتابع تستطيعين أن تري بلمحة متى ما حدث تغيير . ويمكن أيضًا أن تعرفي متى تنتقلين من خطوة إلى خطوة في برنامجك. فمثلاً, قبل نقل الطفل من مرحلة لعب الأدوار معك إلى مرحلة التحدث الفعلي مع طفل آخر, يجب أن يكون هناك انخفاض كبير فيرمي الأشياء .وبالمثل, فإنه قبل أن تخفضي من دورك في تلقين الطفل السلوك المناسب ,يجب أن يكون سلوك رمي الأشياء قد انخفض إلى صفر أو ما يقاربه . فالرسم يخبرك أن الطفل يتعلم من خلال جهودك.

المحافظة على السلوك المرغوب:
تأكدي عندما يتوقف الطفل عن رمي الأشياء نحو الأطفال الآخرين بأن تواصلي الثناء عليه لتبنيه بدائل مناسبة لسلوكه . فالذي تعلمه الطفل لم يقض على الحالات التي تغضبه أو تحبطه , فهذه الأوضاع مازالت تحدث. ولكن الطفل تعلم بعض الطرق المقبولة لمعالجة مشاعره, ومن حقه أن يشعر برضا لتعلمه السيطرة على انفعالاته . وهذه المساندة المستمرة تعزز السلوك الجديد.