معلمة الروضة، وسلوك الطفل مشكلات.. وحلول عملية

معلمة الروضة، وسلوك الطفل

مشكلات.. وحلول عملية



لقد بحث المتخصصون في مجال العلوم السلوكية في مشاكل الأطفال السلوكية، وأسبابها، والحلول المناسبة لها، إذ إن السلوك المشكل هو سلوك متعلم، التقطه الطفل من البيئة التي حوله سواء أكانت الأسرة، أم المدرسة، أم الجيران، والمحصلة النهائية أن الطفل بدأ يكرر السلوك الخطأ على الرغم من تحذير المربين له بعدم تكراره.

ويحاول هذا الباب أن يساعد معلمة الروضة بشكل خاص، ومربي الأطفال بشكل عام، على علاج سلوكيات الأطفال الخاطئة بشكل عملي.

مشكلة العض


عيسى عمره سنتان وانضم إلى المدرسة منذ شهرين فقط، حيث يحضر في الصباح ثلاثة أيام في الأسبوع ،عندما تكون أمه في الدراسة في الجامعة. وعيسى طفل قصير مكتنز أسمر اللون، لم يفقد بعد كل سنه مرحلة الرضاعة. وهو يحب المدرسة ويشارك في كل النشاطات بعزم، كما أنه طفل ودود، يكثر من عناق المعلمات والزملاء على السواء. ولكن عيسى يعض. فلو أن أحدا لديه لعبة يودها عيسى فإنه ببساطة يعض الشخص الذي لديه تلك اللعبة. وفي أوقات أخرى فإنه يقترب من طفل، ويضع ذراعه حوله وهو يبتسم ثم يغرز أسنانه في خد الطفل. ويقوم بعض جاره وقت الوجبة الخفيفة، لو أن البسكويتة لم تصل إليه بسرعة كافية، وفي الحمام عندما يكون في انتظار غسل يديه. وقد كانت استجابة المعلمة لعض عيسى هي دائمًا إخباره عن مدى الضرر الذي سببه للطفل الآخر، وتوبيخه وتأنيبه. هذا إلى جانب تذكيره بأنه لن يكون سعيدًا لو عضه طفل آخر. وعادة يشعر عيسى بالندم الشديد، ويعتذر لضحيته. ولكن هذا الشعور لا يستمر طويلا، فهو يرجع إلى اللعب سريعًا. وفي بعض الأحيان لا يعض ثانية لفترة من الوقت، ولكنه في أوقات أخرى يجد ضحية جديدة خلال دقائق قليلة.

حددي السلوك:

الطفل يعض الأطفال الآخرين كثيرًا.

لاحظي السلوك:

قبل اتخاذ أي خطوة، راقبي الطفل لأيام قليلة لتحصلي على بعض من التبصر حول السلوك:

أ‌- متى يعض الطفل عادة ؟
- في جميع الأوقات.
- خلال نشاطات أو أعمال اعتيادية معينة.
- في الداخل.
- في الخارج.
- خلال النشاط الجماعي، عندما يكون الأطفال متقاربين.
- خلال النشاطات التي تواجهها المعلمة.
- خلال النشاطات الحرة.
- وقت القيلولة.
- عندما يكون الطفل قلقا.
ب‌- ما لذي يبدو أنه يثير السلوك؟
- شخص ما يأخذ شيئًا من الطفل.
- طفل آخر لديه شيء يريده الطفل.
- الطفل تعب.
- وجبة الطعام وقتها يقترب.
- لا يستطيع الطفل إكمال واجب.
- يقال للطفل لا.
- يرى الطفل طفلا آخر يؤذي زميلا.
- الطفل قريب جدًا من الآخرين.
- الطفل ضجر ولا يقوم بأداء أي نشاط محدد.
- الطفل ملزم بالانتظار.
ج - من الضحية؟
- أي أحد.
- الأطفال في نفس الحجم أو العمر.
- الأطفال الأصغر سنا أو حجمًا.
- الأطفال الذين ينتزعون من الطفل شيئًا.
- أي شخص بقربه.

د- ماذا يحدث عندما يعض الطفل؟

- قبل أن يعض يتلفت الطفل حوله ليرى إن كان أحد يلاحظه.
- يعتذر الطفل أو يحاول أن يواسي الضحية بعد العض.
- الطفل يبتعد وكأن شيئًا لم يحدث .
- يتأسى عندما يبكي الطفل الآخر.
هـ) أشياء أخرى للملاحظة:
- ما إذا كان الطفل يعض نفسه
- ما إذا كان يعض أشياء مثل القوالب أو الدوائر أو البلاستيكية .
- ما إذا كان الطفل يضع في فمه قطعة قماش أو لعبة أو أصابعه .
وستعطيك هذه الملاحظات الأولية فكرة عن متى ولماذا وكيف يحدث العض، في كثير من الأحيان يكون العضاض طفلا ً صغيرًا في مرحلة ما قبل المدرسة، وربما يكون عمره سنتين والعض مرحلة يمر بها العديد من الأطفال، ولكن مع ذلك يجب عدم السماح به لأنه خطر، ولهذا فإنه كلما كان لديك المزيد من المؤشرات لمساعدتك على التعامل مع هذه السلوك، كلما كان لديك المزيد من القدرة على العمل على منعه .

استكشفي النتائج:

العض سلوك طبيعي عند الأطفال الصغار جدًا، والعديد من الأطفال لا يملكون بعد النضج الاجتماعي للسيطرة على هذا السلوك عندما يكون موجها نحو الآخرين، فالذي عمره سنتان لايزال غير مسئول اجتماعيًا، ولا يجيد التناغم مع شعور الأتراب ومع الاختلافات الدقيقة في التفاعل الاجتماعي ،إضافة إلى ذلك فإن التسنين قد لايزال مستمرا, ولهذا فالطفل مثله مثل الرضيع الذي يمضغ الأشياء ، ربما يحاول أن يخفف الألم بطريقة أو بأخرى وعلى المعلمة أن تدرك أن العضاض ذا السنتين من عمره يمر بمرحلة ستنتهي قريبًا، ولكن المعلمة لا تستطيع السماح بحدوث العض، على أنها بحساسيتها للأسباب التي تحث الطفل على العض تستطيع أن تساعد على منع هذا السلوك ، بينما في الحقيقة أنه كلما آذى الطفل آخر فإن رد الفعل الطفل الطبيعي لدى المعلمة قد يكون اعتبار التصرف سلوكا سيئا، ومن ثم فهي توبخ أو تؤنب إن لم تعاقب على العض، ومن ثم يكتشف الطفل انه كلما عض فإنه يحصل على الكثير من الاهتمام، ولهذا فإن تأثير المعلمة يعزز العض كطريقة سريعة للفت نظر المعلمة، وفي هذا إرباك للطفل الذي يسأل عن تصرف لم يقصد به الإيذاء. وتتأثر نظرة الطفل نحو نفسه عندما يغضب الكبار من سلوك فيستطيع التحكم به .



ادرسي البدائل

قد تعطي الإشارات العفوية فكرة عن التغيرات البيئية التي يمكن أن تساعد المعلمة في التعامل مع الطفل العضاض :
- قد يسبب التزاحم الهيجان للطفل الذي عمره سنتان، ولهذا فإنه يجب أن تكون الفصول صغيرة لمن هم في هذا العمر وقصر العدد على ثمان إلى اثني عشر طفلاً مع معلمتين أو ثلاث قد يساعد على إنقاص هذا السلوك .
- يحتاج الطفل ذو السنتين على العدد من النشاطات الحسية فيلزم إعداد الفصل، بحيث يسمح للكثير من اللمس والجس والشم والتذوق والتسمع والنظر والتحريك ، ولأن المواد قد توضع في فم الطفل فإنه يجب أن تكون غير خطيرة ونظيفة صحيحة، والسماح بالتذوق وعض الأشياء قد يساعد على تفادي الاندفاع نحو عض الناس .
- يجب أن يحوى محيط الفصل مواد ونشاطات ملائمة لعمر الأطفال، يستطيع الأطفال الوصول إليها، فإن لم تكون المواد متكيفة مع متطلبات وقدرات الأطفال ذوي السنتين فإنهم سيعانون من الإحباط، ويعبر بعض الأطفال عن الشعور بالإحباط بعض زملائهم .
- كذلك فإنه يجب ترتيب بيئة الفصل، بحيث يمكن لجميع المعلمات رؤية جميع أجزاء الغرفة وجميع الأطفال. إن الإشراف الدقيق وخصوصًا على الصغار جدًا في مرحلة ما قبل المدرسة مهم ويؤدي إلى إجراءات وقائية أكثر وعيا .


حددي الهدف:

- الهدف أن تقوم المعلمة بمساعدة الطفل ذي السنتين من عمره باكتشاف البدائل المقبولة للعض.




الإجراء:

- تعالج الطريقة المفتوحة العض من قبل الطفل ذي السنتين من عمره، وتعتمد أساسًا على الإجراءات الوقائية التي تطبقها المعلمة . وإن أتى العض من الطفل أكبر سنًا فيجب استعمال الطريقة المشروحة في الفصل الثالث ((الضرب)) .

التعريف:
- العض هو أي يحدث يغرز فيه الطفل أسنانه في أي جزء من جسم شخص آخر.

الخط القاعدي:

- لتكوني قادرة على تقويم تصرفاتك بفعالية، ولتدركي متى يبدأ الطفل اجتياز مرحلة العض، واصلي تعقب كل أحداث العض. ولمدة ثلاثة أيام علمي على الورقة كل مرة يعض فيها الطفل، وفي نهاية كل يوم سجلي المجموع على رسم حفظ السجل، وتعطيك هذه المعلومة الخط القاعدي.

البرنامج:

بعد الحصول على بيانات الخط القاعدي يلزم على جميع المعلمات في الفصل تطبيق البرنامج التالي:

- تأكدي أن بيئة الفصل فعالة كما ينبغي: راجعي باستمرار ترتيبات الفصل والمواد والجدول للتأكد من أنها متوافقة ومتطلبات الأطفال ذوي السنتين من العمر، وكلما سار الفصل بسلاسة أكثر كلما قلت احتمالات الإحباط والتصادم بين الأطفال. إن الأطفال في هذا العمر يتعبون بسرعة وقد يحتاجون إلى وجبة خفيفة بين الوجبات العادية، كما أن مدى التركيز لديهم قصير، ويحتاجون إلى الاهتمام الفوري. وقد يلعبون بالقرب من الأطفال الآخرين وليس معهم، ويجدون صعوبة في المشاطرة. خذي هذه الخصائص في الحسبان سواء في توقعاتك أو في كيف تخططين لمزاولة الأعمال المعتادة في الفصل.
- امنعي العض بالتيقظ للأوضاع التي قد تثير المشاكل،عندما تعرفين أن الطفل يميل إلى العض تحت ظروف معينة فإنك تستطيعين اتخاذ خطوات وقائية. ابقي بقرب الطفل ولاحظيه جيدا. فإن بدا أنه على وشك أن يعض احمليه وابعديه، فإن قاوم فامنعيه بلطف إلى أن يكف عن عراكه. وإن قبل الطفل الإبعاد فوجهي على الفور اهتمامه إلى نشاط ما. لا تؤنبي بل اعط الطفل شيئًا ليعضه إن بدأ انه يحتاج أن يعض.
- عززي السلوك الاجتماعي المقبول أمام الطفل ذي السنتين ليتعلمه عن التفاعل الإيجابي مع زملائه، بما في ذلك الحقيقة بأن العض ليس وسيلة مقبولة للتواصل. اثني على الطفل من أجل السلوك الاجتماعي المناسب. دعيه يعرف أنك تحبين ما يعمله وساعديه على أن يعبر لفظيًا عن شعوره نحو الأطفال الآخرين. وكلما نما تعلم الطفل للبدائل الإيجابية للعض والأشكال الأخرى للعدوان كلما كان تفاعله الإيجابي أكثر إرضاء له ولزملائه.
- إن حدث العض دعيه يعرف أن هذا غير مقبول، ويجب تخفيض العض من خلال الترتيبات الوقائية، ولكن يحدث أحيانًا أن يقوم الطفل بالعض، و في هذه الحالة اعملي الآتي:
1- افصلي بين الطفل العاض والمعضوض. قولي للعاض بحزم "لا ! إنه يؤلم عندما تعض".
2- أديري ظهرك للطفل الذي عض واهتمي بالضحية. طبقي الإسعافات الأولية عند الحاجة. وجهي اهتمامك إلى الطفل المتألم وليس إلى الذي عض.
3- على معلمة أخرى أن تلاحظ عن بعد وبعناية الطفل الذي عض، للتأكد من أنه لن يكرر السلوك نفسه.
4- في خلال دقيقتين اذهبي إلى الطفل الذي عض وأعطيه اهتمامك. فإن كان لم يعد إلى المشاركة في النشاط ساعديه على أن يجد ما يعمله. لا تناقشي موضوع العض معه.
- استمري في تسجيل السلوك بيانيًا. استعملي رسم حفظ السجل لتحافظي على متابعة عدد أحداث العض كل يوم. فإن وجدت إن هناك تكرارا مفرطًا للعض افحصي ترتيباتك الوقائية. فقد تحتاج هذه لتقوية. وبالاحتراس الكافي من كل الكبار في الغرفة فإن العض حتمًا سينقص كثيرًا.



المحافظة على السلوك المرغوب:

عندما يظهر الرسم أن العض قد توقف لفترة،فإن الطفل ربما تجاوز مرحلة العض. وتستطيعين آنذاك أو توقفي التدابير الوقائية. استمري في تعزيز السلوك الاجتماعي المقبول لأن التطبيع الاجتماعي عملية تعلم طويلة المدى.