لا صوت يعلو على الامتحانات

لا صوت يعلو على الامتحانات
ملف أعدته: إيمان عبدالله

1/1


رغم أن تقييم الطالب لم يعد يعتمد على امتحان نهائي شامل، وإنما على أدائه خلال الموسم الدراسي، فإنه مع بدء العد التنازلي لموعد امتحان نهاية العام تنتاب الأسر والطلاب موجة من الخوف لا تنتهي إلا عند ظهور النتائج . ويعيش الطلاب القلق سواء داخل الأسرة أو أمام الكتاب أو في مواجهة الامتحان خوفاً من عدم ضياع مجهود السنة الدراسية، وسعياً وراء الحصول على تقديرات مرتفعة، ويتلهف الجميع إلى البحث عن الطرق التي من خلالها يحققون النجاح كاللجوء للدروس الخصوصية أو الاعتماد على الملخصات والملازم ونماذج من الامتحانات السابقة لزيادة الحصيلة المعلوماتية . وكما توجد فئة مجتهدة، هناك مجموعة من الطلاب لا يبالون بمصيرهم التعليمي ويقضون أوقاتهم بتوافه الأمور وكأنهم غير معنيين بالامتحانات، ويحاولون تدارك الأمر بالمذاكرة في الأيام التي تسبق الامتحان .



طوارئ تنتهي بظهور النتائج

القلق اختبار صعب في كل بيت

القلق الذي يصاحب فترة الامتحانات يجعل الطلبة يعيشون نوعاً خاصاً من الحياة سواء كان ذلك برغبة منهم، أو مفروضاً عليهم من قبل أسرة، فلا شيء يعلو فوق صوت “المذاكرة”، فيزيدون ساعات التحصيل وتتوقف كل الزيارات العائلية والتجمعات وتغلق الشاشات من تلفزيون وهواتف وانترنت بحثا عن التركيز .

التقينا عددا من أولياء الأمور والطلبة للحديث حول تجاربهم وتعاملهم مع القلق الذي يرافق فترة الامتحانات.

عمران راشد الطالب بالصف الحادي عشر، القسم العلمي أشار إلى أن الأجواء تكون هادئة خلال فترة الامتحانات، ومعظم وقته يخصصه للدراسة . موضحاً أن حالة الطوارئ ومظاهر التوتر تكون من خلال منع مشاهدة التلفزيون وسحب النقال وحجب الكمبيوتر . ويضيف: تختلف حالة الخوف من طالب لآخر، فهناك من يخاف أن ينسى المعلومات التي ذاكرها، والبعض الآخر قد يكون غير مستعد للامتحان بالشكل الكافي، بسبب إهماله للمذاكرة طيلة العام الدراسي .

خالد الكعبي الطالب بالصف الثاني عشر يقول: أشعر بتوتر، ولكن أهلي يحاولون تهدئتي وتوفير سبل الراحة لي لأجتاز هذه الفترة من الامتحانات، فالأهل لديهم الخبرة في مثل هذه الحالات، واعتادوا على هذا الجو لأن لي أخوة سبقوني في الثانوية، لذا يحاولون توفير جو مريح لي .

وأحمد مصطفى الطالب في الصف الثامن أشار إلى أن والدته تتأهب في فترة الامتحانات وتعلن حالة الطوارئ في البيت ويغلق التلفزيون وتُمنع الزيارات وتنخفض الأصوات .

ويضيف: في فترة الامتحانات لابد من اختباري في تسميع المنهاج كل مساء، وترديد كلمة “ذاكروا” طوال النهار، فحصار الأهل يبلغ ذروته بقائمة الممنوعات ليكون الكتاب الرفيق الوحيد قبل التوجه إلى فراش النوم .

عمار محمد الحميدي الطالب بالصف الحادي عشر، القسم العلمي أشار إلى أنه يوجه نفسه بمفرده، لذا تقل فترات اللهو ومشاهدة التلفاز والزيارات من وإلى الأصدقاء والمعارف .

راشد عبدالرحمن الطالب بالصف الحادي عشر أوضح أنه في فترة الامتحانات يتخلى عن الزيارات وتجمع الأصدقاء ويحرص على تخصيص اغلب وقته للمذاكرة . ويقول: مشاهدة التلفاز وبعض الترفيه ليس ممنوعاً فترة الامتحانات بل يتم تخصيص أوقات محددة لذلك، وأحرص على وضع جدول لتحديد وقت للدراسة والترفيه، وأهلي على ثقة بأنني مهتم بالدراسة لذا لا يضغطون علي بمنعي من الترفيه بعض الوقت لأجدد نشاطي . كما أحرص على الفصل في المذاكرة بين المواد المتشابهة حتى لا يحدث تداخل بين المعلومات، وحتى لا يؤدي ذلك إلى التضارب والارتباك والنسيان .

فاطمة علي الطالبة بالصف الثاني عشر تؤكد أن الثانوية العامة مرحلة حاسمة بالنسبة لكافة الطلبة خاصة وترتبط بمستقبلهم، مشيرة إلى أنها في ليلة الاختبار تشعر بقلق كبير، ولا تستطيع النوم لأن الصباح بالنسبة لها موعد لتقرير مستقبلها .

انجي سعيد الطالبة بالصف الثاني عشر أشارت إلى أنه في فترة الامتحانات تجد الدلال والنظام الغذائي الرائع، وكل ما تريده يلبى، وأسبوع الاختبارات يتحول إلى أسبوع طوارئ في المنزل للجميع من له صلة بالاختبارات ومن ليس له صلة . وتضيف: من المفروض ألا تمارس الأسرة أي نوع من الضغط النفسي على الطالب، بل توفر له المناخ الهادئ وتهيئ له الظروف لتساعده على الاستقرار في المذاكرة .

وإذا كانت تلك آراء الطلاب الذين يخوضون الامتحانات فماذا يقول الأهل، إضافة الى الأمهات اللائي يعلن حالة الطوارئ متمنيات لأولادهن التوفيق والنجاح .

سامية عبدالله موظفة أشارت إلى أنها تترك لأبنائها حرية اختيار الطريقة الأنسب للاستعداد للامتحانات، والمهم بالنسبة لها أن يكونوا جادين في دراستهم، وتحرص على توجيههم دائماً .

أما سمية راشد ربة بيت فلا يعفيها كون ابنتها في المرحلة الابتدائية من الاستعداد لاستقبال الامتحانات، وتقول: ابنتي في الصف الخامس، وهي على وشك الاستعداد لأداء الامتحانات، ولكن على الرغم من أن البعض يعتقد أن امتحانات المرحلة الابتدائية سهلة فإني أحرص على أن أعد ابنتي نفسياً ودراسياً للامتحان، حيث أمنعها في هذه الفترة من مشاهدة التلفاز أو ممارسة اللعب لتدرس وتحصل في نهاية الأمر على درجات عالية كما أحرص على تخصيص مواعيد للنوم، والطعام، والاستيقاظ، ومراجعة المذاكرة .

منى عبدالله الهاجري ربة بيت أشارت إلى أن الاستعدادات تكون منذ بداية العام الدراسي، وقبل الامتحانات بأسبوعين، وتمنع مشاهدة التلفاز وزيارات الأهل والأصدقاء ويكون التركيز على المذاكرة ومراجعة المنهج .

وتقول: تزداد ساعات التحصيل بالنسبة للأبناء وهم يمسكون بكتبهم يحاولون استيعاب ما فيها من معلومات، والسهر مستمر فترة الامتحانات، وعدد ساعات نومهم يقل بسبب المناهج الطويلة، فأبنائي لا يستطيعون الانتهاء من الكتاب المدرسي لذا لا ينامون سوى 4 ساعات يومياً وهذا الأمر يرهقهم ويزعجني كثيراً .

وأنصح الأهل بضرورة مساعدة الطالب على تنظيم الوقت والتغلب على الصعوبات المنهجية بالشرح والتوضيح، مع الكف عن التوبيخ، وعدم بث جو من الرهبة وتحويل المنزل كله إلى كآبة بحجة الامتحانات.



تنعش جيوب المعلمين وتستنزف الأهل

الدروس الخصوصية نجاح باهظ التكاليف

لم تعد الدروس الخصوصية للطلاب أصحاب المستوى الدراسي المنخفض، أو لمن هم في المرحلة الثانوية طمعاً في الحصول على درجات تؤهلهم لدخول أرقى الجامعات، بل أصبح المميزون يتطلعون إليها بدءاً من المرحلة الابتدائية .

ورغم أن وزارة التربية والتعليم أصدرت تعميمات لجميع إداراتها في كافة المناطق التعليمية لمتابعة تفعيل منع الدروس الخصوصية والتوعية بسلبياتها إلا أن الأمر لا يعدو كونه مجرد تعليمات .

أحمد الرئيسي الطالب بالصف الحادي عشر، ينوي اللجوء للدروس الخصوصية لمادتي الرياضيات والفيزياء، ويقول: الدروس الخصوصية لا تفيد الطالب قبل الامتحانات بفترة بسيطة، ولكن لو كانت حصة واحدة في الأسبوع قد تفيده . ويوضح أن الدروس الخصوصية أصبحت خلال السنوات الأخيرة ظاهرة، وأصبح المفهوم السائد أن الطريق للمجموع هو الدرس الخصوصي .

(حصة . ر)، طالبة في الصف الثاني عشر تقول: أنا الوحيدة في الفصل التي لا تأخذ الدروس الخصوصية، واقتربت الامتحانات، وبدأت أشعر بالتوتر لأن كل الطالبات في الفصل يحصلن على الدروس الخصوصية ولا يهتممن بالتركيز مع المعلمة في الفصل، مشيرة إلى أن الآباء يدفعون الأبناء إلى هذه الدروس بدءاً من المرحلة الابتدائية .

عيسى عبدالرحمن الأنصاري، طالب بالصف الحادي عشر يقول: أتلقى دروساً خصوصية في مادة علمية رغم أن مستواي جيد فيها ولكن أرغب بالتفوق، وأستاذ المادة غير مقصر، مشيراً إلى أن المناهج كبيرة وطويلة ويستحيل إنهاؤها بالصورة المثلى في حصص الدوام الرسمي، مما يضطر المدرس إلى الإسراع في إنهاء تلك المناهج على حساب فهم الطالب، الأمر الذي يستوجب اللجوء إلى الدروس الخصوصية، موضحاً أن سعر الحصة يتراوح بين 150 إلى 250 درهماً .

(س .س) طالب في الصف الثاني عشر يقول: لا ألجأ للدروس الخصوصية إلا في نهاية العام وقبل الامتحانات، ففي أسابيع قليلة يمكنني الإلمام بالمنهج والاستعداد للاختبار الخاص بها بدلاً من أن أعطي اهتماماً أكثر من اللازم منذ بدء الدراسة .

ويرى (ح .ر) الطالب في الصف الثاني عشر أن الدروس الخصوصية لم تعد تقتصر على الطلاب الذين يعانون صعوبات دراسية، بل تعدت ذلك، وأصبح المتفوقون يشعرون أنهم بحاجة إليها .

ويقول: غياب التركيز وعدم كفاية الشرح داخل الفصل من الأسباب التي دفعتني للدروس الخصوصية بهدف التقوية ورفع مستواي الدراسي .

(ف .ر) طالب في الصف الثاني عشر يقول: لجأت إلى الدروس الخصوصية، لأن بعض الأساتذة لا يشرحون داخل الفصل بما يمكنني من فهم واستيعاب المنهج، ولا يتطرقون إلى الكثير من الجزئيات في المادة التي لا يمكنني فهمها بمفردي، لذا أحرص على الدروس الخصوصية، لأنني اتطلع للحصول على درجات مرتفعة للالتحاق بالجامعة واختيار التخصصات العلمية .

محمد علي، موظف في وزارة الداخلية، أشار إلى أن أبناءه بحاجة للدروس الخصوصية لأن المناهج صعبة وأنه لا يجد الوقت الكافي للمذاكرة معهم خاصة أن والدتهم موظفة وليس لديها الوقت للمتابعة اليومية لدروسهم .

مريم علي، ربة بيت، قالت: السبب في كثرة الدروس الخصوصية يعود إلى عدم متابعة الأهل للطالب بسبب انشغالهم بهموم الحياة، والطالب في المرحلة النهائية تعتبر مصيرية له فنراه يلجأ للدروس الخصوصية لفهم المادة والحصول على أعلى الدرجات وبتشجيع من الأهل .

عبدالله علي، أحد أولياء الأمور، أكد أنه ينفق على الدروس الخصوصية ألفي درهم لثلاثة من أبنائه في الصفوف السادس والحادي عشر والثاني عشر، حيث يستقدم لهم معلمين داخل البيت أو يرسلهم إلى بيوت معلميهم للحصول على الدروس الخصوصية .

وأشار إلى أن هاجس النسبة يدفعه إلى الاستعانة بالمدرس الخصوصي مهما كان ثمنه، فالحصول على أعلى الدرجات غايته .

جمال الشيبة، مدير مدرسة عمر بن الخطاب النموذجية يقول: الدروس الخصوصية قد تضلل الطالب، وتضر ذويهم، فهي تضيع وقت الطالب وتشتت ذهنه ويركز فقط على المادة التي يتلقاها في الدروس الخصوصية، وليس كل معلم مؤهلاً لإعطاء الدروس الخصوصية، مشيراً إلى أن خوف الطالب من الرسوب والرغبة في التفوق من أهم الدوافع للإقبال على الدروس الخصوصية، مشيراً إلى أن من أهم الفئات التي تقبل بدرجة كبيرة على الدروس الخصوصية هم الطلاب متدنو المستوى التحصيلي والطلاب الراغبون في التفوق والحصول على معدلات مرتفعة تؤهلهم لكليات تتطلب نسباً عالية .

مريم الشحي، اخصائية اجتماعية في مدرسة أم رومان، أشارت إلى أن ظاهرة الدروس الخصوصية منتشرة في فترة الامتحانات، وسببها اهمال الطالبات وعدم انتباههن في الفصل، وأيضاً الأهالي يتحملون جزءاً من المسؤولية لأنهم لا يهتمون بمراجعة الدروس مع أبنائهم بشكل مستمر، ويستسهلون إحضار مدرس خصوصي، حيث ينشغل الأب والأم في تأمين احتياجات الحياة المتزايدة، ليسلّما موضوع رعاية أبنائهما من الناحية الدراسية لمدرسين متخصصين .

وتقول: لاحظنا أن الطالبات اللواتي يتعاملن مع مدرس خصوصي مستواهن متذبذب، لأن شرح المعلمة يختلف عن شرح المدرس الخصوصي، مشيرة إلى أن الطالبات يلجأن للدروس الخصوصية في مواد الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية .

وترى أن هذه الظاهرة ليست نتاج تقصير المدرسين بقدرما هي نتاج تقصير الطالب في أداء واجبه التدريسي خلال ساعات الدوام الرسمي ليجبر ولي أمره على اللجوء إلى هذه الدروس .

علي الزحمي، رئيس قسم المناهج في منطقة الفجيرة التعليمية، أشار إلى أن انتشار الدروس الخصوصية ليس مشكلة مدرس، فلو أن الطالب يذاكر بجد ويعتمد على نفسه، ويسأل في المدرسة عن كل ما يخفى عنه، سيجد من يجيب عن أسئلته ويوضحها له، إن لم يكن مدرس الفصل سيجد مدرساً آخر في نفس المدرسة، لكنه الكسل، وقلة الاهتمام والانشغال بأمور أخرى غير التعلم .

ويوضح أن الكثير من الطلاب يعتمدون على الدراسة في اللحظات الأخيرة، لذا يلجأون للدروس الخصوصية للحصول على المعلومات بصورة سريعة ومبسطة، ويرى أن تأجيل الدراسة للأيام الأخيرة يضر الطالب، مشيراً إلى أن بعض أساتذة الدروس الخصوصية غير متخصصين بالمنهج . لكن المشكلة الأكثر خطورة أن الدرس الخاص يخلق من الطالب شخصاً اتكالياً لا يهتم بما يدور داخل الفصل المدرسي، وليس مهتماً بما يشرحه المعلم، لأن لديه بديلاً آخر خارج المدرسة .

ويؤكد حرص إدارات المدارس على إعطاء الطلاب دروس تقوية بعد الانتهاء من المناهج الدراسية، مشيراً إلى أن الطالب لا يستطيع الاستغناء عن الكتاب المدرسي حتى لو لجأ إلى الملخصات، لأن علاقته بالكتاب مستمرة أثناء تواجده في الفصل الدراسي .



بعض الطلاب يدخلون قاعة الامتحان بالكتاب

مذاكرة الوقت الضائع محاولة لتحصيل "السراب"

يحرص بعض الطلاب على الاستمرار في المذاكرة حتى اللحظات الأخيرة قبل دخول قاعات الامتحان، في خطوة رغم أنها تعزز ثقتهم بأنفسهم، إلا أن خبراء أكدوا أنها غير مفيدة لأن التحصيل الجيد لا بد أن يكون بعيداً عن التوتر . وهؤلاء الطلاب لا يختلفون كثيراً عن فئة تهمل دروسها طوال العام وتركز كل جهدها في الأيام التي تسبق الامتحان رغم أن المنطق يقول إن الطالب يجب أن يبدأ مذاكرته في وقت مبكر من العام الدراسي، ووفق جدول محدد ليحسن التحصيل يومياً وهو ما يحصد ثماره وقت الامتحانات .

ألطاف الحمادي طالبة بالصف الحادي عشر، اشارت الى أنها تحرص على المذاكرة قبل دخول القاعة من خلال اطلاعها على الملخصات التي أعدتها بنفسها، والتي حرصت على جعلها متميزة في كل صفحة من صفحاتها من خلال استخدام أقام ملونة والجداول والأشكال التوضيحية والرسومات ووضع الخطوط تحت الأفكار المهمة .

موزة جمعة طالبة بالصف الحادي عشر، القسم العلمي، أوضحت أنها إذا لم تنته من المذاكرة تلجأ للمذاكرة قبل دخول القاعة، وفي حال انتهت من الدراسة لا تلجأ للمذاكرة في اللحظات الأخيرة إلا في حال شعورها أنها نسيت معلومة ما .

وتقول: بعد الخروج من القاعة احرص على مراجعة الامتحان مع الطالبات، وفي فترة الاجازة اضع جدولاً للدراسة .

محمد أحمد المنصوري الطالب في الصف الحادي عشر، القسم العلمي يقول: الدروس الصعبة أذاكرها أولاً بأول، والسهلة تؤجل لوقت الامتحانات، لأنها ليست بحاجة الى وقت طويل لدراستها .

عمر أحمد الطالب بالصف الحادي عشر أكد أنه يذاكر في اللحظات الأخيرة، خصوصاً التي بحاجة الى حفظ، مشيراً الى أن المراجعة قبل دخول قاعة الامتحان ضرورية لأنها تطمئن الطالب وتخفض قلق الامتحان، من خلال مراجعة الكتاب المدرسي عن طريق الخطوط التي وضعها تحت العبارات والأفكار الرئيسية، وعن طريق الخلاصة لأن الوقت لا يسمح بقراءتها .

يونس .م طالب بالصف التاسع، اشار الى أنه في فترة الامتحانات تصيبه رغبة شديدة في الهروب من الدراسة، ويبحث عن أي شيء يشغله عنها، وأكثر ما يشغل نفسه به المكالمات والانترنت، مؤكداً أن هذا الأمر يزيد من قلقه وقت الامتحانات حيث يتبع عادات دراسية غير صحية مثل تأخير المذاكرة الجادة الى ليلة الامتحان، لذا يحرص على الدراسة في اللحظات الأخيرة .

ويشير يوسف آل علي الطالب بالصف الثاني عشر الى أنه يعد ملخصات بأسلوبه للمعلومات المهمة، ويحرص على ان تكون المراجعة على فترات متتابعة، ولا يؤجل مادة بأكملها للأسبوع الذي يسبق الامتحان، وقبله بساعة يراجع الملخصات التي تتضمن المعلومات المهمة بها .

أحمد الحمادي الطالب بالصف العاشر يقول: قبل دخول القاعة أحرص على مراجعة الملاحظات، والملخصات التي أعددتها والتي تحوي الأفكار الرئيسية المهمة، وأفضل مراجعة دروسي بعيداً عن اصدقائي، لأن تجمعات الطلبة تربكني .

خ .ع الطالب بالصف الحادي عشر أكد أنه يلجأ الى المذاكرة مع قرب نهاية العام الدراسي وقبل الامتحانات بأيام، قائلاً: خلال أسبوعين استطيع فهم المناهج كلها وأكون مستعداً لدخول الاختبار وأنا في كامل جاهزيتي .

الطالب محمد أحمد بالصف العاشر يرفض المذاكرة قبيل الامتحان لأنها تسبب اختلاط المعلومات حسب رأيه، ويفضل ترك الكتاب قبل بدء الاختبار بساعة على الأقل، حتى يعطي راحة لعقله .

ويقول: أحرص على الابتعاد عن مناقشة الاختبار بعد الانتهاء منه، لأن ذلك يسبب لي ارتباكاً ذهنياً في حالة اختلاف اجابتي مع بعض زملائي، واتجنب زملائي من الممتحنين معي، لأن اجتماعنا يزيد من قلق بعضنا، فبمجرد انتهائي من الامتحان أرجع الى المنزل للاستعداد للامتحان المقبل .

وأشارت مريم الزعابي الطالبة في الصف الثاني عشر الى أنها تحرص على كتابة ملاحظات في دفتر مستقل وتلخيص المادة بلغة مبسطة للرجوع اليها في آخر لحظة لاسترجاع المخزون من المعلومات، مؤكدة أن المراجعة من الملخص تعطيها صورة متكاملة عن المادة التي سوف تمتحنها .

عبدالعظيم محمود البيه مدرس اللغة العربية في مدرسة علي بن أبي طالب أشار الى أن 90% من الطلبة يستمرون بالمذاكرة حتى قبل بدء الامتحان بدقائق .

ويقول: الطالب الذي يستمر بالمذاكرة الى اللحظات الأخيرة يسعى جاهداً الى تجميع أكبر قدر من المعلومات رغم المذاكرة في تلك اللحظات تكون من دون تركيز، لأنه يريد أن يدرس الكتاب بأكمله، مشيراً الى أن الطالب المستعد للامتحان تكون اجاباته كاملة، ويحصل على درجات عالية، أما الطالب الذي يدرس في اللحظات الأخيرة، فتكون اجاباته ناقصة . وأضاف: النظام هو أساس حياة الطالب، ولتحقيق أفضل النتائج لا بد من الاستعداد لاستقبال الامتحانات بهدوء وطمأنينة، مؤكداً ان الاستعداد للامتحانات يجب أن يبدأ من أول العام الدراسي، باستيعاب الدروس أولاً بأول، ويجب ألا يسمح الطالب بتراكم المواد عليه، وألا تكون الأشهر الأخيرة هي البداية، بل يجب أن تكون للمراجعة وسد الثغرات .

شيخة جمعة مديرة مدرسة المعلا اشارت الى أن بعض الطلبة ليس لديهم في احساس بأن الوقت يدركهم، ولا يضعون جدولاً لتحديد وقت المذاكرة، لذا يركزون في اللحظات الأخيرة .

وتقول: تراكم الدروس على الطالب والمذاكرة في ليلة الامتحان يشتتان الطالب ولا يستطيع أن يحصل على نتائج مرتفعة، والسبب الذي يدفع الطلبة الى الاهمال والمذاكرة في الأيام الأخيرة هو الملل من كثرة الامتحانات طوال العام الدراسي، إذ إن بعض المعلمين لا يطبقون نظام التقويم المستمر بشكل جيد وتركيزهم الأكبر يقتصر على الامتحانات التحريرية متجاهلين الأمور الأخرى .

وتشير الى أن المخاوف تزداد عند الطلبة الذين لا يكترثون طيلة أيام العام الدراسي بالمذاكرة والمتابعة، وتنحصر مذاكرتهم خلال فترة تأدية امتحانات التقويم، حيث يعانون ومع قرب حلول الامتحانات النهائية من الخوف لضعف محصلتهم العلمية .

لا تصلح وحدها لتحقيق التفوق

"الملخصات" مناهج خالية من الحشو

المذاكرة في الكتاب المدرسي، وحل الأسئلة في نهاية كل درس أو وحدة بحسب خبراء التربية كفيلة بتحقيق التحصيل والفهم والدرجات النهائية، ولكن واقع الحال يشير إلى انتشار ظاهرة الاعتماد على الملخصات والملازم والكتب المساعدة، حتى غدا بعض الطلبة يطالبون أهليهم بشراء هذه الملخصات قبل الشروع في دراسة أي مادة بحجج واهية كضيق الوقت جراء ضغط العام الدراسي، ويكتفون بالملخص ويهملون الكتاب المدرسي .

بدر علي طالب في الصف الحادي عشر أشار إلى أنه يعتمد على “الملخصات” لأنها تلخص الدروس وتسهل عليه عملية المراجعة في مرحلة ما قبل الامتحانات .

ويضيف في بعض الأحيان اعتمد على “الملازم” بشكل رئيسي وخاصة في المواد الأدبية من دون الرجوع للكتاب المدرسي، واحرص في أغلب الاوقات على الإطلاع على نماذج من الامتحانات السابقة .

أحمد محمد القيشي طالب في الصف الحادي عشر، القسم العلمي يعتمد على الملخصات في مادتي الفيزياء و الأحياء . ويحرص على الاطلاع على نماذج سابقة للامتحانات لأنه يشعر بأنها تؤهله للنجاح والتفوق في كيفية التعامل مع الورقة الامتحانية . ويقول: أشتري الملخصات من المكتبة وبعضها أحصل عليه من الإنترنت .

محمد سلطان الشيخ طالب في الصف الحادي عشر، القسم العلمي أشار إلى أنه يعتمد على الملخصات في فترة الامتحانات، ويقول: أحرص على المذاكرة من الكتاب المدرسي وبعدها أقيّم نفسي عن طريق الاجابة على نماذج من الامتحانات السابقة، أما “الملخصات” فنجهزها نحن بالتعاون مع مدرس المادة، وفي بعض المواد نحصل عليها من الانترنت، وأشعر بأن المواد التي اعتمد فيها على الملخصات أحصل بها على درجات عالية .

وتؤكد خولة محمد الطالبة في الصف العاشر رفضها استخدام الملخصات بمعزل عن الكتاب، مشيرة إلى أنها تستخدم الاثنين معاً، لأن الاعتماد الكلي على الملخصات يؤدي إلى خلل في عملية الفهم والاستيعاب .

أما عبدالله الحمادي الطالب في الصف التاسع يرى أن الاعتماد على الكتاب المدرسي صعب جدا، وأنه يعتمد على الملخصات لأنها تقدم له ما يحتاجه، ومن خلالها يكسب الوقت ويحرز علامات جيدة . خصوصاً أنها تضع كل المعلومات في صفحات قليلة ومختصرة بعكس الكتاب الذي قد تتعدد صفحاته في شرح فكرة واحدة .

ف .ر الطالب في الصف العاشر يعتمد على الملخصات بشكل رئيسي مستغنيا عن الكتاب المدرسي، لأنه يجد ضالته فيها حيث تختصر المقرر مؤكداً أن الملخصات منتشرة بين معظم الطلبة لأنهم يرون فيها عاملاً مساعداً ومهماً لتحقيق النجاح المطلوب .

محمد آل علي موظف في مطار دبي أشار إلى أن الاعتماد على الملخصات ظاهرة سلبية وإيجابيتها الوحيدة انها توفر الوقت لكن يجب ألا يستغني الطالب عن الكتاب المدرسي .

شميم حسن عبدالله منسقة مركز التدريب المهني في منطقة أم القيوين التعليمية ورئيسة مجلس الامهات تقول: من الجيد الاطلاع على الملخصات ولكن من الخطأ الاعتماد الكلي عليها، لأنه من خلال متابعتي للملخصات، لاحظت أن الأسئلة التي تقدمها غير دقيقة وقديمة وتباع على أساس أنها ملخصات للعام الدراسي الحالي، فضلاً عن وجود أسئلة غير موجودة في الكتاب .

وتشير إلى أن طريقة الملخصات المحلولة خاطئة، والأفضل أن تكون على شكل أسئلة حتى يستطيع الطالب البحث والإجابة بنفسه حتى ترسخ في ذهنه ولا ينساها بسهولة، لافتة إلى أن الطالب الذي يعتمد على الملازم سوف يغيب عنه العديد من المعلومات التي لن يستطيع الحصول عليها إلا من خلال تعمقه في الكتاب المدرسي، وبالتالي لن يستطيع الحصول على درجات عالية .

وتضيف: على الطالب دراسة الامتحانات السابقة، ليعرف نوعية الأسئلة التي تطرح، والتي تختلف كثيراً من مادة إلى أخرى؛ قد تكون هناك أسئلة قصيرة تتطلب ذكاء وملاحظة، وقد تكون هناك أسئلة طويلة تقليدية تتطلب فهماً عميقاً للمادة، وهذا سيؤهله لتجاوز صعوبات الامتحان، مشيرةً إلى أن الاعتماد على ملخصات لا تتوافق مع أنماط الامتحانات والنهج الذي تسير عليه وزارة التربية والتعليم يضر الطالب ويأتي بنتائج عكسية .

تعيش المكتبات خلال فترة الامتحانات انتعاشة اقتصادية، حيث يقبل الطلبة على شراء الملخصات والإجابات النموذجية لأسئلة امتحانات سابقة . وأشار أحمد حسين “مسؤول قسم الكتب في مكتبة دبي للتوزيع” إلى أن هناك إقبالاً كبيراً من الطلبة من مختلف المراحل على الكتب المخصصة في أسئلة وأجوبة الامتحانات، ونماذج من الامتحانات السابقة، مؤكداً أن طلاب المرحلة الثانوية والأقل إقبالا على هذه الملخصات، وطلاب المرحلتين الابتدائية والاعدادية هم الاكثر اقبالا، والاقبال الاكبر يكون على مادتي اللغة العربية والتربية الإسلامية .

ويضيف: أسعار الكتب تختلف حسب المراحل الدراسية، والسعر يختلف من كتاب يشمل مادة واحدة أو أكثر، وتتراوح الأسعار بين 15 إلى 40 درهما للكتاب الشامل .