أمل المستقبل في ظلمة ( سنوات الضياع )

من طرف **Admin** الأربعاء فبراير 11, 2009 4:16 am

أمل المستقبل في ظلمة ( سنوات الضياع )

بقلم / أحمد رحيم الد يــنـ

أضحى التطور التقني في عالم اليوم ... والدور المتنامي لوسائل الاتصال والإعلام في حياتنا الاجتماعية خطراً يهدد الأبناء .. الذين هم معقد الأمل والرجاء ، ولعل التأثير الكبير للقنوات الفضائية ، التي غزت كل البيوت ، هي الأكثر خطراً على أبنائنا وبناتنا الذين تركهم لجحيم البرامج والمسلسلات التي يعدها أعداء الإسلام ويقدمونها لهم بأساليب شائقة فيطربون لها ويتسلل السم من خلال الدسم ، فتنهزم المبادئ وتتحطم القيم .. واستعراضنا لما أحدثه مسلم واحد في مجتمعنا وفي بيوتنا يكشف عن هذا الخطر العظيم الذي يتهددنا ، ونحن عنه ساهون غافلون ، ناسون لدورنا ومسؤوليتنا التي حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله : " كلكم راع وكلكم مسؤولٌ عن رعيته " .

سنوات الضياع
مسلسل تركي ، روجت له إحدى القنوات الفضائية بأساليبها الدعائية ، فاصطادت الأسر لتتابع حلقاته في مدى أيام وأسابيع وأشهر ، وبلغ تأثير المسلسل في شريحة كبيرة من مجتمعنا ، أن أقسام الأحوال المدنية في عدد من مناطق المملكة بيّن أن الذين سموا أبناءهم وبناتهم بأسماء أبطال المسلسل يزيد عن تسعة آلاف طفل وطفلة .. وأن حجز المواطنين للسفر إلى تركيا تضاعف عن السنوات السابقة ، وأن عدداً كبيراً من شبابنا وبناتنا باتوا يتشبهون في ملابسهم وفي تصرفاتهم بممثلي المسلسل !! وربما يهون الأمر لو أن هذا العمل يحمل قيماً أخلاقية ، أو مبادئ إنسانية ... لكننا نصدم بما فيه من أمور إباحية وغير شرعية فيتعاظم الخطر ويشتد الأثر .. فعشيق الأم والأخت أو الابنة أم مقبول ، وغير محاسب عليه من باب الحرية الشخصية ، ولا ضير في حمل غير شرعي ، وأن يكون حفيد العائلة المدلل (ابن سِفاح ) .. والإجهاض قضية طبيعية في إطار العلاقات الإباحية !!

ذلك هو مسلسل ( سنوات الضياع ) الذي أضاع الكثير منا ساعات طِوال في مشاهدته .. مدرسة للرذيلة ، تحمل غزواً فكرياً وثقافياً لأبنائنا الذين سيصبحون يوماً من الأيام في موقع المسؤولية وعندها نفقد أعز ما نملك وهي هويتنا الدينية الإسلامية ... التي نفخر بها نحن أبناء المملكة العربية السعودية وستصبح ( سنوات الضياع ) هي عنوان سنواتنا المقبلة . وتكون ( نور ) ظلمة لنا فوق الأرض وتحت الأرض ويم العرض ... والله حسبنا ونعم الوكيل .

مجلة مكة الثقافية
العدد السابع – محرم 1430هـ

مضى الآن أكثر من ستة أشهرٍ تقريباً على انتهاء المسلسلين التركيين الذين أحدثا
اضطراباً في الخليج العربي ، وقلنا جميعاً انتهت وانتهت معها المشكلة ..
ولكن ما لبثنا أن صُدمنا وبعودة الأبطال - في نظرهم -والمنتجين للقيام
بقصص هدامة أخرى مبنية على الإباحية والأفكار المخلة .. وما كان ذلك إلا
لما رأوا منا القبول منذ الخطوة الأولى .. فلا ينبغي علينا السكوت بل
ينبغى علينا التحرك والنصح لوقف هذا الإعلام الهدام !

فإن أبينا إلا السكوت فلا نلومَن إلا أنفسنا ..
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..

كان لا بد من أن يناقش هذا الموضوع ، فهو خطر على كل المبادىء
التي صنعت منا خير أمة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ولا ننسى
قول رسولنا العظيم إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق . يعني أن لدينا البذور الصالحة
ولكن كنا ننتظر ماء الرحمن لنزدهر ، وإزدهرنا .

إن الوقوف عند هذه المسلسلات هام كونها مدبلجة إلى درجة
القناعة أن الذي يتحدث لا يمكن أن يكون غير عربي حتى الأتراك سيقبلون بالدبلجة
أكثر من اللغة الأم .

ثمة مسلسلات أكثر إيذاءً وأكثر إنحطاطاً وتعرض على الفضائيات
العربية بل وموجودة في المكتبات بشكل مغلف وأنيق وهنا بالتحديد أقصد مسلسل
الأصدقاء والذي هو عبارة عن مجموعة شباب أمريكان أخ وأخته وفتاتين أخريتين وشابين
يعيشون في بيت واحد وتبدأ بينهم علاقات تجريبية ويحبون من خارج نطاق المنزل
المشترك وداخله والبنت وأخيها أيضاً لهم هذا النشاط وكأنه تنفس للهواء العادي ، بل
لو أصيب أحدهم بالزكام لحزنوا أكثر من علمهم أن أحدهم خاض تجربة وفشل ، ويفرحون
عندما تقول أحداهن أنها حامل وأن صديقها لا يريد ذلك وسوف يتركها ، يسألونها بكل
براءة هل تريدين الإحتفاظ بالبيبي أم أن ذلك سيؤثر على علاقاتك في المستقبل .

ثم تأتي المسلسلات الأخرى التي فيها الكثير من عوامل الجاذبية
مثل الساحرات الثلاث وهم يظهرون على أنهن أخياراً وضد الشر ، ولباسهن اقرب ما يكون
إلى العري ويقيمون علاقات غير شرعية واضحة لأي متفرج ثم لهم إتصالات مع السماء
ويعلمون الغيب ويرون الأشياء قبل حدوثها ويوقفون الشر بعد كل ذلك . مهزلة حقيقية .
وكثيراً غيرها ، المشكلة أن أولادنا ونحن ونساؤنا يتفرجون عليها ويتركون الرضيع
يبكي ليكملوا تفاصيل الحدث ، ونستغرب بعد ذلك لماذا نحن في أسلم السلم الذي كنا
فيه رأسه .

يبقى السؤال أليس من الحكمة أن نعرف طريقة توقف هذا التسرب القاتل
بما يناسب ضيق أفق تفكيرنا كأفراد ، لا سيما وأن المروجون له من جلدتنا .

أمل المستقبل في ظلمة ( سنوات الضياع )

أمل المستقبل في ظلمة ( سنوات الضياع )

رد: أمل المستقبل في ظلمة ( سنوات الضياع )