لا تعتقد أنك لا تحتاج لمساعدة

لا تعتقد أنك لا تحتاج لمساعدة
تسطيع السير وحدك ولكنك تحتاج أن تسأل عن الإتجاه الصحيح فمن كان في المكان مقيماً يعرف أكثر ، وهذا لن ينقص من قدرك أبداً .
حاول أن تفكر في حل مشكلتك قبل أن تسأل ولكن بعد وضع النقاط التي رأيتها إستشر من تعرف أنه أهل للثقة . هذا يعطيك أبعاداً وعمقاً أكثر ربما للنقاط التي تصورتها إضافة لإضاءات جديدة على زوايا لم تراها أنت .
ثمة حلول لا تخطر على بالك تأتي من غيرك بالتأكيد فلا تتردد بالتشاور حول مشكلتك ، بالطبع مع من تعرف أنه أهل لذلك .
كنت أمشي في طريق طيني حافياً ولم أعرف كم مضى علي من وقت . أذكر أنني كنت حريصاً على أن لا أفتح قبضة يدي خوفاً على أخر عود ثقاب كي لا يتبلل . وحين إشتد التعب بي وتمكنت الأوجاع من وعورة الطريق توجهت لأقرب كهف ، ودخلته . الظلام دامس ولم يفدني التحسس لأعرف أين أقف وماذا ينتظرني داخل هذا الكهف . خائف وقلق ولكن لم يعد بيدي حيلة فليحدث ما يحدث . فتحت قبضة يدي وأخرجت عود الثقاب بحذر شديد وقررت أن أشعله لأعرف وعلى الأقل ولأخر مرة أين أنا وبعدها أستسلم لمصير مجهول . أشعلت عود الثقاب ، غمر المكان نور جميل أشاع الدفء في يدي . فرأيت ، رأيت آلاف الأيدي ممدودة وتحمل شموعاً تنتظر عود ثقاب ليشعل الفتيل . إقتربت من الشموع وبدأت أوقدها حتى غمر النور المبهر المكان وكسر الظلمة المطلقة . لقد أصبح المكان الموحش مألوفاً .
ولكن عود الثقاب الذي كان كل مالدي وكل شيء في حياتي قد إحترق وبقي رماده في كفي ، شعرت بالحنين والحزن لتحوله إلى رماد . لكن حزني تلاشى حين رأيت فرح الناس بنور شموعهم بل أعطوني شمعة أيضاً . نظرت مرة أخرى للرماد في كفي وأخذته بحنان وكحلت به عيوني فلولاه لما كان لبصري من أهمية . شكراً لعود الثقاب ، وعلي أن أبقي الشعلة متوقدة دائماً .

تسلم اخي دكتور محمد
مقال رائع اتفدت منه كثيرا

موضوع يلقى الضوء على جزء من النقس البشرية غفلا عنها
جزظيت خيرا استاذي ودمت لنا بقلمك الرائع