الخطوات السهلة لبناء الثقة بالنفس

المحور العاشر ( تخطيط برنامج التغيير) / الخاتمة / تطبيقات عملية
الخطوة الأخيرة وهي مسك الختام وقبل أن ندخل في التطبيقات العملية ، لا بد أن تضع لنفسك برنامجا واقعياً للتغيير ، سيحتوي هذا المحور على نصائح وتوجيهات وأدوات تعينك على بداية رحلة التغيير بالإضافة إلى بعض التدريبات التي بها تكون قد أكملت برنامجاً أساسيا في بناء الثقة .



التوجيهات والنصائح العامة للتغيير :



كن صبوراً :



إننا لا نستطيع أن نغير من العادات التي اكتسبناها طوال العمر بين عشية وضحاها . إن التقدم البطئي الثابت هو ما يجب أن نهدف إليه ، وليس التقدم الفوري بطريقة الصدمة .. لا تستسلم لإغراء الخطوة النهائية وتقفز على درجات السلم ، لأن التدرج مهم حيث وضع الأساس ثم الانتقال مرحلة مرحلة وكل مرحلة تنبني على ما قبلها .

تذكر بأن القاعدة المهمة لنظرية التعلم هي إننا يجب دائما أن نبدأ بالمشكلات الصغيرة حيث نعمل بأقل قدر من المخاطرة وإلا تعاظم قلقنا وتعرضنا للفشل مرة أخرى والإحباط مرة ثانية ، يجب علينا بناء نجاحات صغيرة بصبر وبتدرج .. علينا أن نتذوق ابتداءً طعم النجاح ونستطعم حلاوته لنمضي قدما للأصعب بهمة ورغبة وحب .

لا تبدأ على سبيل المثال بمحاولة استخدام الحسم في العمل إذا كان ذلك يعني أنك قد تفقد وظيفتك ، ولا تبدأ كذلك في البيت بالحسم إذا كان ذلك أنك سوف تخسر شريك حياتك ، بشكل عام وعندما تصبح أكثر ثقة في ذاتك قد تعرف أن مالحسم في العمل والبيت لا غنى عنه . تدرب على تغيير سلوكك في مواقف تشتمل على الارتباط مع الآخرين على مستوى أكثر سطحية وأقل تأثير في محاور حياتك الرئيسية .. مثلما يحدث مثلا في طابور ركوب الأتوبيس أو الانتظار بالمطار أو على الشاطئ أو المحلات التجارية أو في المؤتمرات والاجتماعات ، ومن ناحية أخرى إذا كنت تشعر بأنك آمن نسبيا في العمل وفي المنزل ، فقد تكون هذه الأماكن مناسبة للبدء في استخدام الحسم .


كن مثابراً:


سيكون هناك أوقاتاً تشعر فيها بطول الطريق وقلة الرفيق وبات مخيفاُ وموحشاً ، يمتلئ بالعقبات التي لا تزلل ، ربما هذه مؤشرات تدلك على إنك تحتاج إلى الراحة والاسترخاء لمعاودة النشاط من جديد فلا تضغط وتستمر .. توقف وقل فاصل ونواصل .. حاول أثناء ذلك الحصول على راحة وصفي ذهنك ، وامنح نفسك الوقت لكي تسترد وتستوعب ما قد اكتسبته وأنجزته بالفعل .


متع نفسك :



تذكر إننا نتعلم بأفضل طريقة عندما نكون مسترخين نسبياً ، إننا بحاجة إلى الشحن الروحي لكي نحتفظ بألقنا الروحي والنفسي، اخلو بنفسك واتصل برباطك الروحي (اقرأ القرآن بتدبر وخشوع أو اسمعه بإنصات وتبتل ووجل) .. { إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم ، وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ريهم يتوكلون} .. هذا هو الزاد الحقيقي الذي سيحقق لك التفوق على غيرك. وتلك هي أفضل طريقة لتنمية الذات ، قد يكون ذلك ثقيلا بعض الشيء على من لم يعتاد على ممارسته ، وقد يكون مؤلما بعض الشيء لأنك في مرحلة تغيير وإحلال ، ولكن تأكد بأنه سيكون مثيرا وباعثاً على النشاط معظم الوقت . تأكد بأنك تمنح نفسك الكثير من المنح والمكافآت وفرص الترويح عن النفس كلما تقدمت خطوة للأمام.

لا تقارن نفسك بالآخرين :


لو كنت تعمل في مجموعة يحملون نفس الهم ويتشاركون معك المشكلة حاول أن تتذكر أن الناس يختلفون عن بعضهم البعض وأن تقدم أي فرد سيعتمد على عدد لا نهائي من المتغيرات ، إن التقييم الوحيد الجدير بأن تحصل عليه لتقدمك هو ذلك التقييم الذي يعتمد على مقارنة توجهاتك الحالية وسلوكك مع المواقف والتوجهات وسلوكك ، يجب أن تفكر فيها في سياق موقفك الشخصي الراهن وخلفيتك.

لا تسمح للآخرين بالحكم على تقدمك:



إن الوحيد الذي يمكن أن يحكم حكماً أخيرا على سلوكك ومشاعرك هو أنت ، لا يغريك البحث عن الطمأنينة الدائمة بطلب الرأي من الآخرين فيما يتعلق بالتقدم الذي أحرزته . نعم ، ربما كنت في حاجة للاستئناس بآراء الآخرين واستلهام المزيد من الدعم والتأييد والتشجييع والتقييم البناء ، ولكنك لا يجب أن ترغب في الحصول على أحكام من الآخرين . الحكم الوحيد الذي يجب أن تسمح به هو حكم أناس لهم سلطة عليك .. رئيسك في العمل .. بحكم حقهم في مطالبتك باتخاذ سلوك أكثر ثقة كجزء من إبرام التعاقد معك أو والدك بحكم وصايته عليك في بعض المراحل أو طلباً لحكمته ورأيه الراشد.



افصل بين الدورين:


طالما إنك تعمل بمفردك فمن الطبيعي والمنطقي أن تلعب دورين :

دور المدرس أو الموجه أو المستشار

ودور الطالب أو العميل أو طالب المشورة

ستجد بأنه أحيانا يتصارع هذان الدوران ويتوقف أي تقدم في حين يستمر الصراع . على سبيل المثال ، كمدرس محبط قد تريد أن تدفع بذاتك إلى القيام بعمل ما ، وكطالب متعب ومنهك قد تريد أن تتمرد وأن تفر من المدرسة !

ومثل مدرسك أو مستشارك ، يمكن أن تقوم بالتحضير والتنظيم وبعد ذلك تدعو تلميذك إلى القيام بالواجبات المدرسية بمفرده ، مدرسك أو مستشارك يمكن أن يعود عندئذ حينما تنتهي المهمة ويقوم بالتقييم والتشجيع ورصد المكافآت.


اصنع لنفسك ملفاً خاصاً:


وذلك من أجل العمل على التنمية الشخصية ، حاول الاحتفاظ به في مكان خاص ويمكن أن يساعدك ذلك على حفظ ما تقوم به من عمل وتحفظ فيه كذلك بعض مذكراتك الخاصة وما إلى ذلك ، كما يمكنك تدوين الملاحظات في أي وقت خلال الاسبوع ووضعها في الملف لكي تفكر فيها فيما بعد. احتفظ بهذه الملاحظات حول عملك وحياتك مؤرخة .

اجلس مع نفسك وصارحها وثق بأنك قادر على التحسن يوماً بعد يوم .... عليك أن توقف كل تفكير يقلل من شأنك ... ويجب عليك أن تعلم بأنك مخلوق فريد بين الخلائق ، وقد وهبك الله نعم كثيرة أعظمها نعمة الإسلام ، الذي يجعل لهذا المخلوق الضعيف منزلة كريمة قد ميزنا الخالق بها عن الخلائق ، ثق بأنك إنسان منتج لم تخلق عبثاً .... فالله عندما خلقنا لم يخلقنا عبثاً .... فأنت إذن لك هدف ولك غاية يتولد عنه دور يجب أن تؤديه في هذه الحياة ما دمت حياً على وجه الأرض .... وتأكد بأنه لم ينوب عنك غيرك في تأديته .. فالله سبحانه وتعالى عندما خاطب المؤمنين في القرآن الكريم لم يخص مؤمن دون الآخر ولم يخص مسلم دون الآخر ذلك لأن كل البشر سواسية .


أجعل مقصدك وغايتك هو الله .. وكن صاحب رسالة في الحياة .. ولا تذهل عن وظيفتك .. فانت عابد لله أولاً ثم خليفة له في هذه الأرض لإعمارها .
لا تنسى أن تذكر صباحاً مساءاً .. " اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ، وأعوذ بك من الجبن والبخل ، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال " والله يوفقك ويرعاك .
هذه هي النقطة الأولى والتي يجب أن تفخر بها كونك إنسان مكرم في هذا الوجود وتحمل أعظم رسالة على وجه الأرض، وتحمل معها الخير للبشر .

" النقطة الثانية " والتي يجب أن تكون سبباً في تعزيز ثقتك بنفسك هو أن إحساسك بالظلم أو التهوين من قِبل الآخرين سواء أهلك أو أقاربك أو زملائك لن يغير في الوضع شيئاً بل قد يزيد في هدم ثقتك بنفسك فعليك الخلاص من هذا التفكير الساذج واستبداله بخير منه، فحاول ابتداءً أن تطبق السلوك التوفيقي وترقب الوقت المناسب لاستخدام اسلوب الحسم بثقة واقتدار وحكمة .

يجب أن تقنع نفسك بأنك إنسان قوي ويجب أن تتعرف على قدراتك الكامنة في نفسك حتى تصل إلى المنطقة الواضحة ، وأنك لا تخجل من أن يراك الناس على ما أنت عليه ، فهذه قمة وعنوان الثقة الكاملة .

" النقطة الثالثة " هو ترسيخ قناعاتك الداخلية واعتقادك الكامل أنك حقاً إنسان ذا ثقة عالية لأنها عندما تترسخ في عقلك فإنها تتولد وتتجاوب مع أفعالك، فحياتك ستكون من صنع أفكارك .

يجب أن تعمل على حب ذاتك وعدم كراهيتها أو الإنتقاص منها .... وعدم التفكير في الماضي أو استرجاع أحداث مزعجة قد انتهت وطواها الزمن يجب عليك أن لا تحاول استرجاع أي شيء مزعج بل حاول أن تسعد نفسك وتفرح بذاتك لأنك إنسان ناجح له مميزاته وقدراته الخاصة .

تسامى وتسامح مع من أخطأ في حقك أو انتقدك حديثاً أو قديماً ولا تكن مرهف الحس إلى درجة الحقد أو تهويل الأمور تأقلم مع من ينتقدك وقل رحم الله امرءً أهدى إلي عيوبي .... ليس كل من انتقدك هو بالطبيعة يكرهك هذه مغالطة احذر منها كل الحذر لأن التفكير بهذه الطريقة يقود للشعور بالنقص وأن كل من يوجه لي انتقاد هو عدوٌ لي ... لا .... لا تشعر نفسك بأن كل ما يقوله الأخرون هو بالضرورة حق .... لا .... عليك أولاً أن لا تجعل هذا الشيء يؤثر عليك بل تقبله واشكر الطرف الآخر عليه واثبت له بأنه مخطئ إن كان مخطئ .... فلأحكام تختلف من شخص لآخر فمن لم يعجبه تصرفي هذا لابد وأن أجد شخص يوافقني عليه .... وإن فشلت في هذا العمل فلن أفشل في غيره .... وكلام البشر ليس منزلاً كي أؤمن به وأصدقه وأجعله الفاصل.

لا تعطي نفسك المجال للمقارنة بين ذاتك وبين غيرك أبداً احذر من هذه النقطة لأنها تدمر كل ما بنيته ..... لا تقل لا يوجد عندي ما قد وهبه الله لفلان ... بل تذكر أن لكل شخص منا ما يميزه عن الآخر وأنه لا يوجد انسان كامل ... ولا بد أن تعي أيضاً أن الله قد وهبك شيئاً قد حرمه الله من غيرك ..... يجب أن تعيش مع ذاتك كإنسان كريم حاله حال ملايين البشر لك موقع من بينهم لا تعتقد بأنك لا شيء في هذا الكون بل أنت مخلوق قد أكرمك الله وفضلك على كثير من خلقه .

ان الأشخاص الذين يعانون من فقدان الثقة بأنفسهم هم يفقدون في الحقيقة المثال والقدوة الحسنة التي يجب أن يقتدوا فيها حق الإقتداء ..... ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أسوة حسنة وأمثلة عظيمة ... عليك أن تقرأ هذه السير وتدرسها وتتعمق بها وتقتفي أثرها .... حتى تكوّن شخصية إسلامية قوية ذات ثقة كبيرة بذاتها قادرة على مواجهة الظروف الصعبة القاسية.

وعليك من اللحظة أن تتذكر جميع حسناتك وترمي بجميع مساوئك البحر وحاول أن لا تعرف لها طريقاً ..... تذكر نجاحاتك وإبداعاتك ..... وتجنب تذكر كل ما من شأنه أن يحطمك ويحطم ثقتك بذاتك كالفشل أو الضعف.

اعطي نفسك فرصة أخرى للحياه بشكل أفضل .... اقبل بالتحدي .... وقلها صريحة .. من اليوم لم أعتذر عن المنافسة .. لم أحجم .. لم أتراجع ، مهما حدا بك الطريق ومهما تناوبت عليك المصاعب والمشاكل ، بل اعطي لنفسك هدنة .. وتجنب قول أنا لست كفءً لهذه المنافسة أو أني لست بارعاً في هذه الصنعة ... بل توكل على الله عز وجل واقتحم وحاول بكل ثقة .... حينها أضمن لك بأنك ستنجح بالتأكيد.

افعل ما تراه صعباً لك تجد كل الدروب فتحت لك .... فتش عن كل ما يخيفك واقتحمه ستجد بأن الخوف قد تلاشى ولا وجود له.

حاول أن تكون إنسان فاعل ولك أعمال مختلفة ونشاطات واضحة أبرز إبداعاتك ولا تخفيها أبداً حتى لو واجهت انقاداً من أحد فحتماً ستجد من يشجعك وتعجبه أعمالك .... هذه قاعدة يجب أن تتخذها " لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع " فلا تظلم نفسك بالاستماع لما يحطمك ويحطم كل إبداع تحمله .

ابدأ يومك بقراءة الأذكار والقرآن الكريم وإن استطعت كل صباح بعد صلاة الفجر قراءة سورة ياسين فافعل فلها تأثير عظيم على النفس وتبعث الهدوء والطمأنينة كما هو الحال في باقي الآيات الكريمة.

فكر بجدولك لهذا اليوم ..... وماذا ستخرج منه لما يعود على ذاتك بالنفع والحيوية.

حدث نفسك وكن صديقها وتمرن على الحديث الطيب فالنفس تألفه وتطمئن له وتركن له .... فلا تحرم نفسك من هذا الحق لأنك أحق الناس بسماعه والتدرب على قوله لذاتك ..... الكلام الإيجابي الذي من شأنه أن يبني ثقتنا بأنفسنا ويدفعنا لمزيد من التفاؤل بحياة أفضل بعون الله تعالى.

عند كل مجلس حاول أن يكون لك وجود وحاور وناقش مرة تلو الأخرى سوف تعتاد وسيصبح الحديث بعدها أمراً يسراً .... درب نفسك وقد تلاقي بعضاً من الصعوبة في ذلك بداية الأمر ولكن أحذر من أن تثني عزيمتك التجربة الأولى بل اجعلها سلماً تصعد به إلى أهدافك وغاياتك وأبرز وجودك بين من حولك فهذا يزيد من ثقتك بنفسك ويعزز الشعور بأهمية ذاتك.

مساعدتك للآخرين تعزز ثقتك بنفسك ..... الظهور بمظهر حسن لائق يعزز من ثقتك بنفسك ..... فلا تهمل ذاتك فتهملك .

ولا تنسى أخي أن القرآن فيه شفاء فالزمه ولا تحيد عنه واتبعه وتوكل على الله في كل أمر واعلم بأن الله بيده كل شيء فلا داعي للقلق من المستقبل أو الهلع من الحاضر فكل هذا لو اجتمع على قلب مؤمن ما هز في جسده شعرة وهذا دأب المؤمن وحاله في كل زمان ومكان .... هادئ البال .... مطمئنا لجنب الله، متوكل على الحي الذي لا يموت ... مرطباً لسانه بذكر الله ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) .



منقول بتصرف من موقع الإسلام على الإنترنت

التمرين الأول : الأشخاص الواثقون :

على مدار فترة أسبوع أو نحو ذلك قم بعمل قائمة بجميع الأشخاص الواثقين الذين تستطيع التفكير فيهم ، بما في ذلك من تعرفهم معرفة شخصية ، ومن تعرفهم من الشخصيات العامة الشهيرة من خلال ظهورهم في التليفزيون ووسائل الإعلام على سبيل المثال .
بجانب اسم كل شخص ، دون ثلاث صفات ( مثل الأمانة ، وقوة العزيمة ، والشجاعة .. الخ ) تعجبك فيهم .
اختر ست صفات تعتبرها الأكثر في الأهمية . ضع علامة صغيرة أمام الصفات التي تمتلكها فعلاً ( حتى لو كانت في طور الخفاء ) واختر صفة من الصفات الأخرى التي تريد اكتسابها أو تطويرها .

خلال الأسبوع التالي ، فكر في هذه الصفة الخاصة ، وتحدث مع الآخرين عنها ، ولاحظ وجودها في الأشخاص الآخرين ، واطرح على نفسك سؤالاً حول المزايا التي تعود عليهم بسبب امتلاكهم هذه الصفة ( على سبيل المثال ، شجاعتها مكنتها في التقدم لوظيفة حساسة ، أخبر المدير بأن الأهداف الموضوعة ليست واقعية ، رفضت بصرامة وحسم في رفض خطيب ليس كفءً متقدم لأختك يرغب الأهل في تزويجها له .. الخ ) .. لاحظ كيف يمكنك تغيير حياتك إذا اكتسبت أو طورت هذه الصفة داخل نفسك .

كل ما عليك بعد أخذ هذه الخطوات أن ترقد في استرخاء ، وتغلق عينيك ، وتضع في الكاسيت مقرئ يقرأ القرآن بصوت عذب وخاشع ، أو دعاء هادئ . فكر في هذا الشخص الواثق الذي تعجب به ، تخيل كيف يقضي الأشخاص الواثقون أوقاتهم في العمل في البيت وخلال العطلات ، وهكذا .

تخيلوا إنكم أصبحتم واحد منهم انهضوا وتحركوا في الغرفة ، تقمص الشخصية وعيشها بعمق وتخيل إنك صاحب هذه الصفة ، وكيف ستتصرف عندما يقابلك موقف يحتاج منك إلى حسم أو صدق أو قرار حازم .. الخ . بالغ في هذا الشعور .

كرر هذا التمرين لمدة يومين أو ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع حاول أن تعرض نفسك لموقف مشابه ، وحاول التعامل معه بهذه الروح الجديدة ، وأنت تكرر على نفسك وعقلك أن هذه الصفة أصبحت واحدة من صفاتك .

التمرين الثاني : (قد حياتك)

اقض بعض دقائق في التفكير في الأشخاص الذين تعرفهم والذين يعتقدون أنك غريب أو منغمس في ذاتك بسبب ممارسة هواية نادرة أو قراءة كتب في تخصص معين، وبعض الممارسات التي تتخيل أنها من أبعد الاحتمالات وجودها لدى مثل هؤلاء الناس ، ولا يرجع ذلك بالضرورة أنهم واثقون من أنفسهم ولكن بالأحرى يعتبرون هذا النوع من الممارسة في أحسن أحواله شيء غير ضروري وغير نافع ، وفي أسوأ الحالات يعتبرونه شيء غير عقلاني.

حاول أن تضع نفسك مكانهم وتشعر بما يشعرون واكتب خطاباً إلى نفسك ، محذراً نفسك من خطر الانغماس في هذا النوع من الأنشطة وربما تنصح نفسك بكيفية اختيار الهواية أو الممارسة التي تتوافق مع عادات وتقاليد وعرف المجتمع .
اكتب رسالة خيالية أخرى في ذاتك الحقيقية رداً عل هذا الخطاب ، تدافع فيها عن اعتقاداتك فيما يتعلق بحقك في التغير واستخدام الممارسات الملائمة لشخصيتك وطبيعتك الخاصة .

ستصل بعد ذلك إلى قناعة بمبدأك ووثوقاً في خطواتك واحتراماً لاعتباراتك الذاتية بالإضافة إلى تقبل الرأي الآخر وعدم تحقيره ، ولكنك صنعت حاجزاً يتصدى إلى الإيحاءات السلبية والمثبطات .

بعد الانتهاء من هذا التمرين .... بما أنك أصبحت شخصاً واثقاً من نفسك وتقف الآن على أرض صلبة .. ابدأ في مرحلة من الصراحة والشفافية والصدق مع نفسك .. هل ما أقوم به بالفعل مبني على قناعة حقيقية .. هل يتفق مع مبادئي وقيمي السامية ، وهل هذا سيصل بي إلى هدفي الأسمى الذي وضعته في حياته ابتداءاً من رضى الله والجنة وانتهاءاً بنفع نفسي ونفع البشرية ، وترك بصمة متميزة في هذه الحياة أم لا .. أبدأ في وضع سلسلة من الأسئلة الإيجابية التي تقيس قيمة هذه الممارسة ، وتوضح الفرق بينها وبين الممارسات الأخرى التي يراها البعض صواباً وتراها غير ذلك .. متى وصلت إلى تأكيد لقناعتك السابقة ستمضي بثقة أكبر ، ودفعة أقوى ، ومتى وصلت إلى عدم جدواها فعندها أيضاً ستزداد ثقة بشرط أن تتراجع عن موقفك وتعلن للجميع صراحة أنك بعد تفكير طويل في جدوى الأمر توصلت لقرار التراجع .. فهذا الموقف في حد ذاته هو دليل قوة وثقة وليس غير ذلك .

التمرين الثالث :

ثروة على بابك .. ماذا أنت فاعل بها ؟


تخيل أنك وُهِبَ إليك مبلغ هائل من المال ، وقد قيل لك إنه يجب عليك إنفاق ذلك المال في خلال شهر واحد ، ويجب أن تنفق ربعه على نفسك أما الباقي فيجب أن تنفقه على أشخاص آخرين ، ولا يجب أن تدخر أية نقود أو تمنحها لأحدهم في صورة نقد سمي هذا المبلغ برقم ( مليون دولار مثلاً). كن أميناً وتصرف في المال كما تريد لا كما ينبغي أن تفعل .

قم بالتخطيط الفوري : وبدون أن تفكر كثيرا ، كيف يمكنك إنفاق هذه النقود ودَون بعض الملاحظات . ارجع إلى هذه الخطة بعد مرور عدة أيام ، بعد أن تكون قد تحدثت عنها مع بعض أصدقائك ومناقشة ما إذا كان من اللازم تغييرها بأي حال من الأحوال . إذا كان الأمر كذلك ففكر في سبب عمل هذه التغييرات ... هل تأثرت خططك بما لدى الآخرين من قيم أم أنك قد تقوم بتغيير القيم الخاصة بك لسبب أو لآخر ؟ .

التمرين الرابع:

شهر واحد في الحياة

تخيل أن أمامك شهراً واحداً تعيشه في الحياة ، وقد تعيش أقل من ذلك . دون بترتيب عشوائي كل شيء تحب أن تفعله خلال هذا الوقت . ثم دون أسماء كل من تريد أن تودعهم .
أعد ترتيب هذه القوائم حسب الأولوية .
قم بإعداد برنامج لنفسك معتمداً بحق على الوفاء باحتياجاتك ورغباتك ، بدلاً من إعطاء أي اعتبار لما يجب عليك القيام به .
انظر إلى اختلاف برنامج عن حياتك الحالية وفكر فيما إذا كانت أولوياتك مرتبة بشكل صحيح الآن أم لا . هل أنت مستعد للموت ، وهل سيتذكرك الآخرون بالطريقة التي تتمناها ؟

إذا كانت هناك تغيرات تحب أن تصنعها في حياتك ، فحدد لنفسك بعض الأهداف للشهر التالي . لتكون جاهز للموت في أي لحظة ، وهكذا تكون الهمة والإرادة متجددة ، ومنشطة لقدراتك التي تدفعك للإنجاز والمثابرة في العمل ، وهذا أكبر مولد للثقة . توكل على الله وابدأ الآن فليس لديك كثير من الوقت .

الثقة هي جسر الحياة الصحيح التي نمضي عليه ، وبالتالي تستحق وقفة مع حكمها ....

1. جورج ماكدونالد: "أن تحظى بثقة الآخرين خير لك من أن تحظى بحبهم."

2. فريدريتش نيتشة: "لست حزيناً لأنك كذبت علي، بل أنا حزين لأني لن أستطيع تصديقك بعد الآن."

3. فريديريتش نيتشة"الثقة كالمزهرية، حالما تنكسر لن تعود أبداً كما كانت حتى وإن أصلحتها."

4. والكر أندرسون: "إذا أراد أصدقائي القفز عن الجسر فلن ألحقهم، بل سأكون في الأسفل لألتقطهم عندما يقعون."

5. الأم تيريزا: "أعلم أن الله لن يعطيني شيئاً لا أستطيع التعامل معه، لكني أتمنى فقط لو أنه لم يثق بي كثيراً."

6. فينس لومباردي : " الثقة معدية، مثلها مثل عدم الثقة."

7. بنيامين سبوك: "ثق بنفسك، فأنت تعرف أكثر مما تعتقد."

8. بنيامين سبوك: "الكلمات دون ثقة كالصوت الأجوف لجرس خشبي، أما بوجود الثقة، فإن الكلمات تعني الحياة بذاتها."

9. فرانك كرين: "قد تتعرض للخداع إذا وثقت أكثر من اللازم، لكنك ستعيش بعذاب إذا لم تثق بقدر كافٍ."

10. سارة ماكلاشلان: "تعلمت أن أثق بنفسي وأستمع إلى الحقيقة وألا أخاف منها وأحاول إخفاءها."

11. "عندما يأتي الشك يذهب الحب." مثل ايرلندي."

12. فرجيل : " ثق فيمن جرب."

13. رالف والدو إيميرسون: "ثق بالغريزة حتى النهاية، لكن لا يمكنك أن تتخلى عن أي من الأسباب."

14. د. جويس براذرز"الثقة هي أكبر إثبات للحب."

15. هيرودوت : " يثق الناس بآذانهم أقل من ثقتهم بأعينهم"

16. أنتون تشيكوف: "عليك أن تثق بالآخرين وإلا ستصبح الحياة مستحيلة."

17. إرنست همنغواي : " أفضل طريقة لمعرفة ما إذا كان بإمكانك الثقة بشخص ما هي أن تثق به."