اترك بعض الأشياء كي يفعلها شخص غيرك

إننا جميعا نقدم التضحيات والتنازلات في علاقاتنا وحياتنا الأسرية، ومعظمها تكون ذات قيمة، ولكن كالعادة فإن الزائد عن الحدّ يتحول إلى الضد.
إن مستويات تحمل الضغط والمسؤولية وقلة النوم والتضحية والمعاناة تختلف من شخص لآخر؛ بمعنى آخر فإن شيئا سهلاً للغاية بالنسبة لك قد يكون صعباً جداً على شخص آخر والعكس صحيح. فإذا كنا أمناء تجاه مشاعرنا فسيعرف كلا منا متى يصل مستوى توتره إلى مستوى عال، وسنتخلص من الشعور بالإحباط الشديد واليأس والغضب.
لقد وقع الكثير منا فريسة الشعور بأنه شهيد، فيقنع نفسه بأنه يعمل بجد أكثر من الآخرين وأنه يواجه الصعوبات أكثر من أي شخص آخر. إن من السهل أن يحدث ذلك، لأن هناك فرق بسيط بين العمل الجاد وبين الإفراط في العمل. والحقيقة المحزنة هي أن ليس هناك من يقدر الشهيد، فالشهيد هو عدو نفسه، فهو يملأ رأسه دوما بقوائم الأشياء التي يفعلها ودائما ما يذكر نفسه بصعوبة الحياة، إنه بذلك يسلب متعة الحياة. كما أن الآخرين يرونه كثير الشكوى، متقوقع فلا يرى جمال الحياة. فبدلاً من أن يشعروا بالأسى عليه أو أن يروه كضحية كما يحب الشهيد أن يحدث، فإنهم عادة ما يرون هذه المشاكل على أنها من صنع يديه.
لذلك أنصحك أخي العزيز ألا تعتمد هذا الأسلوب؛ فبدلاً من قضاء كل طاقتك في أداء شيء ما للآخرين، اترك بعض الأشياء كي يفعلها شخص غيرك، وابحث عن هواية تمارسها واقض بعض الوقت في عمل شيء لنفسك فقط، شيء تحبه فعلاً وبذلك ستستمتع بحياتك وستحصل على طاقة أكبر لأنك ستشعر بضغط أقل.