ثقوب في دماغ امراة

ثقوب في دماغ امراة

شوقي حافظ

هي: اشتقت إليك كثيرا! هو: لا يعرف الشوق إلا من يكابده! هي (باهتياج): هل يعني هذا أنك لا تبادلني مشاعري؟ هو: كلا.. فقط رأسي مشغول حاليا بقضايا أخرى! هي (ساخرة): مثل ماذا؟ هو: قضايا كونية كبرى على رأسها مشكلة ثقب الأوزون وتداعياته! هي: يبدو أن هذا الثقب في دماغك وليس في أي مكان آخر!

المسألة خطيرة بالفعل وآثارها الجانبية أحدثت ثقوبا في رؤوس البشر.. خصوصا كبار عالمنا! هي: وهل انت من أرسلتك العناية الالهية لتسد هذه الثقوب؟ هو (بهدوء): لا .. أفكر فقط في تداعياتها الاخيرة المجنونة التي شملت غزة ، وجعلت زعيما فلسطينيا يواجه بؤس المدينة بلبس حذاء إيطالي قيمته 20 ألف يورو!


هي (مهتاجة): لا علاقة لي بالأحذية او سترات الردنجوت ولا تهرب مني بعيدا! هو: للأسف يبدو أن سلبيات ثقب الاوزون خرمت دماغك! هي (ساخطة): هل تعتبرني مجنونة لأني أحبك؟ هو: بل لأنك لا تدركين أنه لا توجد فوارق بين الشخصي والعام في عالمنا، فالتغيرات المناخية التي أحدثها ثقب الاوزون جعلت الكبار يفكرون برؤوس مثقوبة يتحكم فيها منطق القوة الغاشمة.. واسألي عن ذلك وزيرة الخارجية النحيلة السمراء التي تزور المنطقة حاليا!


هي (زاعقة): لم أعرف من قبل أنك أصبحت متخصصا في الايكولوجي، ولا يهمني إن كانت كوندي مثقوبة الرأس فقط اهتم بما في قلبك! هو: لولا حبي لك لجعلني ثقب الأوزون وتداعياته مجنونا يعابثه صبية الشوارع.. هل ارتحت الآن وانسد الثقب الذي في رأسك؟ هي (بسعادة وارتياح): نعم.. يا حبيبي، وستكتمل سعادتي عندما تشتري لي حذاء إيطاليا قيمته 20 الف يورو!

يعطيك العافية على هذا النقاش الودي بين الزوجين