زوجات السياسيين

زوجات السياسيين

لم يفاجأ الفرنسيون بانفصال رئيسهم نيكولاي ساركوزي عن زوجته سيسيليا، فالزوجان لم يظهرا معا في مناسبة عامه منذ الصيف الماضي، وحتى عندما زار الرئيس الفرنسي بلغاريا مؤخرا لم يكن برفقة زوجته، رغم انها هي التي قادت المفاوضات التي أدت إلى إطلاق سراح الممرضات البلغاريات المتهمات بحقن أطفال ليبيين بفيروس الإيدز. وليلة إعلان فوز زوجها بانتخابات الرئاسة الفرنسية لم تكن سيسيليا إلى جانبه.

وسيسيليا ترفض أن تعيش في الظل، وقبل فوز زوجها كانت تطمح بالحصول على ترشيح حزبها اليميني، اتحاد الحركة الشعبية، لتخوض انتخابات الرئاسة ضد المرشحة الاشتراكية سيجولين رويال، لتكون أول رئيسة لفرنسا، ولكن زوجها أحبط مسعاها وحصل هو شخصيا على ترشيح الحزب. وعلى العموم، فإن انفصال ساركوزي عن زوجته جرى بالتراضي، ولم يضطر الرئيس الفرنسي إلى إصدار مرسوم رئاسي بطرد سيسيليا من منزل الزوجية، كما فعل الرئيس الأرجنتيني السوري الأصل كارلوس منعم بعد انفصاله عن زوجته زوليما يوما، وهي سورية الأصل أيضا.

واللواتي ترفضن البقاء في الظل من زوجات السياسيين كثيرات، وفي مقدمتهن مارجريت ترودو، زوجة رئيس الوزراء الكندي بيار ترودو السابقة، فمارجريت تصغر زوجها بتسعة وثلاثين عاما، وهي تهوى التصوير، وبعد فوزه في الانتخابات لاحظت أن كل الأضواء مسلطة عليه، فهجرته فترة تزيد على سبع سنوات، حصلت بعدها على الطلاق، وانصرفت لممارسة هوايتها في التصوير، وعقدت صداقات مع الكثير من المشاهير في العالم، ومنهم جينا لولو بريجيدا.

وويني مانديلا، زوجة الرئيس نيلسون مانديلا، كانت تطمح بشيء من الأضواء التي تحيط بزوجها أينما ذهب، ومن أجل ذلك شاركت في تعذيب وقتل أحد خصومها السياسيين، مما دفع زوجها إلى رفع قضية أمام محاكم جنوب إفريقيا للمطالبة بالانفصال عنها، وبعد الانفصال خسرت ويني الزوج والأضواء، فقد استقالت من حزب المؤتمر الوطني الإفريقي الذي يتزعمه زوجها واعتزلت العمل السياسي.

وقبل أشهر انفصل رئيس وزراء تشيكيا ميريك توبولانيك عن زوجته باولا ليعيش مع امرأة أخرى هي عضو في البرلمان تدعى لوسي تالمانوفا.

وفي أمريكا اللاتينية والجنوبية انفصل الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز عن زوجته ماريا ايزابيل، وتزوج الرئيس الهندوراسي ريكاردو مادورو من ديبلوماسية في السفارة الإسبانية في بلاده تدعى أجواس أوكانا، ولكن الزواج انتهى بالطلاق قبل يومين من انتهاء ولايته عام 2006 وفي الأوساط السياسية الغربية طلاقات مع وقف التنفيذ، فليس سراً أن هيلاري كلينتون التي لم تغفر لزوجها نزواته العاطفية، ولكنها غضت الطرف عنها مؤقتا مقابل دعم زوجها لها للوصول إلى مجلس الشيوخ، ثم رئاسة أمريكا بعد ذلك. وإذا فشلت هيلاري في انتخابات الرئاسة المقبلة، فإن طلاقها من زوجها يصبح حتميا.

وهناك حالات طلاق سببها عدم الانجاب، لعل اشهرها طلاق شاه إيران السابق محمد رضا بهلوي من زوجته فريدة شقيقة الملك فاروق، ملك مصر السابق، ثم ثريا اصفندياري لانها لم تنجب له وليا للعهد، ولم يكن شاه ايران يعرف أن عرشه لن يستمر حتى يرثه ولي عهده.