يحبني لكنه بخيل

يحبني لكنه بخيل

حائرة: إنا متزوجة منذ عشرين سنة، لكنني أعاني كثيرا من زوجي لأنه بخيل جدا، والذي أصبحت العيشة معه مستحيلة، عملت معه كل شي يخطر على البال، حنية وحب.. ولكن مافي نتيجة.
هو يقول أنه يحبني جدا، لكني لم أعد أطيق البيت.. أعصابي متوترة، وأنا أعاني من مرض في الكبد، لأعلم ماذا أعمل.

الحائرة أم ???? من !!!!!!
لاندري بالضبط ماهو مقياسك للبخل، وهل أن زوجك مقصر في واجباته المادية أمام أسرته، من مسكن وملبس ومأكل وتعليم وغيرها، أم أنه يوفر كل ذلك، لكنه لايستطيع توفير تكاليف أمور أخرى هي في الواقع غير واجبة، لكنها تعد كذلك عند غالبية الناس، مثل السفر والاصطياف وتقديم الهدايا والأكل في المطاعم.
وبالطبع فإن الحالة الثانية لايمكن اعتبارها بخلا إذا كان مدخول الزوج لايسد هذه النفقات، خاصة إذا كانت العائلة كبيرة وتتطلب من الأب التزامات كثيرة، أما إذا كان يعمل ويحصل على أجر مناسب ويملك المال، ويستطيع الترفيه عن عائلته ولكنه لايفعل، فهذا بالتأكيد بخل عليه أن يكف عنه، لأن الترفيه هو من العوامل المهمة لتحقق السعادة، وهو يطيل العمر، ويعمّق الحب والود بين الزوجين، ويجدد الأجواء داخل المنزل، وهو ما ينعكس عليه وعلى باقي أفراد العائلة، بمزيد من النشاط والحيوية والعطاء.
إن البخل كما يقول علماء الأخلاق هو انعكاس لخوف يسيطر على الإنسان، خوف من المستقبل، وعدم ثقة بالنفس وقلق من احتمال تغير ظروف العمل، والعجز عن تأمين مستلزمات العيش، وهذا الخوف هو الذي يمنعه من إنفاق ما يحصل عليه، وتوفير ذلك لمستقبل يراه مجهولا.
وبالطبع فإن هذا الأمر مذموم ويتعارض مع منطق العقل، ويخالف تعاليم الدين الذي يأمره بعدم ظلم النفس والآخرين والوفاء بحقوقهم، بل والتوسيع على العيال، والذي حثت عليها السنة النبوية الشريفة في مواضع كثيرة.
إن من واجب زوجك توفير مستلزمات العيش الكريم لأسرته، ولكن بقدر ما يستطيع "لايكلف الله نفسا إلا وسعها"، إلا أن ذلك لايعني جلوسه وعدم سعيه لتحسين ظروفه المعيشية، واستغلاله الفرص التي تتاح أمامه لتطوير علمه.
أن زوجك يحبك كما تقولين، ولانفهم لماذا أصبحت "العيشة" معه الآن مستحيلة، ربما بسبب ضغوط المرض الذي تعانين منه، وهذه بالتأكيد حالة صعبة، لكنها لاتبرر الانفعال والقيام بتصرفات قد تهدد أركان بيت زوجي بني منذ عشرين سنة.
وإذا لم تتمكني من إقناعه بالإفراج عن الأموال التي يبخل بها، فلابد من الاستعانة بآخرين، سواء عالم دين أو وجيه اجتماعي للتأثير عليه، وتذكيره بأن البخيل لايمكنه تذوق طعم الغنى أبدا، ولن يحيى سعيدا مهما بلغت ثروته، وسيبقى مذموما حتى من قبل أقرب الناس إليه.

مشكلة تعاني منها الكثير من النساء لاكن هناك الصابر على هذا البخل وهناك الذي ضاق ذرعا بذلك
المال من اسس الحياة الحديثة وهو من النعم التي من الله بها على عباده
وشكرا لك على الاجابة التي اتمنى ان تجد فيها حلا لمشكلتها