نعمة العقل .... مقالة رائعة

م. موسى خويجه

(( نعمة العقل))

إن كنت على استعداد لتحقيق التفوق والنجاح فأعلم أن لديك من المواهب والقدرات غير المستغلة مايدهش العقول والتي يمكن أن تجعلك تعيش بطمأنينة وسكينة ,,الكثير من الناس يفكرون في تغيير العالم الخارجي مثل (المجتمع -الاقتصاد -المال - الأحداث المؤلمة -وغيرها) وقليل جدا من يفكر في تغيير نفسه ,ذلك لأن تغيير النفس أمر يحتاج في الأصل إلى مجاهدة ,،,ولكي تنجح في العمل والحياة فإنه يلزمك العديد من المهارات التي تقضي على تلك التحديات التي تواجهنا من وقت لآخر ومن هذه المهارات امتلاك ((القدرة على حل المشاكل.)) فما تعريف المشكلة عندك............

.أما عندي فهي فرصة..لصناعة الصواب..والمراجعة..بهذا نصل إلى أن نجاحنا يتوقف علينا. إن فرصة .التفكير والتحليل الذهبية) متواجدة في داخلك وليست في أحد سواك..لقد ظن المهاجرون من بلادهم إلى بلاد الغرب أن الطريق هناك مفروش بالورود وانهم يستطيعون تحقيق النجاح فقط هناك .

ولأن المشكلة موجودة في كل مكان وزمان مع الصغير والكبير والغني والفقير كان لابد من وجود مواجهة صريحة وسليمة لعلاجها : قال سبحانه وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ... [العنكبوت:69]

يقول ابن القيم رحمه الله في هذه الآية الكريمة علق سبحانه الهداية بالجهاد فأكمل الناس هداية أعظمهم جهادا وأفرض الجهاد جهاد النفس وجهاد الهوي وجهاد الشيطان وجهاد الدنيا فمن جاهد هذه الأربعة في الله هداه الله سبل رضاه الموصلة إلي جنته .

ثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : ((ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء )). وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله : لكل داء دواء فإذا أصاب دواء الداء برأ بإذن الله.

عقلك يحتوي على طاقة فائقة وبإمكانها أن تتسبب في الرفع أوالخفض وأن تسعد نفسك أو تجعلها في تعاسة ,فهي تحت سيطرتك وهذه من نعم الله العظيمة قال الله تعالى في الحديث القدسي "أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء"ع .

[color=red]أي: إن كان ظن عبدي أن أغفر له فسأغفر له، وإن ظن أني سأقبل توبته فسأقبل توبته، وإن ظن عبدي أن أجيب دعوته أجبت دعوته .. فلترجو وتأمل في عفوه سبحانه وإياك أن ييأسك الشيطان من رحمة الله .. فهذا سوء الظن بالله ..

تذكر دائمًا أن لك ربًا كريمًا جوادًا .. رحيمًا بعباده فإن التفائل والتفكير الايجابي يعود على الإنسان بكل خير.

إن الفكرة التي تحملها عن نفسك اليوم ستكون البذرة لتحديد المستقبل غدا,, تبين للأطباء منذ زمن ,الى وجود عنصر شفاء لاعلاقة له بالدواء ولم تكتتشفه التحاليل الطبية أو الفحوص المجهرية ,عنصر له علاقة بمخ الإنسان وعقله وحالته النفسية..فهناك جزء من مخ الإنسان يعطي ردود أفعال للجسم ضد المرض فأكتشفه ((أبقراط))ومازال يعتقد به في الصين حتى يومنا هذا وقد غاب هذا الإدراك عن كثير من المسلمين اليوم وهو هدي من معلم البشرية صلوات ربي وسلامه عليه, - صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ( ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري ومسلم.

وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ـ رضى الله عنهما ـ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ عَلَى أَعْرَابِيٍّ يَعُودُهُ ـ قَالَ ـ وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ عَلَى مَرِيضٍ يَعُودُهُ فَقالَ لَهُ ‏"‏ لاَ بَأْسَ طَهُورٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ ‏"‏‏.‏ قَالَ قُلْتَ طَهُورٌ، كَلاَّ بَلْ هِيَ حُمَّى تَفُورُ ـ أَوْ تَثُورُ ـ عَلَى شَيْخٍ كَبِيرٍ، تُزِيرُهُ الْقُبُورَ‏.‏ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ‏"‏ فَنَعَمْ إِذًا ‏"‏‏ --إنها رسالة تاريخية تستحق أن تكتب في كتب الطب وكل العلوم لكل مريض ولكل مبتلى نقطة تحول إلى الجانب المشرق عن كل كدر لعل الله يصلح بها القلوب وصلى الله على نبينا محمد وآله..