المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxاثر الخلافات الزوجية على الابناء
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
اثر الخلافات الزوجية على الابناء
تؤثر الخلافات بين الأب والأم على النمو النفسي السليم للطفل، ولذلك على الوالدين أن يلتزما بقواعد سلوكية تساعد الطفل على أن ينشأ في توازن نفسي، ومن هذه القواعد:
أولاً: الاتفاق على نهج تربوي موحد بين الوالدين
* إن نمو الأولاد نمواً انفعالياً سليماً وتناغم تكيفهم الاجتماعي يتقرر ولحد بعيد بدرجة اتفاق الوالدين وتوحد أهدافهما في تدبير شؤون أطفالهم. على الوالدين دوماً إعادة تقويم ما يجب أن يتصرفا به حيال سلوك الطفل، ويزيدا من اتصالاتهما ببعضهما خاصة في بعض المواقف السلوكية الحساسة، فالطفل يحتاج إلى قناعة بوجود انسجام وتوافق بين أبويه.
* شعور الطفل بالحب والاهتمام يسهل عملية الاتصال والأخذ بالنصائح التي يسديها الوالدان إليه.
مثال على ذلك الاضطراب الانفعالي الذي يصيب الولد من جراء تضارب مواقف الوالدين من السلوك الذي يبديه:
زكريا عمره أربعة أعوام يعمد إلى استخدام كلمات الرضيع الصغير كلما رغب في شد انتباه والديه، وبخاصة أمه إلى إحدى حاجاته فإذا كان عطشاً فإنه يشير إلى صنبور الماء قائلاً: "أمبو.. أمبو" للدلالة على عطشه.
ترى الأم في هذا السلوك دلالة على الفطنة والذكاء لذا تلجأ إلى إثابته على ذلك، أي تلبي حاجته فتجلب له الماء من ذاك الصنبور.
أما والده فيرى أن الألفاظ التي يستعملها هذا الولد كريهة، فيعمد إلى توبيخه على هذا اللفظ الذي لا يتناسب مع عمره. وهكذا أصبح الطفل واقعاً بين جذب وتنفير، بين الأم الراضية على سلوكه والأب الكاره له ومع مضي الزمن أخذت تظهر على الطفل علامات الاضطراب الانفعالي وعدم الاستقرار على صورة سهولة الإثارة والانفعال والبكاء، وأصبح يتجنب والده ويتخوف منه.
ثانياً: أهمية الاتصال الواضح بين الأبوين والولد
* على الوالدين رسم خطة موحدة لما يرغبان أن يكون عليه سلوك الطفل وتصرفاته.
شجع طفلك بقدر الإمكان للإسهام معك عندما تضع قواعد السلوك الخاصة به أو حين تعديلها، فمن خلال هذه المشاركة يحس الطفل أن عليه أن يحترم ما تم الاتفاق عليه؛ لأنه أسهم في صنع القرار.
على الأبوين عدم وصف الطفل بـ(الطفل السيئ) عندما يخرج عن هذه القواعد ويتحداها، فسلوكه السيئ هو الذي توجه إليه التهمة وليس الطفل، كي لا يحس أنه مرفوض لشخصه مما يؤثر على تكامل نمو شخصيته مستقبلاً وتكيفه الاجتماعي.
مثال على المشاركة في وضع قواعد السلوك: هشام ومحمد طفلان توأمان يحبان أن يتصارعا دوماً في المنزل، وهذه المصارعة كانت مقبولة من قبل الوالدين عندما كانا أصغر سناً (أي: في السنتين من العمر) أما في عمر أربعة أعوام فإن هذا اللعب أضحى مزعجاً بالنسبة للوالدين.
جلس الوالدان مع الطفلين وأخذا يشرحان لهما أن سنهما الآن يمكنهما من أن يفهما القول، ولابد من وجود قواعد سلوكية جديدة تنظم تصرفاتهما وعلاقاتهما ببعضهما.
بادر الولدين بالسؤال: هل يمكننا التصارع في غرفة الجلوس بدلاً من غرفة النوم؟ هنا وافق الأبوان على النظام التالي: المصارعة ممنوعة في أي مكان من المنزل عدا غرفة الجلوس.
* عندما يسن النظام المتفق عليه لابد من تكرار ذكره والتذكير به، بل والطلب من الأطفال أو الطفل بتكراره بصوت مسموع.
كيف تعطى الأوامر الفعالة؟
"أحمد، أرجوك.. اجمع لعبك الملقاة على الأرض وارفعها إلى مكانها".. عندما تخاطب ابنك بهده اللهجة فمعنى ذلك أنها طلب.
أما عندما تقول له: "أحمد، توقف عن رمي الطعام أو تعال إلى هنا وعلق ملابسك التي رميتها على الأرض" فإنك تعطيه أمراً ولا تطلب طلباً.
* يتعين على جميع الآباء إعطاء أوامر أو تعليمات حازمة وواضحة لأطفالهم، وبخاصة الصعبين منهم إزاء سلوكيات فوضوية أو منافية للسلوك الحسن، وليس استجداء الأولاد والتوسل إليهم للكف عنها.
* إذا قررت الأم أن تطبق عقوبة الحجز في غرفة من غرف المنزل لمدة معينة (وهذه عقوبة فعالة في التأديب وتهذيب السلوك) عليها أن تأمر الولد أو البنت بتنفيذ العقوبة فورا وبلا تلكؤ أو تردد. الأمر الذي نعنيه ليس معناه أن تكون عسكرياً تقود أسرتك كما يقود القائد أفراد وحدته العسكرية، وإنما أن تكون حازماً في أسلوبك.
متى تعطى الأوامر للطفل؟
تعطى الأوامر للطفل في الحالتين التاليتين:
1- عندما ترغب أن يكف الطفل عن الاستمرار في سلوك غير مرغوب، وتشعر أنه قد يعصيك إذا ما التمست منه أن يتخلى عنه.
2- إذا وجدت أن على طفلك إظهار سلوك خاص، وتعتقد أنه سيعصيك لو التمست منه هذا إظهار هذا السلوك.
كيف تعطى الأوامر للطفل؟
لنفترض أنك دخلت غرفة الجلوس فوجدت أحمد، ابنك الصعب القيادة، يقفز على مقاعد الجلوس القماشية قفزاً مؤذياً للفراش الذي يغلف هذه المقاعد، وقررت إجبار الولد على الكف عن هذا اللعب التخريبي.
هنا تعطي تعليماتك بالصورة التالية:
1- قطب وجهك واجعل العبوس يعتلي أمارات الوجه.
2- سدد إليه نظرات حادة تعبر عن الغضب والاستياء.
3- ثبت نظرك في عينيه وناده باسمه.
4- أعطه أمراً حازماً صارماً بصوت قاس تقول فيه: "أحمد.. أنت تقفز على المقاعد، وهذا خرق للنظام السائد في البيت.. كف عن هذا السلوك فوراً ولا تقل كلمة واحدة".
5- يجب أن يكون الأمر واضحاً وغير غامض.
مثال: إذا أمرت طفلك بالصيغة التالية: "سميرة تعالي إلى هنا وضعي هذه الألعاب على الرف" فإنها بهذا الأمر الواضح لا عذر لها بالتذرع بأي شيء يمنعها من التنفيذ.
أما لو قلت لها: "لا تتركي الألعاب ملقاة هكذا" فإنها ستتصرف وفق ما يحلو لها عكس مرادك ورغبتك؛ لأن الأمر كان غير واضح.
6- لا تطرح سؤالاً ولا تعط تعليقاً غير مباشر عندما تأمر ابنك أو ابنتك، فلا تقل له: "ليس من المستحسن القفز على المقاعد"، ولا أيضاً "لماذا تقفز على المقاعد؟" لأنه سيرد عليك، وبذلك تعطي لطفلك الفرصة لاختلاق التبريرات، فالقول الحاسم هو أن تأمر طفلك بالكف عن القفز دون إعطاء أي تبرير أو تفسير.
7- إذا تجاهل الطفل أمرك وتمادى في سلوكه المخرب ليعرف إلى أي مدى أنت مصر على تنفيذ أمرك هنا لا يجب عليك اللجوء إلى الضرب أو التهديد لتأكيد إصرارك على أمرك، فمثل رد الفعل هذا قد يعقد الموقف ويزيد عناد الولد وتحديه لك. الحل بسيط نسبياً: ما عليك إلا أن تلجأ إلى حجزه في مكان ما من البيت لمدة معينة.
ثالثاً: الأطفال يحتاجون إلى الانضباط والحب معاً
الانضباط يعني تعليم الطفل السيطرة على ذاته والسلوك الحسن المقبول وطفلك يتعلم احترام ذاته والسيطرة عليها من خلال تلقي الحب والانضباط من جانبك.
لماذا لا يتمكن بعض الآباء من فرض الانضباط على أولادهم؟
يجب أن يكون هناك الوعي الكافي لدى الآباء في الأخذ بالانضباط لتهذيب سلوك أطفالهم وإزالة مقاومتهم حيال ذلك، وهذا يتحقق إذا باشروا برغبة تنبع من داخلهم في تبديل سلوكهم.
يمكن إيجاز الأسباب المتعددة التي تمنع الآباء من تبديل سلوكهم بالآتي:
1- الأم الفاقدة الأمل (اليائسة): تشعر هذه الأم أنها عاجزة عن تبديل ذاتها، وتتصرف دائماً تصرفاً سيئاً متخبطة في مزاجها وسلوكها.
مثال: في اليوم الأخير من المدرسة توقفت الأم للحديث عن ولدها أحمد مع مدرسه. هذه الأم تشكو من سوء سلوك ولدها أينما سنحت لها الفرصة لكل من يستمع لها إلا أنها لم تحاول قط يوماً ضبط سلوك ابنها الصغير، وعندما كانت تتحدث مع المدرس كان ابنها يلعب في برميل النفايات المفتوح.. قالت الأم: أنا عاجزة عن القيام بأي إجراء تجاه سلوك ابني.. إنه لا يتصرف أبداً بما يفترض أن يفعل. وبينما كانت مستغرقة بالحديث مع المعلم شاهد الاثنان كيف أن أحمد يدخل إلى داخل برميل النفايات ويغوص فيه ثم يخرج. توجه المعلم نحو أمه قائلا لها: أترين كيف يفعل ابنك؟! فأجابت الأم: نعم إنه اعتاد أن يتصرف على هذه الصورة، والبارحة قفز إلى الوحل وتمرغ فيه.
الخطأ هنا: أن الأم لم تحاول ولا مرة واحدة منعه من الدخول في النفايات والعبث بها، ولم تسع إلى أن تأمره بالكف عن أفعاله السلوكية السيئة حيث كانت سلبية، متفرجة فقط.
2- الأب الذي لا يتصدى ولا يؤكد ذاته: مثل هذا الأب لا يمتلك الجرأة ولا المقدرة على التصدي لولده. إنه لا يتوقع من ولده الطاعة والعقلانية، وولده يعرف ذلك، وفي بعض الأحيان يخاف الأب فقدان حب ولده له إن لجأ إلى إجباره على ما يكره. كأن يسمع من ابنه: أنا أكرهك. أنت أب مخيف. أرغب أن يكون لي أب جديد غيرك. مثل هذه الأقوال تخيف الوالد وتمنعه من أن يفعل أي شيء يناهض سلوكه وتأديبه.
3- الأم أو الأب الضعيف الطاقة: ونقصد هنا الوالدين ضعيفي الهمة والحيوية، اللذين لا يملكان القوة للتصدي لولدهما العابث المستهتر المفرط النشاط، وقد يكون سبب ضعف الهمة وفقدان الحيوية مرض الأم والأب بالاكتئاب الذي يجعلهما بعيدين عن أجواء الطفل وحياته.
4- الأم التي تشعر بالإثم: ويتجلى هذا السلوك بالأم التي تذم نفسها وتشعر بالإثم حيال سلوك ابنها الطائش، وتحس أن الخطيئة هي خطيئتها في هذا السلوك وهي المسؤولة عن سوء سلوكه، ومثل هذه المشاعر التي تلوم الذات تمنعها من اتخاذ أي إجراء تأديبي ضد سلوك أطفالها.
5- الأم أو الأب الغضوب: في بعض الأحيان نجد الأم أو الأب ينتابهما الغضب والانفعال في كل مرة يؤدبان طفلهما، وسرعان ما يكتشفان أن ما يطلبانه من طفلهما من هدوء وسلوك مقبول يفتقران هما إليه، لذلك فإن أفضل طريقة لضبط انفعالاتهما في عملية تقويم السلوك وتهذيبه هي أن يُلجأ إلى عقوبة الحجز لمدة زمنية رداً على سلوك طفلهما الطائش.
6- الأم التي تواجه باعتراض يمنعها من تأديب الولد: في بعض الأحيان يعترض الأب على زوجته تأديب ولدها أو العكس، لذلك لابد من تنسيق العملية التربوية باتفاق الأبوين على الأهداف والوسائل المرغوبة الواجب تحقيقها في تربية سلوك الأولاد، ويجب عدم الأخذ بأي رأي أو نصيحة يتقدم بها الغرباء فتمنع من تنفيذ ما سبق واتفق عليه الزوجان.
7- الزوجان المتخاصمان: قد تؤدي المشاكل الزوجية وغيرها من المواقف الحياتية الصعبة إلى إهمال مراقبة سلوك الأولاد نتيجة الإنهاك الذي يعتريهما - مثل هذه الأجواء تحتاج إلى علاج أسري، وهذه المسألة تكون من اختصاص المرشد النفسي الذي يقدم العون للوالدين ويعيد للأسرة جوها التربوي السوي.
أولاً: الاتفاق على نهج تربوي موحد بين الوالدين
* إن نمو الأولاد نمواً انفعالياً سليماً وتناغم تكيفهم الاجتماعي يتقرر ولحد بعيد بدرجة اتفاق الوالدين وتوحد أهدافهما في تدبير شؤون أطفالهم. على الوالدين دوماً إعادة تقويم ما يجب أن يتصرفا به حيال سلوك الطفل، ويزيدا من اتصالاتهما ببعضهما خاصة في بعض المواقف السلوكية الحساسة، فالطفل يحتاج إلى قناعة بوجود انسجام وتوافق بين أبويه.
* شعور الطفل بالحب والاهتمام يسهل عملية الاتصال والأخذ بالنصائح التي يسديها الوالدان إليه.
مثال على ذلك الاضطراب الانفعالي الذي يصيب الولد من جراء تضارب مواقف الوالدين من السلوك الذي يبديه:
زكريا عمره أربعة أعوام يعمد إلى استخدام كلمات الرضيع الصغير كلما رغب في شد انتباه والديه، وبخاصة أمه إلى إحدى حاجاته فإذا كان عطشاً فإنه يشير إلى صنبور الماء قائلاً: "أمبو.. أمبو" للدلالة على عطشه.
ترى الأم في هذا السلوك دلالة على الفطنة والذكاء لذا تلجأ إلى إثابته على ذلك، أي تلبي حاجته فتجلب له الماء من ذاك الصنبور.
أما والده فيرى أن الألفاظ التي يستعملها هذا الولد كريهة، فيعمد إلى توبيخه على هذا اللفظ الذي لا يتناسب مع عمره. وهكذا أصبح الطفل واقعاً بين جذب وتنفير، بين الأم الراضية على سلوكه والأب الكاره له ومع مضي الزمن أخذت تظهر على الطفل علامات الاضطراب الانفعالي وعدم الاستقرار على صورة سهولة الإثارة والانفعال والبكاء، وأصبح يتجنب والده ويتخوف منه.
ثانياً: أهمية الاتصال الواضح بين الأبوين والولد
* على الوالدين رسم خطة موحدة لما يرغبان أن يكون عليه سلوك الطفل وتصرفاته.
شجع طفلك بقدر الإمكان للإسهام معك عندما تضع قواعد السلوك الخاصة به أو حين تعديلها، فمن خلال هذه المشاركة يحس الطفل أن عليه أن يحترم ما تم الاتفاق عليه؛ لأنه أسهم في صنع القرار.
على الأبوين عدم وصف الطفل بـ(الطفل السيئ) عندما يخرج عن هذه القواعد ويتحداها، فسلوكه السيئ هو الذي توجه إليه التهمة وليس الطفل، كي لا يحس أنه مرفوض لشخصه مما يؤثر على تكامل نمو شخصيته مستقبلاً وتكيفه الاجتماعي.
مثال على المشاركة في وضع قواعد السلوك: هشام ومحمد طفلان توأمان يحبان أن يتصارعا دوماً في المنزل، وهذه المصارعة كانت مقبولة من قبل الوالدين عندما كانا أصغر سناً (أي: في السنتين من العمر) أما في عمر أربعة أعوام فإن هذا اللعب أضحى مزعجاً بالنسبة للوالدين.
جلس الوالدان مع الطفلين وأخذا يشرحان لهما أن سنهما الآن يمكنهما من أن يفهما القول، ولابد من وجود قواعد سلوكية جديدة تنظم تصرفاتهما وعلاقاتهما ببعضهما.
بادر الولدين بالسؤال: هل يمكننا التصارع في غرفة الجلوس بدلاً من غرفة النوم؟ هنا وافق الأبوان على النظام التالي: المصارعة ممنوعة في أي مكان من المنزل عدا غرفة الجلوس.
* عندما يسن النظام المتفق عليه لابد من تكرار ذكره والتذكير به، بل والطلب من الأطفال أو الطفل بتكراره بصوت مسموع.
كيف تعطى الأوامر الفعالة؟
"أحمد، أرجوك.. اجمع لعبك الملقاة على الأرض وارفعها إلى مكانها".. عندما تخاطب ابنك بهده اللهجة فمعنى ذلك أنها طلب.
أما عندما تقول له: "أحمد، توقف عن رمي الطعام أو تعال إلى هنا وعلق ملابسك التي رميتها على الأرض" فإنك تعطيه أمراً ولا تطلب طلباً.
* يتعين على جميع الآباء إعطاء أوامر أو تعليمات حازمة وواضحة لأطفالهم، وبخاصة الصعبين منهم إزاء سلوكيات فوضوية أو منافية للسلوك الحسن، وليس استجداء الأولاد والتوسل إليهم للكف عنها.
* إذا قررت الأم أن تطبق عقوبة الحجز في غرفة من غرف المنزل لمدة معينة (وهذه عقوبة فعالة في التأديب وتهذيب السلوك) عليها أن تأمر الولد أو البنت بتنفيذ العقوبة فورا وبلا تلكؤ أو تردد. الأمر الذي نعنيه ليس معناه أن تكون عسكرياً تقود أسرتك كما يقود القائد أفراد وحدته العسكرية، وإنما أن تكون حازماً في أسلوبك.
متى تعطى الأوامر للطفل؟
تعطى الأوامر للطفل في الحالتين التاليتين:
1- عندما ترغب أن يكف الطفل عن الاستمرار في سلوك غير مرغوب، وتشعر أنه قد يعصيك إذا ما التمست منه أن يتخلى عنه.
2- إذا وجدت أن على طفلك إظهار سلوك خاص، وتعتقد أنه سيعصيك لو التمست منه هذا إظهار هذا السلوك.
كيف تعطى الأوامر للطفل؟
لنفترض أنك دخلت غرفة الجلوس فوجدت أحمد، ابنك الصعب القيادة، يقفز على مقاعد الجلوس القماشية قفزاً مؤذياً للفراش الذي يغلف هذه المقاعد، وقررت إجبار الولد على الكف عن هذا اللعب التخريبي.
هنا تعطي تعليماتك بالصورة التالية:
1- قطب وجهك واجعل العبوس يعتلي أمارات الوجه.
2- سدد إليه نظرات حادة تعبر عن الغضب والاستياء.
3- ثبت نظرك في عينيه وناده باسمه.
4- أعطه أمراً حازماً صارماً بصوت قاس تقول فيه: "أحمد.. أنت تقفز على المقاعد، وهذا خرق للنظام السائد في البيت.. كف عن هذا السلوك فوراً ولا تقل كلمة واحدة".
5- يجب أن يكون الأمر واضحاً وغير غامض.
مثال: إذا أمرت طفلك بالصيغة التالية: "سميرة تعالي إلى هنا وضعي هذه الألعاب على الرف" فإنها بهذا الأمر الواضح لا عذر لها بالتذرع بأي شيء يمنعها من التنفيذ.
أما لو قلت لها: "لا تتركي الألعاب ملقاة هكذا" فإنها ستتصرف وفق ما يحلو لها عكس مرادك ورغبتك؛ لأن الأمر كان غير واضح.
6- لا تطرح سؤالاً ولا تعط تعليقاً غير مباشر عندما تأمر ابنك أو ابنتك، فلا تقل له: "ليس من المستحسن القفز على المقاعد"، ولا أيضاً "لماذا تقفز على المقاعد؟" لأنه سيرد عليك، وبذلك تعطي لطفلك الفرصة لاختلاق التبريرات، فالقول الحاسم هو أن تأمر طفلك بالكف عن القفز دون إعطاء أي تبرير أو تفسير.
7- إذا تجاهل الطفل أمرك وتمادى في سلوكه المخرب ليعرف إلى أي مدى أنت مصر على تنفيذ أمرك هنا لا يجب عليك اللجوء إلى الضرب أو التهديد لتأكيد إصرارك على أمرك، فمثل رد الفعل هذا قد يعقد الموقف ويزيد عناد الولد وتحديه لك. الحل بسيط نسبياً: ما عليك إلا أن تلجأ إلى حجزه في مكان ما من البيت لمدة معينة.
ثالثاً: الأطفال يحتاجون إلى الانضباط والحب معاً
الانضباط يعني تعليم الطفل السيطرة على ذاته والسلوك الحسن المقبول وطفلك يتعلم احترام ذاته والسيطرة عليها من خلال تلقي الحب والانضباط من جانبك.
لماذا لا يتمكن بعض الآباء من فرض الانضباط على أولادهم؟
يجب أن يكون هناك الوعي الكافي لدى الآباء في الأخذ بالانضباط لتهذيب سلوك أطفالهم وإزالة مقاومتهم حيال ذلك، وهذا يتحقق إذا باشروا برغبة تنبع من داخلهم في تبديل سلوكهم.
يمكن إيجاز الأسباب المتعددة التي تمنع الآباء من تبديل سلوكهم بالآتي:
1- الأم الفاقدة الأمل (اليائسة): تشعر هذه الأم أنها عاجزة عن تبديل ذاتها، وتتصرف دائماً تصرفاً سيئاً متخبطة في مزاجها وسلوكها.
مثال: في اليوم الأخير من المدرسة توقفت الأم للحديث عن ولدها أحمد مع مدرسه. هذه الأم تشكو من سوء سلوك ولدها أينما سنحت لها الفرصة لكل من يستمع لها إلا أنها لم تحاول قط يوماً ضبط سلوك ابنها الصغير، وعندما كانت تتحدث مع المدرس كان ابنها يلعب في برميل النفايات المفتوح.. قالت الأم: أنا عاجزة عن القيام بأي إجراء تجاه سلوك ابني.. إنه لا يتصرف أبداً بما يفترض أن يفعل. وبينما كانت مستغرقة بالحديث مع المعلم شاهد الاثنان كيف أن أحمد يدخل إلى داخل برميل النفايات ويغوص فيه ثم يخرج. توجه المعلم نحو أمه قائلا لها: أترين كيف يفعل ابنك؟! فأجابت الأم: نعم إنه اعتاد أن يتصرف على هذه الصورة، والبارحة قفز إلى الوحل وتمرغ فيه.
الخطأ هنا: أن الأم لم تحاول ولا مرة واحدة منعه من الدخول في النفايات والعبث بها، ولم تسع إلى أن تأمره بالكف عن أفعاله السلوكية السيئة حيث كانت سلبية، متفرجة فقط.
2- الأب الذي لا يتصدى ولا يؤكد ذاته: مثل هذا الأب لا يمتلك الجرأة ولا المقدرة على التصدي لولده. إنه لا يتوقع من ولده الطاعة والعقلانية، وولده يعرف ذلك، وفي بعض الأحيان يخاف الأب فقدان حب ولده له إن لجأ إلى إجباره على ما يكره. كأن يسمع من ابنه: أنا أكرهك. أنت أب مخيف. أرغب أن يكون لي أب جديد غيرك. مثل هذه الأقوال تخيف الوالد وتمنعه من أن يفعل أي شيء يناهض سلوكه وتأديبه.
3- الأم أو الأب الضعيف الطاقة: ونقصد هنا الوالدين ضعيفي الهمة والحيوية، اللذين لا يملكان القوة للتصدي لولدهما العابث المستهتر المفرط النشاط، وقد يكون سبب ضعف الهمة وفقدان الحيوية مرض الأم والأب بالاكتئاب الذي يجعلهما بعيدين عن أجواء الطفل وحياته.
4- الأم التي تشعر بالإثم: ويتجلى هذا السلوك بالأم التي تذم نفسها وتشعر بالإثم حيال سلوك ابنها الطائش، وتحس أن الخطيئة هي خطيئتها في هذا السلوك وهي المسؤولة عن سوء سلوكه، ومثل هذه المشاعر التي تلوم الذات تمنعها من اتخاذ أي إجراء تأديبي ضد سلوك أطفالها.
5- الأم أو الأب الغضوب: في بعض الأحيان نجد الأم أو الأب ينتابهما الغضب والانفعال في كل مرة يؤدبان طفلهما، وسرعان ما يكتشفان أن ما يطلبانه من طفلهما من هدوء وسلوك مقبول يفتقران هما إليه، لذلك فإن أفضل طريقة لضبط انفعالاتهما في عملية تقويم السلوك وتهذيبه هي أن يُلجأ إلى عقوبة الحجز لمدة زمنية رداً على سلوك طفلهما الطائش.
6- الأم التي تواجه باعتراض يمنعها من تأديب الولد: في بعض الأحيان يعترض الأب على زوجته تأديب ولدها أو العكس، لذلك لابد من تنسيق العملية التربوية باتفاق الأبوين على الأهداف والوسائل المرغوبة الواجب تحقيقها في تربية سلوك الأولاد، ويجب عدم الأخذ بأي رأي أو نصيحة يتقدم بها الغرباء فتمنع من تنفيذ ما سبق واتفق عليه الزوجان.
7- الزوجان المتخاصمان: قد تؤدي المشاكل الزوجية وغيرها من المواقف الحياتية الصعبة إلى إهمال مراقبة سلوك الأولاد نتيجة الإنهاك الذي يعتريهما - مثل هذه الأجواء تحتاج إلى علاج أسري، وهذه المسألة تكون من اختصاص المرشد النفسي الذي يقدم العون للوالدين ويعيد للأسرة جوها التربوي السوي.
زوجة مطيعة- مستشار
- عدد المساهمات : 320
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
السٌّمعَة : 22
رد: اثر الخلافات الزوجية على الابناء
الأم تريد طفلها هادئاً عاقلاً يحل مشكلاته بالحوار.. والأب يريده قوياً يأخذ حقه بالقوة، ويخاف منه زملاؤه!
الأم تعتقد أن الخوف على أبنائها وحمايتهم الزائدة ستجنبهم المشكلات.. والأب يؤمن بأن الحماية الزائدة قد تفسد الطفل، ولا تجعله قادراً على تحمل المسؤولية وحل مشكلاته بنفسه!
والاثنان قد يختلفان- أيضاً- عل نوعية الطعام الذي يتناوله صغارهما، وعلى الملبس، وعلى المدرسة التي سوف يسجلان الأبناء فيها!
وقد يتنازل أحدهما ويترك المجال للآخر يفعل ما يشاء، أو قد يستمر الخلاف ليشغل الوالدين عن الهدف الرئيس، وهو التربية الجيدة لصغارهما.. بل قد يصل الأمر إلى الانشغال التام بالخلاف عن رسم خطة واضحة المعالم لشكل الحياة التي يريدونها لأبنائهما!
يعود الخلاف على شكل التربية ووسائلها إلى عدد من الأسباب، منها تاريخ الأسرة التي انحدر منها أحد الوالدين، أو بسبب تجارب مر بها، أو ثقافات معينة تعامل معها، أو درجة من العلم وصل إليها دون الآخر.. ولكن لابد أن يلتقي الاثنان في نقطة يحلان فيها خلافاتهما ويركزان على هدف واحد لمصلحة أبنائهما الذين هم أمانة بين أيديهما.
أنماط أربعة
أنماط الشخصية أربعة، وهي صفات فردية قد تكون لدى الأب أو الأم، وتؤثر بطريقة ما على شخصية الأبناء ومستقبلهم، وتلك الأنماط الأربعة، هي:
* الشخصية الاستبدادية: التي تتوقع من أبنائها أتباع القواعد والقوانين التي تضعها، ولو فشل الأبناء في أتباع أحدها فالعقاب هو الحل والمصير المحتوم.. ولا تستطيع هذه الشخصية شرح الأسباب التي جعلتها تضع مثل تلك القوانين، وإذا طُلب منها ذلك يكون الرد: "لأني أريد هذا الشيء أن يمضي"، هذه الشخصية لها متطلبات عدة، ولكنها غير متجاوبة بشكل إيجابي مع متطلبات أبنائها، وبالتالي تنتج أبناء مذعنين يطيعون الأوامر، ماهرين في عملهم ولكنهم أقل سعادة وأقل اندماجاً مع المجتمع، كما أن ثقة الأبناء بأنفسهم قليلة.
* الشخصية الحازمة المسؤولة: تضع القوانين والقواعد، وتتوقع أن يتبعها الأبناء، ولكنها أكثر ديمقراطية وأكثر تحملاً لمسؤولية أبنائها، كما أنها أكثر إنصاتاً لهم، ولديها القدرة على الإجابة عن أسئلتهم المختلفة.. وعندما يفشل الأبناء في أتباع إحدى القواعد فهذه الشخصية تكون أكثر تفهماً وتسامحاً، كما أنها حازمة ولكن دون فضول أو شدة زائدة، تقدم الدعم لأبنائها عندما يحتاجونه بالشكل المناسب، تحب أن ترى أبناءها أيضاً حازمين ولكن أيضاً مسؤولين، تحب أن يكون الأبناء مسيطرين على أنفسهم وفي الوقت نفسه متعاونين.
هذه الشخصية تنتج أبناء سعداء، قادرين على أداء المهام الموكلة بهم وأكثر نجاحاً.
* الشخصية المتسامحة المتساهلة: لا تطالب أبناءها بالكثير، سواء من الناحية الشخصية أو الأخلاقية، وهي شخصية غير منضبطة، وعاجزة عن التربية الصحيحة، وعادة ما تكون كثيرة التحدث مع صغارها، ولا توجد حدود بينها وبينهم، فهي تقريباً صديق وليس أباً، تقدم للأبناء أكثر مما يطلبونه منها.
هذه الشخصية تنتج أبناء أقل سعادة، وأكثر عرضة للمشكلات كما أن أداءهم المدرسيّ ضعيف.
* الشخصية المنعزلة المسالمة: تتميز بقلة طلباتها، وعدم تحملها المسؤولية، واتصالها الضعيف مع أبنائها، ورغم أنها توفر لصغارها متطلباتهم الأساسية إلا إنها منفصلة عن حياتهم، وقد تصل الأمور بتلك الشخصية إلى إهمال احتياجات أبنائها ولكن هذا في أسوأ الحالات.
هذه الشخصية تنتج أبناء أقل قدرة في التحكم بأهوائهم، كما أنهم أقل احتراماً لذاتهم، غير مؤهلين للتعامل مع المحيط الخارجي مقارنة باقرانهم.
- نهج متماسك
إن نمط الشخصية نتاج عدة عوامل: ثقافية وشخصية وأسرية وتجارب قديمة وحالات نفسية ومستوى تعليمي وديني.
وقد تندمج شخصية الأب والأم لتعطي مزيجاً خاصاً في كل أسرة، المهم أن يتفق الاثنان مهما كان نوع شخصية كل منهما على الالتقاء في نقطة مشتركة، والاستفادة من تلك الاختلافات في وضع نهج متماسك من أجل أبناء أكثر سعادة وأكثر احتراماً لذواتهم.
ولكن، ماذا إذا لم يستطيع الوالدان الوصول إلى هذا النهج؟
- حلول مقترحة
أولاً: الاتفاق على ما يرغب كلا الوالدين في تربية أبنائهما عليه، سواء كان هذا الإتفاق شفهياً أو مكتوباً، والنظر إلى هدف واحد، وهو مصلحة الصغار، وهذا شيء لن يختلف عليه اثنان، ومجرد الاتفاق على تلك النقاط يعد بداية الطريق للتعاون.
ثانياً: الاتفاق على وسيلة التربية، وأن يقنع كل طرف الآخر بما يراه مناسباً، ويدعم كل منهما الآخر في مناسبات عدة يتولى فيها أحدهما توصيل الرسالة المهمة للابن بالتبادل، ولكن من المهم أن يشعر الصغير أنكما متفقان على ما يُملى عليه.
ثالثاً: لا تظهرا الخلاف على عقاب معين أمام الأبناء؛ لأنه لن يأخذ الأمر على محل الجد، بل سيكون متأكداً أن العقاب سوف يُخترق بمجرد أن يستفرد بأحد الوالدين.
رابعاً: قد يحدث الخلاف الأكبر عندما يرى احد الوالدين أن وسيلة العقاب غير مجدية لتربية الصغار، ويرى الطرف الآخر عكس ذلك، وهنا يبدأ الطفل- وهو كائن بذاته- في الميل إلى كره الطرف المحب لوسيلة العقاب، وهذا ما يجب تجنبه أثناء تربية الصغار.
- شخصيتان مختلفتان
خامساً: عندما تكون شخصية أحد الوالدين "استبدادية"، وشخصية الآخر "منعزلة" يصبح الأمر أكثر تعقيداً، ولكنه قابل للحل إذا أراد الوالدان أن يتفقا على أمور مشتركة بينهما.. وفي هذه الحالة يقترح المختصون التالي:
- على الطرف ذي الشخصية الاستبدادية أن يبدأ بالنزوح نحو الشخصية الحازمة، وذلك بزيادة الاهتمام والإنصات لأبنائه وإعطائهم الفرصة في المشاركة في التخطيط للأنشطة الأسرية وفي وضع القرار.. ومحاولة الدخول إلى عالم الصغار ومعرفة وجهات نظرهم في حياتهم الأسرية؛ وذلك بقراءة المواضيع الخاصة بتطور الطفل وشخصية، ومحاولة تفهم متطلباته، وقضاء أوقات أكثر مع الأبناء.
- على صاحب الشخصية المنعزلة المسالمة أن يبدأ بالتحرك نحو الشخصية الحازمة، وهذا عن طريق وضع قائمة بالأشياء الجيدة التي يتوقعها من صغاره، كتصرف جيد، أو تفوق معين، أو أخلاق معينه، وعليه أيضاً التدرب على قول كلمة "لا" لأبنائه.. ومن المهم أيضاً معرفة طرق تربية الصغار، وكيفية تقييم تصرفاتهم، وأساليب التعامل مع التصرفات غير المقبولة.. بالإضافة إلى تدريب الطفل على التحكم في تصرفاته واحترام ذاته واحترام من هم أكبر منه سناً وتقوية علاقاته مع من هم في مثل عمره.
ولكي تتفق الشخصيتان السابقتان، فإن ذلك يحتاج إلى بذل بعض الجهد والتعاون، ولكنه جهد سيرى الطرفان نتائجه الإيجابية الثمرة في أطفالهما.
سادساً: قد يكون لتاريخ أسرة الفرد دور كبير في صياغة شخصيته التربوية، وينعكس هذا بدوره على طريقة تربيته لأبنائه وتصوره لشكل العلاقة التي يجب أن تكون بين الوالد وأبنائه.. ومن المهم أن ندرك ذلك ونتصرف على أساسه ونعلم أن الطرف الآخر له قناعاته أيضاً وشخصيته المستقلة التي صاغتها أيام حياته مع أسرته.
وعندما ندرك ذلك تصبح المسألة أسهل في الاتفاق على صياغة نهج جديد خاص بنا كأسرة لها أبناء وتعيش في ظروف مختلفة وعصر مختلف.. وهذا الاتفاق يأتي عن طريق مناقشة النقاط المهمة التي نشأ عليها كلا الوالدين وهل هي مناسبة للوقت الحالي.
كما يمكن أن تجعل ذكرياتك الجميلة موضوع نقاش مع صغارك وليس وسيلة لفرض رأيك الذي تعود جذوره لوقت مضى.. ومن المهم أن تحترم ذكريات الطرف الآخر والمبادئ التي تربي عليها، وعدم إفساح المجال لتجارب حزينة أو سلبية مرت عليك في طفولتك للتأثير في اتخاذك قراراً مهماً لأسرتك.. ولكن عليك النظر إلى الموضوع من كل جوانبه ودراسته، واتخاذ القرار السليم دون ترك المجال للعواطف في صياغة أي قرارات مهمة تخص الأسرة.
الأم تعتقد أن الخوف على أبنائها وحمايتهم الزائدة ستجنبهم المشكلات.. والأب يؤمن بأن الحماية الزائدة قد تفسد الطفل، ولا تجعله قادراً على تحمل المسؤولية وحل مشكلاته بنفسه!
والاثنان قد يختلفان- أيضاً- عل نوعية الطعام الذي يتناوله صغارهما، وعلى الملبس، وعلى المدرسة التي سوف يسجلان الأبناء فيها!
وقد يتنازل أحدهما ويترك المجال للآخر يفعل ما يشاء، أو قد يستمر الخلاف ليشغل الوالدين عن الهدف الرئيس، وهو التربية الجيدة لصغارهما.. بل قد يصل الأمر إلى الانشغال التام بالخلاف عن رسم خطة واضحة المعالم لشكل الحياة التي يريدونها لأبنائهما!
يعود الخلاف على شكل التربية ووسائلها إلى عدد من الأسباب، منها تاريخ الأسرة التي انحدر منها أحد الوالدين، أو بسبب تجارب مر بها، أو ثقافات معينة تعامل معها، أو درجة من العلم وصل إليها دون الآخر.. ولكن لابد أن يلتقي الاثنان في نقطة يحلان فيها خلافاتهما ويركزان على هدف واحد لمصلحة أبنائهما الذين هم أمانة بين أيديهما.
أنماط أربعة
أنماط الشخصية أربعة، وهي صفات فردية قد تكون لدى الأب أو الأم، وتؤثر بطريقة ما على شخصية الأبناء ومستقبلهم، وتلك الأنماط الأربعة، هي:
* الشخصية الاستبدادية: التي تتوقع من أبنائها أتباع القواعد والقوانين التي تضعها، ولو فشل الأبناء في أتباع أحدها فالعقاب هو الحل والمصير المحتوم.. ولا تستطيع هذه الشخصية شرح الأسباب التي جعلتها تضع مثل تلك القوانين، وإذا طُلب منها ذلك يكون الرد: "لأني أريد هذا الشيء أن يمضي"، هذه الشخصية لها متطلبات عدة، ولكنها غير متجاوبة بشكل إيجابي مع متطلبات أبنائها، وبالتالي تنتج أبناء مذعنين يطيعون الأوامر، ماهرين في عملهم ولكنهم أقل سعادة وأقل اندماجاً مع المجتمع، كما أن ثقة الأبناء بأنفسهم قليلة.
* الشخصية الحازمة المسؤولة: تضع القوانين والقواعد، وتتوقع أن يتبعها الأبناء، ولكنها أكثر ديمقراطية وأكثر تحملاً لمسؤولية أبنائها، كما أنها أكثر إنصاتاً لهم، ولديها القدرة على الإجابة عن أسئلتهم المختلفة.. وعندما يفشل الأبناء في أتباع إحدى القواعد فهذه الشخصية تكون أكثر تفهماً وتسامحاً، كما أنها حازمة ولكن دون فضول أو شدة زائدة، تقدم الدعم لأبنائها عندما يحتاجونه بالشكل المناسب، تحب أن ترى أبناءها أيضاً حازمين ولكن أيضاً مسؤولين، تحب أن يكون الأبناء مسيطرين على أنفسهم وفي الوقت نفسه متعاونين.
هذه الشخصية تنتج أبناء سعداء، قادرين على أداء المهام الموكلة بهم وأكثر نجاحاً.
* الشخصية المتسامحة المتساهلة: لا تطالب أبناءها بالكثير، سواء من الناحية الشخصية أو الأخلاقية، وهي شخصية غير منضبطة، وعاجزة عن التربية الصحيحة، وعادة ما تكون كثيرة التحدث مع صغارها، ولا توجد حدود بينها وبينهم، فهي تقريباً صديق وليس أباً، تقدم للأبناء أكثر مما يطلبونه منها.
هذه الشخصية تنتج أبناء أقل سعادة، وأكثر عرضة للمشكلات كما أن أداءهم المدرسيّ ضعيف.
* الشخصية المنعزلة المسالمة: تتميز بقلة طلباتها، وعدم تحملها المسؤولية، واتصالها الضعيف مع أبنائها، ورغم أنها توفر لصغارها متطلباتهم الأساسية إلا إنها منفصلة عن حياتهم، وقد تصل الأمور بتلك الشخصية إلى إهمال احتياجات أبنائها ولكن هذا في أسوأ الحالات.
هذه الشخصية تنتج أبناء أقل قدرة في التحكم بأهوائهم، كما أنهم أقل احتراماً لذاتهم، غير مؤهلين للتعامل مع المحيط الخارجي مقارنة باقرانهم.
- نهج متماسك
إن نمط الشخصية نتاج عدة عوامل: ثقافية وشخصية وأسرية وتجارب قديمة وحالات نفسية ومستوى تعليمي وديني.
وقد تندمج شخصية الأب والأم لتعطي مزيجاً خاصاً في كل أسرة، المهم أن يتفق الاثنان مهما كان نوع شخصية كل منهما على الالتقاء في نقطة مشتركة، والاستفادة من تلك الاختلافات في وضع نهج متماسك من أجل أبناء أكثر سعادة وأكثر احتراماً لذواتهم.
ولكن، ماذا إذا لم يستطيع الوالدان الوصول إلى هذا النهج؟
- حلول مقترحة
أولاً: الاتفاق على ما يرغب كلا الوالدين في تربية أبنائهما عليه، سواء كان هذا الإتفاق شفهياً أو مكتوباً، والنظر إلى هدف واحد، وهو مصلحة الصغار، وهذا شيء لن يختلف عليه اثنان، ومجرد الاتفاق على تلك النقاط يعد بداية الطريق للتعاون.
ثانياً: الاتفاق على وسيلة التربية، وأن يقنع كل طرف الآخر بما يراه مناسباً، ويدعم كل منهما الآخر في مناسبات عدة يتولى فيها أحدهما توصيل الرسالة المهمة للابن بالتبادل، ولكن من المهم أن يشعر الصغير أنكما متفقان على ما يُملى عليه.
ثالثاً: لا تظهرا الخلاف على عقاب معين أمام الأبناء؛ لأنه لن يأخذ الأمر على محل الجد، بل سيكون متأكداً أن العقاب سوف يُخترق بمجرد أن يستفرد بأحد الوالدين.
رابعاً: قد يحدث الخلاف الأكبر عندما يرى احد الوالدين أن وسيلة العقاب غير مجدية لتربية الصغار، ويرى الطرف الآخر عكس ذلك، وهنا يبدأ الطفل- وهو كائن بذاته- في الميل إلى كره الطرف المحب لوسيلة العقاب، وهذا ما يجب تجنبه أثناء تربية الصغار.
- شخصيتان مختلفتان
خامساً: عندما تكون شخصية أحد الوالدين "استبدادية"، وشخصية الآخر "منعزلة" يصبح الأمر أكثر تعقيداً، ولكنه قابل للحل إذا أراد الوالدان أن يتفقا على أمور مشتركة بينهما.. وفي هذه الحالة يقترح المختصون التالي:
- على الطرف ذي الشخصية الاستبدادية أن يبدأ بالنزوح نحو الشخصية الحازمة، وذلك بزيادة الاهتمام والإنصات لأبنائه وإعطائهم الفرصة في المشاركة في التخطيط للأنشطة الأسرية وفي وضع القرار.. ومحاولة الدخول إلى عالم الصغار ومعرفة وجهات نظرهم في حياتهم الأسرية؛ وذلك بقراءة المواضيع الخاصة بتطور الطفل وشخصية، ومحاولة تفهم متطلباته، وقضاء أوقات أكثر مع الأبناء.
- على صاحب الشخصية المنعزلة المسالمة أن يبدأ بالتحرك نحو الشخصية الحازمة، وهذا عن طريق وضع قائمة بالأشياء الجيدة التي يتوقعها من صغاره، كتصرف جيد، أو تفوق معين، أو أخلاق معينه، وعليه أيضاً التدرب على قول كلمة "لا" لأبنائه.. ومن المهم أيضاً معرفة طرق تربية الصغار، وكيفية تقييم تصرفاتهم، وأساليب التعامل مع التصرفات غير المقبولة.. بالإضافة إلى تدريب الطفل على التحكم في تصرفاته واحترام ذاته واحترام من هم أكبر منه سناً وتقوية علاقاته مع من هم في مثل عمره.
ولكي تتفق الشخصيتان السابقتان، فإن ذلك يحتاج إلى بذل بعض الجهد والتعاون، ولكنه جهد سيرى الطرفان نتائجه الإيجابية الثمرة في أطفالهما.
سادساً: قد يكون لتاريخ أسرة الفرد دور كبير في صياغة شخصيته التربوية، وينعكس هذا بدوره على طريقة تربيته لأبنائه وتصوره لشكل العلاقة التي يجب أن تكون بين الوالد وأبنائه.. ومن المهم أن ندرك ذلك ونتصرف على أساسه ونعلم أن الطرف الآخر له قناعاته أيضاً وشخصيته المستقلة التي صاغتها أيام حياته مع أسرته.
وعندما ندرك ذلك تصبح المسألة أسهل في الاتفاق على صياغة نهج جديد خاص بنا كأسرة لها أبناء وتعيش في ظروف مختلفة وعصر مختلف.. وهذا الاتفاق يأتي عن طريق مناقشة النقاط المهمة التي نشأ عليها كلا الوالدين وهل هي مناسبة للوقت الحالي.
كما يمكن أن تجعل ذكرياتك الجميلة موضوع نقاش مع صغارك وليس وسيلة لفرض رأيك الذي تعود جذوره لوقت مضى.. ومن المهم أن تحترم ذكريات الطرف الآخر والمبادئ التي تربي عليها، وعدم إفساح المجال لتجارب حزينة أو سلبية مرت عليك في طفولتك للتأثير في اتخاذك قراراً مهماً لأسرتك.. ولكن عليك النظر إلى الموضوع من كل جوانبه ودراسته، واتخاذ القرار السليم دون ترك المجال للعواطف في صياغة أي قرارات مهمة تخص الأسرة.
زوجة مطيعة- مستشار
- عدد المساهمات : 320
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
السٌّمعَة : 22
شام- مساعد مدير المنتدى
- عدد المساهمات : 1616
العمر : 48
تاريخ التسجيل : 12/12/2008
السٌّمعَة : 77
رد: اثر الخلافات الزوجية على الابناء
فعلاً يعطيك العافية على هذا الطرح الرائع , إن عدم تناغم أسلوب التربية , يدل على عدم إنسجام الوالدين , ولا بد من رؤية واضحة للعلاقة الزوجية لتوحيد الأراء والإنسجام في اسلوب الحياة الذي سوف يوصل الأبوين لطريقة موحدة في مساعدة الصغار لشق طريقهم في الحياة بلا عثرات ومتناقضات مربكة .
لك إحترامي
لك إحترامي
د محمد سردار رحمه الله- مستشار المنتدى وكبير المشرفين
- عدد المساهمات : 3791
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 24/12/2008
السٌّمعَة : 259
زوجة مطيعة- مستشار
- عدد المساهمات : 320
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 15/06/2009
السٌّمعَة : 22
مواضيع مماثلة
» الخلافات الزوجية
» الخلافات الزوجية
» الخلافات الزوجية.. فن وذوق!
» نصائح لحل الخلافات الزوجية
» الخلافات الزوجية/ المشكلة ...والحل
» الخلافات الزوجية
» الخلافات الزوجية.. فن وذوق!
» نصائح لحل الخلافات الزوجية
» الخلافات الزوجية/ المشكلة ...والحل
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin