العلاقة الزوجية .. دروس و عبر .. ؟؟

كلام جميل , ومدعم بالشواهد التي هي من خير الأمثلة . لا شك في هذا وإن من يستوعب أبسط القواعد في منهجية الحياة الصحيحة , أبسطها , يمكن أن يعيش راضياً مرضياً .
لن تحص على الهرباء إلا حين تدفع ثمنها , ولن تحصل على الطعام إلا حين تشتري مكوناته ومن ثم تقوم بالطهي , وأنت لن يحبك الناس ويقولون لك صباح الخير , إلا حين تبادر بالسلام وتكون لطيفاً في تصرفاتك . كل ذلك لن يحصل إذا لم تكن تعمل , والعمل يتطلب مؤهلات , عليك بالمثابرة والتعلم لتصل إليها وكلما بذلت جهداً أكبر فيما يتمحور حول مؤهلاتك كلما رغب بك سوق العمل أكثر .
لنرى أين وصلنا تعلمت , وبذلت مجهوداً كبيراً في ذلك وأحسنت في تصرفاتك مع الناس , وتقدمت للعمل فرغب بك لأنك تمتلك الأخلاق والمؤهل الذي يدخلك في عداد الإنتاج , ها أنت قطعت كل المراحل لتحط في أهم مرحلة في حياتك , إنها مرحلة الزواج .
بحثوا لك وهذا هو الأصح , وإختاروا لك , ورأيت وأقدمت وكل ذلك من بعد التوكل على الله . وتزوجت , وبدأت حياتك الزوجية . كل ذلك يحدث بسلاسة لأنك من الأصل تمشي وفق معايير أخلاقية .
بدأت مرحلة القيادة لبقية العمر , لا بد من وجود قائد ولا بد من وجود متصرف , لا بد وليس بالضرورة لأنهما معاً , فالعمل كثير ولا يمكن لواحد أن يفعله , قد يكون الرجل قادراً على أداء معظم مستلزمات الحياة , ولكنه لن ينقدم في حياته إن لم يكن هنالك من يراعيه ويمنحه التفرغ والراحة للتقدم في قدراته .
كل شيء جميل , وهذا لا يأتي إلا حين تكون المرأة فاهمة ومتفهمة لدورها في الحياة الذي حقيقة تتوقف عليه حياة هذا المنزل بأكمله , فتقدمه لا يحصل إلا من خلالها وبالتالي تدهوره لا يحصل إلا بفضلها .
وكرجل أعطي راي كما أراه وأتصرفه في حياتي :
النساء اللواتي يعش في كنف رجل يفهم تماماً ويقدر ويحترم المرأة , ويعطيها حقها في الحياة ليأخذ بالتالي بعضاً أو أكثر أو كلاً من حقوقه عليهن أن يفهمن ذلك .
أعجبتني فكرة التغيرات السيولوجية عند المرأة وتشبيبهها بتقلبات الطقس , جميل , في فصل الشتاء وعندما تهطل الأمطار , نخرج ونحن نحمل مظلة , حتى وإن لم تكن تمطر فثمة توقع في الشتاء لهطول الأمطار . وإن لم يكن هناك داع للخروج نمكث في البيت .
أحياناً يحدث أن نخرج والشمس كشرقة , والسماء صافية , وفجأة ينقلب الطقس إلى أمطار وريح وبرد مما يصيبنا بمرض قد يتطور إلى بضعة أسابيع مؤلمة , ولكن هذا لا يحدث إلا في شهر شباط (فبراير) وكما يقال عنه شهر شباط ما على كلامه رباط اي لا يمكنك الإعتماد عليه , تعلمنا ذلك , وعلينا الإحتياط إن كان لزاماً علينا الخروج من المنزل للعمل مثلاً .
أعود للنساء عندما تكون معايير الأخلاق عن الزوج عالية بما يكفي ليمنحك الراحة والسكينة فهذا لا يستدعي منك إلا المعاملة بالمثل . تحسنين إليه كما أحسن إليك , يعني أن الأسبقية في جودة التعامل أتت منه ولذلك هو ينتظر أن تكوني أنت على مستوى كاف من الإحسان وبأية نسبة , وتكون مقبولة لديه , فتسير الحياة بسعادة . ولكن قد يحدث أن تعتبر المرأة ولا أدري من أين تأتي بمثل هذه الأفكار أن زوجها يحبها ويقدم لها كل ما تريد ولا يمكن أن يستغني عنها , لذلك عليها أن تبقيه هكذا وتطالبه بالمزيد , وتعتبر هذه الأمور من المسلمات بها ليفهم أن دوره هكذا وعليه أن يستمر دون أي إعتبارات أخرى , ويتمل الرجل ذلك , ويصبر , ويسكت , ثم فجأة ونتيجة للتمادى في الأخذ دون أن يقترب منه العطاء , ينفجر وتؤدي الشظايا المتبعثرة منه إلى دمار المنزل , ولاطبع تكون الأضرار الأكثر وضوحاً في الأجزاء الطرية من أجمل تحف المنزل التي يدفع المرء عمره ثمناً فيها , الأطفال .
ماذا حصدت الأنانية , خراب , خراب لا يعيده إلى ما كان عليه اي تعويض و ولا يمكن أن تحل طوبة مكان أخرى لتسد ما تداعى مهما كان , أما القدرة على تكوين بيت جديد فهذا يعني جديد , ولكن ترى من يلم الحطام .
اقول ذلك مشترطاً أن الرجل قد أدى ما عليه من واجبات ليحق له أن يحصل على حقوقه .
الموضوع يتعلق بتفهم الزوجين معاً وليس طرف واحد فقط .
وقد ذكرت في المقال أن الجنس ليس وحده الذي يمنح كلمة زواج الجمالية , إنه مجموعة أمور أحدها الجنس . أدي ما عليك لتحصل على ما تريد , ولا تنسى تقلبات السعر والأسواق فقد تدفع كثيراً لتأخذ مقابله أقل , وفي اليوم التالي يتغير الأمر فتدفع القليل لتحصل على أكثر مما هو متوقع , فتفرح وهنا يتضح معنى الحياة ومعنى أن لكل واجباته الخاصة به والتي لا يمكن أن تسير الحياة من غيرها .