متى يكون الاعتذار سبباً لمشكلة وليس حلاً لها؟؟

أكتبُ لكم عن مشكلة قد لايعتبرها البعض كذلك إما لجهلهم بها أو قلة تصورهم لعواقبها و أنا أرى أنه توجد داخل البيوت دون أن يُلقى لها بالاً أو يتنبه لها الأزواج .
إن القضية التي سوف أحدثكم اليوم عنها هي قضية " الاعتذار " لا أقصد انعدام الاعتذار بين الزوجين بل إنني سأخبركم عن الزوج عندما يعتذر لزوجته أو العكس فإنهما يسببان مشكلة قد تكبر مع الزمن .
ولتوضيح ذلك سأحصر موضوعي في نقاط . ومن كانت عنده زيادة فليخبرنا بها .
فأقول وبا لله التوفيق : متى يكون الاعتذار سبباً لمشكلة وليس حلاً لها؟؟

أولاً .. في حالة عدم تقبل الآخر لعذر الأول أو اعتذاره . مثلاً :تخاصم زوجان وغضبا من بعضهما وكانت الزوجة هي المخطئة ثم أحست بخطئها فأتت معتذرة لزوجها لكنه لم يقبل اعتذارها بل وزاد أن أشاح بوجهه عنها وهي ماتزال ترجوه أن يعفو عنها و أنها لم تكن تقصد ما قالته لكنه لحظة غضب ، وهو لم يزد إلا عناداً واستكباراً عليها ويقول في نفسه ( خلها تتأدب عشان ما تعيدها ) مثل هذا التصرف قد يعتبره الأزواج شيئاً عادياً لكنه والله ليحز في النفوس خاصةً نفس المرأة بحكم أنها ضعيفة . ستجدها فوراً أرسلتْ دموعها وذهبت لتخلو بنفسها وهنا يفرح الشيطان ويجد أنها فرصة لاتُعوض لاحداث الشقاق بين الزوجين فيبدأ الشيطان يقول لها لو كان يحبكِ لقبل اعتذاركِ !! لقد وجدها فرصة حتى يهجرك ولايكلمكِ ويكفيكَ هذا الذل الذي بينتيه لزوجكِ .. أليس لديكِ كرامة !! لا تسكتي عن حقك فأنتِ اعتذرتِ وهو لم يقبل . الآن اهجريه ودعيه هو الذي يعتذر لكَ .
فتترك المرأة زوجها وهو ينتظر منها اعتذاراً آخر وكل واحدٍ منهما يبرر موقفه بمسألة الكرامة ثم تضيع الحياة الزوجية بسبب هذا .
فهل فطنتَ أيها الزوج وها فطنتِ أيتها الزوجة لسوء تصرفكما .

ثانياً .. الجهل بأسلوب الاعتذار . قد يخطيء أحد الزوجين على الآخر و أراد أن يعتذر له لكنه لايعرف أن يختار كلمات مناسبة وبدلاً من أن يحل المشكلة أحدثها للطرف الآخر فإنه يزرع مشكلة جديدة .
انظر ماذا يقول الشيخ أنس سعيد بن مسفر في هذا الجانب بعض النساء تأتي لتعتذر لكنها لا تعرف تعتذر [ تجي تقول له : شوف والله إنك غلطان عليّ لكن ذي المرة بسامحك - وهي غلطانة - لكن قالت والله بسامحك عشان ما أقعد زعلانة وتقعد زعلان أنا ما أحب أحد يقعد زعلان في البيت بسامحك لكن تراها المرة الأخيرة ] لا أريد رضاك ولا أريد مسامحتكِ . يجب أن تعرف المرأة كيف تصالح زوجها . نقلاً من شريط حتى لايكون الزواج مأساة
مثال آخر : رجل أخطأ في حق زوجته وسب أهلها فغضبت الزوجة من أجل ذلك فأراد الاعتذار لها فيقول : أنتِ غاضبة ؟؟ ثم يقول : صحيح أن أهلكِ فيهم الذي قلتُ عنهم لكن أنا آسف لن أكررها !!!!
فأي اعتذارٍ هذا .
أيضاً .. امرأة أصرت أن يذهب بها زوجها إلى السوق مثلاً وهو رافض لسببٍ ما وهي مصرة فتشادا بالكلام حتى غضب الزوج فلما أرادتْ أن تعتذر لزوجها قالت له بدون حتى ابتسامة يافلان أعلمُ أنه من حقي أن أخرج لكن لأنك غير راضٍ فسأتنازل !!!
أفهكذا يكون اعتذاركِ أينها الزوجة .

ثالثاً ..التأخر في الاعتذار . وهذه النقطة من أهم النقط لأن الشيطان سيتدخل بينهما و يزج بغيمته السوداء على البيت السعيد ليزرع بينهما الشقاق و النفور فإذا أخطأت الزوجة و أغضبت زوجها فلتبادر بالاعتذار - أقصد بعد أن يهدءان - لأن بعض الزوجات وقد رأيتهن والله بأم عيني يكون زوجها غاضب عليها اليومان والثلاثة فلا تبدي له أي اعتذار ظناً منها بأنه سيرضى لوحده كما تقول أو أنها تقول لم أقل أو أفعل شيئاً يستحق كل هذا الغضب !! ثم قد تعتذر له بعد يومين أو ثلاثة وبأسلوب غير حسن . فبالله بيت فيه زوجان غاضبان أي نشوة سيصل إليها إبليس ليضخم الأمر بينهما فيبدأ يوسوس للزوج ويقول : أصلاً منذ دخلتَ بها وهي هكذا تخطيء ولا تعتذر ، دائماً تكسر خاطرك و لاتتأسف ، أليس لك حق عليها ؟؟ أليس من واجبها أن تقبِّل رجليك على مثل هذه الأفعال أنت دائماً طيب القلب و تعفو وتسامح وهي لاتقدِّر فانظر إلى نتيجة هذا الفعل . ( فتكبر براسه ) حتى لو اعتذرتْ الزوجة بعد ذلك فسيكون اعتذاراً بارداً حتى لو قبل الزوج اعتذارها فإنه سيكون شيء في قلبه وقد يعتبر ماحدث جرح يُفتح كلما أخطأت الزوجة مرة أخرى .
ولو أنها منذ البداية اعتذرت لما حدثت مثل هذه المشكلة ،، وقس على مثل ذلك تأخر الزوج في اعتذاره .

وفي الختام أريد أن أنبه إلى أمور تُعتبر تابعة لموضوعنا فن الاعتذار منها ...
1- اختيار الوقت المناسب / إذا أردتَ أو أردتِ أن يقدم كلٌ منكما أسفه و اعتذاره للطرف الآخر فليراعي الوقت و اللحظة المناسبة لأنه أحياناً قد يصل الغضب بالزوج لدرجة أنه لايطيق أحداً و لايريد أن يرى أحداً فتلتصق الزوجة بجانبه وتلزم مكانها وتقول ( خلاص و أنا آسفة ولا تزعل عليه ) فهو لن يرعي سمعه لمثل هذه الكلمات بل إن كل الذي يراه أمامه هي زوجته التي أغضبته لذلك على الزوجة أو الزوج أن يسكت و يترك المكان حتى يهدأ الطرف الآخر ثم ليقل ما شاء .
2- مراعاة طبيعة بعض الرجال / من المعروف أن الرجل يغلب عليه طبع الأنفة والعزة لذلك فمن الصعب على بعضهم أن يقول لزوجته أنا آسف . ليس تكبراً منه لكن هكذا هي طبيعته لذلك على الزوجة التي أخطأ في حقها زوجها أن تتنبه لمثل ذلك و إذا أخطأ زوجها ولم يقل لها إني آسف أو أعذريني لكنه قام بأفعال ربماع اعتبرها اعتذاراً كالمساعدة في أمرٍ ما من أمور البيت أو اقتراحه عليها أن يذهبا سوياً أو قد يفتح معها موضوعاً لتناقشه فيه حتى يرى مدى رضى زوجته عنه . فلتعتبر الزوجة مثل هذه التصرفات اعتذاراً أو اعترافاً منه بخطأه وليس شرطاً أن ينطق بكلمة التأسف والاعتذار .
3- فهم النفسيات / قد تكون بعض الزوجات سريعة الغضب و تثور لأدنى سبب لذلك فإنه في أغلب الأحيان لا تجدها تعتذر ، فأنت أيها الزوج يجب أن تفهم هذا وتتعرف على أخلاقها فإن كانت سريعة الغضب فحاول ألا تغضبها ولا تنتظر منها أن تعتذر عن كل كلمة و تصرف صدر منها في حالة غضبها و إلا لاحتاجت أن تغضبك 12 ساعة و تعتذر لك 12 ساعة أخرى على مدار اليوم و أنتِ أيتها الزوجة عليكِ أن تراعي مشاعر زوجكِ إذا كان سريع الغضب و لاتددققي في كل كلمة تخرج من فيِّ زوجكِ فهو لم يقصد لكن الغضب يصنع الأفاعيل .

هذا ما تسنى لي ذكره في هذا المجال فإن أصبتُ فمن الله وحده و إن أخطأتُ فمن نفسي و الشيطان .

أسأل الله الإخلاص فيما كتبتُ و أن ينفع بكلماتي .

مهلاً يا شريك العمر للشيخ .. عبدالله الجعيثن


اعتذاراً نبض قلبي فأعذريني "="أغرقتني دمعةٌ لا تتركيني
أدركيني ياهوى قلبي المعنَّى "="واحمليني بين أجفان العيونِ
شمعةٌ أحيتْ ضميري وطريقي "="تحفةٌ أغلى من الدر الثمينِ
روضةٌ بالمسك فاحت هو عبيري "="شدوي المسكوب في عذب اللحونِ
و حصانٌ زانها عزٌ و طهرٌ فارتقت "="بالدين و العقل الرزينِ
رمز عطفٍ ووفاءٍ وصمودٍ "="وصعودٌ للمعالي كل حينِ
فأعذريني إن توارى اللطفُ عنكِ "="أو لساني حاد عن قولٍ رصينِ
و أعذريني عندما أكسوكِ مدحاً "="حرةٌ يا أنتِ من نبعٍ معينِ
أنتِ زوجٌ روضةٌ فيها ودادٌ "="أنتِ أُنسي و هدوؤي و سكوني
أنتِ بدرٌ بالكريمات تأستْ "="من نساء الصحب آساد العرينِ
لستِ ممن يقتفي آثار كفرٍ "="أنتِ في الإسلام حبلٌ متينِ
أنتِ أمٌ تحت رجليكِ نعيمٌ "="جنة الأشواق و القلب الحنونِ
في يديكِ النشء أزهارٌ صغارٌ "="أرضعيهم حب إيمانٍ و دينِ
فوق هامات المعالي فلتكوني "="هكذا يازوج دوماً فلتكوني