دكتور: طفلي نحيف أريد حلاً!!

النحافة هي حالة من حالات سوء التغذية التي تصيب الأطفال والبالغين. وهي عند الأطفال أشد خطراً وأبعد أثراً منها عند البالغين؛ نظراً للتأثير السيئ الذي تتركه على نمو الطفل وتطوره، إذ أن النحافة تعرقل نمو الطفل وتطوره.

والواقع أن تشخيص النحافة يبقى تشخيصاً تقديرياً يعتمد فيه على مظهر الطفل الخارجي وحالة الطبقة الدهنية فيما تحت الجلد، فبعض الأطفال قد يبدون نحفاء لأنهم طويلو القامة ضيقو الحوض والقفص الصدري، ولكننا عندما نعاينهم عن كثب نجد أن الطبقة الدهنية فيما تحت الجلد غير مفقودة إلى حد كبير، ولا ننسى أن بعض الأطفال قد يكونون نحفاء فيزيدون في فقد الوزن في مرحلة ما قبل البلوغ، إلا أنهم لا يلبثون أن يصبحوا عاديين فيما بعد ذلك.

والنحافة أنواع:

1- نحافة وراثية: وتتمثل في الطفل النحيف ذي العضلات المكتملة النمو، فهو طفل كثير الحركة والحيوية والنشاط شديد المقاومة للأمراض المعدية وغير المعدية، وبالرغم من ضآلة طبقته الدهنية تحت الجلد فنحافته هذه هي التي تعرف بالنحافة العائلية أو الوراثية وليست نحافة مرضية.

2- نحافة مرضية: والتي تتمثل في الطفل النحيف الذي ليس له شيء كثير من الطبقة الدهنية أو العضلات، فهو طفل ضيق الصدر رفيع الأطراف غائر البطن وشاحب لون الوجه، فقد يكون سبب هذه النحافة مرضاً عضوياً وقد لا تكون مرضياًَ لطفل في حاجة فقط إلى حياة أكثر انفتاحاً وحرية وأقل انغلاقاً وعزلة، إنه بحاجة إلى مكان تجود فيه الطبيعة بالجو الصافي المريح كأن يكون في مكان ريفي أو في مكان على شاطئ البحر بعيداً عن ضوضاء المدينة وصخبها.

أسباب النحافة:

· النقص الغذائي: من أهم الأسباب التي تؤدي إلى النحافة هو النقص الغذائي، وهذا النقص إما أن يكون في الكمية أو أن يكون في النوع، فبعض الأطفال يعتمدون على وجبات غنية بالمواد البروتينية، ولكنها فقيرة بالمواد الكبروهيدراتية والمواد الدهنية وذلك بسبب ذوقهم الغذائي أو بسبب عاداتهم وتقاليدهم الأسرية من حيث الطعام.

· فقدان الشهية: وهو ينقسم إلى نوعين: نفساني - عصبي.

· الأمراض التي تؤدي إلى زيادة متطلبات الجسم من الغذاء كما نرى في حالة إصابة الطفل بالطفيليات كالديدان الشريطية أو الدبوسية.

· الأمراض الالتهابية وخاصة الحميات كالتيفود والحمى المالطية والالتهاب الرئوي.

· زيادة استهلاك الطاقة الحرارية كما نرى عند الأطفال شديدي الحيوية والنشاط وكثيري الحركة؛ فهؤلاء الأطفال لا يهدؤون ولا يرتاحون مطلقاً بل تراهم يقفزون ويلعبون ويتحركون باستمرار، وكذلك الأطفال الذين يقومون بمختلف الحركات الرياضية والفيزيقية والأطفال الذين لا ينامون إلا متأخرين ولا يخصصون إلا القدر البسيط من أوقاتهم للنوم والراحة.

· الاضطرابات الهرمونية، كما نرى في زيادة إفراز الغدة الدرقية ونقص إفراز البنكرياس وكذلك نقص إفراز الغدة الفوق كلوية، وذلك التقييم الهرموني مهم جداً في حالات النحافة التي لا تستجيب لكثير من الخطوط العلاجية التي تكون بعيدة عن التقييم الهرموني.

· الاضطرابات الهضمية، كما نرى في حالات الإسهال المزمن والقيء المتكرر وحالات سوء الهضم.

أعراض النحافة:

إن أول ما يلفت النظر ويسترعي الانتباه في النحافة هو عدم اكتساب الوزن؛ بل وفقدانه بصورة تدريجية إلى درجة الهزال، فالمصاب بالنحافة لا يكتسب وزناً فحسب، بل يفقد من وزنه بصورة مستمرة، وبالرغم من أن الجسم أول ما يفقد طبقته الدهنية المختزلة تحت الجلد إلا أنه يستبقي بعضاً منها في الخدين، وعندما يفقد الجسم طبقته الدهنية المختزنة تحت الجلد فإن هذا الجلد يفقد تورده ولمعانه ويصبح متجعداً وجافاً كما تبدو نتوءات، فشلل الأطفال مثلاً، قد يترك أثره السيئ في أحد الأطراف فقط، أما الالتهاب المخي السحائي أي الميكروبي فيؤثر على المخ كله، وبذلك يؤثر على جميع أعضاء الجسم والنقص في بعض المواد الغذائية كنقص فيتامين "د" مثلاً يشوه النمو بطريقة خاصة؛ إذ يحدث تشويهات وتبديلات قد لا تسترد حالتها الطبيعية حتى بعد معالجة النقص فتشوهات العمود الفقري وتشوهات الحوض الناجمة عن نقص فيتامين "د" في مرحلة الطفولة تبقى دائماً دون تغيير ولا تبدل طوال الحياة بالرغم من جميع الجهود التي تبذل لمعالجتها وتقويم اعوجاجها. وكلما كان الطفل صغيراً كان تأثير الأمراض والنقص الغذائي كبيرا في تأثير نموه وتطوره.

العلاج:

إن حاجات الطفل اليومية من الغذاء والنشاط يحددها عمر الطفل ووزنه وطوله، كما يحددها أيضاَ مدى سرعة نموه وتطوره، ولهذا علينا عندما نقرر حاجات جسم الطفل من الغذاء والنوم والنشاط ألا نعرف وضع الطفل في وقته الحاضر فحسب، بل أن نفهم أيضاً سرعة نموه وتطوره، وعلى كل حال لا يمكننا معالجة النحافة إلا بمعالجة الأسباب التي تؤدي إليها، فإذا كان السبب مرضياً التهابيا وجب علينا معالجته، وإذا كان السبب مرضياًَ نفسياً يؤثر على الشهية كالغيرة مثلاً كأن يكون هناك قدوم لطفل جديد في الأسرة فيجب إزالة هذا والتغلب عليه.

أما النظام الغذائي للطفل النحيف فيجب ألا يقوم على العشوائية في نظام التغذية كما سبق ذكره، ولكن يجب أن يقوم على أساس من التغذية المتوازنة، وعلينا إدخال كميات وفيرة من المواد الغذائية والإقلال من ساعات اللعب الكثيرة المبالغ فيها، أما من ناحية المعالجة بالأدوية فمن واقع التجربة والممارسة فإنها تحتاج لفترة طويلة، ويتم وصف هذه الأدوية بمعايير دقيقة وبحكمة بالغة، ويجب عدم الإسراف في هذا الشأن كأن تقوم الأسرة بإعطاء الطفل النحيف مزيدا من الفيتامينات بدون استشارة الطبيب أو الصيدلي مما يعرض طفلنا الغالي لبعض الأضرار التي هو في غنى عنها.