استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
كي تظهر لك جميع المنتديات والمواضيع
و حتى تعم الفائدة
حتى تستفيد وتفيد غيرك
بادر للتسجيل بالمنتدى
وشكرا لك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
كي تظهر لك جميع المنتديات والمواضيع
و حتى تعم الفائدة
حتى تستفيد وتفيد غيرك
بادر للتسجيل بالمنتدى
وشكرا لك
استشارات تربوية أسرية اجتماعية estshrat for you
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
المواضيع الأخيرة
» قصة قصيرة
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالسبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin

» الناجحون
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالسبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin

» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin

» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin

» يحكى أن
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالسبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin

» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin

» شارك الفيديو لطفا
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin

»  ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin

» مشكلة وحل (1) الخجل
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin

» لحل اية مشكلة / اساسيات
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin

» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin

» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin

» الحكي بيناتنا
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin

» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin

»  ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Icon_minitimeالثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_rcapإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Voting_barإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_lcap 
الاستشاري - 2664
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_rcapإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Voting_barإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_lcap 
غريب الامارات - 1632
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_rcapإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Voting_barإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_lcap 
شام - 1616
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_rcapإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Voting_barإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_lcap 
Admin - 1570
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_rcapإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Voting_barإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_lcap 
ام المجد - 1508
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_rcapإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Voting_barإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_lcap 
المتميز - 883
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_rcapإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Voting_barإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_lcap 
ود - 759
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_rcapإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Voting_barإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_lcap 
شيماء الشام - 733
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_rcapإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Voting_barإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_lcap 
المتمردة - 499
إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_rcapإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Voting_barإلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Vote_lcap 

أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمل
لوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم


1

https://www.jamalaltaweel.com/
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمل
إعلانات تجارية

    لا يوجد حالياً أي إعلان

    جديد الاعلانات feedburner
    http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkx

    إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام

    3 مشترك

    اذهب الى الأسفل

    إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Empty إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام

    مُساهمة من طرف الاستشاري الخميس سبتمبر 16, 2010 6:22 pm

    إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام
    الأسرة المرتبطة والمتماسكة هي أول اللّبنات في بناء المجتمع السليم. فالأبناء قرّة أعين الآباء وبهذه المحبّة لا يرضون لهم منزلة أدنى من إمامة المتّقين والسير في موكب الصالحين.
    قال تعالى :{وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا. (74) سورة الفرقان.

    والتربية الناجحة استشراف للأحسن، وبناء لغدٍ أفضل لذا يجب علينا الحفاظ على هذه الأمانة .قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ . (27) سورة الأنفال.

    وتحمل تبعات هذه المسؤولية ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته: الإمام راع ومسئول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسئول عن رعيته، و راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها، والخادم راع في مال سيده ومسئول عن رعيته، فكلكم راع ومسئول عن رعيته)متفق عليه ).
    وقال - صلى الله عليه وسلم -: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه أحفظ، أم ضيع؟ حتى يسأل الرجل عن أهل بيته) . ) أخرجه النسائي في "عشرة النساء" 292 عن إسحاق بن إبراهيم، بهذا الإسناد.وقال الترمذي 4/208 . في " السلسلة الصحيحة " 4 / 180 .

    ومن أفضل ما يتركه المرء في هذه الدنيا ولد صالح يدعو له ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له. رواه مسلم وغيره .
    وعن أيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص عن أبيه عن جده: أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: "ما نَحل والدٌ ولدّه من نحْل أفضل من أدب حسَن" . أخرجه أحمد 4/77, 78, والترمذي رقم: 1952.
    وعن جابر بن سمرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (( لأن يؤدب أحدكم ولده خير له من أن يتصدق كل يوم بنصف صاع على المساكين )) . رواه الترمذي عن جابر بن سمرة (فيض القدير 5/257).

    والتربية الأولى للطفل لها أثرها البيُن في تكوين شخصيته, وبناء فكره " فتبقى حال الطفل ماثلة أمام المربي حين تربيته، كما تتجلى حال المريض أمام الطبيب حين معالجته، يراعي حالته ومقدرته ومزاجه فيكون أثر التربية أتم وأعظم ثمرة ".

    وهناك بعض الآباء يغفلون عن دورهم الحقيقي في تربية الأبناء, ويتخلون عن أداء الرسالة التي سوف يُسألون عنها يوم القيامة.

    وهذه ثلاث رسائل من القلب أوجهها إلى الآباء قبل أن يفلت الزمام من أيديهم ويندمون ولات ساعة مندم .

    الرسالة الأولى:
    اجعل أولادك يحبونك:
    حب الأبناء فطرة إنسانية وطبيعة بشرية , وقبل كل ذلك فهي منحة إلهية وهبة ربانية .
    عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - كَانَتِ امْرَأَتَانِ مَعَهُمَا ابْنَاهُمَا جَاءَ الذِّئْبُ فَذَهَبَ بِابْنِ إِحْدَاهُمَا فَقَالَتْ صَاحِبَتُهَا إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ وَقَالَتِ الأُخْرَى إِنَّمَا ذَهَبَ بِابْنِكِ فَتَحَاكَمَتَا إِلى دَاوُدَ فَقَضَى بِهِ لِلْكُبْرَى فَخَرَجَتَا عَلَى سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَأَخْبَرَتَاهُ فَقَالَ ائْتُوني بِالسِّكِّينِ أَشُقُّهُ بَيْنَهُمَا فَقَالَتِ الصُّغْرَى لا تَفْعَلْ يَرْحَمُكَ اللهُ هُوَ ابْنُهَا فَقَضَى بِهِ لِلصُّغْرَى.( متفق عليه ).

    وكلما أمعن الوالدان في حب أبناءهما , كلما بادلهم الأبناء حباً بحب , وشفقة بشفقة .
    روى أن معاوية دخلته موجدة على ابنه يزيد فأرق لذلك ليلته فلما أصبح بعث إلى الأحنف ابن قيس فأتاه فلما دخل عليه قال له يا أبا بحر كيف رضاك على ولدك وما تقول في الولد ؟ قال فقلت في نفسي ما سألني أمير المؤمنين عن هذه إلا لموجدة دخلته على يزيد فحضرني كلام لو كنت زوقت فيه سنة لكنت قد أجدت . فقلت يا أمير المؤمنين هم ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا ونحن لهم أرض ذليلة وسماء ظليلة وبهم نصول إلى كل جليلة ، فإن غضبوا يا أمير المؤمنين فأرضهم وإن طلبوا فأعطهم ، وإن غضبوا فأرضهم ، يمنحوك ودهم ، ويحبّوك جهدهم ، ولا تكن عليهم ثقيلاً فيتمنّوا موتك ويكرهوا قربك ويملوا حياتك.
    قال لله درك يا أحنف والله لقد بعثت إليك وإني من أشد الناس موجدة على يزيد فلقد سللت سخيمة قلبي يا غلام اذهب إلى يزيد فقل إن أمير المؤمنين يقرئك السلام وقد أمر لك بمائتي ألف ومائتي ثوب فابعث من يقبض ذلك فأتاه الرسول فأخبره ، فقال من عند أمير المؤمنين قال الأحنف فبعث رسولا يأتيه بالمال ورسولا يأتيه بالأحنف إذا خرج من عند أمير المؤمنين فأتاه الأحنف وأتاه المال فقال يا أبا بحر كيف كان رضي أمير المؤمنين فأعاد عليه الكلام الذي كلم به معاوية فقال لا جرم لأقاسمنك الجائزة فأمر له بمائة ألف ومائة ثوب " .
    ابن أبي الدنيا:كتاب العيال 309 . الدينوري: المجالسة وجواهر العلم 3/484.

    ودخل عمرو بن العاص على معاوية وعنده ابنته عائشة فقال من هذه يا أمير المؤمنين قال هذه تفاحة القلب قال انبذها عنك فإنهن يلدن الأعداء ويقربن البعداء ويورثن الضغائن قال لا تقل هذا يا عمرو فوالله ما مرض المرضى ولا ندب الموتى ولا أعان على الأحزان إلا هن وإنك لواجد خالا قد نفعه بنو أخته فقال عمرو ما أراك يا أمير المؤمنين إلا وقد حببتهن إلى بعد بغضي لهن . الثعالبي : ثمار القلوب 1/341.

    وكتب إبراهيم بن داحة إلى أحد أبويه: جعلني الله فداءك، فكتب إليه: لا تكتب بمثل هذا فأنت على يومي أصبر مني على يومك. الراغب الأصفهاني : محاضرات الأدباء 1/146.

    ورد عن محمد بن المنكدر أنه قوله لولده: والله يا بني إني لأزيد في صلاتي ابتغاء صلاحك.
    وقال الشاعر

    و إنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض
    لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني من الغمض

    وإن الرحمة بالأولاد والحنو بهم والشفقة عليهم لهي من أهم الأسباب التي تجعل الأبناء يحبون آباءهم ويبرونهم .
    ولقد ضرب النبي – صلى الله عليه وسلم –أروع الأمثلة في الرحمة بالأولاد والشفقة عليهم والرفق بهم .
    روى البخاري في صحيحه: ( عَنْ أَبِى قَتَادَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ ‏ إني لأَقُومُ في الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا ،‏ فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِىِّ ،‏ فَأَتَجَوَّزُ في صلاتي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ ‏ .‏

    و روى النسائي بإسناد صحيح عن عبد الله بن شدّاد رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي بالناس إذ جاءه الحسين فركب عنقه و هو ساجد ، فأطال السجود بين الناس حتى ظنوا أنّه قد حدث أمر فلما قضى صلاته ، سألوه عن ذلك ، فقال عليه الصلاة و السلام : (إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته) .

    إن بعض الآباء لا يعرف إلا معاني القسوة والغلظة في معاملته مع أبناءه , فإذا دخل بيته قام الجالس واعتدل القاعد واستيقظ النائم وسكت الضاحك وقطب الباسم ، ولا يعرف غير السوط أو العصا لغة للتفاهم , فمثل هذا لا يُنتظر من أولاده سوى الجفاء والعقوق .

    جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشكو إليه عقوق ولده، فأمر عمر بإحضار الولد، وأنّبَ عمر الولد لعقوقه لأبيه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوق على أبيه؟! قال: بلى، قال: فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه، ويحسن اسمه، ويعلمه الكتاب ـ أي:القرآن ـ، قال الولد: يا أمير المؤمنين، إن أبي لم يفعل شيئا من ذلك أما أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جعلا، ولم يعلمني من الكتاب حرفا واحدا، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت تشكو عقوق ابنك وقد عققته من قبل أن يعقَّك، وأسأت إليه من قبل أن يسيء إليك. علي بن نايف الشحود: موسوعة الدفاع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم 4/184 .

    وبعضهم لو سألته منذ متى قبلت أولادك, أو ضممتهم بين أحضانك ؟ ربما لا يتذكر, وهذا من أمارات نزع الرحمة والرفق من قلبه.
    روى الإمام مسلم في صحيحه : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عنده رجل اسمه الأقرع بن حابس رضي الله عنه، وكان شديداً -يعني: مجبولاً على الشدة والقسوة، فرأى الأقرع بن حابس النبي عليه الصلاة والسلام يقبل الحسن و الحسين ، فقال: تقبلون أولادكم؟ والله إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت أحداً منهم، فغضب النبي عليه الصلاة والسلام، وقال: وما أملك لك إن نزعت الرحمة من قلبك؟! ).
    وإذا سألت بعضهم كم مرة أخبرت ولدك وقلت له " أنا أحبك " ؟ ربما فغر فاه من الدهشة .
    ولقد علمنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أن الرجل إذا أحب أخاً له في الله فليخبره بذلك .
    فعَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي سُبَيْعَةَ الضُّبَعِيِّ ، عَنِ الْحَارِثِ أَنَّ رَجُلاً كَانَ عِنْدَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم ، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أُحِبُّهُ فِي اللهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : أَوَ مَا أَعْلَمْتَهُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : لاَ . قَالَ : فَاذْهَبْ إِلَيْهِ فَأَعْلِمْهُ . فَذَهَبَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : إِنِّي أُحِبُّكَ فِي اللهِ . قَالَ : أَحَبَّكَ الَّذِي أَحْبَبْتَنِي لَهُ.أخرجه عَبْد بن حُمَيْد (444) . والنَّسَائِي ، في "عمل اليوم والليلة" 183.
    فإذا كان هذا مع من لم تربطك به صلة دم أو رحم فما بالك بأولادك وفلذات أكبادك فهم أولي الناس بذلك.
    أنشد الرياشي :

    من سره الدهر أن يرى الكبدا يمشي على الأرض فلير الولدا
    في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة.

    ألا يحتاج أولادك منك إلى كلمة الحب , ونظرة الحب , ولقمة الحب ولمسة الحب , وضمة الحب , وقبلة الحب ,وبسمة الحب.فالآن اذهب إلى أولادك وخذهم بين أحضانك وامسح على رؤوسهم وداعبهم ، لا تتردد افعل ذلك ولسوف ترى الفرق .

    والآن قل لولدك :

    ولدي وأنت على الزمان لي السراج النير
    لك من حناني ما يضيق الوصف عنه ويقصر
    ولدي وهل شيء اعز علي منك وأكثر
    يصفو الزمان إذ ابتسمت بناظري ويثمر
    وإذا شكوت فكل ما حولي جديب مقفر

    واعلم أخي الحبيب أن كل الأبناء الذين حصلوا على حب حقيقي من الأبوين يتمتعون بصفات:الثقة , والصحة النفسية , والقدرة على الانجاز , والقدرة على تكوين علاقات , والإبداع والاستقلالية.

    الرسالة الثانية :
    اجعل أولادك يحترمونك :
    إن أطفالنا نبتات طرية فإذا تركت دون ركائز مالت واعوجت، وما ينشأ عليه الطفل من صغره يصبح ملازماً وراسخاً معه في كبره وقد قال الشاعر:

    وينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوّده أبوه
    ولكي يحترمك أولادك لابد أن تكون قدوة لهم في جميع تصرفات, فلا يصح أن تنهاهم عن الكذب وتكذب أمامهم و ولا أن تأمرهم بالعفة والشرف وأنت بمنأى عن ذلك .
    يقول الشاعر :

    يا أيها الرجـل المعــلم غيــــره هـــــــلا لنفسك كــان ذا التعــليم
    تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى كي ما يصح به وأنت سقيم
    ابدأ بنفســك فانهها عن غيها فــإذا انتهت منــــه فأنت حكيـــم
    لا تنــه عن خـــلق وتــأتي مثله عــار عليك إذا فعـــلت عظــــــيم

    وإذا أحبك أولادك واحترموك فإنهم سوف يجدون في تلبية رغباتك وتنفيذ طلباتك , حتى لو كان ذلك يتصادم ورغباتهم وما يحبونه .
    يروى أن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما كان قد تزوج عاتكة بنت عمرو بن نفيل وكانت من أجمل نساء قريش , وكان عبد الرحمن من أحسن الناس وجها وأبرهم بوالديه فلما دخل بها غلبت على عقله ، وأحبها حبا شديدا فثقل ذلك على أبيه فمر به أبو بكر يوما وهو في غرفة له فقال: يا بني إني أرى هذه قد أذهلت رأيك وغلبت على عقلك فطلقها قال لست أقدر على ذلك فقال أقسمت عليك إلا طلقتها فلم يقدر على مخالفة أبيه فطلقها فجزع عليها جزعا شديدا وامتنع من الطعام والشراب فقيل لأبي بكر أهلكت عبد الرحمن فمر به يوما وعبد الرحمن لا يراه وهو مضطجع في الشمس ويقول هذه الأبيات :

    فوالله لا أنساك ما ذر شارق ‍. . . وما ناح قمري الحمام المطوق
    فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها ‍. . . ولا مثلها في غير شيء يطلق
    لها خلق عف ودين ومحتد . . . وخلق سوي في الحياء ومنطق

    فسمعه أبوه فرق له وقال له راجعها يا بني فراجعها وأقامت عنده حتى قتل عنها يوم الطائف مع رسول الله أصابه سهم فقتله فجزعت عليه جزعا شديدا وقالت ترثيه:
    فآليت لا تنفك نفسي حزينة ‍. . . عليك ولا ينفك جلدي أغبرا
    فتى طول عمري ما أرى مثله فتى . . . ‍ أكر وأحمى في الهياج وأصبرا
    إذا شرعت فيه الأسنة خاضها ‍. . . إلى القرن حتى يترك الرمح أحمرا

    أبو الفتح الأبشيهي: المستطرف في كل فن مستظرف ص 483 .

    فانظر كيف سارع الولد في تلبية رغبة أبيه محبة واحتراماً وإجلالا له , على الرغم من مقاساته ومعاناته من تلبية هذه الرغبة .

    الرسالة الثالثة :
    اجعل أولادك يهابونك :
    يجب مراعاة الفروق الفردية بين الأطفال ، فمن الأطفال من ترهبه الإشارة، ومنهم من لا يردعه إلا الجهر الصريح , ومنهم من يحتاج إلى الضرب أحياناً .
    ولكن بعض الآباء لا يعرفون من العقوبات إلا الضرب وفقط . بل انه لا يعترف إلا بالعقاب والقسر في تربية الأولاد , وهذا له عواقبه الوخيمة على حياتهم . ولقد أوضح ذلك ابن خلدون في مقدمته الرائعة " في الفصل الأربعون في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم" فقال : "وذلك أن إرهاف الحد في التعليم مضمر بالمتعلم، سيما في أصاغر الولد، لأنه من سوء الملكة. ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم، سطا به القهر وضيق على النفس في انبساطها، وذهب بنشاطها ودعاه إلى الكسل وحمل على الكذب والخبث، وهو التظاهر بغير ما في ضميره، خوفاً من انبساط الأيدي بالقهر عليه، وعلمه المكر والخديعة لذلك، وصارت له هذه عادة وخلقاً، وفسدت معاني الإنسانية التي له من حيث الاجتماع والتمدن، وهي الحمية والمدافعة عن نفسه أو منزله.وصار عيالاً على غيره في ذلك، بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل، فانقبضت عن غايتها ومدى إنسانيتها، فارتكس وعاد في أسفل السافلين. وهكذا وقع لكل أمة حصلت في قبضة القهر ونال منها العسف، واعتبره في كل من يملك أمرة عليه. ولا تكون الملكة الكافلة له رفيقة به. وتجد ذلك فيهم استقراء. وانظره في اليهود وما حصل بذلك فيهم من خلق السوء حتى إنهم يوصفون في كل أفق وعصر بالخرج، ومعناه في الاصطلاح المشهور التخابث والكيد، وسببه ما قلناه. فينبغي للمعلم في متعلمه والوالد في ولده أن لا يستبدوا عليهم في التأديب. (مقدمة ابن خلدون 347 ) .
    ولقد أوصى المربون بعدم اللجوء إلي العقاب البدني وحده إلا إذا فشلت أساليب الترغيب، فالشكر والثناء والاستحسان وتقديم الهدايا البسيطة وغيرها يدفع الأطفال إلى المزيد من النجاح، أما العقاب وحده فإنه يدفع إلى الخمول وضعف الأداء وتثبيط الهمة.
    إن نتائج الدراسات الإنسانية والسلوكية توصي بضرورة الاهتمام أولا بقضية الثواب والاستحسان وتركز علي الثواب لعدة أسباب منها الأثر الانفعالي السيئ الذي يصاحب العقاب، أما الإثابة والاستحسان ففيهما توجيه بناء لطبيعة السلوك المرغوب فيه، شريطة أن يكون الثواب علي فعل حقيقي يستحق الإثابة أو نتيجة ترك فعل غير مرغوب، أما الإثابة علي غير سبب حقيقي فإنها تفقد الثواب قيمته وأثره التربوي.

    ولقد حدد العلماء خطوات للعقوبة التربوية منها:
    1) تجاهل خطأ الطفل في البداية: يتم في هذه المرحلة تجاهل خطأ الطفل مع حسن الإشارة والتلميح دون المواجهة والتصريح، وذلك حتى يعطى الفرصة لمراجعة سلوكه ويصحح خطأه، وحتى لا نلفت نظره بشدة إلى الخطأ، فربما استمر عليه عناداً وإصراراً.
    2) عتاب الطفل سراً: وهذه مرحلة تالية فبعد السقطة الأولى التي نكتفي فيها بالتلميح تأتي مرحلة التوبيخ والتصريح سراً، على ألا نكثر من ذلك حتى لا تسقط هيبة المربي في نفس الطفل.. ومن توجيهات علماء التربية في هذا الباب (لا تكثروا القول عليهم بالعتاب في كل حين، فإنه يهون عليهم سماع الملامة وركوب القبائح ويسقط وقع الكلام في قلبهم).
    3) عتاب الطفل ولومه جهراً: فإذا استمر على خطأه رغم تحذيره ومعاتبته سراً فينبغي معاتبته أمام إخوانه أو رفاقه ولا ينبغي أن يشتمل لومه وتقريعه على شتم أو سب أو تحقير لذاته.
    والهدف من معاتبته على ملأ هو استغلال خوف الطفل على مكانته بين أقرانه في الرجوع عن الخطأ وتعديل السلوك.
    4) الضرب: وهو يأتي في نهاية المطاف بالنسبة لأساليب العقوبة المختلفة، وقد أقره الشرع بضوابطه وحدد له الفقهاء وعلماء السلوك في الإسلام حدودا لا يتجاوزها المربي، وأحاطوها بشروط بالغة حتى لا تخرج العقوبة عن مغزاها التربوي، ومن هذه الشروط:
    1. أن يكون الضرب على ذنب حقيقي، فلا يصح أن يضرب الطالب على شبهة أو ظن.
    فمن تهاون في ترك الصلاة ونصح وحذر, لكنه ظل سادراً في غيه فلا بد أن ينبه بشدة.
    عَنْ شُعَيْبٍ ، عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مُرُوا أَبْنَاءَكُمْ بِالصَّلاَةِ لِسَبْعِ سِنِينَ ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ سِنِينَ ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ ، وَإِذَا أَنْكَحَ أَحَدُكُمْ عَبْدَهُ , أَوْ أَجِيرَهُ , فَلا يَنْظُرَنَّ إِلَى شَيْءٍ مِنْ عَوْرَتِهِ ، فَإِنَّ مَا أَسْفَلَ مِنْ سُرَّتِهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ , مِنْ عَوْرَتِهِ" .أخرجه أحمد 2/180(6689).
    2. لا يكون الضرب شديداً مبرحاً فيخرج من دائرة العقوبة الموجهة إلى الانتقام والتشفي.
    3. لا يزيد الضرب على ثلاث ضربات. قال محمد بن أبي زيد في كتابه الذي ألفه في حكم المعلمين ( 1 / 116 ) والمتعلمين : ( ( لا ينبغي لمؤدب الصبيان أن يزيد في ضربهم إذا احتاجوا إليه على ثلاثة أسواط شيئا ) ) ومن كلام عمر رضي الله عنه : ( ( من لم يؤدبه الشرع لا أدبه الله ) ).
    4. لا يكون الضرب على الوجه أو على الأماكن ذات الحساسية الشديدة في الجسم (مكان المقاتل) لما ورد في صحيح مسلم أن الرسول - صلي الله عليه وسلم- قال: (إذا ضرب أحدكم فليتق الوجه).
    5. أن يكون الضرب مفرقا لا مجموعا في محل واحد.
    6. أن يكون ثابتا في المبدأ ومساواة بين الأولاد وعدلا بينهم، لأن العقوبة الظالمة لا تجلب الضرر. ولله در من قال :

    فقسا ليزدجروا ومن يك حازماً فليقسُ أحياناً على من لا يرحمُ
    فالطفل كما أنه يحب والديه ويحترمهما, فانه كذلك من الواجب عليه أن يهابهما, وهي هيبة تقدير وإجلال , وليست هيبة خوف وجبن لأن نتائج هيبة الاحترام والتقدير تتباين تماما عن هيبة الخوف .
    عن محمد بن عمر، قال: كان محمد بن عبد الرحمن بن أبي الزناد باراً بأمه، وكان أبوه، يقول: يا محمد. فلا يجيبه حتى يشب فيقوم على رأسه فيلبيه، فيأمره بحاجته، فلا يستفهمه هيبة له.

    ومن أحسن مذاهب التعليم، ما تقدم به الرشيد لمعلم ولده. قال خلف الأحمر: بعث إلي الرشيد في تأديب ولده محمد الأمين فقال: " يا أحمر إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه وثمرة قلبه، فصير يدك عليه مبسوطة وطاعته لك واجبة، فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين. أقرئه القرآن وعلمه الأخبار وروه الأشعار وعلمه السنن، وبصره بمواقع الكلام وبدئه وامنعه من الضحك إلا في أوقاته، وخذه بتعظيم مشايخ بني هاشم، إذا دخلوا عليه، ورفع مجالس القواد، إذا حضروا مجلسه. ولا تمرن بك ساعة إلا وأنت مغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه، فتميت ذهنه. ولا تمعن في مسامحته، فيستحلي الفراغ ويألفه. وقومه ما استطعت بالقرب والملاينة، فإن أباهما فعليك بالشدة والغلظة. انتهى " .ابن خلدون : المقدمة 1/348 ، البيهقي : المحاسن والمساويء 244 ، المسعودي : مروج لذهب ص 4 .
    وقال عبد الله بن عمر : (( أدب ابنك فإنك مسئول عنه ، ماذا أدبته وماذا علمته ؟ وهو مسئول عن برك وطواعيته لك )).
    فهل نهتم بتربية أبناءنا ونجعلهم يحبوننا ويحترموننا ويهابوننا قبل أن يفلت الزمام من أيدينا ؟.
    روى أبو داود في سننه، عن ابن مسعود، رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم أن يقولوا في التشهد: "اللهم، ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبُل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنّبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا وأبصارنا وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها قابليها، وأتممها علينا"

    الاستشاري
    الاستشاري
    المدير العام
    المدير العام

    عدد المساهمات : 2664
    تاريخ التسجيل : 21/03/2008
    السٌّمعَة : 111

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Empty رد: إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام

    مُساهمة من طرف المستشارة الخميس سبتمبر 16, 2010 6:36 pm

    إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام 081114221955RCbA
    المستشارة
    المستشارة
    مشرف قسم
    مشرف قسم

    انثى عدد المساهمات : 339
    العمر : 59
    تاريخ التسجيل : 21/06/2009
    السٌّمعَة : 12

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام Empty رد: إلى الآباء ! قبل أن يفلت الزمام

    مُساهمة من طرف المتفائل الإثنين سبتمبر 20, 2010 12:21 am

    ساقتنى أقدارى لأجلس أمام هذا الشاب الصالح الذى يظهر عليه أمارات الصلاح والتقوى بشهادة من حوله .. أخذت اسمع له وهو يصف لى معاناته وآلامه مع أبيه وأمه .. هذا الرجل الذى ينفق جهده ووقته وماله ليوقع ولده فى كل كارثة ومصيبة .. لقد بلغ العقوق بالأب أن يدفع رشوة لرجال الشرطة ليقبضوا عليه لا لشىء إلا لقسوته عليه .. رباه ألهذا الحد وصل عقوق الأب بولده .. أين الحب والحنان ؟! .. أين الأم التى يُضرب بها المثل فى العطف والعطاء والحنان ؟! .. أين الأب الذى يُخرج اللقمة من فمه ليضعها فى فم فلذة كبده ؟! .. يا لكارثة عقوق الأبناء بالآباء !! .. عقوق لا نتحدث عنه مع خطورته .. يا سادة لنقف وقفة مع هذه الظاهرة المنسية .. عقوق الآباء للأبناء .
    ظاهرة يتجاهلها الكثير ..
    يقول الأستاذ :- محمد أحمد عزوز :- ولكن لم ينتبه الكثير لظاهرة عقوق الآباء لأبنائهم ، على الرغم من أنها ظاهرة قديمة ، غير أنها تأخذ صوراً وأشكالاً شتى .. بينما يصرخ العديد من الأبناء شاكين منددين بعقوق آبائهم لهم.
    فكما أن للوالد حقاً على ولده، فإن للولد حقاً على والده، ولو أن كليهما عرف حق صاحبه وأدّاه لازداد خيرهما وذهب عنهما ما يسوؤهما، وعمتهما رحمة الله في الدنيا والآخرة، وهذا ما حثنا عليه ديننا الحنيف.
    وعقوق الآباء لأبنائهم ظاهرة يتجاهلها كثير من الآباء رغم أنها خطيرة جداً .. فنجد أن بعض الآباء يكذب أمام ابنه الصغير وهو لا يبالي ، والبعض الآخر لا يهتم بابنه إلا في المأكل والمشرب ، ولا يسأل ابنه هل صلى في جماعة ، أم كم حفظ من كتاب الله ، ومن هم أصدقاؤه ، والبعض الآخر يتشاجر مع زوجاته أمام ابنهما ، ومنهم من يسمي ابنه اسماً غير لائق يعايره به قرناؤه في الشارع .. وهذا كله عقوق للأبناء .
    دوافع العقوق
    وقد جمعت لنا الكاتبة شيماء فايد بعض أسباب سوء معاملة الآباء للأبناء :-
    الانفتاح على العالم في كافة الجوانب الثقافية والاقتصادية والقيمية :- وهذا له أثر على ظهور أنماط وأساليب لا تتفق مع قيم آبائنا الأخلاقية. ومن هنا يأتي ما يسمى بالصراع بين الأجيال ..
    الخوف الشعوري واللاشعوري :- أما الدكتور وائل أبو هندي- الأستاذ المساعد للطب النفسي بجامعة الزقازيق، فيرى أن هذه الظاهرة تعود غالبا إلى نوعين من الدوافع، دوافع شعورية، ودوافع لا شعورية. ففي النوع الأول: يسيطر خوف الآباء من التغيرات الحاصلة في المجتمع علي طريقة التعامل مع الأبناء. أما في النوع الثاني فيظهر خوف فقدان السيطرة؛ فالشاب الذي يكبر يمكن أن يكشف عن بعض نقاط الضعف في والده الذي لم يحب أن يعرفها ابنه عنه.
    التغيرات المتلاحقة في كافة أوجه النشاط الإنساني في المجتمع وما يصاحبه من تغيرات في القيم والاتجاهات والعادات :- فلا شك أن لهذا أثره على أداء الأسرة لدورها التربوي والأخلاقي؛ إذ إنها تواجه العديد من التيارات الفكرية التي تتناقض مع القيم التي يعمل الآباء على دمجها في شخصية أبنائهم. وهذا ما حدث في حالة الفتاة الملتزمة خوف أبيها من الاندماج في أي تيار إسلامي ولهذا نجد التشدد في المعاملة عليها.
    زيادة المتطلبات الأسرية نتيجة الانفتاح علي العالم :- وتدني المستوى الاقتصادي للأسرة يلجأ الآباء إلى السفر لتوفير متطلبات أبنائهم المادية ؛ وينسوا أهم متطلب وهو الحاجة المعنوية للأبناء ..
    خروج المرأة لمجال العمل أدى إلى تغير في توزيع الدوار بين أفراد الأسرة :- فبعد أن كان الأب مسئولا على الإنفاق في الدور الأول والأم مسئولة عن التربية، أصبح دور التربية يقوم به مؤسسات وحضانات؛ فبالتالي فقد الابن لغة الحوار مع أهله ..
    ورغم تلك الدوافع التي جعلت الأسرة تفقد جزءا كبيرا من وظيفتها، وهي التربية، مما نتج عنه عقوق الآباء للأبناء، فتبقى المشكلة كما هي، فهل يعي الآباء الخطر الذي يحيط بهم، أم يستسلموا لدوامة الحياة، وعواصف العولمة التي تجتاح مجتمعاتنا؟!، عليهم أن يختاروا.. إما المقاومة وإما الاستسلام!!
    بداية التصحيح ..
    يقول مسعود صبري :- إن بداية التصحيح ألا يبحث الناس عن حقوقهم قبل أداء واجباتهم ، فحين يقصر الإنسان في واجبه ، فليس من الحكمة أن يسأل عن حقه ، بل إننا نطالب الآباء أن يتعاملوا مع أبنائهم لا من باب الحقوق والواجبات ولكن معاملة الفضل ، التي وضعها الله تعالى في نفوسهم تجاه أبنائهم ، حتى تتم الصورة التي وضعها الله تعالى لهم في الإسلام ، فإن تكريم الله تعالى للآباء والأمهات ليس لذات الإنجاب ، ولكن لما يقومون به من تربية ، فإن تخلى الآباء عن التربية ، فقد أسقطوا حقهم عند الله فيما وهبهم من فضل ، وإن وجب على الأبناء برهم ..
    وفى النهاية ..

    ولكن فى النهاية إن ظاهرة عقوق الآباء للأبناء لظاهرة تحتاج لوقفات تلو وقفات لنعالجها .. ليتكلم علماؤنا .. وليخطب خطباؤنا .. وليكتب كتابنا .. وليتحرك كل حسب جهده لنغيير الموجه ..
    المتفائل
    المتفائل
    مستشار
    مستشار

    ذكر عدد المساهمات : 410
    العمر : 44
    تاريخ التسجيل : 14/11/2009
    السٌّمعَة : 26

    الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

    الرجوع الى أعلى الصفحة

    - مواضيع مماثلة

     
    صلاحيات هذا المنتدى:
    لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى