حينما كنت إبنا ثم أبا

حينما كنت إبنا ثم أبا (3)

تحية طيبة وبعد :

لا أنكر أن الموضوع يحتاج إلى التخصصية لكنني أريد أن أتحدث من منطلق ذاتي بالإضافة إلى
بعض الاطلاعات الأخرى .


لا شك أن الأب هرم لابد منه .. وحتى إنكان وجوده غير نافع مطلقا .. إنما هيكله له دور في النفسية الحياتية للأطفال ..
وفي كافة المجتمعات يلعب الأب دورا أساسيا في تماسك الأسرة واستمرار حياتها .. وربما اختلاق
مسمى الأب الروحي ناتج عن دور الأب الأساسي في الأسرة


وبما ذهب بعض الخبراء مثل ( جيرار مندل ) إلى أبعد ما يتصوره العرب من إطلاق مصطلح ( رب الأسرة ) أو ( عامود الخيمة ) فهو يقول أن الأب يشبة ظاهرة السلطة فهذي الظاهرة ناتجة من تصور الصغار بأنهم تابعون للكبار .. وبالتالي هم ينساقون إلى الأب بشيء من الشعور بذلك ..

وعلى هذا اي بيت يخلو من تواجد الأب فيه . .. ينتج بما يسمى ( الحالة الانعكاسية ) فتنقلب الأمور إلى حالة من الفوضى وعدم التوازن في سير الحياة ..


وكما أن الأب هو الحالة الوحيدة التي تستدعي من الأبناء الحذو حذوه وعدم تواجده يجعل من الحالة السابقة صورة ضائعة أمام الأبناء لتحولات سلوكية قد تكون خاطئة ومؤذيه ..

ويؤدي ايضا إلى حالة من الضياع النفسي والجسدي .. فالإبن إن فقد أباه وهو صغير فهو لن يكون ابا لأنه لن يكون ابا ناجحا .. ممارسا دوره على أسس صحيحه وهو ما ذهب إلية المحلل النفسي ( برنارتيس ) حيق قال : لكي تكون أبا عليك أن تكون ابنا في السابق وهنا ينطبق الضياع أيضا على البنت فعدم تواجد الاب ي الصغر يترك مشكلة لديها حينما تتزوج فهي تجعل من الزوج ابا فتخلط بين الاثنين ..

لنأخذ مثالا على أهمية الاب في الحياة الأسرية وننطلق من حالات الطلاق الموجوده في المجتمعات العربية وما ينتج عنها من ضياع حقيقي للأطفال فمن النادر أن تجد تلك البراءة قد كبرت بصورة طبيعية وبحالة نفسية سليمة وحياة مستقرة إنما الكثير اصبح في حالة ضياع وشتات عقلي كبير .. ينتج عنه سلوكيات شاذة ..

نحن لا ننكر دور الأم لكننا نشدد على أهمية الأب .. وعلى أهمية اتحاد الجميع ..حيث إن الأب له لتأثير الكبير في تكوين الحالة التكاملية لدى الابناء وبناء الشخصيات كما إن غيابه له تاثير في الحالة النفسية الأخلاقية التحصيلية السلوكية والقلق والشعور بالنقص والدونية والتشتت وضيقة النفس ..

لكن هل غياب الأب له أنواع سوف نتعرف على لك كما وصفها الأستاذ الزعابي حيث قال :

تغيب الأب عن البيت له صور كثرة منها :

1- العمل 2- الهجره 3- رفقاء السوء 4- لاسجن 5- الطلاق 6- تعدد الزوجات

وجميع الصور لها تأثير بشكل أو بآخر وتخلف من صورة إلى آخرها وربما أشدها هو الطلاق والشقاق حيث يحدث الشتات الحقيقي لدى الطفل ..

وهو ما تبينه الباحثة شيخة المسكري حيث ذهبت إلى كل ما ذكر سابقا من تأثيرات حول غياب الاب


جميعنا يتفق على تأثير غياب الأب ولكن قد تختلف الرؤى حول مدى لتأثير ولنأخذ هذا المثال البسيط لنبين مدى تأثير الأب على أطفاله :

تقول الدراسة الأمريكية التي أجريت على شريحة من الأطفال وهي دراسة تربوية في أحد المراحل بدأت من دور الحضانة فوجودا أن الأطفال ذو شقين هناك من يتمتع بقدرات أفضل في القراءة والكتابة وإجراءات العمليات الحسابية وهناك من قدراتهم ضعيفة
وحين الاستكشاف وجدوا أن من لديهم القدرات الأفضل هم ينحدرون من عائلة تتكون من أب وأم ومن لديهم قدرات ضعيفة وجدوهم ينحدرون من عائلة تتكون من أم فقط ..

هنا يتبن لنا الأمر جليا حول خطر غياب الأب عن منزلة بأي شكل دون مراعاة لأهلة وأطفاله ..


نسأل الله للجميع حياة متكاملة