المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في الخميس يناير 01, 1970
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxوراء كل سلوك توجد نوايا ايجابية
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
وراء كل سلوك توجد نوايا ايجابية
مقدمة
كانت العلوم المختلفة من فيزياء وكيمياء ورياضيات وفلك وهندسة وطب وغيرها من العلوم مرتبطة قديما بالفلسفة والأديان الوثنية، ولكن عندما أخذها العلماء وجردوها عما علق بها من الفلسفة والأديان الوثنية، وأخضعوها للبحث العلمي تقدمت وتطورت ونتج عنها تكنولوجيا سهلت للناس حياتهم وحلت كثيرا من مشاكلهم.
والدراسات النفسية من العلوم التي ارتبطت بالفلسفة والعقائد البشرية، فإذا أخذناها مرتبطة بذلك أخذنا كفرا، ولكن إذا جردناها عن ذلك وأخضعناها للبحث العقلي وأخذنا منها الأفكار التي اثبت الواقع صحتها فإننا قد نستفيد منها، ولدى دراستي للبرمجة اللغوية العصبية وجدت أنها علم نفس بالإضافة إلى أفكار أخذت من الفلسفة الهندية والصينية ومن عند النصارى، كالتنويم المغناطيسي والاستبصار عن بعد وأبحاث الطاقة، ولكن واضع البرمجة اخذ هذه الأفكار وجردها من قاعدتها العقائدية والفلسفية واستخدمها كوسائل وأساليب في معالجة الانفعالات والمشاعر والعواطف والأحاسيس البشرية، والتحكم فيها وبالتالي التحكم في السلوك، ومع انه جردها من الفلسفة والعقائد الأخرى إلا انه أضاف إليها أفكار الحضارة الغربية التي تسعى أمريكا إلى قولبة العالم على أساسها، وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل درست هذه الأفكار ممزوجة بعلم البرمجة للوعاظ والواعظات، فقام هؤلاء بحمل الرسالة إلى الناس ودرسوها لهم من خلال المساجد وجمعيات المحافظة على القرآن والمراكز الإسلامية مما يعطي الشرعية لهذه الأفكار ويوجد القناعة بها لدى الناس، وهذا من اخطر الأمور، وهو أن يقوم المسلمون بالدعوة إلى أفكار الغرب الكافر بعد إضفاء مسحة إسلامية عليها.
فحتى تحافظ على نقاء عقيدتك الإسلامية، وتحميها من الوقوع في شرك الأفكار الغربية المناقضة لها احذر بعض أفكار البرمجة اللغوية العصبية، لأنها عبارة عن أفكار منبثقة عن الفكر الغربي الذي يفصل بين الدين والحياة المبنية على فكرة الحل الوسط، فلا يؤمنون بحقيقة ما ولا يعتقدون بوجود حقائق مطلقة، بل الحقيقة عندهم نسبية، أي لا يحكمون عليها بالخطأ والصواب ولا يعنون أنفسهم بالبحث عن ذلك، وإنما كل ما يهمهم هو إن تلبي هذه العقائد رغباتهم، يقول روبير في كتابه قدرات غير محدودة ( نحن لا ندري إذا كانت معتقداتنا صحيحة أو خاطئة، لكن ما يهمنا أن نعرف إذا كانت معتقداتنا ذات فاعلية) فاذا لم تساعده على تحقيق ما يريد فعليه أن يغيرها ويبحث عن عقائد أخرى تؤيد ما يريد، يقول روبير ( لا بد أن تجد المعتقدات التي تؤيد النتائج التي ترجوها، وإذا لم تقم معتقداتك بهذا الدور فعليك أن تتخلى عنها وتجرب شيئا جديدا) وفيما يلي بعض الأفكار الغربية التي تدرس ضمن البرمجة العصبية.
الأفكار الخاطئة المناقضة للإسلام والتي يحرم الأخذ بها:
1- احترام وتقبل الآخرين كما هم.
يحاول الغرب أن ينزعوا من المسلمين الحمية لدينهم والتمسك بكل حكم في إسلامهم، كما يحاولون جاهدين ان يترك المسلمون فكرة الدعوة الى دينهم وتحويل الناس الى مسلمين، او مواطنين في الدولة الاسلامية خاضعين لاحكام الاسلام، وزادت محاولاتهم هذه بعض احداث الحادي عشر من ايلول، بحيث اصبحت هذه الفكرة تعطى في وسائل الاعلام وفي الكتب المدرسية، ولم يكتفوا بذلك بل اصبحت جزءا مهما من دورة البرمجة اللغوية العصبية التي درست اول ما درست للمشايخ حتى ينشروها بين الناس على اعتبار انها من الاسلام، وحتى لا تثير هذه الفكرة حفيظة المسلمين يحاولون ضرب الامثلة التي لا جدال حولها.
كالوالد الذي يريد من ابنه ان يدرس اللغة الانجليزية وهو يريد ان يدرس الشريعة، فيغضب الاب فاذا اصر على ابنه ان يدرس اللغة الانجليزية فانه قد يرسب ويترك الدراسة ويؤثر ذلك على جوانب اخرى من حياته، وهذه نتائج سلبية بالنسبة للولد وأبيه، اما اذا احترم قدرات ابنه ورغبته فانه يقبل بنوع الدراسة التي اختارها ابنه ويقبل الولد على دراسته التي يرغب يها فينجح فيها ويبدع فيها وتكون النتائج ايجابية بالنسبة للطرفين.
او ترغب الزوجة في القراءة مثلا ويرغب الزوج في الزيارات الاجتماعية ، فاذا لم يقدر كل منهما مدى اهتمامات الاخر ويحترم مشاعره واحاسيسه ستكون النتائج سلبية قد تؤدي الى عواقب وخيمة.
أقول: هذا ما يجب ان تكون عليه، في مجال تعاملك مع اخيك المسلم عندما يكون خلافك معه خلاف فرعي ولرأيه دليل او شبه دليل ، أي ان رأيه رأي اسلامي محترم، او كان الخلاف بينكما في القدرات والامزجة والمهارات.
اما اذا كان الخلاف بينك وبين الاخرين خلاف عقائدي او خلاف في امر قطعي فالامر مختلف تماما ، فلا يحق للمسلم ان يتقبل الكافر ويحترم آرائه التي تعبر عن عقيدته ودينه، بل الواجب الشرعي يحتم عليه ان يسعى الى محاولة تغيير افكار الاخر ومعتقداته بالطريقة الشرعية التي امرنا بها.
ومن هنا لا يجوز لنا قبول الافتراضية الاولى ( احترام وتقبل الاخرين كما هم) على عمومها لان التعميم آفة من آفات العقل والتفكير ، بل يجب اخضاع تعاملنا مع الاخرين حسب الاحكام الشرعية فتعاملنا مع المسلم غير تعاملنا مع الكافر وتعاملنا مع العدو الحربي المقاتل غير تعاملنا مع المسالم، وتعاملنا مع المسلم العاصي غير تعاملنا مع المسلم التقي الصالح.
2- يستخدم الناس أحسن اختيار لهم في حدود الامكانيات المتاحة في وقت بعينه.
تقول احداهن: لا اندم على شيء كندمي على تركي فرصة السفر للعمل في الخارج
او يقول احدهم: لقد كنت احمقا في اختيار هذه الزوجة.
يفكر كثير من الناس في تجاربهم السابقة ويعتبرون ان قراراتهم في ذلك الحين كانت عبارة عن غباوة وحماقة تامة، ولكن لو نوقشوا في قراراتهم تلك لوجدوا انها أنسب القرارات بناء على الظروف التي احاطت بهم في تلك الظروف، بل وقد يكتسبون خبرات جديدة منها.
ثم يقدم الدكتور ابراهيم الفقي نصيحة فيقول: وأنت كممارس للبرمجة اللغوية العصبية يجب ان تعرف ان أي شيء يفعله الانسان يرتكز على قيمه واعتقاداته ويعتبر هو أحسن اختيار له في تلك اللحظة، وفهمك لهذا المبدأ سيجعلك متمكنا من الاتصال بالاخرين بدرجة عالية.)
هذا ليس صحيحا دائما فكثير ما يقع الانسان في مشاكل كثيرة نتيجة لاختياراته الخاطئة، فقد يسرع في اتخاذ القرار الخاطئ بسبب قلة المعلومات او عدم استشارة أصحاب الاختصاص، او ضعفا في الربط بين الواقع والمعلومات المتوفرة لديه، او مخالفته للاحكام الشرعية فمثلا امرنا ان نختار الايسر اذا ما خيرنا بين امرين مباحين فاذا اختار الاصعب كان اختياره مخالفا للشرع، وطلب منا المشورة فاذا اتخذ قراره دون استشارة فقد خالف النص، واذا ورد نهي عن امر ما ففعله فقد ارتكب اثما، كأن يأخذ قرضا من البنك بالربا والاسلام نهاه عن الربا فهل نقول ان قراره هذا كان انسب القرارات في ظل الظروف التي احاطت به، لا يمكن لتقي مؤمن بالله ان يقول ذلك ، وكذلك لو طلب فاسق الزواج من فتاة مسلمة وقبلت به وهي تدرك ان الشرع يأمرها بالزواج من صاحب الخلق والدين ، فقرارها هذا مخالف للحكم الشرعي وهذا القرار ليس انسب القرارات، وفي مثل هذه الحالات يجب على المسلم ان يندم على ما فعل ويعتبر انه ذلك اثما وقع فيه، ويعاهد الله على ان لا يقع فيه مرة اخرى وان يطلب المغفرة من الله على ما بدر منه، اما اذا كان قراره فيما اباح الله كمن استثمر ماله في الزراعة ولم يستثمره في الصناعة ففشل في مشروعه، او التزم باختياره بالاحكام الشرعية كمن تزوجت من صاحب الخلق والدين ولكنها تعرضت لمشاكل في زواجها وندمت على اختيارها، فهذه التجارب لا يجوز الندم عليها واذهاب النفس حسرات على ذلك، بل يجب الخروج من هذه الازمات باقل الخسائر ، والرضا بقدر الله سبحانه، قال الرسول r ( لا تقل لو اني فعلت كذا وكذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان….)
3- وراء كل سلوك توجد نوايا ايجابية
اذا سألت لصا مثلا لماذا سرق فستكون اجابته" لكي اطعم عائلتي" أو " لكي اشتري سيارة" أو "لاصبح في حالة ميسورة" فسيتضح لك ان نواياه ايجابية ولكن بسبب سلوكه السلبي عوقب بالسجن.ثم يقدم الدكتور الفقي نصيحته:
فيجب عليك انت كممارس للبرمجة ان تفرق دائما بين تصرفات الشخص وبين نواياه لأن السلوك ليس هو الشخص ذاته.)
هذه الفكرة خطرة وخاطئة فهناك الكثير من النوايا السيئة والاجرامية خلف بعض الاعمال ، فاذا رأيت الامريكي او اليهودي يقتل المسلمين ويدمرهم، هل يجوز ان تقول ان وراء فعله نوايا طيبة ام انه يجب رد عدوانه بالقوة؟! ان هذه الفكرة من الافكار الخطرة والخبيثة التي يحاول الغرب زرعها في نفوس المسلمين خاصة وان التعليمات الامريكية تؤكد على ازالة الكراهية والحقد من قلوب المسلمين تجاه جرائمهم، فهم يدعون ان حربهم على الارهاب ليست موجهة ضد المسلمين وانما هي ضد المجرمين وان نواياهم طيبة فهم لا يريدون الا نشر الديمقراطية والحرية والمحافظة على حقوق الانسان والدفاع عن المرأة والطفل ..الخ ترهاتهم . فهل ادركنا حقيقة نواياهم ام علينا ان نلغي عقولنا ونصدق اكاذيبهم .
ولو اعتبرنا ان كل سلوك خلفه نية ايجابية لقبلت جميع الاعمال من الله سبحانه وتعالى، ولكن الحقيقة ان هناك اعمالا غير مقبولة حتى لو كانت في ظاهرها أعمال خيرة، فالاعمال التي توجه صاحبها بنية خالصة لله قبلها الله واعتبرها اعمالا صحيحة، اما الاعمال التي نواها صاحبها لغير الله اعتبرت اعمال محرمة ولم تقبل عند الله حتى لو كانت اعمالا خيرة وفي الحديث ان اول من يعذب يوم القيامة قارئ القرآن والعالم والكريم والشهيد الذين توجهوا باعمالهم رئاء الناس ولم يوجهوا نواياهم خالصة لله. وبين الرسول r ان الاعمال تقيم حسب نية صاحبها فان كانت نيته حسنة فاعماله مقبولة وان كانت نيته سيئة فاعماله غير مقبولة ( انما الاعمال بالنيات وانما لك امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فجرته الى ما هاجر اليه)[1] فليس وراء كل عمل نية ايجابية يجب ان تقبلها ونحترم صاحبها على اساسها.
وقد ذكر ابراهيم الفقي قصة امرأة كانت تهرب من مديريها لانهم يشبهون أباها الذي كان صارما معها في طفولتها ، ولما غير المعالج المبرمج عقائدها السلبية شعرت براحة وبدأت تفهم نوايا الاخرين وتفصل بين نوايا الشخص وتصرفاته وتركز على نواياه لا على تصرفاته.
ان تركيز البرمجة على الفصل بين النوايا والتصرفات والسلوك يتناقض مع الاسلام لان الشرع لم يبح للمسلم البحث عن السرائر بل جعل ذلك من شأن الله اما الانسان فلا يبحث الا عن الظواهر ، ولقد عاب رسول الله r على اسامة بن زيد الذي قتل كافرا في المعركة بعد ان نطق بالشهادتين، فقال له رسول الله: أقال لا اله الا الله فقتلته؟ فقال اسامة: انما قالها خوفا من السلاح ( أي نطق بالشهادتين خوفا من ان اقتله) فقال له رسول الله r: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ، فما زال يكررها على اسامة حتى تمنى انه أسلم يومئذ[2] (أي هل كشفت عن قلبه حتى عرفت النية التي كانت خلف نطقه بالشهادتين) لهذا لا يجوز البحث عن النوايا في السلوك الانساني بل يجب الاكتفاء بالظاهر فقط. باستثناء بعض الاحكام كالتفريق بين القتل الخطأ والقتل العمد.
4- الشخص الأكثر مرونة يمكنه التحكم في الأمور.
وهذه من الافكار التي يدعون لها في البرمجة اللغوية العصبية ويعتبرونها من أهم مبادئ مقدمات النجاح، يقول الدكتور ابراهيم الفقي (فالانسان المرن في التعامل مع الآخرين ومع تحديات الحياة سيكون له القوة والتحكم في الأمور . أما الانسان الذي يصر على اتباع آراءه ولا يحاول التعايش مع التغيرات المحيطة به سيكون نصيبه الاحاسيس السلبية وضياع الفرص.
فمثلا من اسباب الطلاق عدم المرونة بين الزوجين فعندما تقابلهم بعض التحديات يلجئون الى أسهل وأسرع الحلول وهو الطلاق . ومن ناحية أخرى نجد بعض الناس يثور بسرعة شديدة اذا تعامل مع شخص يختلف عنه ولا يوافق على آرائه لهذا يصاب مثل هؤلاء بأمراض القلب او القرحة او الصداع المزمن الى آخره. وهذا معناه ان المرونة في التعامل مع الأشياء ومع الاخرين هو اساس قوي نحتاج ان نتعلمه ونمارسه حتى يصبح طبيعة ثابتة في شخصياتنا.)
ان المرونة اذا تمت ضمن حدود المبدأ الاسلامي هي من قبيل مدارة الناس التي حث عليها الاسلام، قال r (ما كان الرفق في شيء الا زانه) وقال ايضا: ( الدين المعاملة ) .
اما اذا ادت المرونة الى التنازل عن أي حكم من احكام الاسلام فهذا يعد انتهازية لان الانتهازية تعني: المرونة لدرجة التنازل عن المبدأ، فقول الدكتور الفقي" أما الانسان الذي يصر على اتباع آراءه ولا يحاول التعايش مع التغيرات المحيطة به سيكون نصيبه الاحاسيس السلبية وضياع الفرص´ فهذا قول يدل على الانتهازية ، أي يجب على المسلم ان لا يصر على ان الغرب كافر ويتعامل معهم باعتبارهم كفار لان في ذلك ضياع فرص كبيرة عليهم، وعلى المسلمين ان لا يصروا على طرد اليهود من فلسطين كلها بل عليهم التعايش مع الظروف الدولية والقبول باليهود وادماجهم في المنطقة وتطبيع العلاقات مع قتلة الانبياء والرسل . وعلى المسلم ان لا يصر على السعي لتطبيق احكام الاسلام في الدولة بل يجب عليه ان يتعايش مع الظروف المحيطة به ويقبل بالمشاركة في الحكم مع العلمانيين من وطنيين وقوميين وديمقراطيين، وعلى المستوى الشخصي على المسلم ان لا يصر على رفض الرشوة بل يعتبرها هدية او اكرامية تعايشا مع الفساد المنتشر، وان لا يصر على عدم دفع الرشوة لانه في ذلك تفويتا لمصالحه وتضييقا على حياته وهذا بعيد عن المرونة.
اذا كانت المرونة بهذا المعنى فهي انتهازية وتنازل عن المبدأ وقد حذرنا الله من ذلك فقال(واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك)[3].
اما الاجراءات العملية التي اوردها الدكتور الفقي تحت هذه الفكرة فهي من قبيل حل المشاكل بين المسلمين كاصلاح ذات البين وازالة الاحقاد من القلوب او تقبل الخلافات الفقهية بين المذاهب الاسلامية. مثل:
- فكر في شخص تجد صعوبة في التعامل كأحد جيرانك مثلا
- فكر في مشكلة حدثت معه أخيرا كأن ضرب اولادهم ابنك
- تخيل أنك تشاهد المشكلة على شاشة المسرح، وانظر الى نفسك وأنت تتصرف وصف شعورك ( شعور بالغضب والثورة وتحريض الولد على ضرب من ضربه، وقد يحتاج الامر الى تدخلك لضرب اولاد الجيران اذا كان ابنك ضعيفا لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
- تخيل أنك أنت الشخص الآخر وشاهد نفسك وأنت تمثل دوره وتتصرف بطريقته وصف شعورك. اتخيل نفسي في مكان الجار الذي ضربت اولاده وقد دخل المعركة بالصراخ والضرب والشتم، واشعر بالاسف لانني زدت المشكلة بدل حلها واحتوائها.
- فكر في شخص حكيم تعرفه وتقدره وتعرف أنه قادر على الاتصال بالاخرين بطريقة فعالة وصحيحة، وتخيله وهو يتعامل مع الشخص الآخر وتعلم منه كيفية التعامل مع هذا الشخص.وهذه الخطوة تحتاج الى معرفة ومهارة في الامر المختلف فيه. اتخيل هذا الشخص وقد ذهب للجار بعد اعتدائه اولاده على ولده وحدث جاره بهدوء عن حسن الجوار ووصايا الرسول بالاحسان الى الجبران ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه) وتشجيع الاولاد على اللعب معا بدون مشاكل.
- الآن تخيل نفسك مرة أخرى وأنت تتعامل مع هذا الشخص باستراتيجيتك الجديدة، وصف شعورك. شعور بالراحة والسعادة.
5- معنى الاتصال هو النتيجة التي تحصل عليها
كان الرجل يعامل ابناءه بطريقة معينة كانت السبب في تعاسته ولكن عندما غير هذه الطريقة تغيرت النتائج وأصبح في طريقه الى حياة أسعد.
ولذلك فعليك كممارس للبرمجة اللغوية العصبية أن تعرف ان معنى الاتصال هو النتيجة التي تحصل عليها، فاذا فعلت شيئا وكانت النتيجة مختلفة عما كنت تتوقعه فيجب عليك ان تغير طريقتك حتى تصل الى النتائج التي تأملها.)
ان المثل الذي ذكره د. الفقي عن الرجل الذي غير اسلوبه في التعامل مع اولاده هو من قبيل التغيير في الاساليب للحصول على النتيجة التي يراد الوصول اليها ، والأساليب هي الطرق غير الدائمة للقيام بالعمل ، وهي قابلة للتغيير شرعا، فمثلا من اساليب الدعوة الى الاسلام الخطبة والكتابة والاتصال الفردي والجماهيري، ويستطيع المسلم ان يتنقل من اسلوب الى اسلوب اذا وجد ان اسلوبا ما لا يحقق النتيجة.
اما الطريقة فهي حكم شرعي لا يجوز تغييره ، وهي الطريقة الدائمة للعمل، فمثلا دعوة الافراد والجماعات الى الاسلام يتم عن طريق الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن ، وهذا حكم شرعي لا يجوز تغييره ، فاذا لم يوصلنا هذا الطريق الى تطبيق الاسلام ، فلا يجوز استخدام القوة المسلحة من قبل الافراد والجماعات.
وكذلك الدولة الاسلامية تنشر الاسلام عن طريق الجهاد، فلا يجوز لها ان تغير هذا الطريق وتتبع غيره من طرق التبشير النصرانية لأن طريقة نشر الاسلام حكم شرعي لا يجوز تغييره.
ولهذا لا يصح ان نأخذ بكلام الفقي القائل (وكانت النتيجة مختلفة عما كنت تتوقعه فيجب عليك أن تغير طريقتك حتى تصل الى النتائج التي تأملها) لان الطريقة غير الاسلوب ، ولا يصح ان يقول قائل انه لا يقصد ذلك، وانما يقصد تغيير الاساليب، لاننا يجب ان نتلقى الكلام الذي نسمعه او نقرأه تلقيا فكريا، ومعنى التلقي القكري هو ان نفهم الكلام كما تدل عليه الفاظه لا كما يرمي له صاحبه، ولا كما نريد نحن، بل يفهم الكلام كما يدل عليه لفظه فقط.
6- تركز البرمجة العصبية على الانا والانانية ، وتفرط فيها بحيث لا يسعى الانسان الا لتحقيق ما هو في صالحه فقط دون النظر الى الامة ككل ، وذلك من خلال الامثلة التي يطرحها منظرو البرمجة فهم يركزون على تحقيق اهداف مادية مثل كيف اصبح غنيا ؟ وأهداف شخصية مثل كيف اصبح قويا ونشيطا وواثقا بنفسي؟ كيف اقدر ذاتي وكيف اصل الى السعادة؟ ولم أجد من يطرح مثالا عن كيفية تقدم الامة الاسلامية ؟ وكيف تخرج من الازمة التي هي فيها الآن؟ وكيف نرفع الظلم عن اهل فلسطين والعراق وافغانستان والشيشان وغيرها من بلاد المسلمين؟ لهذا سأحاول ان اضيف بعض الامثلة العامة وكيفية تحقيقها .
7- تدعو البرمجة الاشخاص الى تغيير عقائدهم اذا ادت الى ضرر او تفويت مصلحة، وهذا منبثق عن فكرة رأسمالية ( الغاية تبرر الواسطة) فالمهم هو تحقيق الهدف، فاذا كانت مفاهيمه او عقيدته تفوت عليه تحقيق الهدف فعليه ان يتخيل نفسه على حلبة مصارعة وان يصارع عقيدته ويتغلب عليها ، وهذا أمر خطر يتناقض مع الاسلام فمثلا قد يضع الانسان له هدفا كأن يصبح غنيا، وان غناه هذا لا يتحقق الا عن طريق الاقتراض من البنك، لكن مفاهيمه تحرم عليه ذلك،فهل يصارع الحكم الشرعي ( حرمة الربا) ويلقي به بعيدا عنه ويأخذ قرضا من البنك؟!
ان تغيير المفاهيم والعقائد من سلبية الى ايجابية يجب ان يكون محكوما بالشريعة الاسلامية بغض النظر عن تحقق المصلحة او تفويتها ، فمثلا دفع رشوة يجلب له وظيفة وعدم دفعها يفوت ذلك عليه فهل يلقي بالحكم الشرعي ارضا ويدفع الرشوة ليحقق هدفه في الحصول على وظيفة؟!.
8- تدعو البرمجة الى استخدام لفظ "افعل" بدلا من لفظ"لا تفعل" بحجة ان العقل الباطن يحذف كلمة "لا" فاذا كان العقل يرفض لا ولا يقبلها فلماذا خوطبنا بهذه الكلمة في نصوص كثيرة، ام ان واضعي البرمجة يعلمون بالنفس البشرية وما يصلح لخطابها اكثر من خالقها، تعال الله عن ذلك علوا كبيرا، واذا جعلنا ذلك شعارا في حياتنا فماذا نفعل بالنصوص الشرعية التي تبدأ بكلمة "لا":
لا تهنوا لا تحزنوا وانتم الأعلون ان كنتم مؤمنين
ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا
ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم
لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله اخوانا .
ان البرمجة اللغوية العصبية هي اسلوب علاجي استخدم في علاج الامراض النفسية، ثم عمم استخدام هذا الاسلوب العلاجي على الاصحاء، ومن المعروف ان العلاج النفسي يتوقف على ثقافة الانسان وعقيدته، ولهذا يجب الحذر عند استخدامه من أخذ الافكار المناقضة للاسلام وان يتخير الافكار المتعلقة بالاساليب والوسائل المباحة شرعا والتي لا تنبثق عن الحضارة الغربية، وان يأخذها مجردة عن عقائدها، ، وتجيير الاسالب العلاجية للتتفق مع الافكار الاسلامية
وذلك ان الافكار على نوعين:
أولا: افكار تتعلق بالعقائد والاحكام المنظمة لحياة الانسان ، وهذه الافكار لا يجوز اخذها الا من الاسلام فقط، ولا يجوز اخذها من غير الاسلام حتى لو كانت موافقة لما في الاسلام، لماذا؟
لان الله امرنا بالالتزام فقط بما جاء عنه قال تعالى( الم تر الى الذين يزعمون انهم آمنوا بما أنزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا)[4] وقال ايضا( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)[5] وقال ايضا( وما آتاكم الرسول فخذه وما نهاكم عنه فانتهوا)[6] وقال صلى الله عليه وسلم( ان الله فرض فروضا فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تقربوها، وترك اشياء غير نسيان رحمة لكم فلا تبحثوا عنها)[7]. لكن دعاة التوفيق بين الاسلام والكفر لا زالوا موجودين بيننا يحاولون ادخال افكار الكفر علينا من باب ( ما يوافق الاسلام فهو من الاسلام) او من باب ( ما لا يخالف الاسلام فهو من الاسلام) ومن هذين البابين ادخلوا علينا الديمقراطية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية وقوانين العقوبات واحكام البينات وقوانين التجارة الدولية وغيرها من القوانين التي ما انزل الله بها من سلطان.
ثانيا: افكار تتعلق بالصناعة والتجارة والزراعة والطب والهندسة والرياضيات وغيرها من العلوم، فهذه يجوز اخذها من أي امة، ودليل ذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث مسلمين الى اليمن وهي تحت الحكم الفارسي الكافر ليتعلما صناعة الاسلحة، واستعمل الدنانير والدراهم الفارسية والرومية، وكان المسلمون يستوردون الطعام والملابس من الروم في الشام ومن الفرس باليمن، واستعمل الرسول r اسلوب حفر الخندق في غزوة الاحزاب وهو اسلوب فارسي في القتال. قال r ( انما انا بشر اذا امرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، واذا امرتكم بشيء من رأيي فانما انا بشر )[8] وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام( انتم أعلم بأمر دنياكم)[9] مما يدل على ان ما كان من غير العقائد والاحكام الشرعية يجوز اخذه اذا لم يخالف الاسلام.
وحتى يتمكن المسلم من التمييز بين الافكار الاسلامية الصافية والأفكار الغربية المخالفة للاسلام ويدرك اين تكمن هذه المخالفة لا بد ان يدرك الفرق بين المبدأ الاسلامي والمبدأ الرأسمالي ( او ما يسمى بالمبدأ الحر او الديمقراطي ): ماهيته ومصدره وعقيدته وشريعته وطريقته في التنفيذ ونظرته للعقل وللفطرة ونظرته الى الانسان والكون والحياة والفرد والمجتمع وتفسيره للسعادة والقيم ومقاييس الاعمال . كما لا بد للمسلم ان يدرك الفرق بين الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية، والفرق بين المدنية العالمية التي لا تخص امة دون امة ولا شعبا دون شعب وبين المدنية الناتجة عن الحضارة الخاصة بكل امة[10].
هل يمكن الاستفادة من البرمجة العصبية؟
ان البرمجة العصبية خليط من الحضارات المناقضة للاسلام ولكن يوجد فيها بعض الافكار الصحيحة التي أكد الواقع صحتها وهي الافكار المتعلقة بالاساليب والوسائل فقط وهذه يجوز اخذها والاستفادة منها والتعامل معها كما تعامل المعظم مع التايكواندو والجودو وغيرها من الرياضات التي جائتنا من الشرق البوذي، فقد حاول البوذييون نشر هذه الالعاب مع فلسفتها ، ولكن الكثير ممن تعلموا هذه الرياضة تعلموها كاساليب رياضية للدفاع عن النفس وتركوا الفلسفة البوذية التي اخذت منها ، وكذلك البرمجة العصبية يمكن الاستفادة منها باخذ اساليبها ووسائلها في تغيير الافكار والمشاعر والسلوك ومعالجة بعض الامراض النفسية البسيطة. وترك الافكار التي تتناقض مع الاسلام، ولكن يحتاج ذلك الى فهم دقيق ومعرفة تامة بافكار الاسلام وافكار الغرب والفرق بين الحضارتين [11]. ما هي البرمجة العصبية؟
هي الاجراء العملي الفعال الذي يحول المعرفة من مجرد طاقة كامنة الى السلطة والنجاح وتحقيق الأهداف.
البرمجة: تشير الى مجموعة الافكار والمشاعر التي تؤثر في السوك.
فالانسان لديه ملايين البرامج الناتجة عن الافكار والمفاهيم والقناعات والمقاييس، منها (الحرام) ومنها (الحلال) ومنها الارادي ومنها اللاارادي فالتوكل على الله برنامج فرض ومثله الايمان والتقوى وحمل الدعوة الاسلامية والاحساس بالهم العام والمسؤولية عن الغير ، والبخل برنامج (حرام) ومثله الجبن وعدم تحمل المسؤولية والأنانية والاثرة.
اللغوية: تشير الى قدرتنا على استخدام اللغة سواء عن طريق كلمات وجمل محددة، أو بدون ألفاظ وذلك عن طريق اللغة الصامتة التي تعبر عنها أوضاع الجسم مثل الجلسة، الوقفة، الايماءات، والاشارات وأيضا تعبيرات الوجه.
وقد بدأت دعوات الانبياء كلهم بالتغيير بالكلمة ، وكان صراعهم الفكري مع اقوامهم بالكلمة وكان كفاحهم السياسي مع الطبقة الحاكمة (الملأ من قومه) بالكلمة.
والابتسامة لها تأثير كبير لذلك نبه لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله( تبسمك في وجه أخيك صدقة)
العصبية: تشير الى جهازنا العصبي، وحواسنا الخمس التي بها نرى ونسمع ونحس ونتذوق ونشم.
باختصار، العصبية تشير الى المخ واللغوية تشير الى اللغة والبرمجة تعني تركيب خطة او اجراء معين ، فالبرمجة اللغوية العصبية هي دراسة تأثير اللغة على الجهاز العصبي ، وتعلم كيفية تواصل الناس مع انفسهم ومع الاخرين بحيث تؤدي الى تحقيق الاهداف التي يسعون الى تحقيقها.
ماذا تستفيد من هذا العلم؟
يساعد هذا العلم في
1- التأثير على النفس وتغييرها نحو الافضل وذلك ب:
تغيير الافكار السلبية (المخالفة للعقيدة الاسلامية ) الى افكار ايجابية ( منبثقة على العقيدة الاسلامية ومبنية عليها) وتغيير المشاعر من مشاعر سلبية ( لا تتفق مع احكام الاسلام) الى مشاعر ايجابية ( تتفق مع احكام الاسلام)
وتنمية المهارات والاعمال والتخلص من الهموم والمشاكل وتحقيق الاهداف وتعلم اسرار النجاح لدى الاخرين والرفع من مستوى الدخل وغير ذلك.
2- التأثير على الاخرين وتغييرهم نحو الافضل
استخدام اساليب مبتكرة في حمل الدعوة الاسلامية، وتوثيق العلاقات مع الزوج والاولاد وممارسة مهارات المدرس الناجح وتحقيق الالفة والمحبة مع الاخرين واكتساب طرق عديدة للاتصال بالناس والتعرف على انماط الناس وطرق مخاطبتهم وامتلاك اسرار الاقناع .
كانت العلوم المختلفة من فيزياء وكيمياء ورياضيات وفلك وهندسة وطب وغيرها من العلوم مرتبطة قديما بالفلسفة والأديان الوثنية، ولكن عندما أخذها العلماء وجردوها عما علق بها من الفلسفة والأديان الوثنية، وأخضعوها للبحث العلمي تقدمت وتطورت ونتج عنها تكنولوجيا سهلت للناس حياتهم وحلت كثيرا من مشاكلهم.
والدراسات النفسية من العلوم التي ارتبطت بالفلسفة والعقائد البشرية، فإذا أخذناها مرتبطة بذلك أخذنا كفرا، ولكن إذا جردناها عن ذلك وأخضعناها للبحث العقلي وأخذنا منها الأفكار التي اثبت الواقع صحتها فإننا قد نستفيد منها، ولدى دراستي للبرمجة اللغوية العصبية وجدت أنها علم نفس بالإضافة إلى أفكار أخذت من الفلسفة الهندية والصينية ومن عند النصارى، كالتنويم المغناطيسي والاستبصار عن بعد وأبحاث الطاقة، ولكن واضع البرمجة اخذ هذه الأفكار وجردها من قاعدتها العقائدية والفلسفية واستخدمها كوسائل وأساليب في معالجة الانفعالات والمشاعر والعواطف والأحاسيس البشرية، والتحكم فيها وبالتالي التحكم في السلوك، ومع انه جردها من الفلسفة والعقائد الأخرى إلا انه أضاف إليها أفكار الحضارة الغربية التي تسعى أمريكا إلى قولبة العالم على أساسها، وليت الأمر وقف عند هذا الحد بل درست هذه الأفكار ممزوجة بعلم البرمجة للوعاظ والواعظات، فقام هؤلاء بحمل الرسالة إلى الناس ودرسوها لهم من خلال المساجد وجمعيات المحافظة على القرآن والمراكز الإسلامية مما يعطي الشرعية لهذه الأفكار ويوجد القناعة بها لدى الناس، وهذا من اخطر الأمور، وهو أن يقوم المسلمون بالدعوة إلى أفكار الغرب الكافر بعد إضفاء مسحة إسلامية عليها.
فحتى تحافظ على نقاء عقيدتك الإسلامية، وتحميها من الوقوع في شرك الأفكار الغربية المناقضة لها احذر بعض أفكار البرمجة اللغوية العصبية، لأنها عبارة عن أفكار منبثقة عن الفكر الغربي الذي يفصل بين الدين والحياة المبنية على فكرة الحل الوسط، فلا يؤمنون بحقيقة ما ولا يعتقدون بوجود حقائق مطلقة، بل الحقيقة عندهم نسبية، أي لا يحكمون عليها بالخطأ والصواب ولا يعنون أنفسهم بالبحث عن ذلك، وإنما كل ما يهمهم هو إن تلبي هذه العقائد رغباتهم، يقول روبير في كتابه قدرات غير محدودة ( نحن لا ندري إذا كانت معتقداتنا صحيحة أو خاطئة، لكن ما يهمنا أن نعرف إذا كانت معتقداتنا ذات فاعلية) فاذا لم تساعده على تحقيق ما يريد فعليه أن يغيرها ويبحث عن عقائد أخرى تؤيد ما يريد، يقول روبير ( لا بد أن تجد المعتقدات التي تؤيد النتائج التي ترجوها، وإذا لم تقم معتقداتك بهذا الدور فعليك أن تتخلى عنها وتجرب شيئا جديدا) وفيما يلي بعض الأفكار الغربية التي تدرس ضمن البرمجة العصبية.
الأفكار الخاطئة المناقضة للإسلام والتي يحرم الأخذ بها:
1- احترام وتقبل الآخرين كما هم.
يحاول الغرب أن ينزعوا من المسلمين الحمية لدينهم والتمسك بكل حكم في إسلامهم، كما يحاولون جاهدين ان يترك المسلمون فكرة الدعوة الى دينهم وتحويل الناس الى مسلمين، او مواطنين في الدولة الاسلامية خاضعين لاحكام الاسلام، وزادت محاولاتهم هذه بعض احداث الحادي عشر من ايلول، بحيث اصبحت هذه الفكرة تعطى في وسائل الاعلام وفي الكتب المدرسية، ولم يكتفوا بذلك بل اصبحت جزءا مهما من دورة البرمجة اللغوية العصبية التي درست اول ما درست للمشايخ حتى ينشروها بين الناس على اعتبار انها من الاسلام، وحتى لا تثير هذه الفكرة حفيظة المسلمين يحاولون ضرب الامثلة التي لا جدال حولها.
كالوالد الذي يريد من ابنه ان يدرس اللغة الانجليزية وهو يريد ان يدرس الشريعة، فيغضب الاب فاذا اصر على ابنه ان يدرس اللغة الانجليزية فانه قد يرسب ويترك الدراسة ويؤثر ذلك على جوانب اخرى من حياته، وهذه نتائج سلبية بالنسبة للولد وأبيه، اما اذا احترم قدرات ابنه ورغبته فانه يقبل بنوع الدراسة التي اختارها ابنه ويقبل الولد على دراسته التي يرغب يها فينجح فيها ويبدع فيها وتكون النتائج ايجابية بالنسبة للطرفين.
او ترغب الزوجة في القراءة مثلا ويرغب الزوج في الزيارات الاجتماعية ، فاذا لم يقدر كل منهما مدى اهتمامات الاخر ويحترم مشاعره واحاسيسه ستكون النتائج سلبية قد تؤدي الى عواقب وخيمة.
أقول: هذا ما يجب ان تكون عليه، في مجال تعاملك مع اخيك المسلم عندما يكون خلافك معه خلاف فرعي ولرأيه دليل او شبه دليل ، أي ان رأيه رأي اسلامي محترم، او كان الخلاف بينكما في القدرات والامزجة والمهارات.
اما اذا كان الخلاف بينك وبين الاخرين خلاف عقائدي او خلاف في امر قطعي فالامر مختلف تماما ، فلا يحق للمسلم ان يتقبل الكافر ويحترم آرائه التي تعبر عن عقيدته ودينه، بل الواجب الشرعي يحتم عليه ان يسعى الى محاولة تغيير افكار الاخر ومعتقداته بالطريقة الشرعية التي امرنا بها.
ومن هنا لا يجوز لنا قبول الافتراضية الاولى ( احترام وتقبل الاخرين كما هم) على عمومها لان التعميم آفة من آفات العقل والتفكير ، بل يجب اخضاع تعاملنا مع الاخرين حسب الاحكام الشرعية فتعاملنا مع المسلم غير تعاملنا مع الكافر وتعاملنا مع العدو الحربي المقاتل غير تعاملنا مع المسالم، وتعاملنا مع المسلم العاصي غير تعاملنا مع المسلم التقي الصالح.
2- يستخدم الناس أحسن اختيار لهم في حدود الامكانيات المتاحة في وقت بعينه.
تقول احداهن: لا اندم على شيء كندمي على تركي فرصة السفر للعمل في الخارج
او يقول احدهم: لقد كنت احمقا في اختيار هذه الزوجة.
يفكر كثير من الناس في تجاربهم السابقة ويعتبرون ان قراراتهم في ذلك الحين كانت عبارة عن غباوة وحماقة تامة، ولكن لو نوقشوا في قراراتهم تلك لوجدوا انها أنسب القرارات بناء على الظروف التي احاطت بهم في تلك الظروف، بل وقد يكتسبون خبرات جديدة منها.
ثم يقدم الدكتور ابراهيم الفقي نصيحة فيقول: وأنت كممارس للبرمجة اللغوية العصبية يجب ان تعرف ان أي شيء يفعله الانسان يرتكز على قيمه واعتقاداته ويعتبر هو أحسن اختيار له في تلك اللحظة، وفهمك لهذا المبدأ سيجعلك متمكنا من الاتصال بالاخرين بدرجة عالية.)
هذا ليس صحيحا دائما فكثير ما يقع الانسان في مشاكل كثيرة نتيجة لاختياراته الخاطئة، فقد يسرع في اتخاذ القرار الخاطئ بسبب قلة المعلومات او عدم استشارة أصحاب الاختصاص، او ضعفا في الربط بين الواقع والمعلومات المتوفرة لديه، او مخالفته للاحكام الشرعية فمثلا امرنا ان نختار الايسر اذا ما خيرنا بين امرين مباحين فاذا اختار الاصعب كان اختياره مخالفا للشرع، وطلب منا المشورة فاذا اتخذ قراره دون استشارة فقد خالف النص، واذا ورد نهي عن امر ما ففعله فقد ارتكب اثما، كأن يأخذ قرضا من البنك بالربا والاسلام نهاه عن الربا فهل نقول ان قراره هذا كان انسب القرارات في ظل الظروف التي احاطت به، لا يمكن لتقي مؤمن بالله ان يقول ذلك ، وكذلك لو طلب فاسق الزواج من فتاة مسلمة وقبلت به وهي تدرك ان الشرع يأمرها بالزواج من صاحب الخلق والدين ، فقرارها هذا مخالف للحكم الشرعي وهذا القرار ليس انسب القرارات، وفي مثل هذه الحالات يجب على المسلم ان يندم على ما فعل ويعتبر انه ذلك اثما وقع فيه، ويعاهد الله على ان لا يقع فيه مرة اخرى وان يطلب المغفرة من الله على ما بدر منه، اما اذا كان قراره فيما اباح الله كمن استثمر ماله في الزراعة ولم يستثمره في الصناعة ففشل في مشروعه، او التزم باختياره بالاحكام الشرعية كمن تزوجت من صاحب الخلق والدين ولكنها تعرضت لمشاكل في زواجها وندمت على اختيارها، فهذه التجارب لا يجوز الندم عليها واذهاب النفس حسرات على ذلك، بل يجب الخروج من هذه الازمات باقل الخسائر ، والرضا بقدر الله سبحانه، قال الرسول r ( لا تقل لو اني فعلت كذا وكذا لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فان لو تفتح عمل الشيطان….)
3- وراء كل سلوك توجد نوايا ايجابية
اذا سألت لصا مثلا لماذا سرق فستكون اجابته" لكي اطعم عائلتي" أو " لكي اشتري سيارة" أو "لاصبح في حالة ميسورة" فسيتضح لك ان نواياه ايجابية ولكن بسبب سلوكه السلبي عوقب بالسجن.ثم يقدم الدكتور الفقي نصيحته:
فيجب عليك انت كممارس للبرمجة ان تفرق دائما بين تصرفات الشخص وبين نواياه لأن السلوك ليس هو الشخص ذاته.)
هذه الفكرة خطرة وخاطئة فهناك الكثير من النوايا السيئة والاجرامية خلف بعض الاعمال ، فاذا رأيت الامريكي او اليهودي يقتل المسلمين ويدمرهم، هل يجوز ان تقول ان وراء فعله نوايا طيبة ام انه يجب رد عدوانه بالقوة؟! ان هذه الفكرة من الافكار الخطرة والخبيثة التي يحاول الغرب زرعها في نفوس المسلمين خاصة وان التعليمات الامريكية تؤكد على ازالة الكراهية والحقد من قلوب المسلمين تجاه جرائمهم، فهم يدعون ان حربهم على الارهاب ليست موجهة ضد المسلمين وانما هي ضد المجرمين وان نواياهم طيبة فهم لا يريدون الا نشر الديمقراطية والحرية والمحافظة على حقوق الانسان والدفاع عن المرأة والطفل ..الخ ترهاتهم . فهل ادركنا حقيقة نواياهم ام علينا ان نلغي عقولنا ونصدق اكاذيبهم .
ولو اعتبرنا ان كل سلوك خلفه نية ايجابية لقبلت جميع الاعمال من الله سبحانه وتعالى، ولكن الحقيقة ان هناك اعمالا غير مقبولة حتى لو كانت في ظاهرها أعمال خيرة، فالاعمال التي توجه صاحبها بنية خالصة لله قبلها الله واعتبرها اعمالا صحيحة، اما الاعمال التي نواها صاحبها لغير الله اعتبرت اعمال محرمة ولم تقبل عند الله حتى لو كانت اعمالا خيرة وفي الحديث ان اول من يعذب يوم القيامة قارئ القرآن والعالم والكريم والشهيد الذين توجهوا باعمالهم رئاء الناس ولم يوجهوا نواياهم خالصة لله. وبين الرسول r ان الاعمال تقيم حسب نية صاحبها فان كانت نيته حسنة فاعماله مقبولة وان كانت نيته سيئة فاعماله غير مقبولة ( انما الاعمال بالنيات وانما لك امرئ ما نوى فمن كانت هجرته الى الله ورسوله فهجرته الى الله ورسوله ومن كانت هجرته الى دنيا يصيبها او امرأة ينكحها فجرته الى ما هاجر اليه)[1] فليس وراء كل عمل نية ايجابية يجب ان تقبلها ونحترم صاحبها على اساسها.
وقد ذكر ابراهيم الفقي قصة امرأة كانت تهرب من مديريها لانهم يشبهون أباها الذي كان صارما معها في طفولتها ، ولما غير المعالج المبرمج عقائدها السلبية شعرت براحة وبدأت تفهم نوايا الاخرين وتفصل بين نوايا الشخص وتصرفاته وتركز على نواياه لا على تصرفاته.
ان تركيز البرمجة على الفصل بين النوايا والتصرفات والسلوك يتناقض مع الاسلام لان الشرع لم يبح للمسلم البحث عن السرائر بل جعل ذلك من شأن الله اما الانسان فلا يبحث الا عن الظواهر ، ولقد عاب رسول الله r على اسامة بن زيد الذي قتل كافرا في المعركة بعد ان نطق بالشهادتين، فقال له رسول الله: أقال لا اله الا الله فقتلته؟ فقال اسامة: انما قالها خوفا من السلاح ( أي نطق بالشهادتين خوفا من ان اقتله) فقال له رسول الله r: أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا ، فما زال يكررها على اسامة حتى تمنى انه أسلم يومئذ[2] (أي هل كشفت عن قلبه حتى عرفت النية التي كانت خلف نطقه بالشهادتين) لهذا لا يجوز البحث عن النوايا في السلوك الانساني بل يجب الاكتفاء بالظاهر فقط. باستثناء بعض الاحكام كالتفريق بين القتل الخطأ والقتل العمد.
4- الشخص الأكثر مرونة يمكنه التحكم في الأمور.
وهذه من الافكار التي يدعون لها في البرمجة اللغوية العصبية ويعتبرونها من أهم مبادئ مقدمات النجاح، يقول الدكتور ابراهيم الفقي (فالانسان المرن في التعامل مع الآخرين ومع تحديات الحياة سيكون له القوة والتحكم في الأمور . أما الانسان الذي يصر على اتباع آراءه ولا يحاول التعايش مع التغيرات المحيطة به سيكون نصيبه الاحاسيس السلبية وضياع الفرص.
فمثلا من اسباب الطلاق عدم المرونة بين الزوجين فعندما تقابلهم بعض التحديات يلجئون الى أسهل وأسرع الحلول وهو الطلاق . ومن ناحية أخرى نجد بعض الناس يثور بسرعة شديدة اذا تعامل مع شخص يختلف عنه ولا يوافق على آرائه لهذا يصاب مثل هؤلاء بأمراض القلب او القرحة او الصداع المزمن الى آخره. وهذا معناه ان المرونة في التعامل مع الأشياء ومع الاخرين هو اساس قوي نحتاج ان نتعلمه ونمارسه حتى يصبح طبيعة ثابتة في شخصياتنا.)
ان المرونة اذا تمت ضمن حدود المبدأ الاسلامي هي من قبيل مدارة الناس التي حث عليها الاسلام، قال r (ما كان الرفق في شيء الا زانه) وقال ايضا: ( الدين المعاملة ) .
اما اذا ادت المرونة الى التنازل عن أي حكم من احكام الاسلام فهذا يعد انتهازية لان الانتهازية تعني: المرونة لدرجة التنازل عن المبدأ، فقول الدكتور الفقي" أما الانسان الذي يصر على اتباع آراءه ولا يحاول التعايش مع التغيرات المحيطة به سيكون نصيبه الاحاسيس السلبية وضياع الفرص´ فهذا قول يدل على الانتهازية ، أي يجب على المسلم ان لا يصر على ان الغرب كافر ويتعامل معهم باعتبارهم كفار لان في ذلك ضياع فرص كبيرة عليهم، وعلى المسلمين ان لا يصروا على طرد اليهود من فلسطين كلها بل عليهم التعايش مع الظروف الدولية والقبول باليهود وادماجهم في المنطقة وتطبيع العلاقات مع قتلة الانبياء والرسل . وعلى المسلم ان لا يصر على السعي لتطبيق احكام الاسلام في الدولة بل يجب عليه ان يتعايش مع الظروف المحيطة به ويقبل بالمشاركة في الحكم مع العلمانيين من وطنيين وقوميين وديمقراطيين، وعلى المستوى الشخصي على المسلم ان لا يصر على رفض الرشوة بل يعتبرها هدية او اكرامية تعايشا مع الفساد المنتشر، وان لا يصر على عدم دفع الرشوة لانه في ذلك تفويتا لمصالحه وتضييقا على حياته وهذا بعيد عن المرونة.
اذا كانت المرونة بهذا المعنى فهي انتهازية وتنازل عن المبدأ وقد حذرنا الله من ذلك فقال(واحذرهم ان يفتنوك عن بعض ما انزل الله اليك)[3].
اما الاجراءات العملية التي اوردها الدكتور الفقي تحت هذه الفكرة فهي من قبيل حل المشاكل بين المسلمين كاصلاح ذات البين وازالة الاحقاد من القلوب او تقبل الخلافات الفقهية بين المذاهب الاسلامية. مثل:
- فكر في شخص تجد صعوبة في التعامل كأحد جيرانك مثلا
- فكر في مشكلة حدثت معه أخيرا كأن ضرب اولادهم ابنك
- تخيل أنك تشاهد المشكلة على شاشة المسرح، وانظر الى نفسك وأنت تتصرف وصف شعورك ( شعور بالغضب والثورة وتحريض الولد على ضرب من ضربه، وقد يحتاج الامر الى تدخلك لضرب اولاد الجيران اذا كان ابنك ضعيفا لا يستطيع الدفاع عن نفسه.
- تخيل أنك أنت الشخص الآخر وشاهد نفسك وأنت تمثل دوره وتتصرف بطريقته وصف شعورك. اتخيل نفسي في مكان الجار الذي ضربت اولاده وقد دخل المعركة بالصراخ والضرب والشتم، واشعر بالاسف لانني زدت المشكلة بدل حلها واحتوائها.
- فكر في شخص حكيم تعرفه وتقدره وتعرف أنه قادر على الاتصال بالاخرين بطريقة فعالة وصحيحة، وتخيله وهو يتعامل مع الشخص الآخر وتعلم منه كيفية التعامل مع هذا الشخص.وهذه الخطوة تحتاج الى معرفة ومهارة في الامر المختلف فيه. اتخيل هذا الشخص وقد ذهب للجار بعد اعتدائه اولاده على ولده وحدث جاره بهدوء عن حسن الجوار ووصايا الرسول بالاحسان الى الجبران ( ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه) وتشجيع الاولاد على اللعب معا بدون مشاكل.
- الآن تخيل نفسك مرة أخرى وأنت تتعامل مع هذا الشخص باستراتيجيتك الجديدة، وصف شعورك. شعور بالراحة والسعادة.
5- معنى الاتصال هو النتيجة التي تحصل عليها
كان الرجل يعامل ابناءه بطريقة معينة كانت السبب في تعاسته ولكن عندما غير هذه الطريقة تغيرت النتائج وأصبح في طريقه الى حياة أسعد.
ولذلك فعليك كممارس للبرمجة اللغوية العصبية أن تعرف ان معنى الاتصال هو النتيجة التي تحصل عليها، فاذا فعلت شيئا وكانت النتيجة مختلفة عما كنت تتوقعه فيجب عليك ان تغير طريقتك حتى تصل الى النتائج التي تأملها.)
ان المثل الذي ذكره د. الفقي عن الرجل الذي غير اسلوبه في التعامل مع اولاده هو من قبيل التغيير في الاساليب للحصول على النتيجة التي يراد الوصول اليها ، والأساليب هي الطرق غير الدائمة للقيام بالعمل ، وهي قابلة للتغيير شرعا، فمثلا من اساليب الدعوة الى الاسلام الخطبة والكتابة والاتصال الفردي والجماهيري، ويستطيع المسلم ان يتنقل من اسلوب الى اسلوب اذا وجد ان اسلوبا ما لا يحقق النتيجة.
اما الطريقة فهي حكم شرعي لا يجوز تغييره ، وهي الطريقة الدائمة للعمل، فمثلا دعوة الافراد والجماعات الى الاسلام يتم عن طريق الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي احسن ، وهذا حكم شرعي لا يجوز تغييره ، فاذا لم يوصلنا هذا الطريق الى تطبيق الاسلام ، فلا يجوز استخدام القوة المسلحة من قبل الافراد والجماعات.
وكذلك الدولة الاسلامية تنشر الاسلام عن طريق الجهاد، فلا يجوز لها ان تغير هذا الطريق وتتبع غيره من طرق التبشير النصرانية لأن طريقة نشر الاسلام حكم شرعي لا يجوز تغييره.
ولهذا لا يصح ان نأخذ بكلام الفقي القائل (وكانت النتيجة مختلفة عما كنت تتوقعه فيجب عليك أن تغير طريقتك حتى تصل الى النتائج التي تأملها) لان الطريقة غير الاسلوب ، ولا يصح ان يقول قائل انه لا يقصد ذلك، وانما يقصد تغيير الاساليب، لاننا يجب ان نتلقى الكلام الذي نسمعه او نقرأه تلقيا فكريا، ومعنى التلقي القكري هو ان نفهم الكلام كما تدل عليه الفاظه لا كما يرمي له صاحبه، ولا كما نريد نحن، بل يفهم الكلام كما يدل عليه لفظه فقط.
6- تركز البرمجة العصبية على الانا والانانية ، وتفرط فيها بحيث لا يسعى الانسان الا لتحقيق ما هو في صالحه فقط دون النظر الى الامة ككل ، وذلك من خلال الامثلة التي يطرحها منظرو البرمجة فهم يركزون على تحقيق اهداف مادية مثل كيف اصبح غنيا ؟ وأهداف شخصية مثل كيف اصبح قويا ونشيطا وواثقا بنفسي؟ كيف اقدر ذاتي وكيف اصل الى السعادة؟ ولم أجد من يطرح مثالا عن كيفية تقدم الامة الاسلامية ؟ وكيف تخرج من الازمة التي هي فيها الآن؟ وكيف نرفع الظلم عن اهل فلسطين والعراق وافغانستان والشيشان وغيرها من بلاد المسلمين؟ لهذا سأحاول ان اضيف بعض الامثلة العامة وكيفية تحقيقها .
7- تدعو البرمجة الاشخاص الى تغيير عقائدهم اذا ادت الى ضرر او تفويت مصلحة، وهذا منبثق عن فكرة رأسمالية ( الغاية تبرر الواسطة) فالمهم هو تحقيق الهدف، فاذا كانت مفاهيمه او عقيدته تفوت عليه تحقيق الهدف فعليه ان يتخيل نفسه على حلبة مصارعة وان يصارع عقيدته ويتغلب عليها ، وهذا أمر خطر يتناقض مع الاسلام فمثلا قد يضع الانسان له هدفا كأن يصبح غنيا، وان غناه هذا لا يتحقق الا عن طريق الاقتراض من البنك، لكن مفاهيمه تحرم عليه ذلك،فهل يصارع الحكم الشرعي ( حرمة الربا) ويلقي به بعيدا عنه ويأخذ قرضا من البنك؟!
ان تغيير المفاهيم والعقائد من سلبية الى ايجابية يجب ان يكون محكوما بالشريعة الاسلامية بغض النظر عن تحقق المصلحة او تفويتها ، فمثلا دفع رشوة يجلب له وظيفة وعدم دفعها يفوت ذلك عليه فهل يلقي بالحكم الشرعي ارضا ويدفع الرشوة ليحقق هدفه في الحصول على وظيفة؟!.
8- تدعو البرمجة الى استخدام لفظ "افعل" بدلا من لفظ"لا تفعل" بحجة ان العقل الباطن يحذف كلمة "لا" فاذا كان العقل يرفض لا ولا يقبلها فلماذا خوطبنا بهذه الكلمة في نصوص كثيرة، ام ان واضعي البرمجة يعلمون بالنفس البشرية وما يصلح لخطابها اكثر من خالقها، تعال الله عن ذلك علوا كبيرا، واذا جعلنا ذلك شعارا في حياتنا فماذا نفعل بالنصوص الشرعية التي تبدأ بكلمة "لا":
لا تهنوا لا تحزنوا وانتم الأعلون ان كنتم مؤمنين
ولا تطع من اغفلنا قلبه عن ذكرنا
ولا تطع كل حلاف مهين هماز مشاء بنميم
لا تحاسدوا ولا تباغضوا وكونوا عباد الله اخوانا .
ان البرمجة اللغوية العصبية هي اسلوب علاجي استخدم في علاج الامراض النفسية، ثم عمم استخدام هذا الاسلوب العلاجي على الاصحاء، ومن المعروف ان العلاج النفسي يتوقف على ثقافة الانسان وعقيدته، ولهذا يجب الحذر عند استخدامه من أخذ الافكار المناقضة للاسلام وان يتخير الافكار المتعلقة بالاساليب والوسائل المباحة شرعا والتي لا تنبثق عن الحضارة الغربية، وان يأخذها مجردة عن عقائدها، ، وتجيير الاسالب العلاجية للتتفق مع الافكار الاسلامية
وذلك ان الافكار على نوعين:
أولا: افكار تتعلق بالعقائد والاحكام المنظمة لحياة الانسان ، وهذه الافكار لا يجوز اخذها الا من الاسلام فقط، ولا يجوز اخذها من غير الاسلام حتى لو كانت موافقة لما في الاسلام، لماذا؟
لان الله امرنا بالالتزام فقط بما جاء عنه قال تعالى( الم تر الى الذين يزعمون انهم آمنوا بما أنزل اليك وما انزل من قبلك يريدون ان يتحاكموا الى الطاغوت وقد امروا ان يكفروا به ويريد الشيطان ان يضلهم ضلالا بعيدا)[4] وقال ايضا( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما)[5] وقال ايضا( وما آتاكم الرسول فخذه وما نهاكم عنه فانتهوا)[6] وقال صلى الله عليه وسلم( ان الله فرض فروضا فلا تضيعوها وحد حدودا فلا تعتدوها وحرم اشياء فلا تقربوها، وترك اشياء غير نسيان رحمة لكم فلا تبحثوا عنها)[7]. لكن دعاة التوفيق بين الاسلام والكفر لا زالوا موجودين بيننا يحاولون ادخال افكار الكفر علينا من باب ( ما يوافق الاسلام فهو من الاسلام) او من باب ( ما لا يخالف الاسلام فهو من الاسلام) ومن هذين البابين ادخلوا علينا الديمقراطية والاشتراكية والعدالة الاجتماعية وقوانين العقوبات واحكام البينات وقوانين التجارة الدولية وغيرها من القوانين التي ما انزل الله بها من سلطان.
ثانيا: افكار تتعلق بالصناعة والتجارة والزراعة والطب والهندسة والرياضيات وغيرها من العلوم، فهذه يجوز اخذها من أي امة، ودليل ذلك ان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث مسلمين الى اليمن وهي تحت الحكم الفارسي الكافر ليتعلما صناعة الاسلحة، واستعمل الدنانير والدراهم الفارسية والرومية، وكان المسلمون يستوردون الطعام والملابس من الروم في الشام ومن الفرس باليمن، واستعمل الرسول r اسلوب حفر الخندق في غزوة الاحزاب وهو اسلوب فارسي في القتال. قال r ( انما انا بشر اذا امرتكم بشيء من دينكم فخذوا به، واذا امرتكم بشيء من رأيي فانما انا بشر )[8] وفي حديث آخر يقول عليه الصلاة والسلام( انتم أعلم بأمر دنياكم)[9] مما يدل على ان ما كان من غير العقائد والاحكام الشرعية يجوز اخذه اذا لم يخالف الاسلام.
وحتى يتمكن المسلم من التمييز بين الافكار الاسلامية الصافية والأفكار الغربية المخالفة للاسلام ويدرك اين تكمن هذه المخالفة لا بد ان يدرك الفرق بين المبدأ الاسلامي والمبدأ الرأسمالي ( او ما يسمى بالمبدأ الحر او الديمقراطي ): ماهيته ومصدره وعقيدته وشريعته وطريقته في التنفيذ ونظرته للعقل وللفطرة ونظرته الى الانسان والكون والحياة والفرد والمجتمع وتفسيره للسعادة والقيم ومقاييس الاعمال . كما لا بد للمسلم ان يدرك الفرق بين الحضارة الاسلامية والحضارة الغربية، والفرق بين المدنية العالمية التي لا تخص امة دون امة ولا شعبا دون شعب وبين المدنية الناتجة عن الحضارة الخاصة بكل امة[10].
هل يمكن الاستفادة من البرمجة العصبية؟
ان البرمجة العصبية خليط من الحضارات المناقضة للاسلام ولكن يوجد فيها بعض الافكار الصحيحة التي أكد الواقع صحتها وهي الافكار المتعلقة بالاساليب والوسائل فقط وهذه يجوز اخذها والاستفادة منها والتعامل معها كما تعامل المعظم مع التايكواندو والجودو وغيرها من الرياضات التي جائتنا من الشرق البوذي، فقد حاول البوذييون نشر هذه الالعاب مع فلسفتها ، ولكن الكثير ممن تعلموا هذه الرياضة تعلموها كاساليب رياضية للدفاع عن النفس وتركوا الفلسفة البوذية التي اخذت منها ، وكذلك البرمجة العصبية يمكن الاستفادة منها باخذ اساليبها ووسائلها في تغيير الافكار والمشاعر والسلوك ومعالجة بعض الامراض النفسية البسيطة. وترك الافكار التي تتناقض مع الاسلام، ولكن يحتاج ذلك الى فهم دقيق ومعرفة تامة بافكار الاسلام وافكار الغرب والفرق بين الحضارتين [11]. ما هي البرمجة العصبية؟
هي الاجراء العملي الفعال الذي يحول المعرفة من مجرد طاقة كامنة الى السلطة والنجاح وتحقيق الأهداف.
البرمجة: تشير الى مجموعة الافكار والمشاعر التي تؤثر في السوك.
فالانسان لديه ملايين البرامج الناتجة عن الافكار والمفاهيم والقناعات والمقاييس، منها (الحرام) ومنها (الحلال) ومنها الارادي ومنها اللاارادي فالتوكل على الله برنامج فرض ومثله الايمان والتقوى وحمل الدعوة الاسلامية والاحساس بالهم العام والمسؤولية عن الغير ، والبخل برنامج (حرام) ومثله الجبن وعدم تحمل المسؤولية والأنانية والاثرة.
اللغوية: تشير الى قدرتنا على استخدام اللغة سواء عن طريق كلمات وجمل محددة، أو بدون ألفاظ وذلك عن طريق اللغة الصامتة التي تعبر عنها أوضاع الجسم مثل الجلسة، الوقفة، الايماءات، والاشارات وأيضا تعبيرات الوجه.
وقد بدأت دعوات الانبياء كلهم بالتغيير بالكلمة ، وكان صراعهم الفكري مع اقوامهم بالكلمة وكان كفاحهم السياسي مع الطبقة الحاكمة (الملأ من قومه) بالكلمة.
والابتسامة لها تأثير كبير لذلك نبه لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله( تبسمك في وجه أخيك صدقة)
العصبية: تشير الى جهازنا العصبي، وحواسنا الخمس التي بها نرى ونسمع ونحس ونتذوق ونشم.
باختصار، العصبية تشير الى المخ واللغوية تشير الى اللغة والبرمجة تعني تركيب خطة او اجراء معين ، فالبرمجة اللغوية العصبية هي دراسة تأثير اللغة على الجهاز العصبي ، وتعلم كيفية تواصل الناس مع انفسهم ومع الاخرين بحيث تؤدي الى تحقيق الاهداف التي يسعون الى تحقيقها.
ماذا تستفيد من هذا العلم؟
يساعد هذا العلم في
1- التأثير على النفس وتغييرها نحو الافضل وذلك ب:
تغيير الافكار السلبية (المخالفة للعقيدة الاسلامية ) الى افكار ايجابية ( منبثقة على العقيدة الاسلامية ومبنية عليها) وتغيير المشاعر من مشاعر سلبية ( لا تتفق مع احكام الاسلام) الى مشاعر ايجابية ( تتفق مع احكام الاسلام)
وتنمية المهارات والاعمال والتخلص من الهموم والمشاكل وتحقيق الاهداف وتعلم اسرار النجاح لدى الاخرين والرفع من مستوى الدخل وغير ذلك.
2- التأثير على الاخرين وتغييرهم نحو الافضل
استخدام اساليب مبتكرة في حمل الدعوة الاسلامية، وتوثيق العلاقات مع الزوج والاولاد وممارسة مهارات المدرس الناجح وتحقيق الالفة والمحبة مع الاخرين واكتساب طرق عديدة للاتصال بالناس والتعرف على انماط الناس وطرق مخاطبتهم وامتلاك اسرار الاقناع .
الاستشاري- المدير العام
- عدد المساهمات : 2664
تاريخ التسجيل : 21/03/2008
السٌّمعَة : 111
رد: وراء كل سلوك توجد نوايا ايجابية
أريد أن أتحدث كمخلوق
عادي لا يعرف العلم كثيراً بسيط في منهجه , طموح في رؤيته للمستقبل يريد أن يعيش
بمستوى ناجح يكفي لرغيف الخبز وصون الكرامة .
عذراً سيدي أخبرني
الشخص الأخر الذي يسكن معي في جسدي أن الموضوع رائع , وفلسفته قيمة , وما علي إلا
أن افهمه , ولكني ولمعرفتي بالشخص الناصح , اريد شيئاً من الخارج لأتقبله فجارية
الحي لم تعد تطرب . الحياة اصبحت معقدة , إن لم تعرف كيف تقود سيارة , فأنت جاهل ,
إن لم تعرف كيف تحجز من على الإنترنت في شركات الطيران أو الحافلات , فلن تتمكن من
السفر للضرورة , كم أكره إستخدام بطاقات الإئتمان , فلو سحبت مرتبك في بعض البلدان
فلن يكفي لسد إحتياجات بيتك لأسبوع فلماذا هذا العناء مع الصراف الآلي . أنت دائم
التفكير بما حولك والتطورات التي تحدث وتريد مواكبتها ولا تجد القدرة أو المقدرة
على متابعتها .
لماذا تريدني أن أتعلم
القيادة وأنا لا يمكن وعلى الإطلاق أن أمتلك سيارة ؟؟؟!!
لماذا تريدونني أن افهم
بالبرامج وأستطيع العزف على الكي بورد لأصل إلى ما لا يلزمني اصلاً , أو مرة في
السنة , في العمر . ماذا حلت التكنولوجيا
من مشاكل في حياتنا ؟؟ خلقت أضعاف اضعافها من مشاكل جديدة , هل رؤية الشاشات
العامرة بكل لون ونوع من المهيجات حلت مشكلة الشباب أم فقامتها , هل دعايات
الملابس كست ملايين العراة ,هل مستحضر شد الوجه جعل فتيات الستين يمرون بسرعة في
طابور إنتظار الزواج ......
هل الكمبيوتر أفاد في
تحسين القراءة والكتابة عند البشر , هل تمكنا من التثقف من خلال الشاشة اللامعة .
نقول ونقول ونقول ونقول ......................
نسينا كيف يمكن تعبئة
قلم الحبر , نسينا رائحة الكتب الجديدة , والجرائد لغلو أسعارها أكثر من الرغيف
العزيز الذي ذل نفوسنا في محاولة الحصول عليه , أو نقول ساقرأ الكتاب بعد أن أحمله
من على النت مجاناً .
مجاناً ...........
وعليك أن تمتلك حاسوب , وهناك ما هو أهم إنه مصروف الصغار والمدارس , وعليك
الإشتراك بالنت لتحميل الكتاب , وبعد ذلك لن تقرأه , فالشاشة غير الورقة , وهمة
اليوم ليست كما الأمس ............
لقد أصبح تعلم اللغة
الإنكليزية , ولو بشكل بدائي هو مفتاح الحياة ..........
صدقنا الكذبة التي فرضت
, وأصبحت حقيقة لأننا أردناها هكذا .
ترى كيف كنا نحيا ,
ونستمر قبل كل ما دخل حياتنا اليوم . ألم يكن ذلك الزمن جميل بكل ما فيه . قبل
الإيدز وقبل شارون , وقبل عقود من الزمن . وبالتحديد قبل الخمسينات , حيث كان عار
على الرجل أن ينزل البحر في امريكا دون أن يكون اللباس مغطياً صدره وحتى قرب
ركبتيه , فما بالك بالمرأة , بالطبع كان اليهود يطبخون على نار هادئة وسط بركان ,
فرأى الغرب ضرورة تفجيره بعيداً عنهم , فإختاروا أرض فلسطين , نقط الوسط في جسد
العرب . إن ثمن التطور غالي , عندما نقبله قبل أن نشذبه , ونفكر به لنرفض ما هو
مخالف لعقيدتنا لأنه حتماً لن يكون إيجابياً ,,,,,,,,,,
شكراً لتوضيح هذه
النقاط وتوضيح ما هو مقبول وما هو غير مقبول ومشوه للعقل .
الموضوع في منتهى
الخطورة , وأتمنى أن نقرأه بعقلية واعية لنفهم خلفياته كلها ولا نقع في الفخ .لنأخذ بالإيجابيات ونتجنب السلبيات وما أكثرها.
عادي لا يعرف العلم كثيراً بسيط في منهجه , طموح في رؤيته للمستقبل يريد أن يعيش
بمستوى ناجح يكفي لرغيف الخبز وصون الكرامة .
عذراً سيدي أخبرني
الشخص الأخر الذي يسكن معي في جسدي أن الموضوع رائع , وفلسفته قيمة , وما علي إلا
أن افهمه , ولكني ولمعرفتي بالشخص الناصح , اريد شيئاً من الخارج لأتقبله فجارية
الحي لم تعد تطرب . الحياة اصبحت معقدة , إن لم تعرف كيف تقود سيارة , فأنت جاهل ,
إن لم تعرف كيف تحجز من على الإنترنت في شركات الطيران أو الحافلات , فلن تتمكن من
السفر للضرورة , كم أكره إستخدام بطاقات الإئتمان , فلو سحبت مرتبك في بعض البلدان
فلن يكفي لسد إحتياجات بيتك لأسبوع فلماذا هذا العناء مع الصراف الآلي . أنت دائم
التفكير بما حولك والتطورات التي تحدث وتريد مواكبتها ولا تجد القدرة أو المقدرة
على متابعتها .
لماذا تريدني أن أتعلم
القيادة وأنا لا يمكن وعلى الإطلاق أن أمتلك سيارة ؟؟؟!!
لماذا تريدونني أن افهم
بالبرامج وأستطيع العزف على الكي بورد لأصل إلى ما لا يلزمني اصلاً , أو مرة في
السنة , في العمر . ماذا حلت التكنولوجيا
من مشاكل في حياتنا ؟؟ خلقت أضعاف اضعافها من مشاكل جديدة , هل رؤية الشاشات
العامرة بكل لون ونوع من المهيجات حلت مشكلة الشباب أم فقامتها , هل دعايات
الملابس كست ملايين العراة ,هل مستحضر شد الوجه جعل فتيات الستين يمرون بسرعة في
طابور إنتظار الزواج ......
هل الكمبيوتر أفاد في
تحسين القراءة والكتابة عند البشر , هل تمكنا من التثقف من خلال الشاشة اللامعة .
نقول ونقول ونقول ونقول ......................
نسينا كيف يمكن تعبئة
قلم الحبر , نسينا رائحة الكتب الجديدة , والجرائد لغلو أسعارها أكثر من الرغيف
العزيز الذي ذل نفوسنا في محاولة الحصول عليه , أو نقول ساقرأ الكتاب بعد أن أحمله
من على النت مجاناً .
مجاناً ...........
وعليك أن تمتلك حاسوب , وهناك ما هو أهم إنه مصروف الصغار والمدارس , وعليك
الإشتراك بالنت لتحميل الكتاب , وبعد ذلك لن تقرأه , فالشاشة غير الورقة , وهمة
اليوم ليست كما الأمس ............
لقد أصبح تعلم اللغة
الإنكليزية , ولو بشكل بدائي هو مفتاح الحياة ..........
صدقنا الكذبة التي فرضت
, وأصبحت حقيقة لأننا أردناها هكذا .
ترى كيف كنا نحيا ,
ونستمر قبل كل ما دخل حياتنا اليوم . ألم يكن ذلك الزمن جميل بكل ما فيه . قبل
الإيدز وقبل شارون , وقبل عقود من الزمن . وبالتحديد قبل الخمسينات , حيث كان عار
على الرجل أن ينزل البحر في امريكا دون أن يكون اللباس مغطياً صدره وحتى قرب
ركبتيه , فما بالك بالمرأة , بالطبع كان اليهود يطبخون على نار هادئة وسط بركان ,
فرأى الغرب ضرورة تفجيره بعيداً عنهم , فإختاروا أرض فلسطين , نقط الوسط في جسد
العرب . إن ثمن التطور غالي , عندما نقبله قبل أن نشذبه , ونفكر به لنرفض ما هو
مخالف لعقيدتنا لأنه حتماً لن يكون إيجابياً ,,,,,,,,,,
شكراً لتوضيح هذه
النقاط وتوضيح ما هو مقبول وما هو غير مقبول ومشوه للعقل .
الموضوع في منتهى
الخطورة , وأتمنى أن نقرأه بعقلية واعية لنفهم خلفياته كلها ولا نقع في الفخ .لنأخذ بالإيجابيات ونتجنب السلبيات وما أكثرها.
د محمد سردار رحمه الله- مستشار المنتدى وكبير المشرفين
- عدد المساهمات : 3791
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 24/12/2008
السٌّمعَة : 259
مواضيع مماثلة
» رسائل جميلة لكنها ايجابية
» هل توجد معادلة كيميائية للعواطف ؟
» السعي وراء السعادة
» وراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم..!
» وراء كل مصيبة كبيرة...امرأة
» هل توجد معادلة كيميائية للعواطف ؟
» السعي وراء السعادة
» وراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم..!
» وراء كل مصيبة كبيرة...امرأة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin