الرجال والكهرباء

الصواعق طاقة كهربائية
عالية جداً تحرق وتدمر وتفعل الأعاجيب , وحياتنا اليوم تعتمد على هذه الطاقة في كل
شيء حتى كأس الماء الذي نشربه إن لم يكن من الثلاجة التي تعمل على الكهرباء , لا
نقبله . ليالي السهر والدراسة والإستماع إلى الموسيقا تعتمد على الكهرباء . كل شيء
يتحرك يعتمد على الكهرباء بدءً من الصاروخ وإنتهاءً بألعاب الأطفال الجميلة مروراً
بالسيارات ووسائل النقل .

هذه الطاقة مهلكة ,
ومميتة إن لم تستخدم في أجهزة معينة تحد من ضررها المباشر وتوجهها إلى الإنتاج
المفيد .

ولعل رحلة هذه الطاقة
من بدء إنتاجها إلى حين وصولها للمستهلك بمواصفات معينة ومحددة لتتلائم مع
التجهيزات والأدوات التي ستنتج عمل وفائدة ما أمر يستحق المعرفة والدراسة . حين
تنتج الطاقة في البداية تنتج بشكل عالي الفولت , ثم تدخل في عدة تجهيزات مرحلية
تسمى محولات الطاقة فتحد من عشوائيتها المبعثرة بالآلاف لتصل إلى المئات وتسير
مسافات كبيرة على شكل جهد متوسط إلى أن تقترب من المدن حيث تخضع لمحول يمتص أزيزها
العالي وطاقتها المتوسطة , ويخرجها على شكل 220 فولت أو 110 فولت حسب تجهيزات
البلد المعدة بما يتلائم مع هذا التحويل .

إلى هنا والموضوع علمي
وكهربائي بحت .

فكرت كثيراً بالتشابه
بين المرأة وبين الكهرباء . فمن يستطيع أن يحيا بدون إمرأة , اقصد دون كهرباء ,
ظلام وبرد وحر قاتل , وحين تطل بنورها , تشرق الإبتسامات على الوجوه لا سيما
الكبار ممن يعرفون أهمية المرأة أقصد الكهرباء . فيسرعون إلى وضع اللمبات وتعلو
الزغاريد فرحة بوصولها .

في بعض الأحيان وبدون
مبرر يرتفع الفولتاج إلى أكثرمن الحد الذي تتحمله الأجهزة , فيمر التيار ويعبث
بمكوناتها مسبباً دخاناً له رائحة مميزة يستطيع اي كائن حتى الصغار أن يميزه ,
فتحترق تلك الأجهزة ويصبح من الضروري إستبدالها , ولكنها غالباً ما تكون غالية
الثمن , مثل الثلاجة والتليفيزيون , والمسجلة .ولتلافي هذه المأساة تم صنع ما يعرف
بالفاصمة المنصهرة التي تفصل التيار عن الجهاز حين يرتفع ويصبح ضاراً , وفي بعض
الأحيان يتعطل فتستمر الكهرباء بفعلها المدمر حتى تتلف الجهاز تماماً ولا يعود
صالحاً إلا إلى حاوية النفايات ....

وأحياناً تأتي بأقل مما
يكفي لتشغيل الأجهزة فتدخل مسببة إرتفاعاً في درجة الحرارة يؤدي لنفس النتيجة
السابقة أي توقف الأجهزة عن العمل وتلفها وهنا لا ينفع فعل الفاصمة المنصهرة
(الباشون) . وايضاً يستوجب شراء أجهزة جديدة , قد يتعلق المرء بجهاز ويجد صعوبة في
استبداله ,أو لا يملك مالاً كافيا ليعوضه , فيصبر زمناً طويلاً , ويستعير جهاز
الجيران , ويمل منه الناس ويقولون أليس من الأفضل أن تشتري غيره بدل أن تستخدم ما
ليس لك عيب عليك ما تفعله خاصة حين يكثر من إستعارته ......

وهكذا رأيت أن الرجل
أقرب ما يكون شبهاً بهذه الأجهزة , التي لا تعمل إلا عندما تكون الكهرباء في
حدودها التي صمم من أجلها .

وعندما تختل القدرة في
التيار يتلف الجهاز . هل هذا قريب من الحقيقة النسبية .

أتمنى أن تكون الكهرباء
ثابته في قدرتها وفي فولتاجها (مزاجها) دائماً لتعمل الأجهزة بأعلى قدراتها
الإنتاجية مصدرة الموسيقى الناعمة , ومبردة للماء وحافظة للطعام ومدفئة لليل
الشتاء ومنعشة في الصيف الحار .

إمرأة 220 فولت ورجل
110 حريق وتلف وربما كارثة

إمرأة 110 فولت ورجل
220 تلف وحرارة عالية وحريق وربما كارثة

ولعل كون الكهرباء 220 فإن
وصل جهازين كل منهما 110 لا يمكن أن يصلح ولو على التسلسل حيث أن لطول السلك قطره
دوراً كبيراً في فيزياء الطاقة ونقلها وقدرات إستهلاك كل جهاز تختلف عن الأخر ,
يمنع ذلك ويصعب أن يتحقق عملياً (ليس من المعقول شرعاً أن تتزوج إمرأة من رجلين ) .

بينما لو كان هناك سلكين
كل منهما 110 لأمكن إستخدامهما في جهاز يعمل على كهرباء 220 فولت وهذا أتى تأكيداً
للحقيقة . والجميل في الموضوع أن هذا حال دول الخليج , حيث أن قبول زوجتين أكثر
شيوعاً وقبولاً ولو على مضض , فلايحترق الجهاز وتسير الأمور جيداً في الخليج
التيار 110+110 فولت ليعمل على أجهزة التكييف 220 دون هبوط في قدرة الكهرباء ,
ليعمل الجهاز تماماً بكفاءة عالية ..

إن الحياة غريبة فلا
أحد يرضى بما لديه , وحين يحصل على مبتغاه تفقد الأشياء قيمتها . حال البشر هكذا ,
أقصد معظمهم .

من الأفضل تركيب الفاصمة المنصهرة أو ما يسمى
بالباشون أو الفيوز إحتياطياً .