المواضيع الأخيرة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
د محمد سردار رحمه الله - 3791 | ||||
الاستشاري - 2664 | ||||
غريب الامارات - 1632 | ||||
شام - 1616 | ||||
Admin - 1570 | ||||
ام المجد - 1508 | ||||
المتميز - 883 | ||||
ود - 759 | ||||
شيماء الشام - 733 | ||||
المتمردة - 499 |
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجمللوحة ترحيب
أهلا بك من جديد يا زائرآخر زيارة لك كانت في
آخر عضو مسجل زمرد١١فمرحبا بكم
أهلا بكم
دعمكم لهذا المنتدى يكون بتبادل الفائدة وابداء الرأي نتمنى أن نتشرف بكم كأعضاء واستشاريين - بوجودكم سيكون المنتدى أجملإعلانات تجارية
لا يوجد حالياً أي إعلان
جديد الاعلانات feedburner
http://feeds.feehttp://feeds.feedburner.com/akbarmontadacom/Bwkxdburner.com/akbarmontadacom/Bwkxمن أسرار الزوجات -6 / زوجة النائب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من أسرار الزوجات -6 / زوجة النائب
زوجة النائب
قال تعالى: ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)) (الروم/21).
مقدمة الزاوية: بين الزوجين.. حبل موصول برحمة إلهية، مسكون بدفء فطري، احتياج غريزي، تناغم عاطفي، انتماء. قد يختلفان، يتباعدان، يتخاصمان، لكنهما برحمة الله ولطفه يعودان. هكذا كتب القدر الإلهي: توأمة خالدة، ذكر وأنثى، بهما ((يعتمر)) الكون.. لهما في كل حكاية موقف، ولنا في كل موقف عبرة.
زوجة النائب
ثنائي الحلقة: مخلص / وداد
التقيته في إحدى الجمعيات الثقافية النسائية يلقي محاضرة حول حقوق المرأة السياسية، وقتها كنت ناشطة في هذا المجال وعضوة في هذه الجمعية، أعجبت بأفكاره التقدمية حول المرأة وحماسته التي أيقظت في داخلي مشاعر فاقت الوصف والخيال، فهو أستاذ في الجامعة متخصص في السياسات الدولية، شارك في المؤتمرات، وكان نجماً في المحافل الدولية، بعد كل ندوة يحضرها أو مقال يكتبه أبعث له الإيميلات الناقدة التي تستفز منابته فيرشح كل ما في داخله من قناعات استطعت اختراق قلبه فاعترف لي أنه معجب بشخصيتي وذكائي الحاد وأني الوحيدة من بنات حواء تغلغلت إلى وجدانه وعرفت كيف تفك رموزه!
تزوجنا..
وبدأت سلسلة من فصول العذاب والإحباط.
اكتشفت تناقضاته الكبيرة وأفكاره المتضاربة، حينما يحاول تطبيق نظرياته على أرض الواقع يشعر بمعاناة كبيرة داخله وصراعاً ذكورياً حامياً يدفعه إلى اتخاذ قرارات صادمة لتوقعاتي حتى آمنت أن هذه الجينات موروثة تمتزج في دم الرجل من إنسان العصر الحجري الذي كان يقطن الكهوف وحتى إنسان العصر الحاضر رغبته في السيطرة على أنثاه أمر فطري داخله.
وقد كان محط إعجاب النساء المستضعفات اللاتي قمعتهن الظروف الاجتماعية القاهرة وأوردتهن موارد الضعف والهوان، كل حرف كتبه وشعار رفعه يجسد أحلامهن الخابية، رشح نفسه في انتخابات مجلس الأمة بدعوة ملحة من نساء المنطقة ونجح نجاح ساحق..
ذلك هو زوجي (مخلص)
أما عن نفسي فأنا كاتبة في شؤون المرأة وشهرتي بلغت الآفاق فصوري تتصدر الصحف والمجلات وحضوري بارز في البرامج الثقافية على الفضائيات، بعد أن تزوجني مخلص انطفأ كل شيء داخلي بسبب القيود الشائكة التي يفرضها علي كلما هممت بممارسة أي نشاط.
اتصلت بي معدة برنامج في إحدى القنوات الفضائية لتستضيفني في ندوة يشاركني فيها مجموعة من المتخصصين في العلاقات الزوجية والأسرية، فاضطرني الأمر إلى السفر، سخر مخلص مني قائلاً:
((لم يبق في الدنيا غيرك فيلسوفاً في العلاقات الزوجية!)).
أحببته وفي داخلي انكسار رهيب
(إذا لم تقدر علمي فهم على الأقل يدركون حجم مكانتي)).
بامتعاض رد.
((كلام فاضي))
ابتلعت الغصة وأنا أكابد حياتي بمرارة وكل يوم تصدمني عقليته المتحجرة التي تتمحور على أنانية متأصلة فيه، كان ينتقدني بشكل جارح ويتابع خطواتي بقلق، فصرخت عليه ذات ظهيرة وأنا ألقي بالصحن من يدي غاضبة.
((أرجوك، بدأت أفقد ثقتي بنفسي، تعاملني كبلهاء ساذجة، ألست من آمنت بي وبعقليتي؟ ما بك اليوم وقد انقلبت إلى مخلوق جاحد، ناكر لهذه المزايا؟
برر..
((لأنك زوجتي ولا أحب أن تخالطي الرجال وحضورك المكثف مع هذه الحشود يزعجني)).
قلت وفي أعماقي يصرخ كائن مخنوق على وشك الانفجار.
((أرجوك أطلق سراحي إذن، فأنا أحب حياتي السابقة، كنت منتعشة، واثقة الخطى، مبتهجة أعيش طليقة، أراك تقول أشياء وتفعل نقيضها)).
وبكل هدوء يبرر:
((طبيعي أن أجامل في بعض المواقف)).
عنفته..
((يا لك من أفاق منافق)).
وأطلق قهقهة ساخرة في الهواء وهو ينفث دخان سيجارته، حينما أصبح نائب في البرلمان زادت غطرسته إذ كان يعود بعد كل جلسة محتقن الوجه، مرهقاً.. كنت أنتظره ليحاورني ويروي لي تفاصيل النقاش الذي دار بين النواب، لكنه يعود بفم مطبق وقلب مقفل أحاول استمالته وملاطفته ليكلمني، ليعبر لي عن أهميتي في حياته، ليعتبرني شريكة في فكره وهدفه، بكل صلافة واستخفاف يجتنب الخوض في هذا الحديث متعللاً بالصداع المزمن الذي يلازمه في كل جلسة وأن صحف الغد ستنشر وقائع الجلسة بالتفصيل.
استعطفته برقة:
((أنا زوجتك يا مخلص من حقي أن أفتخر كوني زوجة النائب وأول من تسمعه وأهم من يأخذ رأيه)).
صرخ مزعوجاً:
((وداد، وداد، أرجوك كفي فأنا في مزاج سيء اليوم)).
أعرف من سيماء وجهه أن ثمة حوار بين الأعضاء تركه بهذه النفسية المكفهرة.
صدقوني..
أحلامي كلها تحطمت على صخرة الواقع المرير، واكتشفت أن الرجال جميعهم كائنات مستبدة تستمد قوتها من اضطهاد النساء، وصلت قناعاتي إلى الحضيض، فبعد أن كنت أنادي بالمساواة بين الرجل والمرأة بدأت أعلن الحرب على جنس الرجال، فبدأت أكتب مقالات صارخة أناشد فيها الجمعيات النسائية بتشكيل قيادات سياسية تنافس الرجال وتدحض دجل المدعين، فالمرأة لابد أن تناهض من أجل أن تسترد كيانها وشخصيتها من قبضة الرجل.
حتى حدث ذلك الموقف الذي هز كياني وقلب أفكاري، كنت على وشك الخروج من مبنى الجريدة التي أكتب فيها فصادفت ((نورا)) السكرتيرة الخجولة ذات الوجه الهادئ تقف على ناصية الشارع مرتبكة.
لوحت بيدها فاقتربت منها أطلت من نافذة سيارتي باستحياء بان على وجهها المحمر:
((هل تستطيعين أستاذة وداد أن تقليني إلى بيتي فقد تعطلت سيارة زوجي)).
وفي طريقنا كنا ندردش في مسائل الحياة والعلاقات الزوجية، اكتشفت أن ((نورا)) سعيدة جدا وتحب زوجها ومستهامة به، فهما يتعاونان في أعمال البيت ويشتركان في مصروف الأسرة، وزوجها يدخل المطبخ في كثير من الأوقات ليعد العشاء إن كانت متعبة وقد تناوبا على تدريس الأولاد بكل حب واحترام، أحسست أن هناك لغة مشتركة بينهما عزز من رباطهما ووثق من دعائم بيتها، فحولهما إلى كيان واحد ينبض من قلبين من ذابا في بعضهما.
التفت إلى نورا وأنا أسخر بمرارة:
((زوجك شخص نادر في هذا الوجود!))
وبدهشة مغمسة بالخجل:
((عفوا أستاذتي، الرجل النادر هو الأستاذ مخلص عبدالله النائب الشجاع الذي نفتخر به جميعاً)).
كبحت لساني قل أن ينفلت مني الزمام، فأبوح بخلجاتي الدفينة.
والتقطت رأس الموضوع من جديد لأسألها.
((فعلاً أنا مبهورة كيف يفعل ذلك رجل في هذا الزمان يدخل المطبخ ويعد العشاء؟!)).
استطردت نورا وهي تتحرر من عباءة الخجل
((الإسلام كرّم المرأة وحفظ كيانها واحترم مشاعرها وحقوقها فهي ليست كائن مستعبد للرجل إنما نصفه الجميل وتوأمته الخالدة، وزوجي رجل متدين يخاف الله ويرعاني تمام الرعاية حتى أنني في العام الماضي أصبت بمرض أقعدني بالفراش أسابيع طويلة، فكان يحملني على ذراعيه ويأخذني إلى الحمام لأستحم، بل ويساعدني في ذلك ويرعاني بحنان ومحبة وهو يردد باستمرار هذا أقل الواجب يا عزيزتي، فأنت امرأة صالحة، إنه يداريني بامتنان وعرفان)).
سألتها وأنا ازدرد ريقي.
((ماذا يعمل زوجك؟)).
((طبيب أطفال)).
تنهدت وأنا أعظ نواجذي غيظاً كلما تراءت لي مواقف النائب المحترم المشينة!!
وقفت السيارة أمام بيت متواضع، كنت ألمح وجه شاب من وراء ستار النافذة، يبدو أنه كان يترقب زوجته بقلق.
غادرتني نورا ولكن في داخلي ثارت زوابع لا تستكين أو تهدأ إلا بالبحث عن الحقيقة، أدركت أنني أعيش في حالة تصادم مستمر مع ((مخلص)) ربما هي الضدية والندية، هل أعذره لأنه رجل وموقفه كزوج يختلف عن الأستاذ النائب؟! لِمَ لا أكون هادئة وسعيدة ومتصالحة مع نفسي كـ ((نورا)) ماذا أريد بعد كل هذه المعارك؟
خطأ كبير اقترفته عندما لهثت باندفاع وراء شعارات براقة، والتصدي لأفكار تزعم التقدمية؟ ربما لأني لم أفهم ديني تماماً وموقعي العظيم في منظومة الكون والخالق الذي كرمني بنظام شامل يكفل حقوقي كاملة بدءاً من نشأتي ذرة صغيرة في رحم أمي، وحتى الممات مدللة بحقوق سياسية واجتماعية واقتصادية، لِمَ كنت مغيبة عن رسالة الله ومنصهرة بهفوات إنسانية ناقصة، شعرت الآن بقناعاتي وهي تهتز، ماذا أعرف غير أن للذكر مثل حظ الأنثيين في مسألة الميراث، وشهادة رجل واحد تعادل شهادة امرأتين، إذا نست واحدة تذكرها الأخرى، والسؤال الذي اخترق عقلي الصخري وروض عنادي ((لماذا؟)) هذه الحقيقة المهمشة التي طمسناها بين طيات الكتب الصفراء واعتقدنا أننا متخلفون عن ركب الحضارة، شعرت بعطش إلى الكتابة، تركت فراشي وشخير زوجي هذه الليلة وجلست على مكتبي لأكتب مقالاً جديداً (من هو المسؤول عن ضلالنا)؟
وتناقلت المنتديات الثقافية مقالتي بالتحليل والنقد والتمحيص.
دخل زوجي البيت ظهرا، فانبرى يقول:
((مقالتك كانت حديث الرجال في الديوانيات)).
رفعت وجهي وأنا أحدق به طويلاً ثم أردفت
((أتدري يا مخلص أن مجمل ثقافتك التي درستها طوال السنوات الماضية بحاجة إلى إعادة نظر!)).
انتفض غاضباً
((كفي عن فلسفتك السمجة!))
تابعت بكل ثقة:
((لأنك لم تفهم المرأة تمام الفهم وهي الأقرب إليك بل كنت سبباً في تضليلها بشعاراتك المزيفة، مسكينة المرأة وقعت في فخ الثقافات المزدوجة وفي شرك المطامح الذاتية لبعض المدعين فانحرف ذهنها عن جادة الفطرة السليمة، تنخدع بشهاداتكم العليا التي نهلت من ثقافة الغرب وتلاقحت مع التقاليد البالية، فكان الناتج عقلية ملوثة.
انبهر
((لا أصدق ما تقولين! ألست من كانت تنادي بهذا الفكر المتحرر لسنوات وتحث المجتمع على اتباع نهج الغرب التقدمي، ما بك الآن وقد انحرفت بأفكارك؟)).
((أعترف أنني كنت مخطئة بل وضالة والفضل يعود إليك، صدمتي بك أيقظتني وغربلت فكري، فعدت لأقرأ من جديد وأعيد حساباتي وأجالس العلماء والفقهاء والمفكرين وأحاورهم من أجل أن أصل إلى الحقيقة، هؤلاء الصامتين الذين يستنبطون الحقائق الأصلية بعيداً عن الزيف والادعاء أفضل من تلك الإعلانات النارية التي تحرق نفسها مع كل موقف صادم.
ولأول مرة يقول بجدية وقد صعقته هذه الأفكار.
((ربما كان ينقصنا الكثير من المعرفة في هذا الأمر)).
انشغالي بهذه القضية ((البحث عن ذاتي)) امتص كل غضبي وأسكن غيظي، فعاد السلام يرفرف على حياتنا وقررت أن أبدأ الرحلة من جديد.
أنا من سأغيّر مخلص وألقنه درساً حقيقياً ليؤمن أن المرأة التي أمامه ذات روح قوية وإرادة صلبة وفكر أصيل، حقاً سيتأثر ويعيد النظر في آرائه فحقوقي هبة من عند الباري عز وجل وإيماني بها يعبر عن أصالة شخصيتي وتميزي عن باقي نساء الأرض.
همسة: المرأة الحكيمة هي التي تتمتع بكامل حقوقها دون أن تتصادم مع الآخرين.
بقلم: خولة القزويني
قال تعالى: ((ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)) (الروم/21).
مقدمة الزاوية: بين الزوجين.. حبل موصول برحمة إلهية، مسكون بدفء فطري، احتياج غريزي، تناغم عاطفي، انتماء. قد يختلفان، يتباعدان، يتخاصمان، لكنهما برحمة الله ولطفه يعودان. هكذا كتب القدر الإلهي: توأمة خالدة، ذكر وأنثى، بهما ((يعتمر)) الكون.. لهما في كل حكاية موقف، ولنا في كل موقف عبرة.
زوجة النائب
ثنائي الحلقة: مخلص / وداد
التقيته في إحدى الجمعيات الثقافية النسائية يلقي محاضرة حول حقوق المرأة السياسية، وقتها كنت ناشطة في هذا المجال وعضوة في هذه الجمعية، أعجبت بأفكاره التقدمية حول المرأة وحماسته التي أيقظت في داخلي مشاعر فاقت الوصف والخيال، فهو أستاذ في الجامعة متخصص في السياسات الدولية، شارك في المؤتمرات، وكان نجماً في المحافل الدولية، بعد كل ندوة يحضرها أو مقال يكتبه أبعث له الإيميلات الناقدة التي تستفز منابته فيرشح كل ما في داخله من قناعات استطعت اختراق قلبه فاعترف لي أنه معجب بشخصيتي وذكائي الحاد وأني الوحيدة من بنات حواء تغلغلت إلى وجدانه وعرفت كيف تفك رموزه!
تزوجنا..
وبدأت سلسلة من فصول العذاب والإحباط.
اكتشفت تناقضاته الكبيرة وأفكاره المتضاربة، حينما يحاول تطبيق نظرياته على أرض الواقع يشعر بمعاناة كبيرة داخله وصراعاً ذكورياً حامياً يدفعه إلى اتخاذ قرارات صادمة لتوقعاتي حتى آمنت أن هذه الجينات موروثة تمتزج في دم الرجل من إنسان العصر الحجري الذي كان يقطن الكهوف وحتى إنسان العصر الحاضر رغبته في السيطرة على أنثاه أمر فطري داخله.
وقد كان محط إعجاب النساء المستضعفات اللاتي قمعتهن الظروف الاجتماعية القاهرة وأوردتهن موارد الضعف والهوان، كل حرف كتبه وشعار رفعه يجسد أحلامهن الخابية، رشح نفسه في انتخابات مجلس الأمة بدعوة ملحة من نساء المنطقة ونجح نجاح ساحق..
ذلك هو زوجي (مخلص)
أما عن نفسي فأنا كاتبة في شؤون المرأة وشهرتي بلغت الآفاق فصوري تتصدر الصحف والمجلات وحضوري بارز في البرامج الثقافية على الفضائيات، بعد أن تزوجني مخلص انطفأ كل شيء داخلي بسبب القيود الشائكة التي يفرضها علي كلما هممت بممارسة أي نشاط.
اتصلت بي معدة برنامج في إحدى القنوات الفضائية لتستضيفني في ندوة يشاركني فيها مجموعة من المتخصصين في العلاقات الزوجية والأسرية، فاضطرني الأمر إلى السفر، سخر مخلص مني قائلاً:
((لم يبق في الدنيا غيرك فيلسوفاً في العلاقات الزوجية!)).
أحببته وفي داخلي انكسار رهيب
(إذا لم تقدر علمي فهم على الأقل يدركون حجم مكانتي)).
بامتعاض رد.
((كلام فاضي))
ابتلعت الغصة وأنا أكابد حياتي بمرارة وكل يوم تصدمني عقليته المتحجرة التي تتمحور على أنانية متأصلة فيه، كان ينتقدني بشكل جارح ويتابع خطواتي بقلق، فصرخت عليه ذات ظهيرة وأنا ألقي بالصحن من يدي غاضبة.
((أرجوك، بدأت أفقد ثقتي بنفسي، تعاملني كبلهاء ساذجة، ألست من آمنت بي وبعقليتي؟ ما بك اليوم وقد انقلبت إلى مخلوق جاحد، ناكر لهذه المزايا؟
برر..
((لأنك زوجتي ولا أحب أن تخالطي الرجال وحضورك المكثف مع هذه الحشود يزعجني)).
قلت وفي أعماقي يصرخ كائن مخنوق على وشك الانفجار.
((أرجوك أطلق سراحي إذن، فأنا أحب حياتي السابقة، كنت منتعشة، واثقة الخطى، مبتهجة أعيش طليقة، أراك تقول أشياء وتفعل نقيضها)).
وبكل هدوء يبرر:
((طبيعي أن أجامل في بعض المواقف)).
عنفته..
((يا لك من أفاق منافق)).
وأطلق قهقهة ساخرة في الهواء وهو ينفث دخان سيجارته، حينما أصبح نائب في البرلمان زادت غطرسته إذ كان يعود بعد كل جلسة محتقن الوجه، مرهقاً.. كنت أنتظره ليحاورني ويروي لي تفاصيل النقاش الذي دار بين النواب، لكنه يعود بفم مطبق وقلب مقفل أحاول استمالته وملاطفته ليكلمني، ليعبر لي عن أهميتي في حياته، ليعتبرني شريكة في فكره وهدفه، بكل صلافة واستخفاف يجتنب الخوض في هذا الحديث متعللاً بالصداع المزمن الذي يلازمه في كل جلسة وأن صحف الغد ستنشر وقائع الجلسة بالتفصيل.
استعطفته برقة:
((أنا زوجتك يا مخلص من حقي أن أفتخر كوني زوجة النائب وأول من تسمعه وأهم من يأخذ رأيه)).
صرخ مزعوجاً:
((وداد، وداد، أرجوك كفي فأنا في مزاج سيء اليوم)).
أعرف من سيماء وجهه أن ثمة حوار بين الأعضاء تركه بهذه النفسية المكفهرة.
صدقوني..
أحلامي كلها تحطمت على صخرة الواقع المرير، واكتشفت أن الرجال جميعهم كائنات مستبدة تستمد قوتها من اضطهاد النساء، وصلت قناعاتي إلى الحضيض، فبعد أن كنت أنادي بالمساواة بين الرجل والمرأة بدأت أعلن الحرب على جنس الرجال، فبدأت أكتب مقالات صارخة أناشد فيها الجمعيات النسائية بتشكيل قيادات سياسية تنافس الرجال وتدحض دجل المدعين، فالمرأة لابد أن تناهض من أجل أن تسترد كيانها وشخصيتها من قبضة الرجل.
حتى حدث ذلك الموقف الذي هز كياني وقلب أفكاري، كنت على وشك الخروج من مبنى الجريدة التي أكتب فيها فصادفت ((نورا)) السكرتيرة الخجولة ذات الوجه الهادئ تقف على ناصية الشارع مرتبكة.
لوحت بيدها فاقتربت منها أطلت من نافذة سيارتي باستحياء بان على وجهها المحمر:
((هل تستطيعين أستاذة وداد أن تقليني إلى بيتي فقد تعطلت سيارة زوجي)).
وفي طريقنا كنا ندردش في مسائل الحياة والعلاقات الزوجية، اكتشفت أن ((نورا)) سعيدة جدا وتحب زوجها ومستهامة به، فهما يتعاونان في أعمال البيت ويشتركان في مصروف الأسرة، وزوجها يدخل المطبخ في كثير من الأوقات ليعد العشاء إن كانت متعبة وقد تناوبا على تدريس الأولاد بكل حب واحترام، أحسست أن هناك لغة مشتركة بينهما عزز من رباطهما ووثق من دعائم بيتها، فحولهما إلى كيان واحد ينبض من قلبين من ذابا في بعضهما.
التفت إلى نورا وأنا أسخر بمرارة:
((زوجك شخص نادر في هذا الوجود!))
وبدهشة مغمسة بالخجل:
((عفوا أستاذتي، الرجل النادر هو الأستاذ مخلص عبدالله النائب الشجاع الذي نفتخر به جميعاً)).
كبحت لساني قل أن ينفلت مني الزمام، فأبوح بخلجاتي الدفينة.
والتقطت رأس الموضوع من جديد لأسألها.
((فعلاً أنا مبهورة كيف يفعل ذلك رجل في هذا الزمان يدخل المطبخ ويعد العشاء؟!)).
استطردت نورا وهي تتحرر من عباءة الخجل
((الإسلام كرّم المرأة وحفظ كيانها واحترم مشاعرها وحقوقها فهي ليست كائن مستعبد للرجل إنما نصفه الجميل وتوأمته الخالدة، وزوجي رجل متدين يخاف الله ويرعاني تمام الرعاية حتى أنني في العام الماضي أصبت بمرض أقعدني بالفراش أسابيع طويلة، فكان يحملني على ذراعيه ويأخذني إلى الحمام لأستحم، بل ويساعدني في ذلك ويرعاني بحنان ومحبة وهو يردد باستمرار هذا أقل الواجب يا عزيزتي، فأنت امرأة صالحة، إنه يداريني بامتنان وعرفان)).
سألتها وأنا ازدرد ريقي.
((ماذا يعمل زوجك؟)).
((طبيب أطفال)).
تنهدت وأنا أعظ نواجذي غيظاً كلما تراءت لي مواقف النائب المحترم المشينة!!
وقفت السيارة أمام بيت متواضع، كنت ألمح وجه شاب من وراء ستار النافذة، يبدو أنه كان يترقب زوجته بقلق.
غادرتني نورا ولكن في داخلي ثارت زوابع لا تستكين أو تهدأ إلا بالبحث عن الحقيقة، أدركت أنني أعيش في حالة تصادم مستمر مع ((مخلص)) ربما هي الضدية والندية، هل أعذره لأنه رجل وموقفه كزوج يختلف عن الأستاذ النائب؟! لِمَ لا أكون هادئة وسعيدة ومتصالحة مع نفسي كـ ((نورا)) ماذا أريد بعد كل هذه المعارك؟
خطأ كبير اقترفته عندما لهثت باندفاع وراء شعارات براقة، والتصدي لأفكار تزعم التقدمية؟ ربما لأني لم أفهم ديني تماماً وموقعي العظيم في منظومة الكون والخالق الذي كرمني بنظام شامل يكفل حقوقي كاملة بدءاً من نشأتي ذرة صغيرة في رحم أمي، وحتى الممات مدللة بحقوق سياسية واجتماعية واقتصادية، لِمَ كنت مغيبة عن رسالة الله ومنصهرة بهفوات إنسانية ناقصة، شعرت الآن بقناعاتي وهي تهتز، ماذا أعرف غير أن للذكر مثل حظ الأنثيين في مسألة الميراث، وشهادة رجل واحد تعادل شهادة امرأتين، إذا نست واحدة تذكرها الأخرى، والسؤال الذي اخترق عقلي الصخري وروض عنادي ((لماذا؟)) هذه الحقيقة المهمشة التي طمسناها بين طيات الكتب الصفراء واعتقدنا أننا متخلفون عن ركب الحضارة، شعرت بعطش إلى الكتابة، تركت فراشي وشخير زوجي هذه الليلة وجلست على مكتبي لأكتب مقالاً جديداً (من هو المسؤول عن ضلالنا)؟
وتناقلت المنتديات الثقافية مقالتي بالتحليل والنقد والتمحيص.
دخل زوجي البيت ظهرا، فانبرى يقول:
((مقالتك كانت حديث الرجال في الديوانيات)).
رفعت وجهي وأنا أحدق به طويلاً ثم أردفت
((أتدري يا مخلص أن مجمل ثقافتك التي درستها طوال السنوات الماضية بحاجة إلى إعادة نظر!)).
انتفض غاضباً
((كفي عن فلسفتك السمجة!))
تابعت بكل ثقة:
((لأنك لم تفهم المرأة تمام الفهم وهي الأقرب إليك بل كنت سبباً في تضليلها بشعاراتك المزيفة، مسكينة المرأة وقعت في فخ الثقافات المزدوجة وفي شرك المطامح الذاتية لبعض المدعين فانحرف ذهنها عن جادة الفطرة السليمة، تنخدع بشهاداتكم العليا التي نهلت من ثقافة الغرب وتلاقحت مع التقاليد البالية، فكان الناتج عقلية ملوثة.
انبهر
((لا أصدق ما تقولين! ألست من كانت تنادي بهذا الفكر المتحرر لسنوات وتحث المجتمع على اتباع نهج الغرب التقدمي، ما بك الآن وقد انحرفت بأفكارك؟)).
((أعترف أنني كنت مخطئة بل وضالة والفضل يعود إليك، صدمتي بك أيقظتني وغربلت فكري، فعدت لأقرأ من جديد وأعيد حساباتي وأجالس العلماء والفقهاء والمفكرين وأحاورهم من أجل أن أصل إلى الحقيقة، هؤلاء الصامتين الذين يستنبطون الحقائق الأصلية بعيداً عن الزيف والادعاء أفضل من تلك الإعلانات النارية التي تحرق نفسها مع كل موقف صادم.
ولأول مرة يقول بجدية وقد صعقته هذه الأفكار.
((ربما كان ينقصنا الكثير من المعرفة في هذا الأمر)).
انشغالي بهذه القضية ((البحث عن ذاتي)) امتص كل غضبي وأسكن غيظي، فعاد السلام يرفرف على حياتنا وقررت أن أبدأ الرحلة من جديد.
أنا من سأغيّر مخلص وألقنه درساً حقيقياً ليؤمن أن المرأة التي أمامه ذات روح قوية وإرادة صلبة وفكر أصيل، حقاً سيتأثر ويعيد النظر في آرائه فحقوقي هبة من عند الباري عز وجل وإيماني بها يعبر عن أصالة شخصيتي وتميزي عن باقي نساء الأرض.
همسة: المرأة الحكيمة هي التي تتمتع بكامل حقوقها دون أن تتصادم مع الآخرين.
بقلم: خولة القزويني
المتمردة- مشرف سابق
- عدد المساهمات : 499
العمر : 44
تاريخ التسجيل : 10/05/2008
السٌّمعَة : 13
رد: من أسرار الزوجات -6 / زوجة النائب
هذه السطور المنتقاة
لهذه الكاتبة التي أنحني تقديراً لهذا الفكر الراقي عندها والقلم الرقيق الحاد ,
مثل سيف دمشقي عريق كان في يد فارس , أعطت مختصراً لموضوع طالما تجادلنا فيه دون
أن نتوصل إلى الحقيقة البسيطة :
المرأة الحكيمة هي التي تتمتع بكامل حقوقها دون أن تتصادم مع الآخرين.
ولا أعتقد أن هناك رجل
يقف ضد هذه الحقوق التي تؤخذ بالحكمة , وإذا ماقارنا وبصدق وبعيداً عن الكلام
الفارغ فإن الرجل يتنازل عن كثير من حقوقه أمام راحة البال التي تحققها الزوجة
الحكيمة . أيتها المرأة صدق , أن معظم المشاكل التي تعترض الحياة الزوجية أتية من
تطبيق خيالك الجامح , لواقع لا يمكن أن يقبله الواقع , رغم أن ذكائك واقعاً , لكنك
تتهربين من ذكائك بالوهم الباطل .
لهذه الكاتبة التي أنحني تقديراً لهذا الفكر الراقي عندها والقلم الرقيق الحاد ,
مثل سيف دمشقي عريق كان في يد فارس , أعطت مختصراً لموضوع طالما تجادلنا فيه دون
أن نتوصل إلى الحقيقة البسيطة :
المرأة الحكيمة هي التي تتمتع بكامل حقوقها دون أن تتصادم مع الآخرين.
ولا أعتقد أن هناك رجل
يقف ضد هذه الحقوق التي تؤخذ بالحكمة , وإذا ماقارنا وبصدق وبعيداً عن الكلام
الفارغ فإن الرجل يتنازل عن كثير من حقوقه أمام راحة البال التي تحققها الزوجة
الحكيمة . أيتها المرأة صدق , أن معظم المشاكل التي تعترض الحياة الزوجية أتية من
تطبيق خيالك الجامح , لواقع لا يمكن أن يقبله الواقع , رغم أن ذكائك واقعاً , لكنك
تتهربين من ذكائك بالوهم الباطل .
د محمد سردار رحمه الله- مستشار المنتدى وكبير المشرفين
- عدد المساهمات : 3791
العمر : 71
تاريخ التسجيل : 24/12/2008
السٌّمعَة : 259
مواضيع مماثلة
» من أسرار الزوجات -3
» من أسرار الزوجات -2
» امرأة عاطفية جداً - أسرار الزوجات
» من أسرار الزوجات -5 / عيد زواجنا
» أسرار الزوجات/// ( ظـل الأخـرى )
» من أسرار الزوجات -2
» امرأة عاطفية جداً - أسرار الزوجات
» من أسرار الزوجات -5 / عيد زواجنا
» أسرار الزوجات/// ( ظـل الأخـرى )
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السبت ديسمبر 16, 2023 6:53 pm من طرف Admin
» الناجحون
السبت ديسمبر 16, 2023 6:51 pm من طرف Admin
» فَوَيلٌ ثُمَّ وَيْلٌ ثُمَّ وَيْلٌ - لِقَاضِي الأرْضِ مِنْ قَاضِي السَّ
السبت أغسطس 19, 2023 4:41 am من طرف Admin
» لا شيء ينبت هنا بدون جذور
السبت أغسطس 19, 2023 4:40 am من طرف Admin
» يحكى أن
السبت أغسطس 19, 2023 4:34 am من طرف Admin
» المفتاح السحري الأساسي للإمساك بخيوط الحل لأية مشكلة
الأربعاء أغسطس 02, 2023 2:43 am من طرف Admin
» شارك الفيديو لطفا
الخميس نوفمبر 03, 2022 6:11 pm من طرف Admin
» ( ١.٩$ ) بليون دولار .. وتزوجت سائقه ...
الخميس أغسطس 11, 2022 1:20 pm من طرف Admin
» مشكلة وحل (1) الخجل
الجمعة أغسطس 05, 2022 4:56 am من طرف Admin
» لحل اية مشكلة / اساسيات
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:25 am من طرف Admin
» زوجات وأزواج يعترفون: هذا أطرف مقلب حصل معنا!
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:19 am من طرف Admin
» إنهم أغلى ما في الحياة ، وليسوا بحجارة
الجمعة أغسطس 05, 2022 3:15 am من طرف Admin
» الحكي بيناتنا
الأحد يوليو 31, 2022 3:56 pm من طرف Admin
» كيف نتعرف على الشخصية الصعبة
الأحد يوليو 31, 2022 3:06 pm من طرف Admin
» ليس مهماً أن تدخل الحمير الجامعة، المهم هو ألا تخرج منها بشهادة جامعي
الثلاثاء فبراير 09, 2021 3:35 am من طرف Admin