لا ترحلي هكذا

لا ترحلي هكذا

رسالة إلى المرأة التي
أرادت أن تفعل ما تراه مناسباً لها لتتخلص من الجحيم الذي تعيشه مع زوجها كما
تخيلت .

أستمعت إليها , وكيف
إعترفت بأنها أخطأت وتسرعت وندمها وتمنيها لإستعادة حياتها مع تلك العائلة التي
دمرتها نتيجة كلام تناثر حولها لتحطيم حياتها وقد نجحت الشياطين بمساعدتها في
بعثرة حطام رماد حياتها ونثرها في فضاء الكون .

أصريت على التعرف على
زوجها , وقابلته , وكان كل شيء قد تغير قبل أن أعرف عنهما شيئاً من قبل , كان كل
شيء قد إنتهى , ولم يعد بإمكاني أن أفعل شيئاً . فما كان مني إلا أن وضعت نفسي
مكان المرأة , ولم أجد لها مبرراً , فوضعت نفسي مكان الرجل ولم أجد غير أن أوجه
لها رسالة عتب لا تحمل غير ما فيها , فما حدث قد تغير إلى الأبد .

إخترت الرحيل إلى عالم
صنعته بنفسك وفضلته على ما عندك وما تملكينه فعلاً , وهذا حقك في أن تكوني أنانية
, وأن تختاري ذاتك وتفضليه على أي شيء تملكينه أو كنت تمتلكينه , أفعلي ما ترينه
من حقك , ولكن يحق لي أن أعلم منك أنك قررت أن تختاري أو أنك فعلاً قد إخترت ونفذت
إختيارك قبل أن تسألنني , لست ممن يلوم أو يلقي بالتبعية على أحد , فكما قلت أنه
من حقك أن تختاري ما يلائمك فمن حقي أن أحصل على إنذار تعلمينني به بما ستفعلينه
من تغييرات في حياتك ينعكس على حياتنا أقصد الصغار وأنا منهم.

دخلت إلى حياتي حيث العشب
الأخضر والزهور البرية التوليب والنرجس التي تظهر من تحت ثلج الشتاء البارد لتقول
أن الحياة بكل جمالها لا تتوقف رغم البرودة التي تعم الحياة , فالقلب يبقى دافئاً
والحب يجري فيه بكل قوة , وبعد الشتاء ربيع وصيف وخريف للتجديد . وحين مددت يديك
لتقطعي زهرة قلت لك توقفي , فهي في أنية الزهر لديك ستعيش يوماً أو بعض يوم , ولكن
إن تركتيها تنمو على غصنها ستعيش أكثر , فقلت لي كم أنت بخيل , أهكذا الحب , عندها
وحرصاً على مشاعرك وحباً بك , قلت : لك الأرض بترابها وزهورها , ألا يكفي ذلك
تعبيراً عن حبي لك ؟

مضت الأيام وتعاقبت الفصول
وبدأت الزهور تقل وإختفت أنواع كثيرة منها . سألت عن السبب فقلت لي أنت لم تعد
تعتني بها لتدخل إليها حبات المطر وترويها .

قلت لك ولكني تركت لك
الأرض وما فيها وأخبرتك عن الضرورة بالعناية بها , وأعطيتك كل وقتي للعناية بك ,
فأنت أغلى زهرة في العمر .

كنت تريدين أن أفعل كل شيء
, وأنت تمتلكين كل شيء , وفعلت .

وعندما وزعت جهدي بين كل
تلك المهام لم أعد استطيع فعل شيء بشكل مرضي , فتحضير التراب وتقليبه أنهك قواي ,
وكذلك الإهتمام بك وحراسة راحتك , أشعرك بالملل من مراقبتي ومن ما تحصلين عليه ,
ولم تكلفي نفسك بمساعدتي خوفاً على نعومة أصابعك , وإكتفيت فقط بأخذ كل شيء دون
كلمة شكر , بل لم تسمحي لي أن أرتاح بحجة ضرورة القيام بالعمل لأحسن إنتاجية الأرض
من الزهور , فتذكرت العبودية والرق وكيف أن أصحاب القلوب القاسية يتركون الثور
يرتاح قليلاً بعد حراثة مضنية ليقوم بعمله مرة أخرى .

وواجهتكبأدب جم وخوفاً من
جرح مشاعرك القاسية تجاهي , فقلت وليتك لم تفعلي , أعرف أن الثور الذي لا يقوم
بواجب الحراثة يتوجب ذبحه .

وفعلت .

من طرف **ابو شهاب** الخميس يناير 07, 2010 3:59 pm

كم رائعة تلك حروف العتاب
شكرا اخ محمد

من طرف **شام** الإثنين مارس 08, 2010 12:51 am

نقف دائماً عاجزين امام نصائحك و كتاباتك

دمت لنا يا سيدي بكل الخير

من طرف **الاستشاري** الإثنين مارس 08, 2010 4:04 am

قوية تلك الرسالة

رائعة تلك الكلمات

صادقة تلك المشاعر

إخترت الرحيل إلى عالم
صنعته بنفسك وفضلته على ما عندك وما تملكينه فعلاً , وهذا حقك في أن تكوني أنانية
, وأن تختاري ذاتك وتفضليه على أي شيء تملكينه أو كنت تمتلكينه , أفعلي ما ترينه
من حقك , ولكن يحق لي أن أعلم منك أنك قررت أن تختاري أو أنك فعلاً قد إخترت ونفذت
إختيارك قبل أن تسألنني , لست ممن يلوم أو يلقي بالتبعية على أحد , فكما قلت أنه
من حقك أن تختاري ما يلائمك فمن حقي أن أحصل على إنذار تعلمينني به بما ستفعلينه
من تغييرات في حياتك ينعكس على حياتنا أقصد الصغار وأنا منهم.

دخلت إلى حياتي حيث العشب
الأخضر والزهور البرية التوليب والنرجس التي تظهر من تحت ثلج الشتاء البارد لتقول
أن الحياة بكل جمالها لا تتوقف رغم البرودة التي تعم الحياة , فالقلب يبقى دافئاً
والحب يجري فيه بكل قوة , وبعد الشتاء ربيع وصيف وخريف للتجديد . وحين مددت يديك
لتقطعي زهرة قلت لك توقفي , فهي في أنية الزهر لديك ستعيش يوماً أو بعض يوم , ولكن
إن تركتيها تنمو على غصنها ستعيش أكثر , فقلت لي كم أنت بخيل , أهكذا الحب , عندها
وحرصاً على مشاعرك وحباً بك , قلت : لك الأرض بترابها وزهورها , ألا يكفي ذلك
تعبيراً عن حبي لك ؟

مضت الأيام وتعاقبت الفصول
وبدأت الزهور تقل وإختفت أنواع كثيرة منها . سألت عن السبب فقلت لي أنت لم تعد
تعتني بها لتدخل إليها حبات المطر وترويها .

قلت لك ولكني تركت لك
الأرض وما فيها وأخبرتك عن الضرورة بالعناية بها , وأعطيتك كل وقتي للعناية بك ,
فأنت أغلى زهرة في العمر .

كنت تريدين أن أفعل كل شيء
, وأنت تمتلكين كل شيء , وفعلت .

وعندما وزعت جهدي بين كل
تلك المهام لم أعد استطيع فعل شيء بشكل مرضي , فتحضير التراب وتقليبه أنهك قواي ,
وكذلك الإهتمام بك وحراسة راحتك , أشعرك بالملل من مراقبتي ومن ما تحصلين عليه ,
ولم تكلفي نفسك بمساعدتي خوفاً على نعومة أصابعك , وإكتفيت فقط بأخذ كل شيء دون
كلمة شكر , بل لم تسمحي لي أن أرتاح بحجة ضرورة القيام بالعمل لأحسن إنتاجية الأرض
من الزهور , فتذكرت العبودية والرق وكيف أن أصحاب القلوب القاسية يتركون الثور
يرتاح قليلاً بعد حراثة مضنية ليقوم بعمله مرة أخرى .

وواجهتك بأدب جم وخوفاً من
جرح مشاعرك القاسية تجاهي , فقلت وليتك لم تفعلي , أعرف أن الثور الذي لا يقوم
بواجب الحراثة يتوجب ذبحه .

وفعلت .

لا أجد حروفاً تعبر عن محبتي لكم . أترك الأحاسيس تخبركم , وليس بعد الإحساس من تعبير صادق .

أسعدتني كلماتكم , أتمنى أن استحقها .

من طرف **شيماء الشام** الإثنين مارس 08, 2010 5:55 am

وحرصاً على مشاعرك وحباً بك , قلت : لك الأرض بترابها وزهورها , ألا يكفي ذلك
تعبيراً عن حبي لك ؟
حقاً إذا أكرمت الكريم ملكته , و إذا أكرمت اللئيم تمردا

دائما أجد التميز وقد ارتبط باسمك
سيدي الفاضل
واجد التجديد في متصفحك
والمتعة لما أحسه من رقي اسلوبك
وعذوبة قلمك
دمت بهذه الروعة والتآلّق
لكِ ودي سيدي

لا ترحلي هكذا

لا ترحلي هكذا

رد: لا ترحلي هكذا

رد: لا ترحلي هكذا

رد: لا ترحلي هكذا

رد: لا ترحلي هكذا

رد: لا ترحلي هكذا