اضطهاد زوجتي

اضطهاد زوجتي

السائل : mostshry قبل الدخول في مشكلتي سأعطي لمحه عن حياتي
أولا : والـدي منفصلين عن بعضهما، والكل منهم متزوج وله ذريه أمي إنسانه
مؤدبه جدا وخلوقه وتخاف الله ولقد عشت عندها إلى عمر 6 سنوات وبعدها
انتقلت لأعيش عند أبي وعمري 6 سنوات ورأيت عنده كل أنواع ( تحطيمي ) من سب
وشتم وضرب وإهانه وتحقيري وتحقير والدتي وأقاربي من جهتها ...الخ فلقد كان
والدي ( يشرب الخمر في المنزل ليس كثيرا - يشاهد الأفلام الإباحية في
غرفته - يستعمل بعض أنواع المخدرات مثل الكبتاجـون ) وكان كثير الشك في
شرف كل النساء وكل الرجال أيضا وكان لا يصلي وكان يعاملني وكأني سائق أو
خادم بعض الأحيان وبعض الأحيان أشعر أني الطفل المدلل الوحيد في هذا الكون
.
*هذه لمحه عن حياتي تجاوزتها وللحمد لله ولكن ظننت أني خرجت سليم من هذا
المعاملة السيئة ! ولكن لكم ما حصل بعد زواجي : في بداية زواجي كنت زوج
عصبي جدا وأغضب من أتفه الأسباب أعرف أن زوجتي تحبني كثيرا ولكن حينما
أغضب من أتفهه الأسباب أقوم بسبها وشتمها وتشككيها في حبها لي مثل قولي
لها ((عمرك ما حبيتيني)) بالرغم أني في قرارة نفسي اعرف أنها تموت
فيني.كما أني أريد منها اهتمام كبير جدا ولا يرضيني الاهتمام العادي مثال
( أريد أن تتصل بي في اليوم مثلا 10 مرات مثلا إذا كانت عند بيت أهلها
وأريد أن تحسسني بأهميتي في حياتها ) بالرغم أنها لم تقصر في هذا لكن لا
يعجبني العجب بصراحة !! ولو أخطت بأمر (والإنسان بطبعه الخطأ) لا أرضى
بسرعة وأكابر وإن رضيت بعدها وحصلت مشكلة أخرى أقوم بسرد كل خطأ قامت به
سابقا !!وليت الأمر توقف إلى هذا الحد بل وصل إلى أني قمت بضربها على سبب
والله تافهة جدا وتكرر هذا الضرب لفترة من الزمن حتى أصبحت ألجم نفسي
إلجام حتى أكف عن مثل هذا الأمر !! ولكن لا أجزم أني لن اضرب !! لا أعرف
في الحقيقة أسباب هذه الصفة السيئة التي اتصف بها هل انتقلت لي من أبي ؟!!
هل أنا فعلا نسخة من أبي ؟!!
لا أعرف بالرغم أني إنساني ( عاطفي ) وممتاز المعاملة مع الناس لكن يوجد
عيوب أكبر في نظري ( الصراحة المفرطة - الغضب من أتفهه الأسباب - عدم
الرضا مباشرة بعد الغضب والترضية من الزوجة وغيرها - انقلب رجل أحمق عن
غضبي )أنا مقر ومعترف بعيوب نفسي وأسأل الله العزيز الودود الغفور الواهب
المنان أن يرزقني وإياكم حسن الأخلاق كما أني على استعداد تام لتغيير مجري
حياتي للأفضل وأنا على قناعة تامة أني استطيع أن أقلب حياتي سعادة وهم
طفولتي قائمة خبرات ولكن لا يمكنني فعل هذا دون توجيهكم لي وإرشادكم لي .

في البداية أشكر لك طلبك المشورة من خلال هذا المنتدى الاستشارات
وأثني على اعترافك بعيوبك
واستعدادك للتغيير وتفاؤلك وقناعتك بالنجاح فهذا أول خطوات العلاج.
وقبل إعطاء الحلول لمشكلتك -أعانك الله على تجاوزها- أود تذكيرك بأنه من
الأسس التي بني الإسلام عليها العلاقة الأسرية والزوجية السليمة والتي هي
أساس المجتمع ومصدر قوته, المودة والرحمة والمعروف ومبادلة الثقة
والاحترام وحفظ الكرامة وعدم الإضرار.
فالحياة الزوجية هي مصدر السعادة والحبّ والحنان، وهي الملاذ الدافئ التي
يجد فيها الزوجان راحتيهما، وبقرب كل منهما من الآخر يشعران بالسرور. قال
تعالى:{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم
مودةً ورحمه}
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الرجل إذا نظر إلى امرأته، ونظرت
إليه، نظر الله تعالى إليهما نظرة رحمة، فإذا أخذ بكفها تساقطت ذنوبهما من
خلال أصابعهما ).
وقال: ( خيركم خيركم لأهله, وأنا خيركم لأهلي). فأقل ما يمكن أن يقدمه
الزوج للزوجة المحسنة أن يعمل بكل ما في وسعه في سبيل احترام آلامها
وجهدها وضعفها وأحاسيسها، قال تعالى:{هل جزاء الإحسان إلا الإحسان}.
وتنعكس وديّة العلاقة والمعاشرة الحسنة بين الزوّجين على أهل البيت بالأمن
والاستقرار والهدوء والطمأنينة.
وهنا يُتأكد على أهمية الحوار الأسري لحل المشكلات وحسم الخلافات, فهو أفضل وسيلة لحياة أسرية هانئة.
أما سلوك العنف الذي قد يكتسبه الإنسان خلال مراحل التنشئة الاجتماعية-
فالأفراد الذين يكونون ضحية له في صغرهم يُمارسونه على أفراد أسرهم في
المستقبل- ألا أنه لا يجوز بحال من الأحوال اتخاذ ذلك ذريعة لممارسة العنف
البدني أو المعنوي, ويجب على الزوج أن يحسن خلقه مع زوجته ويرفق بها,
ويقدم ما يؤلف قلبها. لقوله تعالى : {وعاشروهن بالمعروف}.
فللعنف الأسري أثار سلبية على الصحة النفسية للزوجة والأبناء مثل:
الاضطرابات الشخصية والسلوكية وفقدان الثقة والقدرة على اتخاذ القرار
والتفاعل مع الآخرين وانخفاض مفهوم الذات والشعور بالذل والحرمان والإحباط
والعجز والاكتئاب والقلق والانطوائية وعدم الأمان والعدوانية.
ومن آثاره الاجتماعية: اضطراب العلاقة بين الزوج وأهل الزوجة وكذلك
علاقاتهما الاجتماعية والطلاق والتفكك الأسري وجنوح الأبناء, ويجعلهم
يكرهون والدهم وتصرفاته ويرغبون في البعد عنه فهم لا يرضون بأي كلمة تجرح
مشاعر أمهم فيميلون أكثر إليها.
وقد ينشأ لديهم استعداداً لممارسة العنف ذاته ضد أنفسهم أو الآخرين فلا تجعل أبنائك يشربون من نفس الكأس.
وأنا أثق بقدراتك- بإذن الله - على تجاوز هذه المحنة فأنت شخص أسست بيت
للزوجية بالرغم من طفولتك غير السارة ومعاناتك من الحرمان العاطفي, ففقدت
الحب والحنان وعانيت من الاضطراب في شخصيتك, بانفصال والدك عن أمك وكذلك
بسبب تطرف معاملة أبيك لك مابين العنف والتدليل. وأنت الآن تبحث عن هذه
العاطفة من خلال إثارة المشاكل مع زوجتك لتعتذر منك وتسمعك ما يعيد لك
توازنك العاطفي اللحظي. وهذا سلوك خاطئ لأنك بذلك تهدم جسور العاطفة
بينكما, فأستبدل ذلك بزرع الحب ولغة الحوار وعوض ما فقدته في طفولتك من
خلال حسن التعامل مع أفراد أسرتك لتحصد دوماً ما حرمت منه.
ومن الإرشادات الهامة التي يجب عليك إتباعها:
1- الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية, ومعرفة حقوق كل فرد من أفراد الأسرة التي فرضها الله تعالى.
2- عند الغضب اتبع الهدي النبوي لتخفيفه بالاستعاذة بالله تعالى من
الشيطان الرجيم, فإن زال الغضب وإلا غير الهيئة التي أنت عليها فإذا كنت
قائما فلتجلس وإلا فاضطجع, فإن لم يذهب الغضب توضأ.
3- لا تكن أسيراً للماضي واعمل على تناسي الخبرات السيئة من خلال
استبدالها بأفكار ايجابية مثل تذكر نجاحك في العمل و اختيار شريكة حياتك
.... وغيرها .
4- إشاعة العاطفة بكل صورها في تعاملك مع أسرتك .
5- الإكثار من الدعاء خاصة في أوقات الاستجابة.
6- إذا أخطأت قدم اعتذارك, فلن ينقص من قدرك الأسف وطلب العفو.وأخيراً
أذكرك بمسئوليتك الكاملة عن كل تصرفاتك, واسأل الله العظيم بأسمائه الحسنى
وصفاته العلى أن يسعدكم في الدنيا والآخرة ويجعل أبنائكم قرة عين لكم.