وأحب بقايا الشعر الأبيض على جانبي رأسي

أخي الغالي

وتبقى مواضيعك محلقة

لا لسن الياس كمفهوم النهاية أو إقترابها جداً جداً

فكرت مرتين ولم استطع أن أرد علمياً على موضوعك سن الياس, فهو من ناحية علمية يبحث في حقائق تتعلق بهذه المرحلة العمرية , ويحاولون إيجاد حلولاً معظمها وفي أحسن الحالات هرمونات تعويضية , أو مركبات كيميائية بدل ما يضمحل إنتاجه بشكل طبيعي في الجسم في مرحلة الشباب وقبل ولوج سن ما بعد الأربعين . هذا السن الذي يجب أن تحلو فيه الحياة بكل جوانبها حتى بامراضها . بدءً من النظارة الطبية للقراءة , إلى ظهور مرض أعراض التوتر الشرياني , أو السكر أو .................

أبعد الله عنا هذه الأمراض ومتعنا بحياة وافرة الصحة والعافية .

أليس رائعاً هذا التطور في صناعة النظارات الطبية بعدساتها الرائعة التي لم تحرمنا القراءة , أليس وجود عقاقير تنظم ضربات القلب وضغط الدم لهذه الفترة العمرية المتقدمة أمر جميل , ثم تبديل قطع الغيار مثل القلب على حساب حياة آخر , والكلية على حساب كلية إنسان رحل لسبب آخر وترك كليته في حالة جيدة . ولكن تبقى حقيقة واضحة :

لا يصلح العطار ما أفسده الزمن

المفاهيم نسبية حول هذا الموضوع , ولكني اقول لك ببساطة سواء أكان الذي دخل في ما يسمى سن اليأس رجلاً أم إمرأة ولا أرى فارقاً كبيراً إلا في أن إعطاء الغرائز الجنسية حيزاً كبيراً جداً ومفهوما مستمراً ومستتراً إلى درجة أن محور الحياة أصبح هو الجنس فجميع ما يقال يدور حول ذلك وأتمنى أن أكون قد أوصلت الفكرة دون كلام جاف فيه بعض الشوك .

هؤلاء الذين يشتكون : لم تعد المرأة جذابة لفئات عمرية شابة فتقول لقد دخلت سن الياس وتنسى أنها أنجبت وأنجبت وعاشرت رجلها سنوات طويلة ولا يبقى على دوام حاله إلا وجه الله. والرجل يبدأ بفقد جزء من حيويته وقدراته على الجنس ناسياً أنه تزوج وعاشر زوجته لسنوات طويلة وأنجب أطفالاً وفعل الكثير . وكلاهما ينكر ما من الله عليه في مراحل عمره السابقة ويريد إستمرار وبقاء الأمور على ما كانت عليه , بالطبع هذا لن يكون وما كان ولن يكون فاليوم لغيري والبارحة كان لي وغداً لي فيه نصيب ولكن ليس كما البارحة .أما اليوم فلغيري ولي فيه دور أيضاً ولكن مستحيل أن أبقى أنا (ذكراً أم أنثى أفتن الناس بجمالي وطاقاتي الحيوية طوال الوقت والزمن) كما كنت .

من لم يعرف جمال كليوباترا , التاريخ يتحدث عنه أين هي الآن . من لم يسمع عن عظمة وقوة رمسيس , وتوت عنخ آمون الشاب الذي يذكره التاريخ رغم موته صغيراً جداً , أين كل هؤلاء . ذهبوا كان لهم نصيب وأتى غيرهم ولم يبقى شيء على حاله , وبدلاً من تسميته سن اليأس لنسميه السن الجميل الذي يرتاح فيه المرء من عبء الجري وراء الحياة . أليست طبقة الباحثين هم الذين قالوا لا يأس مع الحياة ولا حياة مع اليأس , ثم يسمون المرحلة التي تسبق النهاية بعشرين سنة سن الياس ونقبل ذلك منهم ؟؟؟!!!!

أحب صلعتي , وأحب بقايا الشعر الأبيض على جانبي رأسي , وأكاد أموت حباً بتلك التجاعيد التي ظهرت , وأنظر إلى صوري يوم كنت شاباً وأقول من هذا الذي يرتدي هذه الثياب الغريبة , وأعود لأنظر فأرى ابنائي , آه كم أحبكم يا صغاري , كما أحبكم , شيء واحد فقط أتمناه ولو أصبحت عوداً يابساً , فقط أن أراكم تمرحون .

وماذا بعد لماذا كل هذا الإهتمام بسن اليأس وكأن العلماء يملكون القدرة على إعادة شبابهم لأنفسهم , وعن ماذا يبحثون , إن كانوا يبحثون عن صبغة تعيد لون الشعر فليعيدوا الشعر بنعومته إلى الربع الخالي , وإن كانوا يبحثون عن دواء للضغط لينتظم ويموت المرء بالسكتة القلبية الهادئة فليفعلوا , وهل سيجدوا مكواة سحرية لفرد تلك التجاعيد فأين سيذهبون بمساحات الجلد الفائض المترهل بعد فرده ؟ أما أن يتحدثوا عن الجاذبية , والقدرات الحيوية التي كانت للشباب وأن فقدانها يعني ضرورة الموت فور تدهورها , فليسكتوا لأن مثل هذه الأمور أصلاً ليست موضوع بحث فالجميع تمتع بها ولا يزال منها بقايا ولكن بالطبع أخذت طابعاً أهدأ وأحلى , فيه تأمل وليس تهور , فيه حب أرسى قواعده , وليس حب عابر لمجرد ذلك , تخيلوا منظر رجل وقور يلهث وراء جميلة شابة أو العكس غير مقبول لذلك تقل هذه الرغبات مع التقدم بالعمر لتتناسب مع مستجدات الفكر و الشكل الذي عليه من يتقدم به العمر وتذكروا أن عمر الشباب أعطاكم أطفالاً بدأت تزهر فما إنقطع عطركم . فماذا تريدون بعد ألا يكفي هذا ....

لماذا تبدأ حياة التمتع بالرحلات والسياحة ورؤية الدنيا , وإرتداء الملابس الملونة عند الغربيين بعد سن التقاعد , هذا السن الذي يكون عندنا المرء اقرب ما يكون فيه متسولاً للحب وللمادة حيث أن مرتب التقاعد يكاد يهبط إلى حد لا يكفي لأدويته , وأدوية شريكة الحياة .

هذا شيء يجب على أصحاب القرار أن يتدارسوه ويضعوا له حلاً يضمن أن يعيش المتقاعد بقية عمره في شبه إكتفاء للأساسيات على الأقل .

الشاب قد يكبر ويدخل نفق سن اليأس كما يقولون ولم يقرأ ويتثقف , ولكن من كبر وتقدم في العمر لا شك أنه قرأ شيئاً أو أن الحياة ثقفته , ألا يحسد من يعرف أو عاش شيئاً مميزاً وهذا لا يتوفر إلا بمن تقدم بالعمر .

على أية حال من كبرت في السن وتغيرت ملامحها فلتنظر إلى زوجها , لا سيدتي هذه ليست مرآة إنها وجه ذلك الرجل الذي أحبك منذ قرون .

وأنت يا صديقي الرجل , أسمعني كلامك واضحاً ,أجل هكذا ضع أسنانك في فمك وتحدث كي افهمك .

وأضحك , ويسالني لماذا .....

سأرد عليك وستضحك معي على نفسك :

تقول لي أن زوجتك فقدت بريقها وأن وجهها اصبح كالتلال الرمليه يهتز عند اقل هبة ريح في صحراء , فلتضحك يا صديقي أنت تنظر إلى مرآة الحائط , إنه وجهك الذي تنظر إليه وليس وجه زوجتك الذي تصفه . إطمئنوا ايها الكبار الذين يهربون من حقيقة جميلة , ويرفضون أن يقبلوا واقع الكبر كما قبلوا واقع الشباب وتمتعوا به .

من المثل الشعبي البسيط لا تخافوا ستجدون ما يناسبكم ليحبكم وتحبوه

كل قمحة مسوسة وإلها كيال أعور
أحب عمري ولكن يا الله إمنحنا العافية والصحة ولا تحيج عبداً لعبد مثله

من طرف **الاستشاري** الخميس ديسمبر 03, 2009 7:31 am

اطال الله عمرك في اعمال الخير
واسبغ عليك من البهجة والسرور ما تريد
فقد امتعتني واضحكتني
بارك الله بك وبحبك
أحب صلعتي , وأحب بقايا الشعر الأبيض على جانبي رأسي ,

كل قمحة مسوسة وإلها كيال أعور
أحب عمري ولكن يا الله إمنحنا العافية والصحة ولا تحيج عبداً لعبد مثله

منحك الله الصحة والعافية
ولك تقديري واحترامي
لايأس ولا سن لليأس مع وجود الدكتور الرائع محمد

نظرت في المرآة يوما فرأيت شيب لحيتي كأني أراه أول مرة فكتبت:-

ثمارُ العمرِ تُنبىءُ بالحصادِ
ونورُ الشيبِ جَلّىَ لي مَعادي
وأخلاقٌ لها طَبعُ الشبابِ
تنَكَّرَ وجْهُها وَعَصتْ قِيادي
وأضْحَى العُمْرُ أوراقاً تهاوَتْ
علَى كَفِّ الخريفِ إلىَ نَفادِ
وما الأيامُ إلاّ نوحُ باكٍ
علىَ دُنياهُ أوْ ترنيمُ شادي
يُقَطّعُني الزمانُ بِكلِّ فَوْتٍ
منَ الساعاتِ أشلاءً تنادي
ولي عَبرَ الدّروبِ سُطورُ صَفْوٍ
وأخْرَى خَطّها كَدَرُ العبادِ
وَللأحْبابِ أحْوالٌ عِجابٌ
إذا عُرِضَتْ علىَ أهلِ المعَادِ
طويلٌ ليلُهُمْ وَعلىَ خُطاهُمْ
يسيرُ الناسُ في لججِ البلادِ
ولي في مَوطنِ الذكرَى سماءٌ
شربْتُ نجومَها راحٍ وَغادي
ولي روحٌ تَضيقُ بها الفيافي
علىَ رَحْبٍ وَيفنيها التنادي
إذا غَرّتْكَ نفْسُكَ فاعْتقِلْها
وَقوِّمْها بخالصِ الاْعْتقادِ
وَعَوِّدْها الرّضَى في كُلِّ حينٍ
وأسْكِنْها المساجدَ وَالبوادي

ما أحلى أن تطرق الباب بخفة , فيسمعك من بالداخل , لرقة حسهم . ويفتحون لك الباب لتدخل. ومن يقف في الخارج يستغرب هذا الكلام , ويتسائل من هم هؤلاء الذين في الداخل , وعلى أي باب يطرق ؟ وليس هناك من شيء مما يقال !!!

قد لا ترون من كل هذا شيء ولا يمكنكم أن تسمعوا منه شيء , إنتظروا قليلاً وستتوضح لكم الأمور بكل تفاصيلها .

لو كان بيدي العودة بالزمن إلى الوراء لإخترت أن أكون مزارعاً فلاحاً بأيدي متشققة وقلب ناعم كالحرير , أزرع , ليأكل خلق الله مما يمنحنا الرحمن , ما أجمل أن تزرع في موسم خير فتحصد الخير , ويبقى للجميع ما يكفي , ودائماً هناك مايكفي , فقط تمنى الخير , حتماً أنت واجده . ويبقى الأهل والأسرة غطاء الجسد والفكر لمن يشعر بالبرد .

من طرف **حور** الأربعاء يناير 27, 2010 12:32 pm

مصطلح سن اليأس هو مصطلح خاص بالمرأة فقط و ليس الرجل
و قد أتى من الحقيقة العلمية و هي أنها ستيأس من محيضها
و لم يتطرق إسلامنا الذي هو منبع الحقيقة الكاملة لأي ناحية نفسية
للأسف أن هذه المصلطحات من أزمة منتصف العمر و سن اليأس هي مصطلحات غلفها الفكر الغربي الذي نتج من مشاكل أفراده النفسية التي تعاني الخلل و النقص العاطفي
نحن كمسلمون أقرب للفطرة من غيرنا بمراحل
يتزوج الشاب و الشابة و هما في سن صغيرة في عز رغباتهما و حيوتهما حتى إذا ما وصلا لعمر الأربعين تحولت رغباتهما الجسدية إلى رغبات عاطفية
يسعى كل منهما إلى الاستقرار العاطفي
و هي المرحلة المتقدمة من العلاقة الإنسانية بين الرجل و المرأة
" المودة و الرحمة "
لذلك لا نرى منا من يحزن لوصوله للأربعين و الخمسين
لأنه " عاش حياته " و ارتقى فكريا و نضج عاطفيا
رضاه النفسي يتحقق بإشباعات مختلفة عن ما كانت سابقا
أما المجتمع الغربي الذي يعيش الكبت الجسدي منذ البداية لن يتحقق له هذا الهناء و الرضا النفسي
لأنه لم يتشبع جسديا و هذا هو سبب استمرار علاقات رجاله و نساءه على الرغم من كبر سنهم
و لو كانوا فعلا فحولا و ذو قوة جسدية عظيمة تجبرهم على تلك العلاقات على الرغم من أعمارهم لما كانوا بحاجة لأدوية تعينهم
لكن نحن كمجتمعات عربية أصبحنا نتقلد الفكر الغربي بكل ما فيه دون أن نعي الاختلافات الجوهرية التي بيننا و التي لا تمسح بأن نطبق مفاهيمهم و نطلق مصطلحاتهم المنتقصة على أفرادنا
و هذا كله بسبب البحوث المترجمة و البرامج المتلفزة
أنا أشفق على الأجيال الصغيرة الجديدة التي لا تحمل درعا محصنا من الفكر الإسلامي الحقيقي لمواجهة تلك الأفكار الغربية الغريبة عنا

شكرا على طرحك و بارك الله فيك و في قلمك الراقي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

وأحب بقايا الشعر الأبيض على جانبي رأسي

وأحب بقايا الشعر الأبيض على جانبي رأسي

رد: وأحب بقايا الشعر الأبيض على جانبي رأسي

رد: وأحب بقايا الشعر الأبيض على جانبي رأسي

رد: وأحب بقايا الشعر الأبيض على جانبي رأسي

رد: وأحب بقايا الشعر الأبيض على جانبي رأسي