مَن هو السبب في فتور العاطفة بين الزوجين؟ أنت أو هو؟

مَن هو السبب في فتور العاطفة بين الزوجين؟ أنت أو هو؟


قد يشتكي أحد الزوجين من الطرف الآخر؟ زوجي لا يحبني ولا يهتم بي، أو زوجتي تنفر مني!! وتنحى العلاقة الزوجية منحى آخر قد يؤدي بها إلى طريق مسدود؟ فنجد الزوج يبحث له عن زوجة أخرى يجدد معها حياته،

وقد تذبل الزوجة ونراها تشعر بزوجها المراهق الكبير وما يبدر منه من سلوك يحاول أن يخفيه عنها حرصاً منه أولاً على كيان الأسرة، وخوفاً منه على ما تبقى لديه من مشاعر الحب الأول نـحوها، فضلاً عن مشاعرها أمام أبنائهما، فهي مَن احتملت معه كل هذه السنين، حتى كبر الأطفال واستقرت أركان الأسرة من جميع الجوانب المادية والاجتماعية، لماذا تتركين زوجك يبحث عن أخرى خلسة؟ ولماذا تفسحين له المجال ليتحول إلى مراهق بعد سن الأربعين أو الخمسين، ألست أنت السبب في كل هذا؟؟

لا أريد أن أبرئ الرجل من كل هذه الاتهامات وأحولها نـحوك سيدتي، بل أريد أن أوضح لك جانباً مهماً من حياتك بعد سنين التعب والجهاد في بناء بيتك. فالرجل في هذا العمر يصل إلى قمة النضج الجسمي والجنسي والانفعالي والاجتماعي، وتختلف هذه الخصائص من فرد لآخر تبعاً لقوة تكامل الشخصية،من هنا لا بُد لنا من التفاتة قصيرة أبصّرك بها نـحو زوجك في هذا العمر وأنت بالطبع معه وبنفس السن ربما، كل منكما قد كبر وأجهدته الحياة بعد أن كونتما بيتكما معاً كبر أبنائكما وربما تركا لكما البيت فالبنات تزوجن والأولاد إما السفر أو الزواج أبعدهما عنكما، من هنا نجد ان الزوج بحاجة إلى الاهتمام أكثر من قبل، فهو قد تفرغ إلى نفسه، ويريد مَن يهتم به بعد هذا المشوار الشاق من العمر، نراك أيتها الزوجة الوفية قد أحطت كل شيء بعنايتك إلا زوجك الذي هو أول مَن يحتاج إلى الاهتمام الذي نسيت نصيبه منك، نراك جاهدة نفسك بالاهتمام بكل شيء إلا هو، ذهابك إلى بيوت أبنائك وتفقد أحوال بناتك، وإذا كنت موظفة قديمة وقد أنيط لك منصب مهم وكبير يأخذ كل اهتمامك ووقتك قد يتصل بك مرؤوسوك أو مَن هم تحت إدارتك وحتى وأنت في البيت وفي وقت متأخر، وهو لا نصيب له من كل هذا؟؟ وعند عودتك إلى البيت تعودين إلى ملابسك البالية الرتيبة لتتفرغي لإعداد الطعام والأعمال المنزلية. ويأتي الليل وقد أرهقك يوم عملي كامل بين التفرغ للآخرين، وبين عملك اليومي في البيت، فتكونين ضجرة لا تتحملين كلمة منه وفي أغلب الأحيان تصديه عنك بكلمات جافة احداها: أرجوك اني متعبة! ونجده في عمله وقد أحاطت به النساء بأناقتهن وبحسنهن وعطرهن الفوّاح، وخاصة موظفات هذا الوقت من الصبيات اللاتي يأملن بإلتفاته من أحد الموظفين ليكون زوجا لها، وفي استطلاع سريع عن طريق طرح سؤال يسير على موظفات أحد البنوك وأنا أتمازح معهن، وهن يرتدين المسوغات الذهبية وأرقى الملابس وتجد احداهن وكأنها عروس يوم عرسها وخاصة حديثات العهد بالوظيفة، قلت لهن ما هذا الجمال والاناقة؟

إن مقياس استتباب الأمن في بغداد هو عندما نجد النساء في الشارع يمشين بكل ثقة وقد تزينَّ بالمسوغات والملابس الجميلة .. والأكثر أماناً عندما نجد السافرات أكثر نسبة في الظهور في الشارع فهل هذا يؤكد لنا ان الأمن في بغداد قد استتب؟ ضحكت احداهن وقالت: إذا تحجبت كيف أتزوج؟؟ أتزوج وبعد ذلك أتحجب؟؟ فالشباب ينظر إلى الغلاف الخارجي عندما يريد أن يختار شريكة حياته؟ فكيف لو كان هذا الرجل الذي يبحث ليجدد حياته هو زوجك؟؟ وهذا واقع الدوائر الحكومية العراقية حيث نجد أغلبية الموظفين هُن من النساء والأسباب كثيرة منها الحروب التي ساعدت المرأة بالإنخراط بالعمل الوظيفي، وهذا ليس موضوعنا اليوم.

من هنا تأتي المشكلة، هو يحبك ويخاف على مشاعرك، وأنت تصدينه ولا تأبهين لمتطلباته العاطفية واليومية، وقد نسيت حاجاته الأخرى،، وعندما تعلمين انه قد تزوّج عليك تبكين وتقولين: لم أقصر تجاهه بشيء، أهيئ له كل شيء من طعام ونظافة البيت وملابس نظيفة ومكوية .. ليس الحياة فقط ما ذكرت من عناية خارجية قد يستطيع هو القيام بها من دونك، نسيت حاجاته البايولوجية والنفسية .. وهو في هذه السن فالعلاقة الزوجية في هذه المرحلة العمرية تكون علاقة روحية أقوى منها في مقتبل الزواج وتكوين الأسرة، وقد يدعوك للخروج معه إلى السوق أو للسير في الطريق عصراً ليبدد ملل الظلمة نتيجة انقطاع الكهرباء اليومي في هذا الوقت، اختارك شريكة له ليبدد ملله وأنت تصدينه عنك .. نراك تعتذرين منه اذهب وحدك اني تعبة؟؟ فكيف سيكون رد فعله اتجاه هذا الاحباط الذي تملَّكه؟؟ وعندما تداركين الموقف وتخرجين معه نراك تغطين نفسك بالعباءة فوق الدشداشة التي ملت أنظاره من رؤيتها كل يوم .. لماذا لا تتأنقين وأنت خارجة معه وكأنك ذاهبة الى دوامك اليومي؟؟ ما الفرق بين الطلعتين؟ أشعريه انك تحبين الخروج معه بمظهر يبهجه، ولماذا تفسحين له المجال للمقارنة بينك وبين مَن يراهن من نساء مصاحبات لأزواجهن بكل رغبة ومودة وأناقة؟؟

يعيش في صراع .. ألم يكن له الحق أن يبدو مراهقاً برغم سنه؟؟ يختلس النظر إلى هذه وتلك ومَن يراها مع زوجها وأخرى تترقب أن تكون زوجة لرجل يعيش معها .. حتى لو كان متزوجاً فالظروف التي مرّ بها العراق وما خلفه من ويلات وما تركت وراءها هذه الويلات من الكثير من الأرامل، ومَن هي بحاجة إلى مَن يرتب عليها ويحن عليها .. والشرع قد أباح له الأربع .. فما هو موقفك من هذا؟؟

ان كنت غير مبالية بذلك إذاً أتركيه يختار شريكة لك به، وساعديه على الاختيار بمن تتناسب وموازين أسرتك بدلاً من أن يتخبط هو ويختار من لا تناسبه ومن استغلت حاجته بشبابها وغنجها وسيطرت عليه لتتركك تلوكين مرارة ألم تفضيلها عليك، أو ألم ما تدّعين انه خانك معها؟ فلماذا تعتبرينها خيانة وهو يعده حقاً من حقوقه؟؟

ألم تكوني أنت عزيزتي وراء مراهقة زوجك بعد أن وصل إلى قمة النضج .. وقمة الحاجة إلى الحنان والعاطفة؟؟
منقول ....حرفيا