من ظل موضوع الأخصائي

دور الأخصائي الإجتماعي
في المدارس له أهمية كبيرة وإن وضع اللوائح والقوانين شيء والتطبيق موضوع آخر .

من المهم أن يكون
الأخصائي متمتعاً بصفات إنسانية ومصقولة بعلم التربية وعلى سمو أخلاقي عال . وأهل
لمنح ثقة أصحاب القرار في التصرفات المالية وما شابه ذلك .

الطلاب الذين يتكرر فشلهم
أو تدني مستواهم الدراسي يحتاجون لعناية خاصة , حيث أن أولياء أمورهم (البيت)
ليسوا على قدر كاف للقيام بتربيتهم وهناك فرق بين القدرة على التربية والتضحية
وبين مفهوم الطعام والشراب وإن منح الحب والثقة للأبناء مختلف تماماً عن موضوع
تأمين الطعام لهم . ولو أن ما ساقوله فيه بعض من الشطح الفكري إلا أنه وكما في بعض
الدول , حين تتكرر مثل هذه التصرفات من الأهل تجاه تربية الطفل بلا إهتمام تربوي
يأتي دور الجهات الحكومية للقيام بهذه المهمة وقد تأتي بهم لدور رعاية وغالباً
ليست الحل الأمثل ولكن قد تكون أفضل من بعض الأسر مع الأسف .

وقد أثارني الموضوع بشدة
حتى أنني كنت ألهث وأنا أكتب , لشدة إنفعالي . وإن المشاكل التي تستدعي وجود
أخصائي في المدرسة , منبعها البيت وما فيها من مسببات لظهور التلاميذ بهذا الشكل
المحزن .

رايت أن الخلافات الزوجية
والتي تنتهي بالطلاق لها الأثر الأكبر في هذا الموضوع فمثلاً هناك مسألة الإهتمام
بالصغار عند حدوث الطلاق , وتوكيل الحضانة , هذه المسألة بحاجة لإعادة دراسة من
جديد وفق المعطيات الجديدة والمتغيرات التي حدثت في مجتمعنا الحالي , عمل المرأة
وفي كافة المجالات لا يعطيها الحق في الحضانة طالما أنه لا فرق بين المرأة والرجل
في مجالات العمل فيجب أن لا يكون هناك فرق على الإطلاق في موضوع الحضانة أبداً بل
من هو الأكثر كفاءةً له الحق بالحضانة , فهي تعمل وليست متفرغة كما الرجل ووقت
العمل يأخذ قسط النهار كله فلا فرق هنا بين رجل وإمرأة , وقد يكون مرتبها أعلى
ولها القدرة على الصرف أكثر منه , أرى أيضاً أن يقوم هو بالحضانة وتعطيها المحكمة
التي تحكم لها بالنفقة , أن تحكم له بالنفقة الواجبة عليها تجاه الأولاد , أم أن
هذا بعيد عن المساواة , وتبقى المساواة فقط بالقدر الذي يتيح لها التصرف الشبيه
بالرجولة من حيث الإختلاط والحريات المفهومة ولو بشكل مغلوط ويتمتع بها الرجل رغم
أنها ليست حرية بل ما هي إلا بعد عن الأخلاق , لن أناقش الموضوع من وجهة نظر دينية
هي الأصح ولكن من خلال المعطيات التي سادت تفكير المجتمع وأصبحت واقعاً . فالمرأة
تتمسك بالشرع فقط حين تطالب بحقوقها التي يمنحها الشرع في مواقف خاصة ثم هي نفسها
تنتقد الشرع نفسه والذي أعطاها ما أرادت لكنه حد من تسيبها أو تسيبه . ما هذا
التناقض في تطبيق قوانين فيها إجحاف للرجل أكثر من المرأة . ينبغي إعادة النظر في
كل مجريات الأحداث كيفما كان .

من المواضيع التي لها
تفرعات كثيرة والتي تحتاج إلى إعادة صياغة بحيث تنقذ نفسية الأطفال الذين قصرنا
نحن الكبار بحقهم جداً لأنانيتنا ولتفاهة التفكير في الذات فقط ناسين كل ما يحيط
بنا . تمر لحظات علينا لا نفكر إلا في أننا مظلومين ولكن ننسى أننا ظالمون , وحين
تأتي المعاناة نتهرب منها بحجة , نصيب , قدر , إرادة الله , متى كانت إرادة الله
الظلم ؟؟؟؟ أستغفر الله العظيم .

ألا يجدر بمن يعتبر
بعيداً عن الحزن أن يفكر بغيره , ومن هو غيره , أطفال هو أتى بهم إلى الحياة ثم يكتشف
أنه أخطأ بإختيار شريكه ؟؟؟؟!!!!!!

من يحاكي العقل من ؟؟؟؟؟

من يحاكي العاطفة ؟؟؟

من يحاكي الضمير ؟؟؟

أم أن كل ذلك لا أهمية له
أمام متع لحظية في غرفة مقفلة تأتي بصغار هم زينة الحياة الدنيا , ثم نهرب بعدها
إلى خارج الغرفة , وخارج المكان الذي هم فيه , أليسوا نتاج عملنا , .

لقد رأيت الكثير من
الآلام والأحزان نتيجة هذه الأنانية ولكن من يتعظ لا أحد .

حتى نفسي , أسألك اللهم
أن تنزل مع ماء المطر بعضاً من الرحمة الإنسانية ربما إستنشقناها وعاد لنا بعضاً
منها لضمائرنا , ولكن حتى المطر لم يعد كما كان , نحتاج إلى تغيير زاوية النظر والعودة
إلى الله والأخلاق التي كنا عليها ولننسى موضوع الرغبة الجامحة , والزواج ليس
تجربة مدفوعة الثمن سرعان ما تنتهي بعد نفاذ الوقت المخصص للمبلغ المدفوع , قد
أكون قسوت في كلماتي ولكن آلمي أكبر وما أراه مع الأسف منتشراً في الأوساط التي
نالت قسطاً من المعرفة . وكلما علت تلك المعرفة علمياً كلما أخذت طابعاً أكثر
سوقية وقسوة في التعامل مع الطلاق وأصبح الصغار مثل الحجارة أو أقل شأناً في
التراشق بين من كانا زوجين ويعرفان تضاريس الحياة بدقة لا يعرفها أحد عن الأخر غير
هذا الشريك القديم .

يا الله إرحمنا من شيطان
النفس إرحمنا يا رب فنحن يبدو أننا فقدنا القدرة على قهره وإستسلمنا له وأسكناه فينا
.