أقول لها .. هل أنت زوجته أم زوجة العقرب؟

بقلم : نورة المسيفري

يستشيرني كثيرون في الشؤون الأسرية مما جعلني عالمة ببواطن الأمور والأسرار وأتاح لي فرصة التعرف علي المشكلات التي يعانيها الرجال والنساء.. والوقوف علي نقاط التشابه والاختلاف بينهما.

ولعل أكثر ما يشكو منه الأزواج هو إهمال زوجاتهم وخاصة بعد مجيء الأطفال.. حيث يبلغ الإهمال ذروته فيتحول الزوج إلي جهاز صراف يقتصر دوره علي توفير المادة لا غير!!!

والأسوأ أن بعض الزوجات العاملات استغنت حتي عن هذا الدور.. فصار الزوج كائنا مهمشا لا دور له.. ولا قيمة بعد أن أدي مهمته ووظيفته في إنجاب الأطفال.

لا اهتمام يذكر ولا تلبية احتياجات عامها أو خاصها فيشعر الزوج بالتهميش والموت البطيء حيث لا تشبع احتياجاته للحنان والرعاية والاهتمام مما يضطره إلي البحث عن ملاذ آخر أو يكتفي بما حدث في التجربة الأولي ولا يرغب بتكرار التجربة مما يفاقم المشاعر السلبية بداخله!!

إن المتأمل في مخلوقات الله عز وجل يصل إلي أسرارها العجيبة.. وحينما يطيل التأمل تتبلور أمامه نقاط الالتقاء بينها وبين الإنسان أجل المخلوقات وأعظمها.

إن عالم الحشرات بالذات تتجلي فيه حقيقة مخيفة وهي تخلص الأنثي من الذكر بمجرد حدوث الإخصاب فتقتله شر قتله وهذا لغز غريب ولكنه يبقي حقيقة.

فذكورالعناكب والعقارب وحتي النحل الأجمل والأكثر نفعا يموتون بعد تأديتهم دورهم في التكاثر!!موت حقيقي حيث تفني الذكور في ذات اللحظة التي تقوم فيها بدورها الحيوي.

وهذا مشهد أليم وغريب وفي قمة القسوة إلا أن القسوة تبدو اشد وأكثر إيلاما وحزنا حينما تنتقل هذه الصفة بصورة أو بأخري علي البشر فتجد بعض النساء وقد تحولن إلي إناث العقارب تقتل زوجها معنويا بمجرد مجيء الأطفال فتحرمه من جل حقوقه و تهمله إهمالا شديداً يدفعه دفعا للبحث عن تلك الحقوق خارج البيت سواء في إطار شرعي أو خلافه خاصة أن المجال الآن صار أسهل ولا يحتاج إلي السفر خارجا لاستعادة عرشه المفقود!

فما هو السر الذي يدفع المرأة إلي اقتراف هذه الجريمة في حق إلفها وشريك حياتها وحبيبها؟

فإن كان التزاوج في الحشرات لا يعدو كونه علاقة بيولوجية بحته ففي الإنسان يرتقي المفهوم حتي يكون سكنا تكلله المودة والرحمة!!

إن الزواج قدر جميل ييسر الله عز وجل من خلاله التقاء شريكين ليبنيا حياة تحكمها الخيارات ولكن لا يوجد خيار بين الزوج والأبناء لتختار الزوجة أطفالها وتخصهما بعاطفتها وحنانها ورعايتها وتتجاهل الزوج الذي شاركها سر وجودهم!

وإن لم يحدث التجاهل عمدا فإنه يحدث وليس للمرأة عذر ..

إن فهم الأدوار فهما جيدا والعمل علي إدارة الوقت والمشاعر وإعطاء كل ذي حق حقه يعيد الأمور إلي نصابها ويأتي بالسعادة من أوسع أبوابها ويبقي الزواج زواجا.

كما أن للزوج نصيبا في المحافظة علي العش الجميل حتي لا يخرج منه الحب والاهتمام وذلك بالمشاركة الحقيقية في كل شيء حتي تخف الأعباء عن الزوجة فتعرف كيف توازن بين الأحباء.

ويبقي الحوار هو مفتاح الحلول المشتركة فترك الأمورعلي علاتها لتتراكم وتتحول إلي سد فاصل يساهم في تعميق الهوة ويحول المرأة إلي أنثي عقرب!!

مؤمنة تماما بأن الزواج لا ينجح إلا بتضافر الجهود بين اثنين آمنا بأن بيتهما لبنة من لبنات المجتمع لا بيت عنكبوت فإن أوهي البيوت بيت العنكبوت.

إنها دعوة موجهة للمرأة أولا فهي برأيي عمود البيت إن صلحت صلح البيت وإن لم يحدث فعلي الأسرة والبيت السلام لتعيد حساباتها وتوازن مشاعرها فلا تظلم طرفا لحساب الآخر.

كما أنني أوصي الرجل وهو الشريك القوام والعقل الراجح والقلب الكبير أن يحتوي زوجته ويخفف عنها الأعباء حتي تجد له مكانا يليق بعطائه وتعبه من أجلها.

فهذه هي الشراكة الحقيقية التي تؤسس لبيت سعيد و بعيد عن أشباح الخيانة الزوجية أو الطلاق أو غيرها من مسببات التعاسة التي تبدو أسهل من العثور علي أسباب السعادة والأخذ بها.

فهل تفعلان أيها الزوجان... نرجو ذلك فذلك هو حق المجتمع عليكما.
أحد الازواج حدثني قائلا: هكذا تعاملني زوجتي بعد أن قاربت الخمسين...
وهنا أقول لها ... هل أنت زوجته أم زوجة العقرب
بقلم : نورة المسيفري