بين تعدد الخليلات في الغرب وتعدد الحليلات في الإسلام

بين تعدد الخليلات في الغرب وتعدد الحليلات في الإسلام ..!!!







إن
هذه القضية ، من إحدى القضايا الأساسية التي اتكأ عليها المستشرقون لغمز
التشريع الإسلامي، ووصف اتباعه بالشهوانية، معتبرين ذلك إهدارا لمكانة
وكرامة المرأة.
وللرد على هذه الشبهة أقول:
إن الاسلام هو كلمة الله الأخيرة التي ختم بها الرسالات ، لهذا كانت
شريعته عامة خالدة تتسع للأقطار كلها وللأعصار قاطبة وللناس جميعا.

لذا تجده يُقدر ضرورة الأفراد وضرورة الجماعات . فمن الناس من يكون قوي
الرغبة في النسل ، ولكنه رزق بزوجة لا تنجب ، لعقم أو مرض أو غيره، أفلا
يكون أكرم لها وأفضل له ، أن يتزوج عليها من تحقق له رغبته مع بقاء الأولى
وضمان حقوقها؟
ومن الرجال من يكون قوي الغريزة، ثائر الشهوة ولكنه رزق بزوجة قليلة
الرغبة في الرجال أو ذات مرض أو تطول عندها فترة الحيض أو نحو ذلك.
فهي لا تشبع نهم غريزته ولا تملأ عينه المتطلعة الى هذه وتلك ، والرجل لا
يستطيع الصبر كثيرا عن النساء ، أفلا يباح له أن يتزوج بأخرى حليلة بدلا
من أن يبحث عنها خليلة؟ أو بدلا من أن يطلّق الأولى؟
قد يكون عدد النساء الصالحات للزواج أكثر من عدد الرجال القادرين عليه
وخاصة في أعقاب الحروب التي تلتهم صفوة الرجال والشباب. وهناك تكون مصلحة
المجتمع ومصلحة النساء أنفسهن بالتعدد.لأن هناك إحدى طرائق ثلاث أمام
هؤلاء الزائدات عن عدد الرجال:
أن يقضين العمر كله في مرارة الحرمان من حياة الزوجية والأمومة، وهي عقوبة قاسية لهؤلاء دون أن يقترفن جرما.
أن يرخى لهن العنان ليركضن وراء شهواتهن ليكنّ أدوات لهو لعبث الرجال
المفسدين الذين يأكلونهنّ ويرمونهن عظما بعد أن تذهب نضارتهن وشبابهن،
ناهيك عما قد يترتب على ذلك من إتيانهن بأطفال غير شرعيين ( أولاد حرام)
ليكونوا عالة على المجتمع وأداة هدم فيه وإفساد.
وإما أن يباح لهن الزواج برجل متزوج قادر على النفقة والإحصان واثق من نفسه بالعدل كما أمر الله تعالى.
ولا ريب أن هذه الطريقة الأخيرة هي الحل العادل الأمثل والبلسم الشافي،
وذلك هو ما حكم به الإسلام { ومن أحسن من الله حُكما لقوم يوقنون } (
المائدة ، 50).
جاء في مجلة ( منار الإسلام) - عدد شعبان 1405، ص 105 ، مقال تحت عنوان :"
تعدد الزوجات رحمة الله بالإنسان " مفاده أنه :" عقب الحرب العالمية
الثانية عقد مؤتمر بمدينة (ميونخ) بألمانيا عام 1948 واستعرض المؤتمرون
حلولا لمشكلة زيادة عدد النساء عن عدد الرجال بعد الحرب بأضعاف مضاعفة ،
فلم يجدوا غير تعدد الزوجات حلا لمشكلة زيادة عدد النساء، مما دعا النساء
أن يقمن بمظاهرة في مدينة ( بون) عاصمة المانيا الغربية يطالبن على أن
يُنص في الدستور على إباحة تعدد الزوجات.
إن نظام التعدد في الإسلام نظام أخلاقي إنساني ، فهو لا يسمح للرجل أن يتصل بأي امرأة شاء وقتما شاء.
فلا بد من إجراء العقد وإعلانه ولو بين نفر محدود ولا بد من موافقة أولياء المرأة بهذا الاتصال المشروع.
ويستحب أن يولم الرجل عليه وأن يدعو لذلك أصدقاءه ويضرب له الدفوف مبالغة في الفرح والإكرام.
بينما تعدد الغربيين الذين ينادون لحقوق المرأة وكرامتها وإنسانيتها تعدد لا أخلاقي ولا إنساني.
فهو تعدد لا يقع باسم الزوجات ولكنه يقع باسم الصديقات والخليلات.
وإنه ليس مقتصرا على أربعة فحسب بل هو الى ما لا نهاية له من العدد.
وإنه لا يقع علنا تفرح به الأسرة ولكنه سرا لا يعرف به أحد.
وإنه لا يلزم صاحبه بأية مسؤولية مالية نحو النساء اللاتي يتصل بهن، بل
حسبه أن يلوث شرفهن ثم يتركهن للخزي والعار والفاقة وتحمل آلام الحمل
والولادة غير المشروعة.
إنه تعدد قانوني خال من كل تصرف أخلاقي أو يقظة وجدانية أو شعور إنساني.
إنه تعدد تبعث عليه الشهوة والأنانية ويفر من تحمل كل مسؤولية.
فأي النظامين ألصق بالأخلاق وأكبح للشهوة، وأكرم للمرأة وأدل على الرقي وأبر بالإنسانية؟!
لقد أذاعت الحكومة الأمريكية من خلال المركز القومي لمراقبة الأمراض
أرقاما رسمية تفيد أن عدد حالات الإصابة بأمراض جنسية تناسلية يزداد في
الولايات المتحدة الأمريكية سنويا بمعدل 15 مليون حالة والإيدز ليس أغلبها
، بل هو واحد من مجموع أمراض تناسلية كثيرة .( أنظر : المرأة بين طغيان
النظام الغزلي ولطائف التشريع الرباني ، ص 127).
ونشرت جريدة ( لاغوس ويكلي ركورد) في عددها -20 نيسان 1901- مقالا لسيدة
إنجليزية ، تقول فيه :" لقد كثرت الشاردات من بناتنا وعم البلاء وقل
الباحثون في أسباب ذلك، وإذا كنت امرأة تراني أنظر الى هاتيك البنات وقلبي
يتقطع شفقة عليهن وحزنا ، فماذا عسى أن يفيدهن بثي وحزني ، لا فائدة إلا
العمل ، ولله در العالم الفاضل ( توماس ) فإنه رأى الداء ووصف له الدواء
الكامل والشفاء وهو : الإباحة للرجل بأن يتزوج بأكثر من واحدة ."( أنظر:
المرأة بين الفقه والقانون ، محمد عزة دروزة ، ص 82).
إن الشارع جل جلاله قيد شرعية تعدد الزوجات بطائفة ثقيلة من الشروط ، فشرط
لذلك أن يفرد الزوجة الثانية بمسكن لائق مستقل ، وأن يساوي الزوج بين
الزوجتين في الإنفاق والمبيت والمعاملة التي تدخل فيها المحادثة والمباسطة
وأساليبها...
والحكمة من ذلك :
أولا:أن تتغلب العدالة في علاقة الزوج بزوجته على مشاعر الغيرة التي من
شأنها أن تنسجم بينهما ، ولتوجهها الى تسابق إيجابي لكسب مودة الزوج
ولإشاعة أسباب السعادة في البيتين. ثانيا: حتى لا يقدم على التعدد إلا من
قد دفعته الضرورة إليه ، وذلك بأن يعاني من ظروف وأسباب تدفعه إلى ارتكاب
الفاحشة أو تطليق زوجته الأولى وتحطيم بيته وتشتيت أسرته، إن لم يلجأ الى
البديل الذي لا بديل عنه وهو التزوج بأخرى.
ذلك لأن الذي يهوى أن يعدد ترفا وبدون ضرورة سيجد نفسه محملا بأثقال من شروط الإنفاق والمعاملة.
تذهب جدوى ترفه وتنغص عليه أحلامه التوسعية التي لا ضرورة لها ...
أما ذاك الذي تقوده الضرورة ورغبة الفرار من الوقوع في مقت الله وعقابه،
فإن من شأن هذه الضرورة أن تخفف من أعباء هذه الشروط في حقه وأن تجعله
يشعر بأن ما تحمله لهذه الشروط أيسر وأقرب منالا من مصيبة انزلاقه الى
ارتكاب الفاحشة أو تحطيم حياته الزوجية وتمزيق علاقاته الأسرية.
فوضوية التعدد وبراءة الإسلام منها:
إن واقع التعدد كما يجري في مجتماعتنا ، ليس مرآة صافية للحق الذي رسمناه وأوضحناه.
فهناك من يرتكبون من خلال إقدامهم على التعدد موبقات لا تقل خطورة في ميزان الإسلام عن الانزلاق في الفواحش أو اللجوء الى الطلاق.
كالذين يلجأون عن طريق التعدد الى هجران زوجاتهم.. أو كالذين يفاضلون في المواصلة أو الانفاق...
مما يؤدي الى عواقب ضارة بالأسرة وتحاسد الأبناء وضياعهم وتشرذمهم ، بسبب إساءة استخدام رخصة التعدد.
وهذا العيب ليس عيب الحكم الشرعي ، بل عيب التطبيق له ، الناشىء عن سوء
الفهم أو سوء الخلق والتطبيق ، والإسلام لا يتحمل مسؤولية هذه الموبقة ،
إنما الذي يتحمل مسؤوليتها هو القضاء الإسلامي الذي يجب عليه أن يتعقب
هؤلاء الجانحين بل المجرمين.
فالإسلام لا يرضى لمن أراد التعدد أن يعمر أسرة على حساب أسرة.
بل يأبى ويأنف الشرع الكريم التعدد على حساب ضياع أسرة وتفكيكها وتمزق
أوصالها وهدم أركانها وتشتيت وضياع أبنائها، كما هو الحال الحاصل في كثير
من المجتمعات والبيوتات.
ومن هنا قال العلماء : يكره لمن زوجه تعفه وتكفيه أن يتزوج عليها ، لما
فيه من تعرض نفسه للمحرّم، وذلك لأن الله تعالى يقول { فإن خفتم ألا
تعدلوا فواحدة } ( النساء ، 3).ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" من
كانت له امرأتان فمال الى إحداهما جاء يوم القيامة وشقه مائل".

تحقيق رائع فعلا يظهر الفرق بين المجتمع الاسلامي والمجتمعات الغربية ولاكن في العصر الحاضر استجدت الكثير من المشكلات التي تقف عائق امام الشباب والشابات من غلاء المهور وغيرها التي اتمنى ان تحل قريبا حتى يكون فعلا الزواج هو الحل الامثل لبناء العائلة المسلمة

شكرا لمرورك ولرأيك