طلقت ولا أريد أن يتربي أولادي بعقد نفسية ماذا أفعل

اخي الفاضل جزاك الله خيرا علي إهتمامك ولكن هنالك بعض الأمور التي تشغلني
لقد اتفقنا وديا علي كل شيء النفقة ورؤية الأطفال وكل شيء
ولكن هل أترك اولادي وهم بنت في الخامسة والنصف من عمرها وولد في الثانية والنصف من عمره يذهبون إليهم ويختطلتو بهم ويقيمون معهم يوم او اكثر في الاسبوع ام يكفيهم يوم السبت الذي تم التفاق ان يأخذهم فيه من الساعة 9 صباحا وحتي 9 مساءا
هل اتركهم يذهبون معهم الي المصيف
هل وهل
اشياء كثيرة واسئلة اريد ردا شافيا عنهم
رد خبير نفسي واسلامي يدلني علي ما فيه خير لهم

بسم الله الرحمن الرحيم

أختي الكريمة السائلة : سماح

وكما فهمت من رسالتك إن الطلاق جاء وفق إتفاق ودي والذي غالباً ما يكون منبعه قرارهاديء و مدروس،وأكيد عند إتخاذك لقرارك لم تغفلي عن هذه النقطة والتي تثيرنها حالياً على شكل مشكلة تؤرقك وتقلقك على مستقبل أبنائك .ليس الخطر على الأبناء من الضياع أو الأنحراف في الطلاق بل بتواجدهم في جو أسري مشحون وغير مستقرأومع وجود أب كما صفته لايسمح أو يعوق لك تحقيق تلك التربية الأمرالذي يجعلهم فريسة صاحب السوء أو فكرة السوء ..

لأن الإنسان الذي يقدم على قرار مصيري كالزواج أو الطلاق لابد وأنه وضع تصوراً شلاملاً لحياته بعد هذا القرار من سلبيات وإيجابيات ولا بد أن تكون في الزواج قد غلبت الإيجابيات وفي الطلاق غلبت السلبيات بل طقت واصبحت هي السمة السائدة للآخر . وعندها يكون الطلاق بداية لحياة جديدة خالية من المنقصات أو على الأقل أكثر هدوءاً وإستقراراً من ذي قبل .

أما إذا كان قرارك خوفاُ على أبنائك ومن أجل مصلحتهم فثقي انهم سوف يعون ذلك في الوقت المناسب ، وأنهم لن تضيع جهودك هباءاً من أجل تربيتهم تربية صحيحة ، ولاكن ليس بالإخلال بالإتفاق الودي بينكم بل على العكس إحترام حق ا لآخر وأذكريه بكل خير أمام أبنائه ففي تحقير سلوكه أو رأيه توقعين أبنائك في حيرة وتخبط , خاصة عندما يجدون عنده عكس ما تصفين أو يجدون حباً وحناناً منه تخسرك كل جهودك ومساعيك .

وأما وإنك أتخذتي قراراًلأنك لم تطيقي تحمل الحياة معه بكافة جوانبها ومن ثم من أجل مصلحة أبنائك وتربيتهم تهمك بالدرجة الأولى ولا تريدين أن تخسري أكثر مما خسرت فركزي على تربيية أبنائك وأزرعي فيهم المبادئ التي تريدين، ، فلا تضيعي وقتك في الخوف من واقع يعصى عليك تغييره وإن كان خطأ . بل أنشغلي كيف تسلحين أبنائك بعتاد يواجهون ليس فقط واقع حياة أبيهم بل الحياة بأكملها وما أكثر وأخطر ما ينتظرهم فيها ..

سلحيهم بمخافة الله في السر قبل العلن ، عوديهم على قول الحقيقة و أن الكذب يبطل كل عمل ، ثبتيهم على طاعة الله وانها تنجي من كل كرب أوبلاءٍ وإن نزل ، ذكريهم بأن النفس أمارة ولاكن هنيئاً لمن جاهدها عن الزلل ، علميهم على حسن الطاعة للوالدين وأولي الأمر، دربيهم كيف يواجهون المصاعب وهوى النفس دون ضعف أو كلل .

أعانك الله فأنت في البداية ولا بد من بعض المخاوف و تخبط وسرعان مايزول بتأقلمك مع وضعك الجديد وثباتك على قيمك ، ويقينك وحسن الظن بربك الذي لن يضيع جهودك و مساعيك أولاً وأخيراً .


وفقنا الله وأياك لما يحب ويرضى ، وأعاننا على على انفسنا بما يجنبنا الوقوع في الذنب أو الخطا .

ياعزيزتي الغالية:
لازلنا تحت تأثير عقد المجتمع الذي نعيش فيه
من قال أن الاب يمكنه أن يحفظ أولاده؟
والله لو كان يخاف عليهم لما التحق بالسكرتيرة التي يرتع معها
في مكان كان مقدسا له ولزوجته ام أطفاله
والله لايستحق حتى رؤية أولاده
لانه لايستحقهم
مجتمعنا مجتمع متناقض
مجتمعنا لايحمي المرأة بل يقهرها
محاكمنا تمتلئ بقضايا الاولاد والبنات والنساء
والظالم واحد هو الرجل

أيها المحامون أيها القضاة أيها الشيخ

وأنت فقط تتحكومون بما يجري في المجتمع
كيف لا وأنت جميعا ظالمون


أكره الظلم
أكره المتشدقون الذين يقولون
للمرأة اصبري

والله انهم يضحكون عليها ويخدرون عواطفها وكرامتها

نحترم الرأي والرأي الاخر
بدون تحيز
ولا تحامل

نصائح رائعة من الذين ردوا على الموضوع
فشكرا لهم

جزاكم الله كل خير ...
ساستمع لنصائحكم الغالية واركز مجهودي في تربية أولادي
شكرا لكم

حفظك الله و رعاكي يا اختي
و عند الله لا يضيع الحق
و الله العلي القدير سيعوضك عن كل صبرك على تربية أولادك التربية الصالحة كل الخير
أعانك الله و رعاكي