زوجي ضعيف الشخصية... ماذا أفعل؟

يجيب على هذه الاستشارة د. ليلى بيومي

أن تكون الزوجة مستكينة، خاضعة لزوجها، ضعيفة الشخصية، فهذا بلا شك يسهل مسئولية الزوج القائد الطبيعي للمنزل ..أما أن يكون الزوج هو الخجول، الخائف، ضعيف الشخصية، الذي لا يوفر الحماية لأسرته وبالتالي يساهم في تضييع حقوقهم فهنا تكمن المشكلة، وهي مشكلة كبيرة بالفعل لا يدركها ولا يتصور أبعادها إلا من اكتوى بنارها.

تحكي نفيسة صبحي، مدرسة من القاهرة تجربتها، فتقول: زوجي شديد الطيبة، شديد الأدب لا يعرف الشر أبدًا .. وهو في تعامله معي مثالي .. لا يسألني عن شيء، ولا يعاتبني في شيء، ولا يعترض على أي قرار اتخذته .. وهو ليس له أصحاب ولا علاقات اجتماعية .. من عمله إلى بيته .. وهذه الطيبة الزائدة عن حدها أطمعت الناس فينا، فشقيقه الأكبر مدرس وزوجته طبيبه فأراد أن يفتح لها عيادة في نفس العمارة، فما كان منه إلا أن طلب من زوجي أن يخلي له الشقة التي ورثها عن أبيه في عمارة فخمة وحي راق .. على أن يأتي له بشقة في مكان آخر .. فخضع له زوجي لأنه لا يستطيع أن يواجه أي إنسان قوي، وحينما اعترضت أنا لأحمي حقي وحق أولادي قيدوني بالحبال وأخرجونا من الشقة وأسكنونا في شقة لا تساوي شيئًا بالمقارنة بشقتنا .. من أجل سواد عيون زوجة شقيق زوجي .. وتلاعبوا في الأوراق وضاع حقنا والسبب ضعف شخصية زوجي وجبنه.
وتضيف نفيسة صبحي: إنني حاولت جاهدة أن أعوض هذا الضعف في شخصية زوجي، فأقوم بشراء ملابسنا وكل حاجياتنا، وانتزعت من يده كل مسئوليات القيادة حتى لا أفاجأ يومًا من الأيام أنني وأولادي في الشارع.

أما نادية محروس، حاصلة على دبلوم تجارة، فتقول: لقد تزوجت في بيت العائلة مع حماتي وأشقاء زوجي .. وحماتي سيدة متسلطة ظالمة إلى أقصى حد .. وتجيد استخدام اللسان الجارح والألفاظ القبيحة .. وتضرب أي إنسان في البيت بما في يدها .. وذات مرة طلبت مني طلبًا فلم أستطع القيام به لظروف الحمل والمرض .. ففوجئت بها تنهال عليَّ سبًا وتجريحًا .. فعاتبتها على هذه الألفاظ فأمسكت بالمكنسة وانهالت عليَّ ضربًا .. فجريت إلى زوجي لينقذني منها، فحاول أن يمنعها عني فأوسعته ضربا ً هو الآخر .. بل لطمته على خديه بقسوة .. ثم أدركت الحقيقة بعد ذلك وهي أن زوجي بخلاف أشقائه شديد الضعف، ويرتجف من أمه وأشقائه ويبكي كالأطفال .. وعندئذ سقط زوجي في نظري، فهو لا يستطيع أن يحمي نفسه فضلاً عن أن يحميني .. وأنا متأكدة من الآن أنهم سيأكلون ميراثه من أبيه ولن يستطيع أن يفعل لهم شيئًا .. ولولا أنني أنجبت منه ولدين لما قبلت أن أعيش معه مهما كانت النتائج.

أما سعاد السمري، ربه منزل، فتقول: بعد زواجي من زوجي، صاحب المحل التجاري، لاحظت أنه يعول عددًا من أصدقائه، ينفق عليهم ويعطيهم أموالاً بلا كهدايا، ويأتي بهم عندنا يسهر معهم ويطلب إعداد أشهى الطعام لهم .. ثم تأكدت أنهم ليسوا فقراء بل أغنى منا وأنهم مشبوهون يستغلون زوجي لينفق عليهم فقررت التصدي لذلك .. وبالأسلوب الحريمي الناعم استطعت أن أجعل زوجي يقطع علاقته بهؤلاء، ثم جعلته يكتب المحل والشقة باسمي، وشيئًا فشيئًا أصبحت آمره فيطيع .. وأنا لا أستغل ذلك لفرض نفوذي عليه، وإنما لأحمي أسرتي وأولادي وأحمي زوجي نفسه .. مع العلم أنني لا أتركه يحتاج شيئًا، وأساعده أمام الناس كي يظهر بالصورة المحترمة .. كل ما في الأمر أنه رجل لا يصلح للقيادة ولو تركته لضاع كل شيء.


تقول رشيدة عبد الوهاب: جارنا رجل فاضل مؤدب .. جاورناه سنوات طويلة فلم نر منه إلا كل خير .. إلا أن الله سلط عليه زوجة لا تخاف الله .. لسانها يقطر سمًا .. وجارنا رجل ميسور وزوجته تنفق من مال زوجها على أسرتها بالكامل، الكبير والصغير، المحتاج وغير المحتاج، وحينما احتج مرة سبته سبًا شديدًا، وفي إحدى المرات انهالت عليه ضربًا .. ومن يومها وهي تضربه .. وكل الجيران متعاطفون مع هذا الرجل، ويدعون على زوجته التي لم يسلم أحد في الشارع من لسانها. ولولا أن هذا الرجل طيب ومؤدب ما حزنا عليه.

انتهى كلام رشيدة .. أما في البيت الذي أسكن فيه فقد حدث شيء مماثل .. سمعنا جارنا يومًا يتشاجر مع زوجته، ولأن الأصوات عالية فقد سمع كل سكان البيت هذا الشجار العنيف .. وحينما سب هذا الشاب زوجته سبته سبًا مماثلاً وأكثر، وذهب الجيران ليفضوا هذا الشجار، فوجدوا الزوجة قد تمكنت من زوجها ووجهت إليه لطمات قاسية، وتريد أن توجه مثلها للجيران الذين ذهبوا ليتوسطوا في هذا الصراع العنيف.
ولأن صاحبنا صديق زوجي، فقد جاء إليه بعد ساعات وحكى له بالتفصيل .. فال له زوجي: لا أعتقد أن المرأة التي امتدت يدها إلى زوجها بالضرب سيكون فيها خيرًا، بل ستحاول أن تزيد من ذلك يومًا بعد يوم .. ولكن أرجئ القرار إلى المرة القادمة فإذا تكرر منها ذلك ولو مرة فطلقها.


يقول د. عبد الهادي مبروك أستاذ التربية: لابد للأمور أن تصل إلى حد التوازن فإذا كان الرجل ذا شخصية قوية، مقنع، اتزنت الأمور عند هذا الحد .. أما إذا وجدته الزوجة ضعيفًا، حائرًا، مترددًا .. فسوف تحاول ملأ هذا الفراغ .. والزوجة ذكية، وكثير من الزوجات يبحثن عن هذه السيادة والسيطرة من اليوم الأول .. إلا أننا يجب أن نذكر أن هناك أعدادًا غير قليلة من الرجال لا يحسنون التصرف، بل ويصل الأمر بهم إلى حد السفه وعدم إدراك المسئولية .. ولولا زوجاتهم الماهرات لما أمكنهم أن يستمروا.
فهناك بلا شك زوجات على درجة عالية من حسن التدبير وإدارة شئون المنزل .. وعادة ما يشعر الرجل الضعيف أن زوجته أقدر منه على التصرف فيترك لها الأمور وهذه أمور نفسية دقيقة.
ويضيف د. عبد الهادي مبروك أن ضعف أحد الزوجين وانتقال القيادة للآخر يحل المشكلة .. لكن المشكلة الحقيقية هي أن يكون الطرفان ضعيفين أو يكون الطرفان على نفس الدرجة من القوة فهنا تحدث المشاجرات والمشاكل والخلافات.


يقول د. حسن السباعي أستاذ علم الاجتماع إن المرأة غير المتعلمة والمرأة الريفية عمومًا أكثر طاعة لزوجها، والسبب هو سيادة هذه الأنماط من المفاهيم بين نساء القرى .. حتى أن أهل المرأة هم الذين يأمرونها بطاعة زوجها مهما كانت عيوبه، ويحرضونها على خدمته وخدمه أهله. أما في المدينة فإن نمط المرأة المتعلمة هو السائد .. وتسود أيضًا بعض المفاهيم التي تحرض على استقلالية وحقوق المرأة .. وكل ذلك يساعد المرأة كي تقف في وجه زوجها وتحاول أن تحد من نفوذه وسيطرته .. وغالبًا ما تغذي وسائل الإعلام - خاصة التليفزيون- هذه الأفكار، إلا أن الغلبة عادة ما تكون لمن يملك المال والاقتصاد .
فإذا كان الرجل ثريًا ولا يعاني من مشاكل مالية فإن السيادة والغلبة عادة تكون له، أما إذا كانت المرأة هي المسيطرة ماديًا وهي التي تنفق على الأسرة، فإن القاعدة التي تقول إن الاقتصاد هو الذي يصنع السياسة تنطبق أيضًا على هذه الحالة.
لكن هناك زوجات قد يكن أصحاب أموال ولكنهن ذوات شخصيات ضعيفة وأزواجهن أقوى في الشخصية فتنتقل القيادة مباشرة للزوج.
وهناك متغيرات أخرى مثل أن يكون للزوج أو الزوجة أسرة قوية البأس والشكيمة وموسرة .. فإذا كان الزوج يستند إلى أسرة كهذه وتسودها مفاهيم طاعة المرأة لزوجها وتأكيد نفوذ الرجل، فإن الزوجة في هذه الحالة مغلوبة حتى لو امتلكت المال والشخصية القوية.

أما د. هدى زين الدين أستاذ الاقتصاد المنزلي فتقول: إن الأمر يتوقف على المرأة ونفسيتها وتربيتها والبيئة التي نشأت فيها .. فالمرأة الناضجة العاقلة يهمها في المقام الأول أن تكون أسرتها سعيدة، وتحيا حياة هادئة ليس فيها منغصات، ولا يهمها أن يكون لها نفوذ .. طالما كان زوجها لا يقصر في واجباته الأسرية، وحتى لو حدث تقصير من جانبه فهناك سيدات فضليات يخفين عن الناس ضعف شخصية أزواجهن .. ويعملن على إظهار الزوج أمام الناس في أحسن صورة، ويحاولن علاج هذا الضعف، بإزالة الخجل منه ودفعه إلى الاحتكاك بالناس والاندماج في الحياة الاجتماعية، وإذا كان مترددًا يقفن بجواره بتشجيعه على اجتياز مواقف معينة .. وهكذا.
أما المرأة التي تفرح بضعف شخصية زوجها فهي زوجة غير طبيعية، لأن الأصل الذي خلق الله الكون عليه هو أن الزوج هو حاكم البيت والقائم على أموره .. وطبعًا البيت الذي يحكمه الرجل بحكمته أحسن كثيرًا من البيت الذي تحكمه امرأة.

أما د. عبد الرحمن سالم أستاذ التربية بجامعة طنطا فيقول: إن كثيرًا من الأمهات يدللن أبناءهن تدليلاً زائدًا، وللأسف فهذا التدليل يستمر حتى إلى سن الشباب .. وقد يشارك الأب في ذلك فيوفر للابن كل شيء ولا يحمله أية مسئولية، ثم يفاجأ الجميع بأن هذا الابن لا يعرف عن الدنيا شيئًا ويخشى تحمل المسئولية ولا يعرف كيف يتعامل مع الناس والواقع الذي يعيشه .. ثم يتزوج هذا الابن والزواج مسؤولية كبرى، وعندئذ يجد نفسه في مأزق كبير، وعادة ما يصبح أباً فاشلاً، والسبب في تربيته المبكرة وتدليله.[center]

لكل شخص قدره من الاحترام والمسئولية وماعتقد ان ضعف الشخصية عند احد الزوجين شئ رائع فليحافظ كل شخص على مكانته

ومشكووووور على القصص

شكراً لك على هذه الصور الحزينة
و المرأة التي تطال زوجها بالكلمة الجارحة هذه إمراة لا تستحق الاحترام .
( المرأة التي تفرح بضعف شخصية زوجها فهي زوجة غير طبيعية، لأن الأصل الذي خلق الله الكون عليه هو أن الزوج هو حاكم البيت والقائم على أموره .. وطبعًا البيت الذي يحكمه الرجل بحكمته أحسن كثيرًا من البيت الذي تحكمه امرأة. )

"فهناك سيدات فضليات يخفين عن الناس ضعف شخصية أزواجهن .. ويعملن على إظهار الزوج أمام الناس في أحسن صورة، ويحاولن علاج هذا الضعف، بإزالة الخجل منه ودفعه إلى الاحتكاك بالناس والاندماج في الحياة الاجتماعية، وإذا كان مترددًا يقفن بجواره بتشجيعه على اجتياز مواقف معينة .. "

موضوع واقعي موجود ومتداول كحديث بين كثير من النساء .... والخلاصة النافعة في العبارة السابقة التي قدمتها الدكتورة
هدى زين الدين ...

من طبيعي ان يكون لأحد الزوجيين شخصية مترددة ، لا تملك القدرة على إتخاذ القرارفي الوقت المناسب ، ولا تواجة مشكلاتها بثبات ، تتنصل من بعض مسئولياتها خوفاً من عدم إتمامها على أكمل وجة أو ثقة في الطرف الآخر وفي قدراته على القيام بها
بصورة أفضل ... ومقبول عند البعض إن كانت هي المرأة ولا كن من غير المستساق أن يكون تلك الشخصية هو الرجل ..!
وأنا لا أرى عيباً في ذلك عند كلا الطرفيين لأن مرجع ذلك كله هو تربية وبيئة الآخر .. فإن لم يتقبل طرف تلك الصفات فالتغيير ممكن لأنها مكتسبة وممكنة التغيير... فليس من الصعب إن كانت المرأة تملك تلك القدرات بحكم تربيتها ومكتسبات بيئتها أن تزرعها في زوجها بالتدريج وبذكاء وبدون تجريح أوإهانات تجعلة يتمسك أكثر بتلك الصفات التي تكرهها هي فيه أو تراها عيباً او ضعفاً كما تطلق عليه الكثير من النساء والذي هو ليس في حقيقته عيباً إنما تفاوت في القدرات والإمكانيات و نمط من الشخصيات التي لم تعتاد عليه والذي ربما يحوي الخير الكثير والصفات الجميلة التي لا تقع عينها عليها لتركيزها على صفة أو أثنتين هي تكرهما في الرجال ..

وكذلك الرجل الذي لايحب في زوجته سلبيتها " ولا أقول ضعفها لأن مبدأ القوة والضعف هو مبدأ الغاب ..وليس مبدأ أكرم وأشرف العلاقات على الأرض وهي الزواج" ... أو يتضايق من عدم قدرتها على مواجهة الأزمات الطارئة في المنزل وإدارة المنزل كما ينبغي في غيابه ... ليس صعباً أن يحولها لإمرإة واثقة .. ثابتة .. قادرة على تحمل المسئوليات ومشاركته كل القرارت وأداء المهام والمسئوليات كما ينبغي ... وإلا ما وجدنا نساء في كنف أزواجهن لم نسمع لهن وجوداً وبعد غياب الأزواج ،بإنفصال أو وفاة .. أو غربة ... أصبحن كل شيء في حياة أبنائهن ولعبن كل الأدوار على اكمل وجه ..

المعذرة مداخلتي ليس لقصور في الموضوع بقدر ماهي تأييد وتأكيد على صحة الحلول المطروحة فيه .

الشكر الجزيل أخي مضاف إلية على الموضوع المفيد والمتكامل في طرحة للمشكلة وحلولها .