التباعد بين الأهل والشباب

من طرف **Admin** الجمعة مايو 22, 2009 5:54 am

التباعد بين الأهل والشباب
الشعور بالدفء وانشراح الصدر هو ما تحسه عندما تطأ قدمك البيت العربي المتوارث من الأجداد ، والذي يضم في حناياه العائلة الكبيرة المبنية على علاقة الود والمحبة والتعاون بين أفرادها، و يعيش الجميع تحت سقف واحد ،يجمعهم احترام كلمة الأبوين وعدم الخروج عن طاعتهم .

مع تطور الحياة ، وخروج المرأة إلى الحياة العملية ، أصبح من الصعوبة العيش تحت سقف واحد ، كما أن انشغال الأبناء بالحياة اليومية ،أحدث تباعدا بين أفراد العائلة الواحدة مكانيا ، نشأ مع الزمن جيل جديد مختلف في فهمه للعلاقات الأسرية ، والروابط الاجتماعية .

قد يكون بيع و تحويل الكثير من البيوت العربية القديمة إلى مطاعم أحد أسباب البعد والتباعد بين الأسر، هذه البيوت التي تعتبر رمز الحياة الأسرية المتآلفة حتى وقت قريب .

اختلاف الزمن ، وصعوبة الحياة وتعقد احتياجاتها، لا يعني نكران أصحابه ، إنما التواصل والحوار هما السبيل للتقارب وعدم إحداث فجوة مع أقرب الناس لنا .

ربما ما يجمع الناس على شاشات التلفزة عند عرض المسلسلات التي تمثل علاقات الأسرة الحميمة والطبيعية ما هو إلا حنين أو نقص الشعور إلى دفء هذه العلاقات في الزمن الحاضر

الاختلاف في طريقة التفكير، والتطور لا تعني أن نرفض ما يفكر به الأهل والابتعاد عنهم . لا شك أن لهم وجهة نظر في الحرص والخوف على أبنائهم ، من مغريات الحياة، التي ربما تؤدي إلى الانحراف ، وأيضا بإمكان الأهل استيعاب أبناءهم وإعطاءهم الثقة ويبقى الاحترام والحب سيد المواقف.

من يستمع إلى حفيف أوراق الأشجار في ليلة هادئة من ليلي الصيف .

من يستمع إلى صوت العصافير فوق شجرة الليمون في صحن البيت القديم .

من ينتظر أن تحط فراشة فوق نبتة بجانب بحرة الماء أمام الليوان .

من يفتقد صخب الصغار من أبناء الإخوة والجد يقول طوشتم رأسي وهو لا ينعم بالنوم إلا بهذه الضوضاء .

من ومن ومن

لم نفهم من العصرنة إلا السكن المفرد وبأنه أريح للرأس .

لم نعرف أن البناء الإجتماعي الذي كنا بظله وكانت حياتنا حلوة جميلة ومستورة لم نفقده إلا حين أصرينا على الإنفراد .

ماذا جنينا من كل هذا ؟؟؟

فقدان البيت الكبير وحشر الأبوان في شقة يسمع بها دبيب النمل عند الجيران.

غرفتين في أحسن حال لزواج سيأتي بأطفال لن يستطيعوا التحرك في الشقة الصغيرة .

لم تعد تزورنا الفراشات بل فقط البعوض والذباب .

ليس هناك من عصافير بل ثمة صراصير فقط .

المعارك الزوجية لا يدري أحد بها إلا حين تذهب المرأة إلى بيت أهلها أو يقول الرجل أماه أريدك أن تعتني بأولادي والمحظوظ من كانت أمه حية .

الحنان الذي يتربى فيه الصغار والإهتمام من كافة أفراد الأسرة والمراقبة التي تمنع الإنحراف .

زكثير جداً من الحسنات .

تلك البوتات التي تحولت إلى مطاعم لن نستطيع دخولها لقلة مدخولنا المادي قد حرمتنا حتى من أن نشم تراب البيوت التي مشى عليها الأجداد وقبلهم الأجداد الأوائل .

فقدان التراث يعني التخلي عن الأصالة , والتخلي عن الأصالة يعني , الضياع فهل من أذن صاغية .

أثرت بي الحنين أخي الكريم ............

سميتها فجوة ولكنني أرها خندقاً فيه أفاع سامة وحيوانات تنتظر من يقع فيها لتلتهمه ، ولا يحد من ذلك إلا إبقاء القديم على حاله فليس من حقي إقتلاع شجرة زيتون قد قام بزرعها أجداد أجدادي بحجة أنها لا تثمر .

إزرع واحدة جديدة , وحين أخذ ثمراً منها يمكنني أن أقول للقديمة لقد أديت ما عليك , أليس افضل من إقتلاعها وحرمان بيتي من بضع ثمرات بإنتظار الجديد ليثمر وقد لا يثمر , استورد من بلد أخر .

التباعد بين الأهل والشباب

التباعد بين الأهل والشباب

رد: التباعد بين الأهل والشباب