مرحلة ما قبل الطلاق

مرحلة ما قبل الطلاق
عرفنا الطلاق.. قراراً يُتخذ في لحظة تاريخية لينهي علاقة رجل وامرأة كان من الممكن أن تستمر لو أنهما قرنا التفكير فيه ببعض الدراسة والتأني قبل الإقدام عليه، صحيح أن هناك أكثر من شكل للطلاق يرتبط غالبا بطرف واحد وهو الرجل، لكنني أتحدث اليوم عن الحالة التي تتسع فيها هوة الخلاف بين الزوجين فيفترقان بانتظار الطلاق، حيث يعتقد كلاهما أو أحدهما على الأقل ألا منفذ إلا الفراق، فهل يمكن استثمار هذا الانتظار بشكل إيجابي لصالح تلك العلاقة المقدسة؟
في أغلب الحالات، يكون هناك اقتناع كبير لدى كل طرف بخطأ الطرف الآخر، مما يدفع الاثنين للإصرار على عدم وجود حل بديل عن الطلاق ويعجل بالسير في إجراءاته تبعا لذلك، وفي الغالب تكون أهم الحالات التي تؤدي إلى حدوث ذلك الإصرار واحدا مما يلي:
1- مشكلات ترتبط بأخلاقيات الزوج وتعكس انحرافه كالشرب أو تعاطي المخدرات أو الوقوع في العلاقات المحرمة وما إلى ذلك،
2- السلوكيات المرفوضة من الزوج كالضرب والشتم والتطاول غير المقبول،
3- عدم الاتفاق بشكل يتجاوز الحدود ويحول حياة الأسرة إلى شقاق دائم يُخشى من تأثيره السلبي على حياة الصغار،
4- تهاون الزوج واستهتاره وعدم تحمله لمسؤولياته بشكل سليم،
5- نظرة الرجل القاصرة للمرأة وعدم احترامها والاقتناع بأن من السهل التفريط فيها واستبدالها بغيرها في أي وقت،
6- تسيب الزوجة واستهتارها وعدم تحملها لمسؤولياتها كما يجب،
7- سوء خلق الزوجة وتطاولها على الزوج قولا وفعلا،
8- عدم احترام الزوج والتقليل من شأنه وقد يصل الأمر لمعايرته بشكل أو آخر،
9- اعتبار الطلاق أمرا عاديا وسهلا لدى الطرفين أو أحدهما مما يعجل باللجوء إلى التفكير فيه. بالإضافة إلى أمور أخرى كثيرة يفترق بسببها الزوجان ويعمد كل منهما إلى التفكير في الطلاق للتخلص من المعاناة القائمة حيث قد يطول هذا الوقت الذي يسبق اتخاذ القرار أو يقصر وفقا لكل حالة وظروفها. أعرف أن من الصعب جدا أن نُرجع عدم الوفاق إلى سبب واحد من طرف واحد إذ إن هذا السبب حتى لو كان صعبا إلا أن عدم قدرة الطرف الآخر على التعامل معه قد يكون له دور كبير في تفاقمه واستمراره، وينطبق هذا القول على الطرفين، صحيح أن هناك مشكلات عويصة ترتبط بأمور خطيرة جدا لا يمكن السكوت عنها أو إصلاحها، لكنني أتكلم هنا عن الأمور الأخرى العادية التي يمكن التفاهم بشأنها والتغلب عليها لولا العناد الذي يدفع الزوجين إلى الرفض والصدود وسد الطريق أمام كل الحلول الممكنة، وتزداد صعوبة الأمر حين يكون هناك أطفال، وما أكثر البيوت التي توشك على الانهيار وفيها منهم كثيرون، فلماذا لا يفكر الآباء والأمهات في مصير أطفالهم؟ هل يضمنون الحالة النفسية التي سيكونون عليها بعد انفصالهم؟ هل فكروا في مستقبلهم والحالة التي سيكونون عليها بعد أن تتأزم نفسياتهم وتنعكس المشكلات على شخصياتهم وتوجهاتهم وطرق تفكيرهم؟ هل يضمن كل من الزوجين أن تكون تجربته التالية خيرا من الأولى أو حتى في مستواها؟ وما هو حال الصغار مع زوجة الأب أو مع زوج الأم؟ ومن يضمن ألا يكره الصغار آباءهم أو أمهاتهم خاصة ونحن نرى من صور صغر العقل الكثير حيث يتبارى بعض الآباء والأمهات في تشويه صور بعضهم بعضاً لدى أطفالهم مما يؤدي إلى مشكلات نفسية لا يعلم مداها إلا الله عز وجل؟ على الجانب الآخر هل يكون من السهل على الرجل تحمل نفقات الزواج من جديد ونحن نرى أن الغالبية من الشباب يعانون الأمرين حتى يؤمنوا تلك النفقات في المرة الأولى وبالكاد؟
إنها دعوة للعقلاء من الآباء والأمهات لكي يكونوا حياديين وواقعيين وأمناء مع أبنائهم وبناتهم الراغبين في الطلاق أو الموشكين على الإقدام عليه، لابد من وجود ثغرات يمكن النفاذ من خلالها بحثا عن الحل، كما قد تكون هناك جوانب مفقودة يعين تلمسها على تجاوز المشكلات، أما أنتم أيها المندفعون نحو المجهول، فأعيدوا التفكير في الأمر، فتشوا في أعماقكم فقد يجد كل منكم شيئا من التقصير في داخله لم يتنبه إليه سلفا، صحيح أن هناك مشكلة ما تدفع إلى الفراق، لكن من يدري، فربما يكون هناك شيء آخر جدير بإعادة التفكير والتأني.. أنا لا أعتمد كثيرا على التضحيات أو التنازلات خاصة من طرف واحد فهذه غالبا لا تبني استمرارية جيدة، لكنني أقول فكروا في اللقاءات الأولى والحب القديم والذكريات الحلوة، ليبادر كل منكم بنية صادقة وقلب صاف، فمن يريد الإصلاح فعلا يغمر الله حياته بالتوفيق والسداد.

من المؤسف ماتصل اليه الامور بين الزوجين حتى يصلوا للطلاق
جزاك الله حيرا في تبيين بعض الاسباب

موضوع على قدر قسوته يجب على كل زوجين معرفة ما يقدمان عليه من خطوات من ايام الخطوبة حتى المراحل الأخيرة من الانفصال , و يتعرفوا على نتائجها المخيفة

قد يشعرالزوجان بأن الطلاق سهل وهو الحل الوحيد ولكن سوف يدفعان ثمنه غالياً جداً جداً جداً في القريب العاجل ،
أما في يوم الحساب فسوف يحاسبان على ما فعلوه
بأبنهائهما من تشويه لحياتهم وحياة تلك الذرية التي لن تنتهي
إلا يوم الحساب .