أسرار الزوجات المالية..!

أسرار الزوجات المالية..!
الكاتب: ابتسام حلواني

اشتعل حوار صغير بين مجموعة من الزميلات حول إمكانية إطلاع الأزواج على الأرقام السرية لبطاقات الصرف الآلي الخاصة بزوجاتهم، ففي حين كانت هناك فئة ترى ألا مانع من ذلك كانت هناك فئة أخرى تعارض الأمر بشدة وتعتبره تجاوزا لا يمكن تقبله أبدا.
كانت الفئة المعترضة أشد حدة في النقاش حيث برر أفرادها الرفض بعدة أسباب يمكنني حصرها في التالي:
1- أن للمرأة خصوصيتها وأسرارها التي يجب عدم إطلاع أي شخص عليها أيا كان، 2- أن بعض الأزواج يستغلون معرفتهم لأرقام بطاقات زوجاتهم السرية في متابعة وضعهن المالي ومعرفة ما تملكه الواحدة منهن وما تضيفه أو تحذفه أولاً بأول، 3- أن بعضهم يستغل معرفته تلك في تكليف الزوجة بتحمل عبء الإنفاق في أي احتياج يمس البيت أو الأطفال أو الأسرة عموما، 4- أن بعضهم يتصرف بحرية تامة في حسابات الزوجة بناء على تلك المعرفة وقد يسحب أموالاً من رصيدها بعلمها أو بدون علمها دون تردد أو تبرير، 5- أن بعضهم قد يسرق أموالها أو يتصرف فيها دون علمها ولا تستطيع هي منعه أو الوقوف في وجهه، 6- أن إطلاع الزوج على هذه المعلومات قد يعرضها للتسرب بشكل أو بآخر خاصة إذا كان الزوج من النوع الغافل أو المستهتر، 7- أن بعض الزوجات لا يرغبن في إعلام أزواجهن بما يفعلنه في أموالهن حيث إن بعضهن يساندن أسرهن أو صديقاتهن ماديا مما قد لا يعجب الزوج في بعض الأحيان، 8- أن الأزواج أنفسهم يرفضون إطلاع زوجاتهم على أرقام بطاقاتهم السرية أو أي معلومات عن حساباتهم أو أموالهم.
وفيما قالت إحدى الزوجات أن زوجها يعرف جميع المعلومات المتعلقة بأموالها وأنها لا تعرف أي شيء عن أمواله أو حساباته قالت أخرى أنها تعرف جميع المعلومات المرتبطة بأموال زوجها أما هو فلا يعرف أي شيء عنها، بل إنها تضطر للنزول من السيارة عند قيامها بسحب بعض المال من أجهزة الصراف برفقته أو تضطر للجلوس في المقعد الخلفي لتتمكن من سحب المال بنفسها.
قد يرى البعض أن هذا الموضوع عادي جدا ولا أهمية لطرحه أو مناقشته، لكنني في الواقع أفكر أبعد من ذلك، فأنا أنظر إلى ما يعكسه من معان وتبعات على المدى الطويل، إذ إنني وبالرغم من استنتاجي بأن النقاش انتهى إلى عدم الاتفاق إلا أنني ظللتُ أفكر في الأمر مليا.. ما هي نوعية العلاقة التي تربط بين الأزواج والزوجات في مجتمعنا؟ ما هي درجة التفاعل الروحي التي تصل إليها تلك العلاقة أيا كان عدد السنين التي مرت عليها؟ ما هو حجم الثقة المتبادلة بين الطرفين؟ هل هناك حدود للصدق والشفافية في هذه العلاقة السامية؟
إذا كانت المرأة تأمن زوجها على حياتها ونفسها أفلا تأمنه على مالها؟ وإذا لم يملك الزوج القدر الكافي من الثقة بزوجته فكيف يسكن إليها ويعتمد عليها؟ أعتقد أن علاقة الشراكة الأبدية التي تربط بين الزوجين السويين بالحب والمودة إنما تعني أن يثق كل منهما بالآخر، وأن يحترمه ويسانده، فإذا حدث هذا أصبح من الطبيعي أن يعرف كل منهما معلومات الآخر بما في ذلك أسراره المالية دون أن يعني هذا حتمية التدخل أو الإساءة، فلكل خصوصيته التي يجب على الآخر احترامها، ولكل حريته التامة في التصرف بماله كما يحب دون إغفال أهمية المشاركة الجميلة التي تقوم عليها أية علاقة زوجية سليمة.
بقي أن أنوه بأن في مجتمعنا كأي مجتمع آخر رجالاً يشوهون معنى الرجولة باستغلالهم لأموال زوجاتهم أو حتى بناتهم والتعدي على حقوقهن بشكل مقيت، هذه النوعية يكون من الأجدى فعلا منع أفرادها من معرفة تلك الأسرار، ولو أنني أخشى أن هؤلاء لا يحتاجون أصلا لمن يطلعهم عليها فهم يغتصبونها قسرا لكنهم سيُحاسَبون على فعلهم إن عاجلا أو آجلا.